إسطفانس وإبراهيم

1فسألَه عظيمُ الكهنةِ: "أهلْ هذه هي هكذا؟" 2أمّا هو فقال: "أيُّها الرجال، يا إخوتَنا وآباءَنا، اسمعوا. إلهُ المجدِ تراءى لأبينا إبراهيمَ حينَ كانَ في ما بينَ النهرين، ولم يكنْ بعدُ أتى ليَسكنَ في حرّان. 3فقالَ له: اخرُجْ من أرضِك ومن عندِ أبناءِ عشيرتِك وتعالَ إلى الأرضِ التي أريك. 4عندئذٍ خرجَ إبراهيمُ من أرضِ الكلدانيّين وأتى فسكنَ في حرّان ومن هناك، حينَ ماتَ أبوه، نقلَه اللهُ إلى هذه الأرضِ التي أنتم ساكنونَ فيها اليومَ. 5وما وهبَ له ميراثًا فيها، ولا موطئَ قدمٍ أيضًا، وكانَ وعَدَ أنَّه يعطيها كميراثٍ له ولزرعِه، حين لم يكنْ له ابنٌ. 6فتكلَّمَ اللهُ معهُ وقالَ له: يكونُ زرعُك نزيلاً في أرضٍ غريبة، فيستعبدونهُ ويُسيئونَ إليهِ أربعمئةِ سنة. 7والشعبُ الذي يُمارسُ العبوديَّة، أنا أُدينُه، يقولُ الله، وبعد هذه يخرجونَ ويعبدونني في هذا المكان. 8ووهبَ له عهدَ الختان. حينئذٍ وَلدَ إسحقَ وختنَه في اليومِ الثامن، وإسحقُ ولَدَ يعقوب ويعقوبُ ولدَ آباءَنا الاثنَي عشر. (أع 7: 1-8)

*  *  *

إسطفانس. رجل مميَّز. لم يكن معروفًا من قبل. اختاروه، وضعوا عليه الأيدي. فحصل له ما كان يحصل في العهد القديم. مُسح داود مثلاً، فأعطاه الروح القوَّة. وإسطفانس امتلأ نعمة. نتخيَّل. امتلأ من الله. وهذه النعمة أعطته القدرة على صنع العجائب، شأنه شأن الرسل. ما نلاحظ: هو دم جديد يدخل على الكنيسة. أمّا القديم فيبقى قديمًا. والذي يريد أن يستمرَّ نهجٌ من النهوج في الكنيسة يقود الكنيسة إلى الموت. حدَّثنا سفر الأعمال عن إسطفانُس، لأنَّه فتح طريقًا في البشارة لم تكن معروفة من الرسل الذين لبثوا في أورشليم وفي الجوار، يكلِّمون فقط أبناء الأراميَّة.

أمّا السبعة فراحوا في خطٍّ آخر. فيلبُّس رفيق إسطفانس راح إلى السامرة. والجماعة التي تحلَّقت حول إسطفانس الذي كان رائدًا قبل بولس، وصلت إلى أنطاكية. ما هي الخطيئة التي اقترفها هذا الشهيد الأوَّل في الكنيسة؟ يسوع يغيِّر التقاليد الموسويَّة. ثمَّ لماذا التعلُّق بالهيكل أكثر من اللازم؟ فهذا لن يبقى منه حجر على حجر. ذاك ما قال يسوع للتلاميذ. فلماذا الانتظار الطويل في الإطار اليهوديّ، ويسوع قال للرسل حين أطلقهم بأن لا يسلِّموا على أحد في الطريق، بأن لا يضيِّعوا الوقت في مجادلات سخيفة، بأن لا يلبثوا جالسين على الطريق مثل متسوِّلين، مثل طيما. مرَّ يسوع، فسار طيما وراءه في الطريق. فماذا تنتظر كنيسة أورشليم أن تفعل؟ وكنائسنا؟


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM