الخطيئة الأولى

1ورجلٌ ما كان اسمُه حنانيا باعَ حقلَهُ مع امرأتِه التي كانَ اسمُها سفيرة. 2حملَ بعضًا من ثمنِه وخبَّأه، وكانتْ امرأتُه عارفةً به. فأتى بقِسمٍ من الفضَّةِ ووضَعَه قدَّامَ أرجلِ الرسل. 3فقالَ له سمعان: "يا حنانيا، لماذا ملأَ الشيطانُ هكذا قلبَك فكذبْتَ على الروحِ القدسِ وخبَّأتَ من الفضَّة التي هي ثمنُ الحقْل؟ 4أما كانَ لك قبلَ أن يُباعَ؟ وبعد أن بيعَ، أما كنتَ أيضًا مسلَّطًا على ثمنِه؟ فلماذا وضعتَ في قلبِك أن تصنَع الأمرَ هذا؟ أنتَ ما كذبْتَ على البشرِ، بل على الله." 5فلمّا سمع حنانيا هذه الكلمات، سقطَ ومات. وكانَ خوفٌ عظيمٌ في كلِّ الذين سمعوا. 6وقامَ أولئك الشبّانُ بينهم، ولفُّوه وأخرجوه وقبروه.

7وبعد حوالي ثلاثِ ساعات، دخلَتْ امرأتُه أيضًا وما كانَتْ عارفةً بما كان. 8فقال لها سمعان: "قولي لي، أبهذا الثمنِ بِعتُما الحقل؟ أمّا هي فقالت: "نعم، بهذا الثمن." 9فقال لها سمعان: "لأنَّكما اتَّفقتُما على تجربةِ روحِ الربِّ، ها أرجلُ قابري زوجِكِ في البابِ وهم يُخرجونَك." 10وفي تلك الساعةِ، سقطَتْ قدَّامَ أرجُلِهم وماتَتْ. فدخلَ هؤلاء الشبّانُ فوجدوها ميتة، فاجتذبوها ونقلوها وقبروها إلى جانبِ زوجِها.

11وكانَ خوفٌ عظيمٌ في الكنيسةِ كلِّها وفي كلِّ الذين سمعوا. (أع 5: 1-11)

                                                *  *  *

الخطيئة الأولى، الكذب على الروح القدس. قُدِّم الخبر بشكل دراماتيكيّ، يؤثِّر في قلب المؤمنين الأوَّلين وفي قلوبنا أيضًا. ظنَّ حنانيا واسمه يعني حنان الربّ أنَّه يقدر أن يكذب على الله كما يكذب على الناس. ومثله زوجته سفيرة، ومعنى اسمها اللازورد أو الياقوت الأزرق.

هذا ما ندعوه الخبر التقويّ الذي ينطلق من الواقع ويحمِّله المعنى الروحيّ. ربَّما مات هذان الزوجان لسبب أو لآخر. أمّا الكاتب فربط موتهما بالكذب بدون أيِّ حاجة إلى دراسة السبب الخارجيّ. هي طريقة سفر الأعمال بأن يعيد كلَّ شيء إلى الروح القدس دون المرور في الأمور المادِّيَّة والبشريَّة. مثلاً، أراد بولس ورفاقه أن يمضوا في طريق ما، فعرفا أنَّ الروح "منعهما". كيف ذلك؟ لا يُقال لنا. ولكن المهمّ أنَّ الفريق الرسوليّ لم يمضِ في هذا الطريق. وهنا أيضًا: الروح القدس هو الذي كشف كذبهما وعاقبهما.

لا نتوقَّف عند التفاصيل، بل نصل إلى المعنى الروحيّ. الكنيسة لا تُبنى على الكذب ولا على حبِّ المال ولا على الجشع. نلاحظ كيف أنَّ المؤمنين الأوَّلين كانوا يرمون المال عند أقدام الرسل لكي يوزَّع بحيث لا يكون محتاج فيما بينهم. في هذا المجال قال بولس الرسول: كأنَّ لا شي لنا ونحن نملك كلَّ شيء. وقال: يكفينا القوت والكسوة... هكذا أراد الروحُ أن تكون الكنيسة منذ البداية وهكذا نريدها اليوم وكلَّ يوم. والويل لمن يكذب!


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM