23ولمّا أُطلقا أتيا لدى إخوتِهما. وروَيا لهم كلَّ ما قالَ الكهنةُ والشيوخُ. 24وهؤلاء لمّا سمعوا، رفعوا معًا صوتَهم نحوَ الله وقالوا: "يا ربّ، أنتَ هو الله، يا مَنْ صنعتَ السماءَ والأرضَ والبحارَ وكلَّ ما فيها، 25يا مَنْ أنتَ تكلَّمتَ بيدِ الروحِ القدس، بفمِ داودَ عبدِك: لماذا ارتجَّتِ الشعوب، والأممُ فكَّرتْ باطلاً. 26قامَ ملوكُ الأرضِ، والسلاطينُ تشاوروا معًا على الربِّ وعلى مسيحِه. 27لأنَّه اجتمع حقيقةً في هذه المدينةِ، على القدّوس، ابنِك يسوع، الذي أنتَ مسحتَ، هيرَودسُ وبيلاطسُ مع الشعوبِ وجماعةِ إسرائيل. 28ليعملوا كلَّ ما سبقَ ورسمَتْ يدُك ومشيئتُك أن يكونَ. 29والآنَ يا ربُّ تطلَّعْ إلى تهديداتِهم وانظُرْ، وهَبْ لعبيدِك الجرأة بحيثُ يكونون كارزينَ بكلمتِك. 30وأحِلَّ يدَكَ للشفاء وللمعجزاتِ وللآياتِ التي تكونُ باسمِ ابنِك القدُّوسِ يسوع."
31ولمّا طلبوا وتوسَّلوا، تزلزَلَ المكانُ الذي كانوا فيه مُجتمعين، وامتلأوا كلُّهم روحًا قدسًا وكانوا يُعلنون كلامَ الله بجرأة. (أع 4: 23-31)
* * *
وعاد بطرس ويوحنّا إلى الجماعة، بعد التهديد والسجن. من يدافع عن هذا القطيع الصغير؟ البشر؟ ماذا ينفع الاحتماء بالبشر؟ وحتّى بالعظماء؟ هم مثل الشوك يحترقون، كما يقول المزمور. الأساس الأساس الاحتماء بالله. لذلك بدأوا يصلُّون، إلهُهم هو كلّيُّ القدرة، خالق السماء والأرض. وخالق هؤلاء البشر، الأقوياء، الذين يحسبون نفوسهم آلهة، بيدهم الموت والحياة. كان يدعو النبيُّ إشعيا "الملك القويّ"، منشارًا أو منجلاً في يد الله. فماذا يمكن أن يكون هذا الملك الصغير، هيرودس، وهذا الوالي الحقير بيلاطس الذي انتهت حياته في المنفى؟
صلَّى الرسل، رتَّلوا المزمور الثاني حيث الله ومسيحه يبتسمان أمام ثورة الأمم على المسيحيِّين الأوَّلين. كلُّ ما يستطيعون أن يعذِّبوا الجسد! أن يقتلوا الجسد. ولكنَّهم لا يستطيعون أن يفعلوا أكثر من ذلك. عذَّبوا يسوع، صلبوه. ولكنَّه قام من بين الأموات وهو حيٌّ إلى الأبد. وهكذا يكون وضع الذين يسيرون معه. وكلَّ مرَّة يُحسبون ضعفاء فإذا هم أقوياء. وكلَّ مرَّة يُحسبون مهزومين يكونون منتصرين. وأيُّ انتصار بعد أن قال لهم الربّ: "تقوَّوا، أنا غلبت العالم".
صلَّوا. نادوا الربّ. فأرسل إليهم الروح القدس كما في يوم العنصرة. فاهتزَّ المكان كما في زلزال يدلُّ على حضور الروح وقدرته. طُلب منهم أن يسكتوا، ولكن بفعل الروح انطلقوا من جديد يعلنون كلمة الله بجرأة.