(وتابع بطرس خطبته:) 22"أيُّها الرجالُ، يا بني إسرائيل، اسمعوا الكلماتِ هذه: يسوعُ الناصريّ، الرجلُ الذي تراءى عندَكم من لدنِ الله بالقوّاتِ وبالآياتِ وبالمعجزاتِ التي صنعَ الله بيدِه بينَكم كما أنتم عارفون. 23هذا الذي كان مَفروزًا لهذه بسابقِ معرفةِ الله وبإرادتِه، أسلمتموهُ بأيدي الكفرةِ وصلبتموهُ وقتلتموه. 24ولكنَّ اللهَ أقامَه وحلَّ حبالَ الشيولِ لأنَّه غيرُ ممكنٍ أن يُؤخَذَ في الشيول. 25لأنَّ داودَ قال عليه: "سابقًا كنتُ أرى الربَّ في كلِّ حين، وهو على يميني لئلاّ أتزعزعَ. 26لهذا ابتهجَ قلبي وتهلَّلَتْ تسبحتي، وجسدي أيضًا يسكنُ على الرجاء. 27لأنَّك ما تركتَ أنتَ نفسي في الشيول، ولا وهبتَ صفيَّك يرى الفساد. 28كشفتَ لي طريقَ الحياةِ وتملأني بهجةً مع وجهِك." (أع 2: 22-28)
* * *
هي خطبة بطرس بعد العنصرة، بعد أن شرح الرسول ما حصل في هذا اليوم المجيد من حلول الروح القدس على التلاميذ بشكل ألسنة نار، حدَّثهم عن يسوع فقدَّم خلاصة الإنجيل في بضع آيات: عرفتُم يسوع ورأيتم عجائبه. ثمَّ: سمح الله فأُسلم إلى أيديكم. ذاك هو مخطَّط الآب الذي أرسل ابنه. أُسلم لكم فصلبتموه. والمرحلة الأخيرة: قام من بين الأموات. كانوا يعتبرون أنَّ الإنسان الذي يموت يكون في "الشيول" أو مثوى الأموات، هو مقيَّد كما في سجن ولا يستطيع أن يخرج من هناك. أمّا يسوع، فلا يمكن أن يبقى في قبضة الموت. وبما أنَّ الأمر صعبٌ على الناس، عاد بطرس إلى الكتاب المقدَّس، إلى المزمور 16. ماذا يقول عن يسوع؟
الربُّ بجانب صفيِّه. إذًا هو لا يغيب. لا يبقى في الموت، ولا يصيبه الفساد. صُلب يسوع وسار في طريق الموت مثل جميع البشر، لأنَّه شابهنا في كلِّ شيء. ولكنَّ الطريق التي اتَّخذها أوصلته إلى الحياة. ومع أنَّ الكلام كان عن يسوع وآلامه، إلاَّ أنَّ الفرح هو الذي يملأ قلبه. وكذلك السرور. كان الموت في الماضي مكان اليأس، فصار مع يسوع مكان الرجاء. ونحن نموت مع يسوع ونقوم مع يسوع.