اسمه الربُّ الإله

 

قراءة من نبوءة عاموس (4: 9-13)

ضربتكم باللفحِ واليرقان، وكثيرًا ما أكل الجرادُ الزحاف جنائنكم وكرمكم وتينكم وزيتونكم، وما تبتُم إليّ، يقول الربّ.

أرسلتُ إليكم الوباء الذي أرسلته بالأمس على مصر، وقتلتُ في الحرب شبَّانكم وسلبتُ خيلكم، وأصعدتُ نتنَ معسكركم إلى أنوفكم، وما تُبتم إليَّ، يقول الربّ.

ودمَّرتكم كما دمَّرتُ سدوم وعمورة، فكنتم كعدوٍّ منتشل من الحريق، وما تُبتم إليَّ، قول الربّ.

لذلك أفعل بكم هكذا يا بني إسرائيل، وبما أنِّي أفعل بكم هكذا، فاستعدُّوا للقاء إلهكم يا بني إسرائيل! فالذي يصوِّر الجبال، ويخلقُ الريح، ويبيّن للبشر فكره، ويجعلُ الظلمة فجرًا، ويطأ مشارف الأرض، اسمه الربُّ الإله القدير.


 

من هو هذا الذي يهدِّد أدوم، عمّون، موآب، بل دمشق وصور وغزَّة؟ هل يستطيع أن يفعل كما يقول؟ أما يشبه آلهة تلك الأمم التي لها عيون ولا ترى، لها أيدٍ ولا تفعل؟ هذا الإله يقول لبني إسرائيل: "استعدُّوا للقاء إلهكم" (4: 12).

هو من "صوَّر الجبال" وخلقها. هذه المواضع التي تكرِّسونها لبعل ولسائر الآلهة، الربُّ خلقها، كوَّنها. هو من "خلق الريح". لم تكن موجودة وها هي موجودة بيده. هو من يدخل إلى عمق الإنسان ويكشف فكره، لا شيء يُستَتر عليه. ينطلق من الظلمة فيجعلها فجرًا، وهكذا ينقل البشر من الليل إلى النهار. هو الرفيع الرفيع الذي يطأ مشارف الأرض. يدوسها برِجله حين ينزل من أعلى السماء. هل عرفتم اسمه؟ "اسمه الربّ الإله القدير" (آ13). هل فهمتم؟

وهدَّد النبيُّ "تحوِّلون العدل (الذي يُثلج قلب المظلوم) إلى علقم (إلى سمِّ الموت) وتلقون الحقَّ إلى الأرض" (5: 7). ولكنَّ الحقَّ يُرفع ولا يُداس! قال: "يا ويلكم". أتعرفون من يتكلَّم فيدعوكم إلى التوبة والبكاء؟

"هو الذي خلق"، على مستوى السماء "الثريّا والجوزاء". على مستوى الوقت: "يحوِّل الظلمات صباحًا والنهار ليلاً مظلمًا." والبحر بأمواجه الصاخبة، يدعوه كما يدعو الإنسان كلبه وهرَّه. من جهة، يضع له حدًّا. وإذا أراد "يفيض مياهه على وجه الأرض." هل عرفتم اسمه؟ "الربّ" (5: 8). يهوه. الإله الذي هو. لا نستطيع أن نسمِّيه. بل نتحدَّث عن وجوده الفاعل في الكون. أمَّا الذين يحسبون نفوسهم أقوياء بحيث لا تطالهم يد، الربُّ "يُنزل الخراب عليهم وعلى قلاعهم" (آ9).

رفعتم مذبحًا للآلهة، سوف يسقط. هربتم من وجه الربّ، في الهاوية، من هناك يأخذهم في السماء، من هناك يُنزلهم (9: 2). من يفعل كلَّ هذا؟ الربّ، سيِّد السماء والأرض. إن مسَّ الأرض ارتجفت، ماجت مثل موج البحر. لم تبقَ ثابتة، "علاليه في السماء"، "قبَّته على الأرض". وأخيرًا هو "من يدعو مياه البحر ويصبُّها على الأرض" (آ6). هذا مستحيل! أما رأيتم يسوع المسيح، أما سمعتموه ينهر الريح ويقول للبحر: "اصمتْ، اخرس!" وما إن تكلَّم حتَّى "سكنت الريح وساد هدوء تامّ" (مر 4: 39). اسمه الربّ. هل فهمتم قدرته حين يناديكم؟ فماذا تنتظرون لكي تطيعوا كما يطيع البحر، كما تركع الأرض، كما تنحني السماء؟


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM