تناولوا، خذوا كلُوا

إذا سألكم أناس من محيطكم: "لماذا تتناولون مرارًا؟" قولوا لهم: "لكي نتعلَّم أن نحبَّ الله. لكي نتنقَّى من نقائصنا، لكي ننجو من شقاواتنا، لكي نتعزَّى في ضيقاتنا، لكي نستند في ضعفنا." قولوا لهم: "نوعان من الناس ينبغي أن يتناولوا بتواتر: الكاملون لأنَّهم مستعدُّون أفضل استعداد. فهم يخطأون خطأ كبيرًا بأن لا يقتربوا من ينبوع الكمال. والناقصون، لكي يستطيعوا أن يتطلَّعوا صوب الكمال. الأقوياء، لئلاَّ يضحوا ضعفاء، والضعفاء لكي يضحوا أقوياء. المرضى لكي ينالوا الشفاء والأصحَّاء لئلاّ يقعوا في المرض. وأنت، كناقص وضعيف ومريض، تحتاج مرارًا بكمالك، بقوَّتك، طبيبك. قولوا للناس: على الذين لا تنفعهم الأمور البشريَّة أن يتناولوا مرارًا، لأنَّ الأمر سهلٌ عليهم. والذين تثقلهم أمور العالم يتناولون لأنَّهم محتاجون إلى ذلك. وإنَّ الذي يعمل كثيرًا ويحمل الأثقال، عليه أن يأكل الطعام القويّ وبشكل متواتر. قولوا لهم إنَّكم تتقبَّلون القربان المقدَّس لتتعلَّموا كيف تتقبَّلونه، لأنَّنا لا نحسن عملاً إذا كنَّا لا نمارسه مرارًا.

*  *  *

فصل من رسالة القدِّيس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنتوس (11: 23-26)

 

 

23لأنّي أنا تقبَّلتُ من ربِّنا ذاك الشيء الذي سلَّمت لكم: إنَّ ربَّنا يسوعَ في تلك الليلةِ التي فيها كان مُسلَّمًا، أخذَ خبزًا 24وباركَ وكسرَ وقال: "خذوا كلوا هذا هو جسدي الذي هو مكسورٌ لأجلكم. كونوا هكذا صانعين لذكري." 25وكذلك من بعد أن تعشَّوا، وهب أيضًا الكأسَ وقال: "هذه الكأسُ هي العهدُ الجديد بدمي. هكذا كونوا صانعين، كلَّما أنتم شاربون، لذكري. 26كلَّ مرَّة أنتم آكلون هذا الخبز وشاربون هذه الكأس، موتَ ربِّنا أنتم ذاكرون حتّى مجيئِه.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM