كرامة الجسد

 

العهد الزواجيّ بين الله والبشريَّة في جسد المسيح هو الأساس السرّيّ لكلِّ الاتِّصالات الجسديَّة التي أراد بها يسوع المسيح أن يلمس البشر ليشفيهم، وأكثر من ذلك ليخلِّصهم. ما احتفظنا مرارًا من الإنجيل إلاَّ أقوال المسيح وكأنَّه ليس سوى "بلاغ" يصل إلينا. ونسينا أنَّ تاريخ يسوع هو أسراريّ، وأنَّ الكلمة ترافق الفعل وتضيء دومًا على حدث الاتِّصال الجسديّ بين الله والإنسان.

حين التقى يسوع بأبرص، تحرَّكت أحشاؤه، فمدَّ يده ولمسه وقال له: "شئتُ، فكنْ طاهرًا" (مر 1: 41). فحرِّيَّة حبِّ العريس للعروس تجعله يسمح بأن يلمسوه في قلبه، ويلمسه الخطأة. هذا ما يعطينا الإحساس بكرامة جسدنا. وحين يعطينا المسيح جسده في حميميَّة نجد رسمتها في الاتِّحاد الزواجيّ، فهو يطلب، في تبادل الحبّ، تقدمة ذواتنا في جسدنا.

*  *  *

من إنجيل ربِّنا يسوع المسيح للقدِّيس متَّى (19: 3-12)

 

3وقَرُبَ إليه الفرّيسيّون، ومُجرِّبين كانوا له وقائلين: “أمُحلَّلٌ للإنسانِ أن يُطلِّق امرأتَه في كلِّ علَّة؟” 4أمّا هو فأجابَ وقال لهم: “أما قرأتم أنَّ ذلك الذي صنعَ من البدء، ذَكَرًا وأنثى صَنعَهما؟ 5وقال: من أجلِ هذا يَتركُ الرجلُ أباهُ وأمَّه ويلتصقُ بامرأتِه ويكونانِ اثناهما واحدًا. 6إذًا، ما هما اثنان، إنَّما جسدٌ واحد. إذًا ما زوَّجه الله لا يفرِّقُه الإنسان. 7وهم قائلون له: “فلماذا أوصى موسى (الرجلَ) أن يعطيَ كتابَ طلاقٍ ويُطلِّقَها؟” 8فقالَ لهم: “تجاهَ قساوةِ قلبِكم، أذِنَ موسى لكم أن تطلِّقوا نساءَكم لكن من البدءِ لم يكُنْ هكذا. 9وأنا قائلٌ لكم: مُطلِّقٌ امرأتَه حيثُ لا زنى وآخذٌ أخرى، هو زانٍ. وآخذُ مُطلَّقةٍ زانٍ.” 10فقالَ لهُ تلاميذُه: “إذا وُجدَت هكذا ملامةٌ بين الرجلِ والمرأةِ فلا فائدةَ من أخذِ امرأة.” 11أمّا هو فقالَ لهم: “ما كلُّ إنسانٍ يطيقُ هذا الكلام إلاّ من وُهبَ لهُ. 12فهناكَ الخصيانُ الذين من بطنِ أمِّهم وُلدوا، وهناك الخصيانُ الذين كانوا خصيانًا من الناس، وهناك الخصيانُ الذين هم جعلوا أنفسَهم خصيانًا من أجلِ ملكوتِ السماء. فالقادرُ أن يَحتمِلَ يَحتمِلُ.”

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM