ثقة مطلقة

ليس من الضروريّ أن نرى بوضوح ما في قلبنا لنقدِّمه بكلِّ بساطة، في فعلة كلُّها ثقة.

نؤمن بكلِّ هدوء أنَّنا محبوبون. وهذا يبقى حقيقيًّا حتَّى إن كنَّا لا نحسُّ ظاهريًّا بذلك.

فحقيقة ذواتنا مخفيَّة في أعمق مكان من قلبنا. فإذا أردنا أن نستشفَّ سرَّه، لا نسعى أكثر ممّا يجب لكي نخرقه. فلكي نستشفَّه، نحتاج إلى نظر آخر، إلى طريقة خطرة في النظر، ونحتاج بشكل خاصّ إلى القبول،

قبول فيه تحسُّ إرادتنا أنَّها ملتزمة في العمق، بأكثر ما فيها من حميميَّة،

قبول في الإيمان، قبول يكون فعلَ إيمان.

نريد صلاة لها قيمتها على مستوى ما نحسُّ به ونشعر، ولكن عبر فقرنا الذي نعيشه على هذا المستوى، يُحفَر شيء في أعمق منطقة في كياننا.

نأخذ فقرنا كما هو، ونعيده إلى يدَي الربّ. والجوهريّ في الصلاة يجد أصدق تعبير له في بساطة متواضعة، محتشمة.

*  *  *

من إنجيل ربِّنا يسوع المسيح للقدِّيس لوقا (1: 46-55)

 

46فقالَتْ مريمُ: “معظِّمةٌ نفسي الربَّ. 47وابتهجَتْ روحي بالله مُحييَّ 48لأنَّه نظرَ إلى وَضاعةِ أمتِه. فها منَ الآن الطوبى تُعطِي لي القبائِلُ كلُّها. 49لأنَّه صنعَ نَحوي عظائم، ذاك الذي هو قَديرٌ وقدُّوسٌ اسمُه 50وحنانُهُ لأجيالٍ وقبائلَ على الذين يَخافونَهُ! 51صنَعَ انتصارًا بذراعِه، وبدَّدَ المُفتخرينَ بفِكرِ قلوبِهم. 52قلَبَ الأقوياءَ عن عروشِهم ورفَعَ الوضعاء. 53الجياعَ أشبعَ خَيراتٍ والأغنياءَ أطلقَ فارغِين. 54عضَدَ إسرائيلَ عبدَه، وتذكَّرَ حنانَهُ. 55كما قيلَ مع آبائِنا، مع إبراهيمَ ومع نسلِه للأبَد.”

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM