عرس قانا

هذا المشهد الفريد في الأناجيل، الذي فيه نرى العذراء تستغني عن موافقة يسوع، فتفرض عليه، نوعًا ما، أن يعمل لكي تنال منه المعجزة التي تطلب، هذا المشهد هو خارق العادة إذا اكتشفنا المعنى الرمزيّ الذي يخبِّئه لنا.

ليس الموضوع أن نرضي المدعوِّين الذين "انتفخوا" فنعطيهم نبيذًا أطيب من ذاك الذي أُعطيَ لهم حتَّى الآن. وليس الموضوع أيضًا زواج شابّ وشابَّة لم يرَ يوحنّا من الضرورة أن يذكر اسميهما. الموضوع هو اتِّحاد الله والكنيسة، أفراح الزواج بين يسوع ربِّنا والنفس. والموضوع ليس الماء الذي يتحوّل إلى نبيذ، بل النبيذ الذي يتحوَّل إلى دم.

أعراس قانا مناسبة وشعار. فيها نرى رمز الإفخارستيَّا. قيل إنَّ العهد القديم صورة مسبقة عن العهد الجديد ويمكن القول أيضًا إنَّ بعض المقاطع في الإنجيل ترسم مسبقًا مقاطع أخرى في الأناجيل. فأعراس قانا هي صورة مسبقة عن العشاء السرّيّ. فالمعجزة الأولى التي أجراها المسيح في بداية حياته العلنيَّة، تعلن تلك التي يجريها ليلة آلامه وموته.

*  *  *

من إنجيل ربِّنا يسوع المسيح للقدِّيس يوحنَّا (2: 1-11)

 

1ولليومِ الثالثِ، كانَ عرسٌ (وليمةٌ) في قانا، مدينةِ الجليل، وأمُّ يسوعَ كانتْ هناك. 2ويسوعُ وتلاميذُه دُعوا أيضًا إلى العرس. 3ونفدتِ الخمرُ، فقالَتْ ليسوعَ أمُّه: "ليسَ لهم خمر." 4فقالَ لها يسوع: "ما لي ولكِ، أيَّتها المرأة، ما أتتْ ساعتي بعد." 5فقالَتْ أمُّه للخدَمِ: "الشيءَ الذي يقولُ لكم اصنَعوا." 6وكانَ هناكَ ستُّ أجاجينَ حجرٍ موضوعةٍ لتطهيرِ اليهود، واسعةٍ اثنينِ اثنينِ كَيلينِ أو ثلاثة. 7فقالَ لهم يسوعُ: "املأوا هذه الأجاجينَ ماءً." فملأوها إلى فوق. 8فقالَ لهم: "صبُّوا الآنَ وقدِّموا لرئيسِ المتَّكأ"، فقدَّموا. 9وعندما ذاقَ رئيسُ المتَّكأ هذا، ذلك الماءَ الذي صارَ خمرًا، وهو ما كان عارفًا من أينَ كانَتْ، أمّا الخدَمُ فكانوا عارفينَ لأنَّهم هم ملأوها ماءً، دعا رئيسُ المتَّكأ العريس، 10وقالَ له: "كلُّ إنسانٍ يقدِّمُ أوَّلاً الخمرَ الطيِّبة، ومتى ارتووا عندئذٍ التي هي أقلّ. أمّا أنتَ فحفظتَ الخمرَ الطيِّبَةَ حتّى الآن."

11هذه هي الآيةُ الأولى التي صنعَ يسوعُ في قانا الجليل، وأظهرَ مجدَهُ فآمنَ به تلاميذُه.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM