نلنا مواهب الروح

فصل من رسالة القدِّيس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنتوس (12: 1-11)

 

1أمّا على الروحيّات، يا إخوتي، فأنا مُريدٌ أن تعرفوا. 2أنَّكم وثنيّين كنتم، ومُنصرفين للأوثانِ التي ليس لها صوتٌ ولا تمييز. 3من أجلِ هذا أنا مُعرِّفكم أنْ ليس إنسانٌ مُتكلِّمٌ بروحِ الله وقائل: محرومٌ هو يسوع. وأيضًا ليس إنسانٌ قادرًا على القولِ يسوعُ هو الربُ إلاّ بالروحِ القدس. 4فتقسيماتُ المواهبِ موجودةٌ، لكنَّ الروحَ واحدٌ هو. 5وتقسيماتُ الخدماتِ موجودة، لكنَّ الربَّ واحدٌ هو 6ووُجدتْ تقسيماتُ القوّاتِ لكنْ واحدٌ هو الله الصانعُ الكلَّ في كلِّ إنسان. 7لكن يُوهَبُ لإنسانٍ إنسانٍ تجلّي الروحِ كما هو نافعٌ له. 8فمنهم من وُهبَ له بالروحِ كلمةُ الحكمة، ولآخرَ كلمةُ المعرفةِ بهذا الروح، 9لآخَرَ الإيمانُ بالروحِ عينِه، لآخَرَ مواهبُ الشفاء بهذا الروح، 10لاخَرَ القوّات، ولآخَرَ النبوءة، ولآخَرَ تمييزُ الأرواح، ولآخَرَ أنواعُ الألسنة ولآخَرَ ترجمةُ الألسنة. 11لكنْ كلُّ هذه هو الروحُ الواحدُ عاملُها، ومُقسِّمًا لكلِّ إنسانٍ كما هو مُريدُ.

*  *  *

نحن نلنا سرَّ العماد المقدَّس. يعني نلنا مواهب الروح. كلُّ هذا يجعلنا نتصرَّف بحسب فكر الله. وما هو رائع في الكنيسة هو أنَّ هذه المواهب متنوِّعة، وأنَّ كلَّ واحد منَّا ينال موهبة من أجل الخير العامّ. لا موهبة لي بحيث أتنعَّم بها. عندئذٍ تكون لهلاكي لا لخلاصي. فإن أُعطيت موهبة "النبوءة" أي حمل الكلمة، فهذا يعني أنَّني أستثمرها من أجل خير الجماعة. أو موهبة الحكمة أو موهبة المعرفة...

فأنا أكتشف الموهبة التي نلتُها من الروح القدس فأنمِّيها وأجعلها في خدمة الجماعة. والويل لي إن افتخرتُ لأنِّي نلتُ هذه الموهبة أو تلك: هي من عند الله. لهذا، نحن لا نفتخر بها كأنَّها من عندنا. فالرسول قال: من يفتخر فليفتخر بالربّ. وقال القدّيس يعقوب: كلُّ موهبة هي من لدن أبي الأنوار.

الموهبة تعلِّمنا التواضع. نحن ضعفاء والروح يقوِّينا. نحن جهَّال والروح يعلِّمنا... فلا يبقى لنا سوى عرفان الجميل لما أعطينا، والاستعداد لكي نضحِّي بأنفسنا من أجل إخوتنا.

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM