خدَّام المسيح

فصل من رسالة القدِّيس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنتوس (1 كو 4: 1-13)

 

1هكذا كنّا محسوبين لكم مثلَ خدَّامِ المسيح ووكلاءِ أسرارِ الله. 2فالمطلوبُ هنا في الوكلاء أن يُوجَدَ الإنسانُ أمينًا. 3أمّا أنا فهذا شيءٌ قليلٌ أن أُدانَ من قبَلِكم أو من كلِّ إنسانٍ، بل أنا أيضًا غيرُ دائنٍ نفسي. 4لأنّي غيرُ شاعرٍ بشيء في نفسي، ولكن لا بهذا بُرِّرتُ لأنَّ ديّاني هو الربّ. 5من أجلِ هذا، أنتم لا تكونونَ دائنينَ قبلَ الوقت، حتّى يأتي الربُّ ذاك المنيرُ خفايا الظلامِ والكاشفُ القلوب. وحينئذٍ يكونُ المديحُ لإنسانٍ إنسانٍ من قِبلِ الله. 6وهذه يا إخوتي من أجلِكم وضعتُ على شخصي وأبلُّوس، بحيثُ بها تتعلَّمونَ ولا تفكِّرونَ أفضلَ ممّا هو مكتوب: الإنسان على أخيه لا يَترفَّعُ من أجلِ إنسان.

7فمَنِ الذي فحصَك، أو ما الذي لك وما أخذْتَه؟ وإذا أخذتَه، فلماذا أنتَ مُفتخِرٌ وكأنَّك ما أخذتَ ذلك؟ 8من قبلُ، شبعتُم أنتم واغتَنَيتُم، ومن دونِنا مَلكتُم، ويا ليتَكم مَلكتُم حتّى نحن أيضًا نملِكَ معكم. 9فأنا ظانٌّ أنَّ اللهَ وضعَنا نحنُ الرسلَ الآخِرينَ كما للموت، إذْ أصبحنا مَشهَدًا للعالمِ وللملائكةِ وللناس. 10نحن حمقى من أجلِ المسيح، أمّا أنتم فحكماء في المسيح. نحنُ ضعفاءُ وأنتم أقوياء. أنتم مَمدوحونَ ونحن مُحتقَرون. 11وحتّى الساعةِ هذه، جائعونَ نحنُ وعطشانون، ومُعرَّون وملكومونَ وبيتُ إقامةٍ ليس لنا. 12وتعبونَ نحن وعاملونَ بأيدينا. هم شاتِموننا ونحن مُبارِكونَ، مُضطَهِدوننا ونحن صابرونَ. 13مُفتَرون علينا ونحنُ طالبونَ منهم، مثلَ نفايةِ العالمِ صرْنا ورذالةِ كلِّ إنسانٍ حتّى الآن.

*  *  *

أنا كاهن أو أسقف. أنا راهب أو راهبة. أنا أب وأمّ، وأستاذ في المدرسة أو الجامعة. ما هي صفتي الأولى؟ أن أكون خادمًا. على مثال يسوع الذي ما جاء ليخدمه الناس، بل ليكون خادمًا لهم ويبذل حياته من أجلهم. وعلى مثال مريم العذراء التي دعاها الله لتكون أمَّ ابنه فأعلنت: "أنا خادمة الربّ." وخدمة الربِّ تقودنا إلى خدمة القريب وإلاَّ تكون خدمتنا كاذبة. وهنا هتف بولس: "نحن خدَّام المسيح". وإذا شئتم: نحن خدَّام مع المسيح الذي انحنى وغسل أقدام تلاميذه، فبدا بمحبَّته كالأمّ مع أطفالها.

وقال بولس أيضًا: "نحن وكلاء أسرار الله." أوَّلاً، لسنا أصيلين وكأنَّ الأمور نابعة منَّا، بل من الله. ولهذا كلُّ ما يُطلب من الوكيل أن يكون أمينًا للمهمَّة الملقاة على عاتقه. فالرعيَّة ليست ملك كاهن. والأولاد ليسوا ملك والديهم. بل نحن لهم. الأولاد هم أوَّلاً "ملك" الله. ونحن موكلون. وعلينا أن نقدِّمهم بأجمل ممّا تسلَّمناهم. الرعيَّة رعيَّة المسيح، وكذلك الدير والمدرسة.

وُضعت في أيدينا "أسرار الله"، "نعم الله"، "خيرات الله". فهل نبقيها لأنفسنا أم نعطيها فتعود إلينا أكثر غنى؟

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM