أهمِّيَّة الإيمان لإرضاء الله

فصل من الرسالة إلى العبرانيِّين (11: 7-10)

 

7بالإيمان، نوح، إذْ تُكُلِّمَ معه على تلك اللامنظورة، خافَ وصنعَ له فلكًا لحياةِ أبناءِ بيتِه، وبها دانَ العالمَ وكانَ وارثَ البرِّ الذي بالإيمان. 8بالإيمان إبراهيمُ إذ دُعيَ، استمعَ ليخرجَ إلى الموضعِ الذي كان عتيدًا أن يأخذَه ميراثًا، وخرجَ وما كانَ عارفًا إلى أين هو ذاهب. 9بالإيمانِ كان نزيلاً في الأرضِ التي وُدعت له كما في غربة، وفي الخيامِ سكن مع إسحاق، ويعقوب، ابني ميراثِه (ميراث) الوعد. 10لأنَّه كان منتظرًا المدينةَ التي لها أساس، التي مهندسُها هو الله وصانعُها.

*  *  *

في آ6، نعود إلى أهمّيَّة الإيمان ليستطيع الإنسان أن يُرضي الله. وبدون هذا الإيمان، يكون مستحيلاً. بل إنَّ الرسول راح يقول لنا: ما ليس عن إيمان هو خطيئة (رو 14: 23). وتواصلت اللوحة التي ترسم أمامنا هؤلاء الذين وجب أن يخلصوا، ولكنَّ هذا لم يكن ممكنًا بدوننا.

إيمان نوح وعدم إيمان جيل نوح. وهكذا اختلف مصير نوح وعياله عن مصير العالم الذي راح إلى الغرق. فيا أيُّها العبرانيُّون، اختاروا: ترتدُّون عن الإيمان، تتراخون، فيكون لكم الهلاك. تؤمنون فيكون الخلاص لنفوسكم (عب 10: 39). ونحن نكون مع نوح في سفينته التي ترمز إلى الكنيسة، أو نبقى وسط الأمواج العاتية. كان تامًّا، كاملاً، طائعًا مشيئة الله، اعمل السفينة فعمل. اصعد فصعد، بالرغم ممَّا سمعه هنا وهناك من الذين اعتبروا أنَّ الدنيا بألف خير... كم أخطأوا.

وكما أطاع نوحٌ الربَّ كذلك فعل إبراهيم. كلُّ هؤلاء الشهود بدوا وكأنَّهم ماضون لاستقبال الطفل الإلهيّ. ما الذي حملهم؟ إيمانهم. ترك إبراهيم حضارة رفيعة في أور وفي حاران، وراح إلى "الغربة"، بعيدًا عن الأرض والأهل. ولكنَّه بدا قريبًا من الله. فهذا الإله سبقه، أعدَّ له الطريق. فعرف بقلبه أنَّه يكون في النهاية، في حضن الله.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM