الجمعة الثالث من زمن القيامة (يو 6: 48-59)

48أنا، أنا خبزُ الحياةِ، 49آباؤُكم أكلوا المنَّ في البرِّيَّة وماتوا. 50هذا هو الخبزُ الذي نزلَ من السماءِ ليأكلَ الإنسانُ منه ولا يموتُ. 51أنا، أنا الخبزُ الحيُّ، من السماءِ نزلتُ. وإذا إنسانٌ يأكلُ من هذا الخبزِ يحيا للأبد، والخبزَ الذي أنا أهبُ، هو جسدي الذي أنا واهبُه من أجلِ حياةِ العالمِ." 52فتجادلَ اليهودُ، واحدٌ معَ آخر، وقالوا: "كيفَ يقدِرُ هذا أن يهبَنا جسدَه مأكلاً؟" 53فقالَ لهم يسوع: "آمين آمين أنا قائلٌ لكم: "إذا لا تأكلونَ جسدَ ابنِ الإنسانِ وتشربونَ دمَهُ ليسَ لكم الحياةُ في أقنومِكم. 54فالآكلُ من جسدي والشاربُ من دمي تكونُ له الحياةُ الأبديَّةُ وأنا أقيمُه في اليومِ الآخِر. 55لأنَّ جسدي هو حقًّا مأكلٌ، ودمي حقًّا هو مشربٌ. 56فآكلُ جسدي وشاربُ دمي ثابتٌ فيَّ وأنا فيه. 57كما أرسلَني الآبُ الحيُّ وأنا حيٌّ أنا لأجلِ الآب، فمن يأكلني هو أيضًا يحيا لأجلي. 58هذا هو الخبزُ الذي نزلَ من السماء، وما هو كما أكلَ آباؤُكم المنَّ وماتوا، فالآكلُ من هذا الخبزِ يحيا للأبد." 59هذه (الكلماتُ) قالها يسوعُ في المجمعِ وهو يعلِّم في كفرناحوم.

*  *  *

أنا هو الخبز. هو الطعام الأساسيّ في العالم القديم. ومن لا يأكل الخبز يحسُّ كأنَّه ما أكل شيئًا. هذا الخبز نطلبه كلَّ يوم من الآب السماويّ. "أعطنا خبزنا ما يكفي يومنا". خبز الأرض وخبز السماء. وصلَّت بعض الكنائس: "الخبز الجوهريّ". دلالة على هذا الذي يعطينا يسوع. نأكل الخبز العاديّ ونموت. والعبرانيُّون أكلوا المنَّ وماتوا. ولكنَّ من يأكل من الخبز الذي يعطيه يسوع فهو لا يموت.

أنا خبز الحياة، أي يعطي الحياة. وهذا الخبز هو "جسد يسوع". أي يسوع ذاته حين يقدّمه ليكون لنا. جسد يسوع هو المسيح بكلّيّته. ودمه هو الحياة. هذا يعني أنَّنا في "المناولة" نتَّحد بيسوع الحيّ. لا ذاك الذي نجعله على صليبنا. نتَّحد بيسوع القائم من الموت. لهذا، في تقليدنا الشرقيّ، لا يكون المصلوب على الصليب، وخصوصًا ذاك المتألّم والصارخ: "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" فالمصلوب لم يعد على الصليب، بل ارتفع في المجد وهو الجالس عن يمين الآب. دعاه سفر الرؤيا: "الحمل الذبيح" الذي ذُبح من قبل، والقائم من الموت. فذاك الذي كان لابسًا الضعف (عب 5: 2) لا يقدر أن يُسعفنا في هذه الحلَّة. بل ذاك الملك الذي على صليبه كما على عرش، كما صوَّره الإنجيل الرابع، هو الذي يستطيع أن يعين ضعفنا.

 

مبارك من احتمل الآلام

اللازمة: مبارك البكر الذي احتمل كلَّ الآلام.

1.    يا سيّد داود الذي ركب ابن أتان، وأتى إلى ابنة صهيون

كان تطواف حماسيّ أمام الختن، فيه رعدت الأوشعنا من كلِّ ناحية.

العميان استضاءوا أمامه، والعرج رقصوا مدهوشين!

في هذا المكان كان تطواف بنت صهيون أعظم من التطواف

الذي جرى لبنت سارة (أي الشعب العبرانيّ) حين خرجت من مصر.

2.    العيد ونيسان شقيقان، رسولا البشارات المفرحة

ركضا فبشَّرا الفتاة وأمَّها: ها الختن في الباب. اخرجا، تعاليا إلى لقائه.

رأتْه فما رضيَتْ به، اغتمَّت لأنَّه قدُّوس

اضطربت لأنَّه المخلّص، دهشَتْ لأنَّه متواضع.

خفّف مآثره ومزج القوَّة والوداعة.

 

مار أفرام، أناشيد الصلب

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM