الخميس الثالث من زمن القيامة (يو 6: 41-47)

41أمّا اليهودُ فكانوا مُتذمِّرين عليه لأنَّه قال: "أنا، أنا الخبزُ الذي نزلَ من السماء." 42وكانوا يقولون: "أما هذا يسوعُ ابنُ يوسف، ذاك الذي نحن عارفون أباه وأمَّه. فكيفَ يقولُ هذا: مِن السماءِ نزلتُ." 43فأجابَ يسوعُ وقالَ لهم: "لا تتذمَّروا واحدًا مع آخر. 44لا يقدرُ إنسانٌ أن يأتيَ إليَّ، إلاّ إذا جذبَه الآبُ الذي أرسَلني وأنا أقيمُهُ في اليومِ الآخِر. 45لأنَّه كُتبَ في النبيِّ: يكونونَ كلُّهم متعلِّمي الله، والآنَ كلُّ سامعٍ من الآبِ ومتعلِّمٌ منه، هو آتٍ إليَّ. 46فلا إنسانٌ رأى الآبَ إلاّ الذي من اللهِ هو. ذاكَ رأى الآبَ. 47آمين آمين أنا قائلٌ لكم: "المؤمنُ بي تكونُ له الحياةُ الأبديَّة.

                                                *  *  *

المسيرة مع الله هي هي. حين يكون على مستوانا نفرح به. حين يعطينا ما نطلب منه ننادي أنّنا نعمل مشيئته. كدتُ أقول: نحن نرضى عنه. ذاك ما حصل في رفقة موسى. نقص الطعام، تذمَّروا على موسى. نقص الماء، تذمَّروا. وكذا نقول عن الملك أخاب مع النبيّ إيليّا حين انقطع المطر عن الأرض. والتذمُّر يتواصل مع يسوع. ما هذا الكلام. "أهو الخبزُ النازل من السماء؟" ماذا؟ ما علاقته بالخبز؟ ثمَّ أهو نزل من السماء؟ أين النور على وجهه؟ وبماذا يتميَّز عن الذين سبقوه؟

هو إنسان من الناس. والده معروف: يوسف. ثمَّ أمُّه تلك المرأة التي من الناصرة. وفي أيِّ حال، لا يمكن أن يكون المسيح، لأنَّه وُلد "في الناصرة"، كما ظنُّوا، وما وُلد في بيت لحم. خطأ تامّ بالنسبة إلى يسوع حتَّى على مستوى الجسد.

وأعلن يسوع الوجهة التي لا يمكن أن يعرفها البشر العاديُّون: وحده الآتي من عند الله يعرف الله، ويعرف أنَّه أبٌ له ابن وحيد ونحن جميعًا أبناؤه وبناته. وعاد يسوع ودعا سامعيه إلى الإيمان. افتحوا عيونكم، افتحوا قلوبكم. استعدُّوا لتعملوا بمشيئة الله التي أعملها أنا. هكذا تدخلون في سرّ الله. وهكذا تكون لكم الحياة الأبديَّة. لا طريق سوى هذه الطريق.

 

جمال الإيمان

"الروح القدس الذي يرسله الآب باسمي هو يعلّمكم كلَّ شيء، ويذكّركم بكلّ ما قلت لكم" (يو 14: 26). نحن هنا على مستوى الإيمان، وهي خبرة تقدَّم لنا. حين قال الربّ: "حين تتمُّ هذه الأمور، عندئذٍ تؤمنون" (آ29)، يرنّ كلام يسوع بشكل غريب في آذاننا. وهو يدعونا لكي ننعش إيماننا بنار عيد الفصح. وبيقين أكبر. وإذ يواصل الزمنُ الفصحيّ مسيرته، يجتذبنا بشكل تدريجيّ لكي نكتشف ما دشَّن عملُ المسيح من أجلنا.

"إن أحبَّني أحد... يحبُّه أبي وعنده نصنع منزلاً" (آ23). هي منذ الآن خبرة المسيحيّين الأوَّلين الذين تحدَّروا من فرائض قديمة. ونحن أيضًا مدعوُّون لندخل في العلاقة الفريدة الوحيدة التي توحّد الآب والابن في روح حبّهما. والمعموديَّة تجعل منَّا منزل الله وهيكل الروح وجسد المسيح، هذا الهيكل الجديد الموكَّل بأن يعلن حضور الله على الناس في هذا الزمان. "ما رأيتُ هيكلاً في المدينة، فهيكلها هو الربّ، الإله القدير" (رؤ 21: 22). عندئذٍ نستطيع أن نرتّل، مثل صاحب المزامير، جمالَ إيماننا: "ليضئ وجهُك علينا، فنعرف طريقك على الأرض وخلاصك في وسط جميع الأمم" (مز 67: 2-3).

أوليفيه براود

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM