الجمعة الثانية بعد القيامة (1 بط 2: 1-10)

1أزيحوا إذًا عنكم كلَّ شرٍّ وكلَّ غشٍّ والأخذَ بالوجوهِ والحسدَ والنميمةَ. 2وكونوا مثلَ أولادٍ أطفالٍ، واشتهوا الكلمةَ كالحليبِ النقيِّ والروحيِّ بحيثُ تتربَّون للحياة، 3إذا أنتم استطعمتم ورأيتم أنَّ الربَّ صالحٌ هو. 4هذا الذي أنتم مُقرَّبونَ إليه، الذي هو الحجرُ الحيُّ الذي أهملهُ الناسُ وهو المختارُ والموقَّرُ لدى الله. 5وأنتم أيضًا مثلُ حجارةٍ حيَّة، بُنوا فصاروا هيكلاً روحيًّا وكهنةً قدِّيسين لإصعادِ ذبائحَ روحيَّة مقبولةٍ قدَّامَ الله بيدِ يسوعَ المسيح. 6فُمقالٌ هو في الكتاب: ها أنا واضعٌ في صهيونَ حجرًا مختارًا وثمينًا، في رأسِ الزاويةِ، والمؤمنُ به لا يَخزى. 7إذًا، لكم أيُّها المؤمنون، وُهبَ هذا الوقار، أمّا للاّ مُطيعين 8فهو حجرُ عثارٍ وصخرُ صدمةٍ ومُتعثِّرٌ به اللاطائعون. 9أمّا أنتم فسبطٌ مختارٌ أنتم، الذي هو كاهنٌ للملكوت، شعبٌ مقدَّسٌ، جماعةٌ مخلَّصة، تبشِّرونَ بمجدِ ذاك الذي دعاكم من الظلمةِ إلى نورِه الوفير. 10الذين ما كنتُم من قبلُ شعبًا، أمّا الآنَ فشعبُ الله، ولا كانَتْ عليكم أيضًا مراحمُ، أمّا الآنَ فأُفيضتِ المراحمُ عليكم.

*  *  *

نحن أطفال وُلدنا من جديد. ذاك هو معنى سرّ القيامة الذي نحتفل به. وما أطيب الأطفال إن عرفوا أن يحافظوا على البراءة: لا مجال للخبث، لما هو كريه ومستكره، لما هو فاسد. نخفي نوايانا السيّئة. لا مجال للمكر والخداع. لا مجال للكذب والاحتيال. حين خلق الله الإنسان رآه حسنًا جدًّا. فكيف يتحوَّل الواحد منَّا؟ وكيف يريد أن يعيش الظلمة بعد أن جعله الله نورًا يحمل الخليقة إليه ولا يُفسدها بحياته وأعماله.

الولد لا يعرف الحسد، لأنَّه يجعل كلَّ ثقته في والديه. والافتراء والكلام الجارح في حضرة الشخص وغيابه. هذا ممكن إن تغذَّينا بكلام الله على مثال مريم العذراء التي سمعت بشارة الملاك فقالت: ها أنا أمة الربّ. هي الطاعة التامَّة. لا على مثال حوَّاء التي رفضت السماع لكلام الله، ورأت أنَّ الله لا يقول للإنسان الحقيقة. وكانت النتيجة رفضًا لله ولمشروعه. أرادت أن تكون محتالة مثل الحيَّة، فخسرت جمالها وخسر آدم جماله، فاختبأا بين الأشجار لأنَّهما أحسَّا أنَّهما "عريانان".

ونحن حجارة حيَّة، بُنينا على المسيح الحجر الحيّ ورأس الزاوية. هو بناء متين لا تؤثّر فيه الرياح والعواصف ولا الأمطار ولا السيول. رفَض اليهود هذا الحجر. فكانت نتيجة الرفض خسارة لا تزال آثارها حاضرة حتَّى اليوم. وكذلك كلُّ من يرفض أن يدخل في هذا البناء الرائع. عندئذٍ يصبح هذا "الحجر" حجر عثرة، صخرة شكّ تهيّئه للسقوط ويا له من سقوط! أمّا المؤمنون فلهم الكرامة في اتِّحادهم بإخوتهم ليكوّنوا مع المسيح "الأمَّة المقدَّسة والشعب الذي اقتناه الله."

 

البلاغ الجوهريّ

سرُّ قيامة المسيح هو حدثٌ حقيقيّ كانت له تجلّياته الملاحظة تاريخيًّا، كما يشهد العهد الجديد. وسبق بولس فاستطاع أن يكتب للكورنثيّين حوالي سنة 56: "سلَّمتُ إليكم ما تسلَّمتُ وهو أنَّ المسيح مات من أجل خطايانا بحسب الكتب، وأنَّه قُبر وقام في اليوم الثالث كما في الكتب وأنَّه ظهر للصفا (بطرس) ثمَّ للاثني عشر." (1 كو 15: 3-4). تكلَّم الرسول هنا على تقليد القيامة الحيّ الذي تعلَّمه بعد اهتدائه على أبواب دمشق (أع 9: 3-18).

قيامة المسيح هي تتمَّة مواعيد العهد القديم (لو 24: 26-27، 44-48) ويسوع نفسه خلال حياته على الأرض (مت 28: 6؛ مر 16: 7؛ لو 24: 6-7). وعبارة "بحسب الكتب" ونؤمن نيقية القسطنطينيَّة يدلاّن أنَّ قيامة المسيح تُتمُّ هذه النبوءات.

هناك وجهتان في السرّ الفصحيّ: فيسوع، بموته، يحرّرنا من الخطيئة. وبقيامته، يفتح لنا فندخل في حياة جديدة. وهذه الحياة هي أوَّلاً التبرير الذي يعيدنا إلى نعمة الله (رو 4: 25). وتكمن القيامة في انتصار على الموت والخطيئة ومشاركة جديدة في النعمة. وهي تتمّ تبنّي البشر لأنَّهم يصبحون إخوة (وأخوات) المسيح، كما دعا يسوع نفسُه تلاميذه بعد القيامة.

كتاب تعليم الكنيسة الكاثوليكيَّة

*  *  *

في هذا اليوم، يوم الأحد، اليقِظُ المتوشّحُ بالثيابِ البيضاء،

بأجنحةِ النار، قد انحدرَ من العلاء،

وتقدَّم فدحرجَ ذلك الحجر

الذي كان موضوعًا على فم القبر، وجلسَ عليه

والشابُّ القويّ، والحرَّاسُ الذين رأوهُ

أنَّ الجمرَ يقطُرُ من ضيائه، لخوفهم سقطوا كالأموات،

ودخلوا يصرخون قدَّامَ الكهنة:

إنَّ ذلك الذي قتلتموهُ وقبرتموه، قام من القبر!

 

يوم الأحد، وبعد ظلام، خرجتِ النساء إلى القبر،

وأخذنَ معهنَّ الأطيابَ المختارة،

وشاهدنَ هناكَ الملائكة،

وكانوا متوشّحين بالثيابِ البيضاء، وحنين بوجوههنَّ

إلى الأرض من الخوف.

أجابَ الملاكُ وقال لهنَّ: تطلبنَ يسوعَ الذي صُلب؟

ليس هو في القبر، لقد قامَ من بينِ الأموات.

تعالينَ انظرنَ الأكفانَ والإكليلَ والمنديل، التي تركها في داخلِ القبر.

                (ألحان للقيامة، البيت غازو المارونيّ، الجزء الثالث، ص 174-175)


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM