الخميس الثاني بعد القيامة (1: 22-25)

22حين تكونُ أنفسُكم مقدَّسةً بطاعةِ الحقّ، وتكونُ مليئةً حبًّا دون أخذٍ بالوجوه، إذْ من قلبٍ طاهرٍ وكامل، تكونُونَ محبِّين الواحدُ الآخر 23مثل أناسٍ وُلدتُم من جديدٍ لا من زرعٍ بالٍ لكن من الذي ليس ببالٍ بكلمةِ اللهِ الحيَّة، القائمةِ للأبد. 24لأنَّ كلَّ بشرٍ عشب، وكلَّ جوهرِه مثلُ زهرِ الحقل. العشبُ يابسٌ والزهرُ ذاوٍ، 25وكلمةُ إلهِنا قائمةٌ للدهور، وهذه هي الكلمةُ التي بُشِّرتم بها.

*  *  *

بعد أن رافقنا يسوع في آلامه وموته. بعد أن اعترفنا بقيامته وجلوسه مجيدًا عن يمين الآب، بعد أن عرفنا أنَّ مشروع الله هذا في ابنه يعود إلى أساسات العالم، وسوف يتواصل حتَّى نهاية العالم، بعد كلِّ هذا، لا يبقى لنا سوى العيش كأبناء الله في المحبَّة، في البساطة والوداعة المسيحيَّة.

مرَّ علينا دمُ المسيح فتنقَّت نفوسنا من كلِّ خطيئة، تنقَّينا كلُّ واحد باسمنا وبشخصنا. وكيف كان ذلك؟ حين أطعنا الحقّ، أي يسوع المسيح الذي هو الطريق التي تقود إلى الحقّ. تخضع عقولنا وقلوبنا. تخضع حياتنا وأعمالنا لمشروع الله وهكذا نشارك في بناء الكنيسة وخلاص العالم. فنحن مسؤولون مع يسوع. وعملنا مهما كان صغيرًا يُضحي كبيرًا حين يأخذه يسوع على عاتقه ويرفعه على صليبه.

البداية: المحبَّة الأخويَّة الصادقة، التي لا رياء فيها. المحبَّة الثابتة التي لا تكون بنت ساعتها ثمَّ تمضي كالبخار. المحبَّة التي تنطلق من قلب نقيّ. وصيَّة قديمة قديمة لأنَّها نابعة من قلب الله. ولكنَّنا نحتاج إلى أن نسمعها كلَّ يوم وكأنَّنا نسمعها للمرَّة الأولى. نحن زرعٌ غير فاسد فكيف نعطي "غلَّة" فاسدة. جعلَنا الربُّ شجرة صالحة، فكيف نرضى أن نعطي ثمارًا رديئة. نحن عنب ونعطي شوكًا!! نحن شجرة تين فلماذا تكون ثمرتنا مرَّة؟ فالآن وبعد أن أُعلن لنا الإنجيل وأعلن، فهل لنا عذر إن كنَّا لا نسمع، وخصوصًا إن كنَّا لا نفعل؟

 

أساس الرسل

وضعَ "نؤمنُ" نيقية في كتابة دقيقة ما ينبغي أن نقول: أي أنَّ الابن مولودٌ من جوهر الآب وهو مساوٍ له في الجوهر. أمّا نحن ولأنَّنا تعلَّمناه نحن أيضًا، فلنتوقَّف عن محاربة خيالات، ولاسيَّما حين نعرف أنَّ الذين دوَّنوا هذا قدَّموا اعتراف الإيمان، فما حادوا عن الحقيقة في تفسيرهم، ولكنَّهم طالبوا بالحقيقة والتقوى باتّجاه المسيح.

يبقى عليكم أنتم أن تلبثوا على أساس الرسل (أف 2: 20) وأن تحفظوا تقاليد الآباء. وفي الوقت عينه، تصلُّون لكي تتوقَّف منذ اليوم كلُّ الجدالات والخصومات، ويُحكَم على محاولات الهراطقة المجنونة كما على كلّ حرب الكلمات والألفاظ. ويا ليت الهرطقة القاتلة، هرطقة الأريوسيّين واسمه المقيت يزول، وتشعّ الحقيقة في جميع القلوب بحيث يقول كلُّهم، وفي كلِّ مكان، القول عينه ويفكّرون الفكر عينه (1 كو 1: 10). ولنقل ونعترف عبر الكنيسة كلّها ولا نترك أثرًا للتجديف الأريوسيّ: "ربٌّ واحد، إيمان واحد، معموديَّة واحدة" (أف 4: 5) في المسيح يسوع ربّنا الذي به يؤدَّى للآب المجد والقدرة في دهر الدهور. آمين.

القدّيس أثناز أسقف الإسكندريَّة

*  *  *

يوم الأحد، اليوم الأوَّل، أشرق النور الأوَّل،

وفيه ابتهجتِ الأرض من أقصاها؛

(و) فيه استنارَ الرسل، وخرجوا فكرزوا في الخليقةِ

تمامَ سرِّ الثالوث؛ وفيه تفرحُ بيعةُ القدس،

وأولادُها يرتّلون المجد لذلك الذي خلَّصَهم.

 

ما كان أشهى صوتَ العفيفات، مريم البتول ورفيقاتها،

وهنَّ يعطين البشرى لجوقِ التلاميذ.

قد زالَ الألمُ من قلبكم، والكآبةُ من ضمائركم؛

فالبسوا أثوابَ الفرحِ والسرور، لأنَّ معلّمكم قامَ من القبر،

وشاهدناهُ وهو قال لنا: اذهبنَ، قلنَ

للرسلِ المختارين أن يذهبوا كلُّهم إلى الجليل،

وهناك أُعطيهم السلام، كما وعدتُ.

                (ألحان القيامة، البيت غازو المارونيّ، الجزء الثالث، ص 172-173)


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM