الأسبوع الثاني من زمن القيامة من رسالة بطرس الأولى الأحد الجديد (2 كو 5: 11-21)

11إذًا، نحن عارفونَ مخافةَ ربِّنا، ومُقنعون الناس. أمّا لله فنحنُ مكشوفون، وأمّا لضمائرِكم الخاصَّةِ فأنا راجٍ أن نكونَ مكشوفين. 12فما نحنُ أيضًا مادحونَ أنفسَنا لكم، بل مُعطون نحن سببًا لكم وقد صرتُم مُفتخِرين بنا، تجاهَ أولئك الذين بالوجه، لا بالقلب، هم مُفتخِرون. 13فإذا نحنُ شاطِّين، فلله. وإذا ثابتون فلكم. 14لأنَّ محبَّةَ المسيحِ مُلزِمةٌ لنا، لأنَّنا مُفكِّرونَ في هذه أنَّ واحدًا من أجلِ كلِّ الناس مات، إذًا كلُّ الناسِ ماتوا. 15وهو ماتَ من أجلِ كلِّ الناسِ كي لا يَحيا الأحياءُ لأنفسِهم، لكن لذلك الذي لأجلِهم ماتَ وقامَ. 16فمنَ الآنَ، نحن غيرُ عارفين إنسانًا في الجسد. وإذا عرفْنا المسيحَ في الجسد، لكن بعد الآنَ غيرُ عارفينَه نحنُ. 17إذًا، كلُّ مَنْ هو في المسيحِ، خليقةٌ جديدةٌ هو. فالعتيقاتُ عبرَتْ. 18وكلُّ شيءٍ صارَ جديدًا من اللهِ الذي صالحَنا له بالمسيحِ ووهبَ لنا خدمةَ المصالحة. 19فاللهُ كانَ في المسيحِ ذاك الذي صالحَ العالمَ مع عظمتِه، وما حسبَ لهم خطاياهم، ووضعَ فينا خصوصًا كلمةَ المصالحة. 20فالآنَ نحنُ سفراءُ من أجلِ المسيح، وكأنَّ اللهَ طالبٌ منكم بيدِنا: من أجلِ المسيحِ نحن طالبون: صالحوا الله. 21فذاكَ الذي ما كانَ عارفًا الخطيئة، جعلَهُ (اللهُ) من أجلِكم خطيئة، لكي نصيرَ نحنُ فيهِ برَّ الله.

*  *  *

موضوع كلامنا خدمة المصالحة. منذ بدايات البشريَّة، أطلَّت الخطيئة، وعادى الإنسانُ الله، مع أنَّ الله رفض أن يعادي الإنسان. فهو الخروف الضالّ الذي يمضي الراعي يبحث عنه. ولهذا قال يوحنّا: "هكذا أحبَّ الله العالم حتَّى إنَّه أرسل ابنه الوحيد، بحيث لا يهلك أحد، بل يكون لنا الحياة الأبديَّة."

والمصالحة لا تعني أنَّنا "نكتّف أيدينا" وننتظر من الله أن يفعل. فنحن مشاركون، عاملون مع يسوع المسيح. حيث سارَ نسير وراءه وبالأحرى معه. هو مات. هذا يعني أنَّ كلَّ واحد مات. هو مات عن الجميع لكي نموت نحن مثله. بحيث لا نحيا بعد لأنفسنا، بل للذي مات وقام لأجلنا. هذا يعني أنَّنا تبدَّلنا كلّيًّا وصرنا "خليقة جديدة". لا مجال للعودة إلى الوراء، خوفًا أو تطلُّعًا إلى الوراء. الله يريد أن يصالحنا، أن يزيل كلَّ حاجز بيننا وبينه. فماذا ننتظر لكي نلبّي النداء؟ بل نمضي ونبشّر بما نلناه من نِعم.

 

امضوا إلى العالم كلّه

تتضمَّن مختلف أشكال "الإرسال" نقاطًا مشتركة، ولكلّ شكل سماته المميَّزة. غير أنَّنا نجد عنصرين في جميع النسخات. أوَّلاً، البعد الشموليّ للمهمَّة المسلَّمة إلى الرسل: "جميع الأمم". "في العالم كلّه". "إلى الخليقة كلّها". "حتَّى أقاصي الأرض". ثانيًا، التأكيد الذي منحه الربُّ لهم بأنَّهم لن يكونوا وحدهم لكي يُتمُّوا هذه المهمَّة، فينالوا القوَّة والوسائل الكفيلة بتتميم الرسالة. وهكذا يتجلَّى حضور الروح وقدرته كما معونةُ يسوع. "مضوا يكرزون في كلِّ مكان وكان الربُّ يعمل معهم" (مت 16: 20).

وشهدت الأناجيل الأربعة على تعدُّديَّة في وحدة أساسيَّة للرسالة عينها، تعكس خُبرات وأوضاع متنوّعة في الجماعات المسيحيَّة الأولى. إنَّه ثمرة الديناميَّة التي منحها الروح عينه. وهذا يدعونا لنتنبَّه إلى مختلف مواهب الإرسال وإلى الظروف البشريَّة المتنوّعة والأوساط المختلفة. ولكن شدَّد الإنجيليُّون كلُّهم على أنَّ مهمَّة التلاميذ هي مشاركة في مهمَّة المسيح. "فها أنا معكم كلَّ الأيَّام وحتَّى نهاية العالم" (مت 28: 20). لهذا لا تستند الرسالة على الإمكانيَّات البشريَّة، بل على قدرة القائم من الموت.

القدّيس يوحنّا بولس الثاني

*  *  *

1- قام الله بالمجدِ من داخلِ القبر،

    وأخزى الحرَّاس، وأبهجَ الرسل.

 

2- ها بالفرح امتلأتِ الخليقةُ كلُّها

    بقيامةِ الابنِ مخلِّص جميع البرايا.

 

3- قام الجبَّارُ من القبر بقوَّةٍ عظيمة،

   وجمعَ التلاميذَ وشتَّتَ الصالبين.

 

1-  في يومِ انبعاثك، فرِّحْ بيعتَك، يا مخلِّصنا.

لأنَّها قائمةٌ على رجائك، وهي تفرحُ بك، وترتّل المجد.

 

2-  فليخزَ الشعبُ الذي، على الخشبة، علَّق المسيح؛

ولترتكضْ وتسبِّحِ البيعةُ التي خلَّصها بصليبه.

                    (ألحان القيامة، البيت غازو المارونيّ، الجزء الأوَّل، ص 122-123)


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM