سبت الحواريّين (كو 2: 8-15)

8واحذروا بحيثُ لا يسلبُكم إنسانٌ بالفلسفة، وبالغرور الفارغ بحسبِ تعاليمِ الناسِ وبحسب أركانِ العالم، لا بحسبِ المسيح، 9الذي فيه ساكنٌ جسديًّا كلُّ ملءِ اللاهوت. 10وفيه أنتم أيضًا مكمَّلون، لأنَّه هو رأسُ كلِّ الرئاساتِ والسلاطين. 11وبه خُتنتم ختانة، لا بالأيدي بسلخِ لحمِ الخطايا، (خُتنتم) بختانةِ المسيح. 12وقُبرتُم معه في المعموديَّة، وبه قمتم معه لأنَّكم آمنتم بقدرةِ الله الذي أقامَه من بينِ الأموات. 13وأنتم الذين كنتم مائتينَ بخطاياكم وبغرلةِ لحمِكم، أحياكم معه وغفر لنا خطايانا كلَّها. 14ومحا بوصاياهُ صكَّ ذنوبِنا، ذاك الذي كان مضادَّنا، ورفعه من الوسطِ وسمَّرَه بصليبِه. 15وبسلخِ جسدِه عرَّى الرئاساتِ والسلاطينَ وأخزاهم علنًا بأقنومِه.

*  *  *

ماذا يُطلَب منَّا اليوم؟ الانتقال من الإنسان العتيق إلى الإنسان الجديد. التخلّي عن عاداتنا الماضية، السيّئة، ومحاولة أخذ عواطف المسيح. هو ابن الله. ما تمسَّك بهذا الشرف الكبير، فصار إنسانًا مثلنا، بل عبدًا. ثمَّ الأخذ بعادات ما تعوَّدنا عليها حتَّى الآن، فعشنا بحسب روح العالم. فعندما يسيطر علينا الغضب، نكون ناسين كلام الربّ في القتل: "من غضب على أخيه" (مت 5)...

هكذا بدأنا الطريق مع يسوع، وهكذا نواصل إلى أن نصل إلى ملء قامة المسيح. لا مجال بعد لفلسفات خاصَّة، مثل الغنوصيَّة التي نسيَت أنَّ المسيح اتَّخذ جسدًا وعاش بيننا، والتي اعتبرت أنَّها عارفة كلَّ المعرفة ولا تحتاج إلى التقليد المسيحيّ الذي أوصله الرسل إلينا. وأسوأ ما في هذه الفلسفة، هو أنَّها تُخضعنا "لأركان العالم"، رؤساء العالم، قوى العالم، وأوَّلها إبليس الذي يحرّك آلهة المال وحياة الفجور والظلم والكبرياء والسيطرة على الآخرين. نحن لا نخضع سوى للمسيح. وفي أيِّ حال، هو لا يُخضعنا ولا يجعلنا عبيدًا عنده، بل يُدخلنا في سرّ محبَّته.

لا نخضع "لأركان العالم" مثل الوثنيّين الذين يرون القدر مسيطرًا على الإنسان. كما لا نخضع للشريعة الموسويَّة: فالختان اليهوديّ صار المعموديَّة في المسيحيَّة. ولم يعد لنا من شرائع إلاَّ شريعة المسيح. يكفي أن نمشي معه، نموت ونقوم معه. وهذا يكفي.

 

إن دخلتَ الدير

أيُّها الحبيب، إن أنكرت العالم ودخلت إلى دير فيه إخوة عائشون حياة شركة وأردت أن تخلُص معهم وتخدم ربَّنا يسوع المسيح، فرأيتَ بعض الإخوة يسيرون مسيرة منتظمة أو يتكلَّمون بما لا يُرضي الله، أنت من جهتك، لا تنظرْ إليهم ولا لأقوالهم، بل دعْهُم يتكلَّمون لأنفسهم. لأنَّ الذين يتكلَّمون بما لا يرضي الله، ويتصرَّفون بإهمال، لا يخافون الربّ وفمُهم يتكلَّم دائمًا بالكبرياء.

أمّا أنتَ، فاجعل الله دائمًا نصب عينيك، لأنَّه مكتوب في سفر المزامير: "جعلتُ الربَّ دائمًا أمام عينيّ، لأنَّه هو عن يميني لكي لا أتزعزع" (مز 16: 8). فلا تخدعنَّك الحيُّةُ الرهيبة بقولها: هؤلاء الشيوخ يعيشون رديئًا، فماذا يبقى لي أن أعمل أنا الشابّ المبتدئ؟ اسمعْ ما يقوله الربّ: "المدعوُّون كثيرون والمختارون قليلون" (مت 20: 6). أحببْ إذًا أن تخلُص حتَّى تكون من المختارين.

لأنَّ الذين يفعلون الشرّ، أكانوا في حياة الشركة أم في أيِّ مكان آخر، هم أبناء الشرّير، يشبهون الزؤان في وسط الحقل. كُنْ أنتَ مثل القمح حتَّى تُجمَع في أهراءات الربّ، ولا تكن زؤانًا حتَّى لا تُحرَق في النار التي لا تنطفئ.

أفرام اليونانيّ

*  *  *

المسيحُ قام من بين الأموات، هلمُّوا أيُّها الشعوبُ افرحوا

في محفلِ عروسِ الحقّ الذي انبعثَ، وخطبَ له بيعةَ القدس،

وأعطاها جسدَه ودمه غفرانًا لكلّ من يؤمن. هللويا.

تباركَ يومُ قيامتِك، (يا يسوع مخلّص العالم).

 

أسرعَ سمعانُ ويوحنّا بفرحٍ إلى قبرِ الابن،

عندما بُشّرا بانبعاثه. وشاهدا الأكفانَ الموضوعة،

فرتّلا المجدَ والشكرَ لمحيي الأموات الذي انبعث. هللويا.

ولم يرَ فسادًا بينَ الأموات، وقتلَ الموتَ، وخلَّص آدم.

                                (ألحان القيامة، البيت غازو المارونيّ، الجزء الثالث، ص 234-235)


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM