4لأنَّ غايةَ الناموسِ هي المسيح، للبرِّ لكلِّ مؤمن. 5فموسى كتبَ هكذا عن البرِّ الذي بالناموس: مَنْ يفعلُ هذه يحيا بها. 6أمّا البرُّ الذي بالإيمانِ فقائلٌ هكذا: أنتَ لا تقولُ في قلبِك: مَن الذي صعدَ إلى السماء وأنزلَ المسيحَ. 7ومَنِ الذي نزلَ إلى هاوية الشيول وأصعدَ المسيحَ من بينِ الأموات. 8لكن ماذا قال: قريبٌ هو إليك الجواب، لفمِك ولقلبِك. تلك هي كلمةُ الإيمانِ التي نحن كارزون. 9فإذا تعترفُ بفمِك بربِّنا يسوعَ السميح، وتُؤمنُ بقلبِك أنَّ اللهَ أقامَه من بينِ الأمواتِ تحيا. 10لأنَّ القلبَ المؤمنَ به مُبرَّرٌ، والفمَ المعترفَ به يحيا. 11لأنَّ الكتابَ قال: كلُّ مؤمنٍ به لا يخزى. 12وبهذا ما ميَّز، لا اليهودَ ولا الأمميّين، فواحدٌ هو ربُّهم كلِّهم الذي هو غنيٌّ في كلِّ مَن يدعوه.
* * *
كلام إلى اليهود الذين اعتبروا نفوسهم وحدهم مخلَّصين. وخصوصًا يمتلكون شريعة موسى. ولكنَّ الرسول سوف يفهمهم أوَّلاً أنَّ الخلاص مقدَّم للجميع، على ما قال النبيّ: "كلُّ من يؤمن به لا يخزى" (إش 28: 16). عندئذٍ لن يكون تمييز بين يهوديّ امتلك شريعة أتت إلى موسى بواسطة الملائكة، وبين يونانيّ امتلك الضمير الذي هو صوت الله فينا. فما ندعو "شريعة طبيعيَّة" أي ملتصقة بالطبيعة البشريَّة، تساوي شريعة موسى. فكلتا الشريعتين ينبغي أن ترتفعا لتصلا إلى مستوى المحبَّة. فالمحبَّة هي كمال الشريعة، أيَّة شريعة كانت، في أيَّة ديانة. فإن لبثنا على الشريعة، تعلَّقنا بها، تعبَّدنا لها، ولن نكون من أهل الخلاص، خصوصًا إذا طوَّعناها لتكون في خدمتنا ومن أجل تلبية نزواتنا.
لا حاجة للصعود إلى السماء، ولا النزول إلى الأسافل. كلمة الربّ في متناولنا. ويسوع الكلمة الذي مات ومضى إلى عالم الأموات لم يبقَ هناك. فماذا ينقصنا؟ اثنان: كلمة الإيمان التي نعلنها، والاعتراف بأنَّ يسوع ربّ، فتكون لنا القيامة من بين الأموات.
فلا يحسب المؤمن، من أيّ ديانة أتى، سواء وُلد من المسيحيَّة، أو من غيرها. أنَّه يخلص، بمجرَّد انتمائه إلى هذه الديانة أو تلك، حاسبًا الآخرين ماضين إلى الهلاك. الربُّ إله الجميع. والويل لنا إن أردنا أن نسجنه في ديانتنا فنجعله صنمًا. الربّ أب والبشر جميعًا أبناؤه وبناته.
في هذا اليوم
في هذا اليوم، ثُقبت يداك ورجلاك على الصليب
فاهتزَّت الأعالي العلويَّة.
في هذا اليوم، قدَّم لك خلاًّ، الوقحون في اسفنجة
أصحاب الضمير المظلم.
في هذا اليوم، وضع لك إكليلَ الشوك شعبُ اليهود ذاك،
الذي أغضبوا سيادتك.
في هذا اليوم، أظلمت الشمسُ في العلى
لئلاّ ترى عُريَ خالقها على الصليب.
في هذا اليوم، فُتحت القبور والأرضُ اهتزَّت أيضًا،
وقام الموتى الذين في داخلها.
وها في يومنا هذا، يا مخلّصنا
في كلّ أقطار الخليقة
يسجد لاتّضاعك العلويُّون والسفليُّون.
(أفرام السريانيّ، أناشيد القيامة)