1ومعرِّفُكم أنا يا إخوتي الإنجيلَ الذي بشَّرتكم وقبلتموه وقمتم فيه. 2وبه أنتم خالصون. إذا أنتم ذاكرون بأيِّ كلامٍ بشرتُكم إلاّ إذا آمنتم عبثًا. 3فأنا سلَّمتُ لكم قبلُ مثلَ الشيءِ الذي قبلتُ: إنَّ المسيحَ ماتَ من أجلِ خطايانا، كما هو مكتوب. 4وأنَّه قُبرَ وقامَ في اليومِ الثالث، كما هو مكتوب. 5وتراءى لكيفا وبعدَه للاثني عشر. 6وبعد ذلك، تراءى لأكثرَ من خمسمئةِ أخٍ معًا، 7وكثيرون منهم ما زالوا قائمين حتّى الآن، ومنهم مَن رقد. 8وفي آخرِهم كلِّهم تراءى لي أنا كما للسقط. 9فأنا، أنا أصغرُ الرسلِ وغيرُ مُستحقٍّ أن أُدعى رسولاً، لأنّي اضطهدتُ كنيسةَ الله. 10لكن بنعمةِ الله أنا ما أنا. ونعمتُه التي فيَّ ما كانتْ باطلة، لكنّي تعبتُ أوفرَ منهم كلِّهم، لا أنا بل نعمتُه التي معي. 11فإذا أنا وإذا هم، هكذا كارزون نحن وهكذا أنتم آمنتم.
* * *
"أعرِّفكم". أذكركم. أترى هناك شيء لا يعرفه المؤمنون؟ أهمّيَّة القيامة في حياتهم. إذا كانوا لا يعرفونها وقد نسوها، فليعودوا إلى إيمانهم، ويطلبوا من الروح القدس بأن يذكِّرهم "بالبشارة"، "بالإنجيل"، الخبر الطيّب، الذي ينتظره كلُّ إنسان على الأرض. الموت ليس نهاية الحياة. هو عتبة نتجاوزها إلى القيامة، بعد أن صار الصليب الجسر الذي يربط هذا العالم بالعالم الآتي.
سبق الرسول وبشَّر المؤمنين. فلماذا يتساءلون بعد عن قيامة الربّ التي هي أساس قيامتنا؟ وفي ذلك الوقت، تقبَّلتم هذه البشارة، وما كنتم مثل أهل أثينة، الذين قلبوا شفاههم ومضوا وقالوا: سنسمع مرَّة ثانية.
سمعتم، تقبَّلتم. وها هو الرسول يهنّئهم: "أنتم قائمون"، أنتم ثابتون. إذًا لا تتراجعوا عمَّا أنتم مؤمنون به. ولا تدَعوا أحدًا يبدّل أفكاركم. وإيَّاكم أن تعودوا إلى تفكير العالم الوثنيّ حيث يُغلَق القبر على "جثَّة". بينما هذا الإنسان هو صورة الله، والله يستعيد صورته.
فصح الربّ
أمثولة الفصح والغنى الروحيّ الذي يصدر عنها، تكون لكلّ منّا – نحن الذي تنبَّهنا من ضلالات الناس، وضعفهم، ونسيان ما يُفرَض علينا لمبادئ الحياة الأكثر تقديسًا – دافعًا قويًّا، وتعمل دومًا بشكل متزايد من أجل ارتفاعنا، كما يفرض صوتُ الوجدان والإلهام السعيد الآتي من لدن الله.
فصح الربّ! ترداد هذين اللفظين لا يبدّل في شيء مدلولهما العميق. "أنا هو القيامة والحياة". والتنبيه الذي أعطاه يسوع في بيت عنيا لدى قبر حبيبه المفتوح نصف فتحة، يحمل دومًا للمسيحيّ المعنى عينه، وهو له موتيف سلام داخليّ وللربّ نُبل روحيّ.
يا للكلمات المعزّية التي تحتفظ بها الكنيسةُ، في زمن الفصح، إلى أبنائها، أولئك الذين لم ينسوا أفراح سنوات البراءة عندهم! "امضوا بسلام! غُفرَتْ خطاياكم".
البابا القدّيس يوحنّا الثالث والعشرون
* * *
في يومِ الأحدِ، خرجَتْ مريمُ ورفيقاتُها،
وأخذنَ البخوراتِ والطيوبَ ليُطيّبنَ جسدَ الابن،
كما كتب لنا المختارُ يوحنّا:
فشاهدنَ هناك الأعجوبة: الملائكةُ (بأثوابهم) البيضاء،
والحجرَ مدحرجًا، والأكفانُ موضوعةٌ على حدة،
والملكَ المسيح، وقد انبعثَ، وألقى الرعدةَ في الحرَّاس.
في يوم الأحد، شاهدتِ البيعةُ المسيحَ
إنَّه قامَ في المجدِ من القبر،
وأسرعتْ وركعَتْ وسجدتْ له، وأجابتْ وقالت:
تباركَ مجيئُك، لأنَّك جئتَ وحرَّرتَ البرايا
من استعبادِ الخطيئة؛
وجسدَك أطعمتنا، ودمَكَ الحيَّ أسقيتنا،
وللسماء العليا أصعدتَنا، ومع الآبِ مرسلِك صالحتنا!
(ألحان القيامة، البيت غازو المارونيّ، الجزء الأوَّل، ص 106-107)