ثلثاء الأسبوع السادس من زمن القيامة

النصُّ الكتابيّ (فل 3: 13-21)

13يا إخوتي، أنا غيرُ مُفكِّرٍ في نفسي أنّي أدركتُ. فواحدةً أنا عارفٌ: أن أكونَ ناسيًا ما ورائي ومنبسطًا إلى ما قدَّامي. 14وراكضٌ أنا قبالةَ الهدفِ بحيثُ آخذُ غلبةَ الدعوةِ العلويَّة، دعوةِ الله في يسوعَ المسيح. 15إذًا هؤلاء الكاملون يفكِّرون في هذه، وإذا هم مفكِّرون في شيء باختلاف، فالله يجلو لهم هذه أيضًا. 16إنَّما بهذه التي بلغنا نكونُ سالمين في سبيلٍ واحدٍ وفي اتِّفاقٍ واحد. 17فتشبَّهوا بي، يا إخوتي، وكونوا متأمِّلين في الذين هم هكذا سائلون مثلَ الشبهِ الذي أنتم فينا ناظرون. 18فهناك كثيرون سالكون باختلاف، أولئك الذين مرّاتٍ كثيرةً قلتُ لكم عليهم. أمّا الآنَ فإذا أنا باكٍ قائلٌ لكم: هؤلاء هم أعداءُ صليبِ المسيح. 19لأنَّ آخرتَهم الهلاك، أولئك الذين إلهُهم بطنُهم ومجدُهم خزيُهم، هؤلاء الذين تفكيرُهم في الأرضِ. 20أمّا فيما يخصُّنا، فعَمَلُنا في السماءِ ومن هناك نحن مُنتظرون المخلِّص ربَّنا يسوعَ المسيح، 21الذي يبدِّلُ جسدَ تواضعِنا ليكونَ على صورةِ جسدِ مجدِه، بحسبِ قدرتِه العظيمةِ التي بها أُخضعَ الكلُّ له.

*  *  *

بعد طريق دمشق انقلبت حياة القدّيس بولس. كان هدفه الشريعة وممارستها بحذافيرها على مثال الفرّيسيّين. أمّا الآن فتمَّ الانقلاب الكامل. الهدف هو يسوع المسيح. هرب شاول (بولس) من أورشليم وتوجَّه إلى دمشق لكي "يدرك" يسوع، لكي "يمسكه" ويجعله "في السجن" من خلال المسيحيّين الذين يلاحقهم. ولكنَّ يسوع كان الغالب. "أدرك" بولس. أمسكه في الطريق، فوصل إلى دمشق "أسير" حبّ يسوع. وهكذا أخذ يركض بولس برفقة المسيح، على مثال عروس نشيد الأناشيد. نسي ما وراءه. كلّ ما أخذه من آبائه وأجداده. كلَّ ما تعلَّمه. نظرة واحدة من الربِّ في عينيه اللتين عميتا حين أطلَّ عليهما نور المسيح في قلب الظهيرة. لا تردُّد. لا تراجع.

ويتذكَّر بولس اليهود الذين بشَّرهم. أو المسيحيّين الذين تراجعوا عن مسحيَّتهم. ويبكي. إخوته من لحمه ودمه هم "أعداء صليب المسيح". قالت عنهم الرسالة إلى العبرانيّين: "يصلبون الربَّ مرَّة ثانية". وهنا توصيف هائل: نهايتهم الهلاك. تركوا صليب المسيح فبماذا يتعلَّقون؟ أما يغرقون؟ "إلههم بطنهم". هي الممارسات الطعاميَّة بالرغم ممّا قاله يسوع: جميع الأطعمة طاهرة. "مجدهم خزيهم". هم يفتخرون بالختان، وماذا نالوا من الختان؟ صاروا خارج مخطَّط الخلاص وعاتبوا الله الذي "نقض عهده"! ما أرادوا أن يتجاوزوا عالم الأرض. رأوا في يسوع ابنَ الناصرة فقط، وما ارتفعوا ليكتشفوا فيه ابن الله.

تنبيه هائل لأهل فيلبّي وخصوصًا للذين يحنُّون إلى الممارسات اليهوديَّة. تطلَّعوا إلى فوق، من هناك يأتي يسوع المسيح الذي يجعل جسدنا ممجَّدًا مثل جسده.

                                 

هويَّة يسوع، بين المعمدان والجموع

 

·        قال البشير للجموع المحتشدة أمامه:

"انحدر ابنُ العليّ واتَّخذ جسدًا مثلنا وخلّص حياتنا."

·        انظروا إلى الحمل، الذي نزل وتعمَّد في نهر الأردنّ

لكنَّهم تذمَّروا، وصاحوا في وجهه قائلين:

·        "أيُّها الرجل، كيف تقول إنَّ ابن العليّ انحدر إلى الأرض؟

ها نحن نراه منحدرًا في المياه ليمحو صكّه، مثل سائر الناس."

·        "أيُّها الجموع اسمعوا: إنَّ ابن العليّ ليسَ جسدًا مثلنا،

ونزل إلى نهر الأردنّ ليعتمد حتَّى يلد أولادًا لا يموتون."

·        الآن الجموع المحتشدة تنظر إليه وهو في النهر يعتمد،

إنَّه إنسان لا إله.

·        الآن كلُّ الملائكة واقفون يرتعدون

أمام ربّهم المتجسّد من أجل خلاصنا.

                                                نرساي

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM