أحد الأسبوع الخامس من زمن القيامة

النصّ الكتابيّ (يو 21: 15-19)

15ولمّا تغدَّوا قالَ يسوعُ لسمعانَ كيفا: "يا سمعانُ بنَ يونا، أمحبٌّ أنتَ لي أكثرَ من هؤلاء؟" فقالَ له: "نعم يا ربّ، أنتَ عارفٌ أنتَ أنّي أنا محبٌّ لك." فقالَ له: "ارعَ لي حملاني." 16وقالَ له أيضًا مرَّة ثانية: "يا سمعانُ بنَ يونا، أمحبٌّ أنتَ لي؟ قالَ له: "نعم، يا ربّ، أنتَ عارف أنّي مُحبٌّ لك." فقالَ له يسوع: "ارعَ لي خرافي." 17وقالَ له مرَّة ثالثة: "يا سمعانُ بنَ يونا، أمُحبٌّ أنتَ لي؟" فحزنَ كيفا لأنَّه قالَ له مرَّة ثالثة: "أأنتَ مُحبٌّ لي." فقالَ له: يا ربّ، أنتَ فاقهٌ كلَّ شيء، أنت عارفٌ أنت أنّي أنا مُحبٌّ لك." فقالَ له يسوع: "ارعَ لي نعاجي." 18آمين آمين أنا قائلٌ لك: "حينُ كنتَ شابًّا كنتَ أنتَ شادًّا لنفسِك حقويك، وكنتَ ماشيًا إلى حيثُ مُريدٌ أنت. ولمّا شِختَ تَبسُطُ يديكَ وآخرُ يشدُّ لكَ حقوَيك ويوصِلُك إلى حيثُ لا مُريدٌ أنت." 19قالَ هذا ليُظهِرَ بأيَّةِ ميتةٍ مُزمِعٌ هو أن يمجِّد الله، وإذ قالَ هذه، قال له: "تعالَ ورائي."

*  *  *

من هو التلميذ الحبيب؟ قال التقليد: يوحنّا الحبيب الذي كان على صدر المعلّم خلال العشاء السرّيّ. وقُدّمت دراسة عن لعازر الذي أقامه يسوع بعد أربعة أيَّام على دفنه، وقال فيه الناس: "انظروا كيف كان يحبُّه" (يو 11: 35). أمّا الشرح الحديث فاعتبر أنَّ التلميذ "الحبيب" هو كلُّ واحد منَّا. هو يستطيع أن يرافق يسوع، ينام على صدره. يكون عند الصليب، فيدلُّ على محبَّة يسوع حين يأخذ مريم إلى بيته. وفي الصيد العجيب، وحده دون الرسل السبعة أعلن: "هو الربّ" (يو 21: 7). في الواقع، ما من تلميذ يحبُّ يسوع بقدر ما يسوع يحبُّه. كلُّنا في الطريق لنردَّ على الذي سبق وأحبَّنا، "أحبَّنا إلى الغاية" وبذل نفسه لأجلنا.

وها هو بطرس. رافق يسوع خلال حياته العلنيَّة وكان له أن يراه بعد القيامة. سأله يسوع ثلاث مرَّات: "أتحبُّني أكثر من هؤلاء؟" هو حبّ مميَّز، لا حبّ عاديّ. وحزن بطرس لأنَّ يسوع سأله ثلاث مرَّات. أتحبُّني حقًّا؟ أم هو جواب اللسان والكلام العاديّ؟ أراد يسوع أن يحفر هذه المحبَّة في أعماق الرسول حتَّى اللحم والعظم. أما يتسرَّع بطرس كما فعل وقت العشاء السرّيّ بحيث يسقط؟ هناك قال مرَّة، فخان ثلاث مرَّات. أمّا هنا فأعلن حبَّه ثلاث مرَّات وبيَّن أنَّه ثابت في هذا الحبّ. عندئذٍ قال له يسوع: "اتبعني". الآن تستطيع أن تتبعني دون أن تنظر يمينًا ولا شمالاً، دون خوف. وهكذا كلُّ واحد منَّا يتبع يسوع.

 

مقيمون في عالم النعمة

"وهبنا ربُّنا يسوع المسيح، بالإيمان، الاقتراب من عالم النعمة" (رو 5: 2).

جعل منّا العماد أناسًا جددًا، يقول لنا بولس الرسول. جدُدًا جدُدًا في نظره بحيث بدّلنا، حرفيًّا، مواطنيّتنا. منذ الآن. منذ الآن، صرنا مواطني "عالم النعمة" الذي يختلف كلَّ الاختلاف عن العالم الذي نعيش فيه حتَّى الآن، فينبغي علينا أن نتعلَّم لغة جديدة. ولكن أيّ لغة نستنبط لا ترتبط بالرياضيات والحسابات الماليَّة؟ نحن الذين يدعون من يدعوهم، وينتظرون، ملحّين، الشكر على هدايا أهديناها. ونتكلَّم أيضًا، ببراءة الأطفال، بأنَّنا "نربح السماء" فننسى بكلّ بساطة أنَّنا نهين هكذا أبانا السماويّ. فنحن لا نحبّ أن يتشاور أولادنا فيما بينهم ليكتشفوا كيف "يربحون" حناننا.

لا شكَّ في أنَّ البرديَّات المصريَّة يرسمون نفس المتوفّي الموضوعة في ميزان. هذا يحصل في مصر لا في أرض الوحي الكتابيّ. فلا ميزان في ملكوت المجَّانيَّة. ولا دفتر حسابات ولا كشف حساب في المصرف. فالرسول قال لنا: صكّ ديوننا مسمَّر على الصليب.

لا مجال للأحلام. فملكوت المجَّانيَّة هذا ليس من هذا العالم كما يقول لنا يسوع أيضًا. ففي علاقتنا مع الله، ينبغي أن تكون لغتنا لائقة بنعمة الله التي لا تستنفَد مهما استقينا منها.

ماري – نوئيلي ثابو

*  *  *

السلامُ معكم، أيُّها الأنبياءُ والرسلُ والشهداء.

السلامُ معكم، أيُّها القدّيسون بنو الملكوت.

افرحوا بأكاليلكم، وبذلك الربّ الذي عظَّمكم،

وصلُّوا لكيما، معكم، نؤهَّلَ أن نرثَ الملكوت.

المجدُ للآب الذي عملتُم إرادته.

والشكرُ للابن الذي تألَّمتُم من أجلِه.

السجودُ للروح القدسِ الذي يُرفُّ على رفاتكم.

واليومَ، ها هو يُشرَّفُ تذكارُكم في الأقطار الأربعة.

 

السلامُ معكم، أيُّها الشهداءُ المضطهَدون والمقتولون.

السلام معكم، يا ذبائحَ رضًى تامَّة،

لأنَّ المسيح اختارَكم لتكونوا ندماء في خدرِه،

في ذلك الملكوتِ الذي لا يزولُ ولا ينحلّ.

وبتعرّي جسدِكم، أخزيتُم الثلاّب؛

وبدم أعناقكم، اقتنيتُم الحياةَ الأبديَّة.

اطلبوا من أجلنا إلى ذلك الذي متُّمْ من أجلِه،

ليجعلَ المراحمَ على الخاطئينَ الذين يدعونَه.

                (ألحان الشهداء، البيت غازو المارونيّ، الجزء الثاني، ص 104-105)


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM