سبت الأسبوع الثاني من زمن العنصرة

النصُّ الكتابيّ (أع 5: 21ب-33)

21أمّا عظيمُ الكهنةِ والذينَ معه فدَعَوا رفاقَهم وشيوخَ إسرائيلَ وأرسلوا إلى السجن لكي يَأتُوا بالرسل. 22ولمّا ذهبَ أولئك الذين أُرسلوا من قِبلِهم، ما وجدوهم في السجن، فرجِعوا وأتَوا 23قائلين: "وجدنا السجنَ مُغلقًا بانضباطٍ والحراسَّ أيضًا قائمينَ على الأبواب، وفتحْنا، فما وجدْنا إنسانًا هناك. 24فلمّا سمعَ هذه الأقوالَ عظماءُ الكهنةِ ورؤساء الهيكل، كانوا مُندهشينَ في أمرِهم، ومُفكِّرينَ كيف هذه هي. 25فأتى إنسانٌ وأعلمَهم أنَّ هؤلاء الرجالِ الذينَ حبستُم في السجن، ها هم قائمونَ في الهيكلِ ومُعلِّمونَ للشعب. 26حينئذٍ ذهب الرؤساءُ مع الحرّاسِ ليأتوا بهم، لا بالإكراه، لأنَّهم كانوا خائفينَ أن يَرجُمَهم الشعب. 27ولمّا أتَوا بهم أقاموهم قدَّامَ المجلسِ كلِّه، وشرعَ عظيمُ الكهنةِ يقولُ لهم: 28"أما كنّا أمرًا أمرناكم بأن لا تُعلِّموا الناسَ بهذا الاسم، وها أنتم ملأتُم أورشليمَ بتعليمِكم، وراغبونَ أنتم أن تأتُوا علينا بدمِ هذا الرجل." 29فأجابَ سمعانُ مع الرسل، وقالَ لهم: "ينبغي بالأحرى أن يُطاعَ اللهُ لا الناس. 30فإلهُ آبائِنا أقامَ يسوعَ الذي أنتم قتلتموهُ حين علَّقتموه على خشبة. 31فهذا أقامَه اللهُ رأسًا ومُحييًا، ورفعهُ بيمينِه لكي يُعطي إسرائيلَ التوبةَ وغفرانَ الخطايا. 32ونحن شاهدون على هذه الأقوال، نحن والروحُ القدس الذي وهبَه اللهُ لأولئكَ المؤمنينَ به." 33فلمّا سَمِعوا هذه الأقوالَ، كانوا مُشتعلينَ غضبًا، وكانوا مُفكِّرينَ أن يقتلوهم.

*  *  *

هؤلاء الرسل لا يتوقَّفون عن حمل البشارة. فلا بدَّ من أخذ الحيطة. فاستعدَّ رؤساء اليهود لذلك. رؤساء المجمع، الشيوخ... هم كلُّهم مجتمعون. وأمروا الخدم بأن يأتوا بالرسل، ولكنَّ الرسل ليسوا في السجن وأبواب السجن مقفلة. يا ليتهم تساءلوا بعض الشيء، ولكنَّ الحقد يملأ قلوبهم. فلا يرون سوى "منشقّين" عن الجماعة، وبالتالي "خونة" ينبغي أن يعودوا إلى "الحظيرة". ممنوع الخروج من "الطائفة".

ذاك كان الوضع في الكنيسة خلال تاريخها. العنف بالنسبة إلى من يفكّر خارج "تقليد الرؤساء". عنف ظاهر. وعنف خفيّ. وهذا ما يقفل الجماعة من الداخل أو يُدخل فيها الهريان، أو يجعلها مياهًا نتنة. أيرضى يسوع بذلك؟ كلاّ. فلا بدَّ من "المجازفة". طلبوا من الرسل أن يسكتوا، فما سكتوا. عادوا يقولون: "إله آبائنا أقام يسوع الذي قتلتموه أنتم." هو الرئيس. هو المخلّص. هو من يدعو بني إسرائيل إلى التوبة بحيث ينالون غفران الخطايا. وكأنّي بهم يقولون لهم: لا مهرب لكم. أو تطيعون الروح القدس، فترون وتسمعون ثمَّ تشهدون، كما نحن نشهد، أو تلبثون في خطاياكم.

هو التحدّي الدائم: أن نؤمن أو لا نؤمن. ولكنَّ اليهود أصرُّوا على عدم الإيمان مع يسوع، وذاك يكون موقفهم مع تلاميذ يسوع. ما استطاعوا أن يؤمنون، لأنَّهم جعلوا قلوبهم غليظة وعيونهم عمياء. ما أرادوا أن يفهموا ولا أن يروا. هذا درسٌ لنا.

 

من أجل خوف الله

إن شئتَ أن تنضمَّ إلى حياة الرهبان الصحيحة من أجل التمتُّع بالخيرات السامية، لا بدَّ لك أن تضع في فكرك أنَّك قد ابتعدتَ عن حياة الدنيا ولا تهتمّ بهذا العالم ومجده كونه مظلَّة خربة. إن لم تفعل ذلك لا تستطيع أن تتغلَّب على الأهواء الأرضيَّة وعلى الشهوات العالميَّة التي تغرّق الناس في حمأة الجسد والهلاك...

لأنَّ التعب ليس في وضع الأساس، بل في إتمام البناء، لأنَّه كلَّما ارتفع البناء، استوجب مشقَّة أكبر من لدن البنّاء من أجل إتمام البناء. لنصغِ للصوت الخلاصيّ يقول لنا: "من منكم وهو يريد أن يبني برجًا لا يجلس أوَّلاً ويحسب نفقته..." (لو 14: 28ي).

إن كانت حربُ الجنود طويلة، فصراع الراهب يدوم حتَّى رحيله إلى الربّ. لذلك يجب أن نبدأ العمل بكلّ جدّيَّة وانتباه وصبر...

كلُّ من يريد أن يصبح راهبًا له أن يضع في ذهنه ما يلي: أن يصبر بشجاعة، حتَّى إذا دخل الدير لا يقول: كنتُ أجهل ما يحصل لي الآن.

أفرام اليونانيّ

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM