خميس العنصرة

النصُّ الكتابيّ (أع 2: 40-47)

40وبأقوالٍ أخرى كثيرةٍ كانَ شاهدًا لهم وطالبًا منهم، قائلاً: تخلَّصوا من هذا الجيلِ العقيم. 41وأناسٌ منهم مُستعدُّونَ قبلوا كلمتَه وآمنوا واعتمدوا. وفي ذلك اليوم نحو ثلاثةَ آلافِ أُضيفوا. 42وكانوا ثابتين في تعليمِ الرسل، ومُشاركينَ في الصلاةِ وفي كسرِ الإفخارستيّا. 43وكانَ الخوفُ لكلِّ نفْسٍ، وآياتٌ كثيرةٌ ومُعجزاتٌ كانَتْ بيدِ الرسلِ في أورشليم. 44وكلُّ الذين آمنوا كانوا معًا، وكلُّ شيء كانَ لهم، كانَ مُشترَكًا. 45وأولئكَ الذين كانَ لهم مُقتنى، كانوا بائعينَه ومُقتسمينَ (كلَّ) شيء واحدٌ لواحد كما كان محتاجًا. 46وكانوا كلَّ يومٍ ثابتينَ في الهيكلِ بنفْسٍ واحدة، وفي البيتِ كانوا كاسرينَ الخبزَ، ومُتناولينَ الغداء وهم مُبتهجون، وبسلامةِ قلبِهم 47كانوا مُسبِّحينَ الله بعدَ أن وُهبَتْ لهم الرحماتُ قدّامَ الشعبِ كلِّه. وكانَ ربُّنا كلَّ يومٍ مُضيفًا إلى الكنيسةِ أولئك الواجدينَ الحياة.

*  *  *

"أيُّها الرجال"، اسمعوا، أيُّها الرجال، اعلموا أنَّ الله "جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم، ربًّا ومسيحًا." ماذا كانت النتيجة؟ أصابتهم الكلمة في الصميم، فقبلوها بفرح وأخذوا سرَّ العماد. 3000 معمَّد. يا للصيد العجيب! أين منه كلُّ صيد سابق! إذا كان بطرس أحسَّ بضعفه وخطيئته عند البحيرة بعد صيد السمك، فماذا يكون شعوره الآن؟ فرحٌ لا يصدَّق. عند البحر فعل يسوع المسيح ابن الله، والآن، الروح القدس يساعدهم فيعملون هذه الأعمال، بل يعملون أعظم منها. ما هذا اليسوع؟ يعطينا إمكانيَّة أن نعمل مثله وأكثر. أما نستحي؟ ولكنَّ يسوع لا يستحي بنا. أما نخاف؟ ولماذا نخاف وهو الذي قال لبطرس: "لا تخافوا". ستكونون بعد الآن صيَّادين من نوع آخر. وها بطرس رأى. وها نحن نرى اليوم الناس العديدين، في العالم، يدخلون إلى الكنيسة.

وترتَّبت الجماعة حول ثلاثة أمور: الشركة. كلُّهم إخوة وأخوات في المسيح. جسد واحد. يفرحون لفرح إخوتهم ويحزنون لحزن أخواتهم. ثمَّ كسر الخبز أي المشاركة في وليمة القدَّاس: خذوا كلوا. خذوا اشربوا. كما كسر يسوع الخبز وناول التلاميذ، يعمل الكاهن اليوم. وأخيرًا، الصلوات. هي اجتماعات يتلون فيها المزامير، يتذكَّرون أقوال الربِّ وأعماله، بل حياته كلّها. الذين لم يسمعوا يسوع ها هم يسمعون الرسل. والذين لم يروا يسوع، يرونه من خلال الذين رأوه. فهم "شهود" على كلِّ ما حصل في فلسطين.

 

الصغار، أولاد الله

الأطفال، في نظر يسوع، أوّل المرشّحين لملكوت الله، ويمثّلون يسوع. هم تحت حمايته الخاصَّة (مر 9: 14). ما يهمُّ يسوع ليس الجاه ولا النتائج ولا النجاح والفائدة العمليَّة. ليست هذه وحدها المعايير في حياة الإنسان. فيسوع يمضي فيقلب لنا سلَّم القيم. فهو يفضّل الفقراء والضعفاء والمسحوقين والمرضى، ويفضّل الأطفال. فأمام الله، أبينا السماويّ، نكون كلُّنا أطفالاً ونبقى كذلك. إذًا، الطفولة هي ما يحدّد حياة البالغين، لا العكس. وفي الواقع، نحن البالغين، نستطيع أن نتعلَّم الكثير من الأطفال. فالأطفال متديّنون في طبعهم. ويطرحون، على طريقتهم، الأسئلة الأخيرة، ويعرفون أنَّنا لا نستطيع أن نعمل كلَّ شيء، وأنَّ حياتنا، في النهاية، هي هديَّة من الله. هذا ما أراد يسوع أن يقوله حين أكَّد أنَّه ينبغي علينا أن نكون مثل أطفال: علينا أن نتعلَّم من جديد، أن نختبر جميع الأشياء على أنَّها هدايا من الله.

الكردينال والتر كاسبر

*  *  *

فلتصفّق الكنيسةُ بفرح، ولترتّل المجد، ولترفعْ ألحانَ التسبحة

إلى الوحيد الإله الذي خطبها بصلبه،

وكتب (و) وهب البيعة المقدَّسة المهْر،

(أي) جسدَه ودمه الظافر، مسامحةً لها ولأولادها.

 

في البيع والأديار، فليكن ذكرٌ للقدّيسة البتول مريمَ

التي ولدتِ الولدَ الذي خلَّصنا؛

وكانت طاهرةً، وكانت قدّيسة، في بتوليَّتها

وحسُنَتْ لملكِ الملوك، فانحدر وحلَّ في حضنها،

بصلواتها، يا سيّد الكلّ، أحلَّ أمانك في الأقطار الأربعة.

 

بالإيمان الحقّ، تشرَّف في الخليقة الآباء القدّيسون.

الأنبياء والرسل والشهداء المباركون.

وفي هذا اليوم، (يوم) انطلاقهم من هذا العالم،

قد استعدُّوا واقتنوا الحياة، وطاروا إلى الأعالي.

بصلاتهم، يا ربَّ الكلّ، أحلَّ أمانك في داخل بيعتك.

                (ألحان للقيامة، البيت غازو المارونيّ، الجزء الأوَّل، ص 172-174)


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM