ثلثاء العنصرة

النصُّ الكتابيّ (أع 2: 14-21)

14بعد ذلك قامَ سمعانُ كيفا مع الأحدَ عشرَ رافعًا صوتَه وقالَ لهم: "أيُّها الرجالُ اليهودُ المقيمونَ جميعُكم في أورشليم، أصغوا إلى كلامي، وهذه تكونُ معروفةً لكم، 15ما هؤلاء سكارى كما أنتم ظانُّون، لأنَّها الساعةُ الثالثةُ حتّى الآنَ. 16ولكن هذه هي الكلمةُ المكتوبةُ في يوئيلَ النبيّ: 17تكونُ في الأيّامِ الأخيرةِ، قالَ الله، أنّي أفيضُ روحي على كلِّ بشر، وبنوكم يتنبَّأونَ وبناتُكم، وشبّانُكم رُؤى يرَون، وشيوخُكم أحلامًا يحلمون. 18وعلى عبيدي وعلى إمائي أفيضُ روحي في تلك الأيّام فيتنبَّأون. 19وأُعطي آياتٍ في السماء وعجائبَ على الأرض، دمًا ونارًا وعطرَ دخان. 20الشمسُ تُبدَّلُ بالظلامِ، والقمرُ بالدم حتّى يأتيَ يومُ الربِّ العظيمُ والمخيف. 21ويكونَ أنَّ كلَّ مَن يدعو باسمِ الربِّ يحيا.

*  *  *

"فوقف بطرس." أنتم متأكّدون! هذا الذي خاف من جارية واقفة عند الباب وحلف أنَّه لم يسمع بخبر يسوع ولا رآه، هو واقف هنا؟ ما الذي تغيَّر فيه؟ حلَّ فيه الروح القدس. أعطاه حياة جديدة. وقف بجانبه، قوَّاه، علَّمه.

وبطرس ليس وحده، فهو يتكلَّم مع الأحد عشر وباسم الأحد عشر. وفي تاريخ الكنيسة، كلُّ واحد يكون بطرس إذا فتح قلبه ونال الروح القدس. فنحن قد نرفض الروح، "نجدّف على الروح" كما يجدّف الكثيرون، حتَّى اليوم على المسيح. فينسون أنَّه الكلمة ابن الله. يعلنون: هو إنسان مثل سائر الناس. لا شكّ، رجل مميَّز، معلّم، ثائر، حكيم... ولكنَّه ليس ابن الله، ولا هو ذاك النور من نور الآتي من السماء.

بطرس ورفاقه. اعتبروهم "أمّيّين" لأنَّهم لم يمرُّوا في مدارسهم! لا يتكلَّمون مثلهم. فيردّدون الأقوال تردادًا لأنَّ أناسًا قبلهم قالوه. مدرسة جديدة أُطلقَتْ، مدرسة يسوع. "تعلَّموا منّي". كلام يسوع كان ذا سلطان. وكلام الرسل أيضًا. وكلامنا اليوم إن امتلأنا من الروح وطلبنا منه أن يعلّمنا.

بطرس ورفاقه. يعرفون الكتب المقدَّسة. وأورد بطرس نبوءة يوئيل حيث الجميع يمتلئون من الروح القدس، و"يتنبَّأون" أي يحملون كلام الله ولا يخافون. لا ينظرون إلى ما سوف يحدث مثل "العرَّافين" عندنا، الذين لا يعرفون شيئًا طالما أنَّهم لم يعرفوا الروح القدس.

 

من أراد أن يكون الأوَّل

اجعلْ نفسك صغيرًا في كلِّ شيء، وأمام جميع الناس، فتُرفع فوق رؤساء هذا العالم. اسبَقْ جميع الكائنات، ضمّهم إليك، اركع أمامهم فتكرَّم أكثر من الذين يقدّمون الذهب.

انحدرْ أدنى من ذاتك فترى مجد الله فيك. فحيث ينبتُ التواضع هناك ينتشر مجد الله.

وبِّخْ الكرامة فتكرَّم. لا تحبّ التكريم فلا تكون محتقرًا. فالتكريم يهرب من أمام من يركض وراءه. ولكنَّ التكريم يلاحق ذاك الذي يهرب منه، ويعلن تواضعه على جميع البشر.

إن لُمتَ نفسك حبًّا بالحقيقة، فالله يتيح لجميع الخلائق أن تمدحك. فتفتح أمامك باب مجدِ خالقك وتمدحك. فأنتَ في الحقيقة على صورته وعلى مثاله (تك 1: 26).

أحبَّ الخطأة، ولكن ارذَلْ أعمالهم. لا تحتقرهم بسبب رذائلهم لئلاَّ تسقط أنت أيضًا في التجارب عينها. تذكَّر أنَّك تشارك في طبيعة الأرض وأحسن إلى الجميع.

إسحق السريانيّ

*  *  *

اثني عشر رسولاً قدّيسين اختارَ مخلّصنا

ليكونوا تلاميذه، شفَّافين، بسطاء، وأبرياء،

وأيضًا جهلاء؛ وجعل في أيديهم بشارته،

وأرسلهم ليبشّروا بتجلّيه.

 

اثنا عشر ينبوعًا ناطقون من العلّيَّة

خرجوا وهم فرحون، وملأوا الأرض أشجارًا

روحانيَّة؛ وها اليوم في الأقطار الأربعة،

يعطونَ ثمارًا شهيَّة، (ثمارَ) التسبحة.

 

اثنا عشر مهندسًا ماهرون، على أساس

الحقّ يبنون، وعلى صخرة الإيمان بنوا البيع،

وملأوها من تعليم الحياة الجديدة،

(تعليم) بشارة معلّمهم.

                (ألحان للرسل، البيت غازو المارونيّ، الجزء السابع، ص 237-238)


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM