السرُّ الرابع حمْلُ الصليب

"فأخذوا يسوع ومضوا به. فخرج وهو حاملٌ صليبَه إلى الموضعِ الذي يُقال له الجمجمة ويقال له بالعبريَّة: الجلجثة" (يو 19: 17).

نقرأ النصَّ الكاملَ في يو 19: 16-23

16حينئذٍ أسلمه (هيرودس) لهم ليصلبوه، واقتادُوا يسوعَ وأخرجوه، 17وهو حاملٌ صليبَهُ إلى الموضع المدعوِّ جُمجُمة وفي العبريَّة يقال: جلجلة. 18في المكان الذي صلبوه (كان) معه اثنانِ، واحدٌ من هنا وواحدٌ من هنا، ويسوعُ في الوسط. 19وكتبَ بيلاطُسُ أيضًا لوحًا ووضعه على صليبِه، وكانَ مكتوبًا فيه هكذا: "هذا يسوعُ الناصريُّ ملكُ اليهود." 20وهذه الكتابة، كثيرون من اليهود قرأوها لأنَّه كان قريبًا من المدينة، الموضعُ الذي صُلب فيه يسوع، والمكتوب كان في العبريَّة وفي اليونانيَّة وفي الروميَّة. 21وعظماء الكهنة قالوا لبيلاطس: "لا تكتبُ: هو ملك اليهود، بل هو قال: أنا ملك اليهود." 22فقالَ بيلاطس: "الشيءَ الذي كتبتُ كتبتُ." 23والجنودُ لمّا صلَبُوا يسوع، أخذوا ثيابَه وجعلوها أربعَ حصص، حصَّة للواحد من الجنود. أمّا قميصُه فكان بلا خياطة، منسوجًا كلُّه من أعلى.

*  *  *

إنَّ حملَ الله الذي يرفعُ خطيئةَ العالم، يحملُ على كتفيه المهشَّمتينِ حِمْلَ خطايانا الثقيل. وانطلقَ كلمةُ الله – يسوع، بصمت. فالكلمة الذي خلقَ كلَّ شيء ساكتٌ تحت أمواج الأقوالِ الباطلةِ والمتشامخة.

*  *  *

السلامُ عليكِ يا مريم

نضيفُ في نهاية القسم الأوَّل من السلام الملائكيّ: يسوع المسيح، "الذي تذلَّلَ تحتَ ثقلِ الصليب".

السلامُ عليكِ يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الربُّ معك، مباركةٌ أنتِ بينَ النساء، ومباركٌ ثمرةُ بطنِك سيِّدُنا يسوعُ المسيح، الذي تذلَّلَ تحتَ ثقلِ الصليب. يا قدّيسة مريم، يا والدةَ الله، صلّي لأجلِنا نحنُ الخطأة، الآنَ وفي ساعةِ موتِنا. آمين.


 

وحكموا على يسوع أن يحمل صليبه ويمضي إلى خارج المدينة، بحيث لا تتنجَّس أورشليم، لأنَّ كلَّ من يعلَّق على الخشبة ملعون. وفي أيّ حال، اسرعوا بأن يزيلوا هؤلاء المصلوبين الثلاثة. فهذا السبتُ كان عظيمًا. حمل يسوع العارضة. وكانوا يحثُّون الخطى. وإن ضعف كان ينال السوط. ولكن مهما فعل، فهو لا يستطيع وحده أن يصل إلى القمَّة.

وكان رجل اسمه سمعان. أصله من قيريني، في ليبيا الحاليَّة. هذا كان عائدًا من الحقل. "سخَّروه ليحمل صليبه" (مت 27: 32). هنيئًا لسمعان! إنَّه يحمل صليب يسوع. وهنيئًا لنا إن أخذنا بعض الصليب عن ربّنا. أمّا لوقا، فقال: "وضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع" (لو 23: 26). قال يسوع: "من أراد أن يتبعني، أن يمشي ورائي، يحمل صليبه كلَّ يوم ويتبعني." ذاك ما عمله سمعان. ذاك المجهول في أورشليم، صار معروفًا في الكنيسة. وابناه صارا تلميذين: الإسكندر وروفس.

لست أدري إن كان الاثنين اللذين صُلبا مع يسوع حملا صليبيهما. ولكنَّ الإنجيل يتحدَّث عن يسوع وحده، إذ أراد اليهود أن يذلُّوا يسوع إلى النهاية. حمل هو صليبه وسار أمام الجموع. فتبعه الناس وكانوا كثرًا لأنَّهم كانوا يستعدُّون للعيد. ورافقوه إلى الجلجلة ليهزأوا منه. لا شكَّ في أنَّه مجرم من الدرجة الأولى. لا شكَّ في أنَّ أمَّه كانت تسير وهي تحمل صليبها مثله. والنسوة تحسَّرن على يسوع، فدعاهنَّ لكي لا يبكين عليه. سيأتي وقت أكبر للبكاء، وها هو يسوع يعزّيهنَّ. فهذا الذاهب إلى الموت لا يفكّر بنفسه، بل بالآخرين بحيث لا ينسى ذاك الذي صُلب معه، فوعده بالفردوس.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM