السرُّ الخامس العشاء السرّيّ والإفخارستيّا

هذا هو دمي الذي يُبذَل لأجلكم. اصنعوا هذا لذكري.

نقرأ النصَّ الكامل في لو 22: 14-20 (أو في مت 26: 26-29؛ مر 14: 22-25)

14وحين صارَ الوقت، أتى يسوعُ واتَّكأ والاثنا عشَرَ رَسولاً معه. 15وقال لهم: “شهوةً اشتَهيتُ أن آكُلَ معكم هذا الفصحَ قبْلَ أنْ أتألَّمَ. 16وأنا قائلٌ لكم: منذُ الآنَ لا آكلُهُ حتّى يَتمَّ في ملكوتِ الله.” 17وأخذَ خُبزًا وشكَرَ وقالَ: “خُذوا هذا واقتَسِموا بينَكم. 18فأنا قائلٌ لكم: “لا أشربُ مِنِ ابنَةِ الجفنةِ حتّى يأتيَ مَلكوتُ الله.” 19وأخذَ خبزًا وشكرَ وكسَرَ وأعطاهم وقال: “هذا هو جسدي الذي من أجلِكم يُوهَب. كونوا صانعين هذه لذكري.” 20وهكذا أيضًا على الكأسِ من بعدِ أن تَعشَّوا، قال: “هذه الكأسُ هي العهدُ الجديدُ بدَمي الذي من أجلِكم يُراقُ."

*  *  *

جعل يسوع من نفسِه طعامًا وشرابًا تحت أعراضِ الخبزِ والخمر. أراد أن يمكثَ معنا حتَّى نهايةِ العالم، بواسطةِ سرّ جسدِه ودمِه المبذولَينِ حبًّا للبشر.

*  *  *

السلامُ عليكِ يا مريم

نضيفُ في نهاية القسم الأوَّل من السلام الملائكيّ: يسوع المسيح، "الذي بذلَ جسدَه ودمَه".

السلامُ عليكِ يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الربُّ معك، مباركةٌ أنتِ بينَ النساء، ومباركٌ ثمرةُ بطنِك سيِّدُنا يسوعُ المسيح، الذي بذلَ جسدَه ودمَه. يا قدّيسة مريم، يا والدةَ الله، صلّي لأجلِنا نحنُ الخطأة، الآنَ وفي ساعةِ موتِنا. آمين.

 


 

كلَّ سنة كان يسوع يأكل الفصح مع تلاميذه. أمّا هذه السنة، فتكون المرَّة الأخيرة التي فيها يَذبح حمل الفصح ويشرب مع الحاضرين كاسات النبيذ الثلاثة برموزها. فلا حاجة بعد لحمَل يُذبَح، بعد أن صار يسوع "حمل الله الحامل خطايا العالم". ويحدّثنا الإنجيل الرابع عن يسوع ذاك الذي لم يُكسَر له عظم، ساعة كان اليهود يذبحون الحمل استعدادًا لأكله في ليلة البدر، والربُّ يضيء لهم بقمر في أقوى شعاعه.

انتهى أكل الفصح اليهوديّ. انتهت ممارسة العهد الأوَّل، التي كانت تعاد كلَّ سنة. أمّا الآن فنحن في العهد الجديد الأبديّ. لا ذبائح بعد اليوم. بل وليمة مع يسوع وحول يسوع، بل يسوع هو الوليمة. يعطينا الخبز فيعطينا جسده. يعطينا ذاته. يعطينا الخمر فيعطينا حياته. هو تركنا حين مات على الصليب وعُلِّق بين الأرض والسماء. ولكنَّه ما تركنا. فجسده يُعطى لنا كلَّ مرَّة نجتمع باسمه ونتذكَّر موته وقيامته ومجيئه. خذوا كلوا، خذوا اشربوا. الخبز هو الطعام الأساسيّ، الطعام اليوميّ. والخمر هو شراب الفرح. وهكذا تبقى الوليمة مفتوحة للكنيسة كلَّ يوم، بل كلَّ ساعة ودقيقة، فلا ينقصنا سوى المشاركة فيها. والويل لنا إن نحن تهرَّبنا مثل أولئك المدعوّين الذين قدَّموا الأعذار الواهية. وما أسعدنا إذا كنَّا مستعدّين لاستقبال الربّ والاتّحاد به فنصير معه جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM