السرّ الرابع تجلّي الربّ يسوع على الجبل

هذا هو ابني الحبيب، له اسمعوا.

نقرأ النصَّ الكامل في لو 9: 28-36

28وحدَثَ بعدَ الأقوالِ هذه بنحوِ ثمانيةِ أيّامٍ أنَّ يسوعَ اقتادَ سمعانَ ويعقوبَ ويوحنّا، وصعِدَ جبلاً للصلاة. 29وإذْ هو مُصلٍّ، تبدَّلَ مَنظرُ وجهِه، وثيابُهُ ابيضَّتْ ولامعةً كانَتْ. 30وها رجلان اثنان كانا مُتكلَّمين معه، وهما موسى وإيليّا، 31اللذان تراءَيا في مجدٍ، وكانا قائلَين على خروجِهِ العتيدِ أن يَتمَّ في أورشليم. 32وثقلَ بالسباتِ سمعانُ واللذان معه، وبصعوبةٍ أُوقِظُوا، فرَأوا مجدَهُ وهذَينِ الرجُلَينِ الاثنينِ اللذين كانا لدَيه. 33وحين أخذا يَنفصلان عنه، قال سمعانُ ليسوع: “رابّي، حسنٌ هو لنا أنْ نكونَ هنا، ونصنعَ ثلاثَ مَظالٍّ، لك واحدةً، ولموسى واحدةً، ولإيليّا واحدة”، وما كان عارفًا ما هو قائِل. 34وإذ هو قائلٌ هذه، كانَتْ غمامةٌ فظلَّلَتْ عليهم، فخافوا حين رأَوا موسى وإيليّا اللذين دخلا في الغمامة. 35وصوتٌ كان مِنَ الغمامة قائلاً: “هذا هو ابني الحبيب، لَهُ اسمَعوا.” 36وحين كانَ الصوت، وُجدَ يسوعُ وحدَه. وهم صمتوا، ولإنسان ما قالوا، في تلك الأيّام، شيئًا ممّا رأوا.

*  *  *

هذا هو سرُّ النور بامتياز! أشعَّ المجدُ على وجه المسيح فبدا التلاميذُ الثلاثةُ مثلَ العميان. وصوتُ الله الذي دعاهم ليسمعوا، أشرف على الحدث. نصغي لنسمع، نصغي لنفهم. نصغي لنرى بعيون الإيمان أبعد من الحدث الموجع الذي يتهيَّأ، صلب يسوع وموته.

*  *  *

السلامُ عليكِ يا مريم

نضيفُ في نهاية القسم الأوَّل من السلام الملائكيّ: يسوع المسيح، "الذي ظهرَ في مجدِهِ للتلاميذ".

السلامُ عليكِ يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الربُّ معك، مباركةٌ أنتِ بينَ النساء، ومباركٌ ثمرةُ بطنِك سيِّدُنا يسوعُ المسيح، الذي ظهرَ في مجدِه للتلاميذ. يا قدّيسة مريم، يا والدةَ الله، صلّي لأجلِنا نحنُ الخطأة، الآنَ وفي ساعةِ موتِنا. آمين.


 

في عرس قانا، كان يسوع العريس الذي سيطر نوره على الحاضرين فاجتذب إليه أمَّه وإخوته وتلاميذه. وفي الكرازة، كان يسوع "المبشّر"، الذي يحمل البشارة، يحمل الإنجيل، بعد أن صار هو الإنجيل، وهكذا جاء نورًا للعالم بحيث أنَّ الذين يتبعونه لا يكونون في الظلام. والآن، ها هو النور بامتياز. نور أين منه نور الشمس، فما عاد باستطاعة الرسل أن يروا شيئًا. صاروا "كالعميان". الحمد لله أنَّ الغمامة أتت فألقت بظلّها عليهم. وإذ هم أمام الله سيطر عليهم الخوف. فما عرفوا الكلام الذي يقولون.

يسوع في الصلاة هنا كما حين اعتمد في الأردنّ. صار وجهه من السماء وما عاد من الأرض. واتَّخذت ثيابه لون البياض، لون القيامة. فكان لا بدَّ للتلاميذ من أن يمتلئوا بالرجاء الكبير مع أنَّ يسوع قال لهم ثلاث مرَّات إنَّه ذاهب إلى الموت. ولكنَّهم لن يفهموا في الوقت المناسب. وإن هم سمعوا، فسماعهم توقَّف عند الآلام ولم يصل بهم إلى الذروة، إلى القيامة.

بقربه موسى وإيليَّا. هذا رُفع إلى السماء في مركبة ناريَّة. وموسى دفنه الله بيده في إحدى وديان موآب. ويقول التقليد إنَّه رُفع إلى السماء مثل أخنوخ وإيليَّا. كلُّ هذا كان في رؤيا ارتفع فيها التلاميذ عن الأرض. انطبعوا بالنور السماويّ، ولكنَّهم لم يخبروا أحدًا بما رأوا ولا بما سمعوا. فهذه الخبرة أرفع من الكلام ومن الخبر. هي فقط للتأمُّل والمناجاة.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM