السرّ الثالث الكرازة بالملكوت

 

اقترب ملكوت الله. توبوا وآمنوا بالإنجيل

نقرأ النصّ الكامل مر: 1: 15؛ مت 4: 17؛ لو 4: 14-15.

15وقال: “تمَّ الزمان وبلغَ ملكوت الله. توبوا وآمنوا بالبشارة.”

 

17حينئذٍ بدأ يسوعُ بالكرازةِ فقالَ: “توبوا لأنَّه اقتربَ ملكوتُ السماء.”

 

14ورجِعَ يسوعُ بقوَّةِ الروحِ إلى الجليل، وخرجَ عنه خبرٌ في كلِّ مكانٍ حولَهُ. 15وهو مُعلِّمًا كانَ في مَجامعِهم، ومُمجَّدًا كانَ مِن كلِّ أحَد.

*  *  *

كان يسوع يجول المدن والقرى يعلن بشارة الملكوت ويدعو الناس إلى التوبة. واستمرَّ يغفر خطايا البشر الذين يقتربون منه بإيمان متواضع، واثق. وهكذا شرع يمارس رسالة الرحمة لكي تكون لهم جميعًا الحياة وتكون لهم وافرة.

*  *  *

السلام عليك يا مريم

نضيفُ في نهاية القسم الأوَّل من السلام الملائكيّ: يسوع المسيح، "الذي يدعونا إلى التوبة".

السلامُ عليكِ يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الربُّ معك، مباركةٌ أنتِ بينَ النساء، ومباركٌ ثمرةُ بطنِك سيِّدُنا يسوعُ المسيح، الذي يدعونا إلى التوبة. يا قدّيسة مريم، يا والدةَ الله، صلّي لأجلِنا نحنُ الخطأة، الآنَ وفي ساعةِ موتِنا. آمين.


 

الكرازة. كلمة يونانيَّة انتقلت إلى السريانيَّة. كارغما. أوَّل بشارة في الملكوت. أوَّل مرَّة يسمع الناس الإنجيل، كما يصل اليوم إلى أفريقيا، إلى الهند والصين... ذاك ما قدَّم بطرس للعالم اليهوديّ وبولس للعالم الوثنيّ، كلُّ واحد بطريقته وحسب السامعين الذين حوله. فالكرازة يجب أن تصل إلى يسوع. انطلق بطرس، مثلاً، من شفاء الأعرج، فوصل في كلامه إلى يسوع الذي صلبتموه ولكنَّ الله أقامه. وحدَّث بولس أهل أثينة عن وحدة البشريَّة، بادئًا مع الشعراء والفلاسفة وفي النهاية قال: "فالله، الآن، يأمر جميع الناس، في كلِّ مكان، أن يتوبوا... إيمانًا بالذي أقامه من بين الأموات" (أع 17: 30-31).

ما فعله الرسل كانت تكملة لما بدأ به يسوع. أوَّل كلمة: "توبوا". بدِّلوا حياتكم. بدِّلوا نظرتكم وتفكيركم، اتركوا أعمالكم السابقة في الوثنيَّة. ولماذا هذا التحوُّل؟ "اقترب ملكوت السماوات". كان الملك يأتي ليزور مدينته فتستعدّ المدينة فتلبس أجمل حلَّة، والناس يصطفُّون للاستقبال. هي مظاهر خارجيَّة. أمّا السماء فلا تُرى. هي "الله". فملكوت السماء هو ملكوت الله. أي: الله ذاته آتٍ ليزورنا وهي زيارة لم يكن مثلها ولن يكون بعدها. الآن تمَّ الزمان الذي حدَّده الآب ليرسل ابنه. أتعرفون من هو الآتي؟ لا بارّ من الأبرار، ولا نبيّ من الأنبياء، بل الله نفسه الذي شقَّ السماوات ونزل. لبسَ طبيعتنا البشريَّة وجاء هو ذاته لكي يعلّمنا ويدعونا إلى التوبة. فهل نتجاوب معه؟


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM