السرّ الثالث ميلاد الربّ

اليوم، في مدينة داود، وُلد لكم مخلّص هو المسيح الربّ.

نقرأ الخبر في لو 2: 1-20

1وحدَثَ في تلكَ الأيّامِ أنْ خرجَ أمرٌ من أوغسطُسَ قيصَرَ أن يُكتَبَ شَعبُ مملكتِه كلُّه. 2وهذا الاكتتابُ كان الأوَّلَ في ولايةِ قيرينيوسَ في سوريَة. 3وذاهبًا كان كلُّ واحدٍ ليَكتتِبَ في مدينتِه. 4وصعِدَ يوسفُ أيضًا من الناصرة، مدينةِ الجليل، إلى اليهوديَّة، إلى مدينةِ داود، المدعوَّةِ بيتَ لحم، لأنَّه كان مِنْ بيتِ داودَ ومن قبيلتِه. 5مع مريمَ خطِّيبتِه وهي حاملٌ، لكي يُكتَتَبَ هناك. 6وحدثَ أنَّه بينما هما هناك، تمَّتْ أيّامُها لتَلِد. 7فولدتِ ابنَها البكر ولفَّتْهُ بالأقمطة، ورمَتْهُ في مذود، لأنَّه لم يكُنْ لهما مكانٌ حيث كانا حالَّين. 8ورعاةٌ كانوا موجودِين في هذا المكان، الذي فيه كانوا حالِّين وحارسِينَ حِراسةَ الليلِ على رعيَّتِهم. 9وها ملاكُ الله أتى إليهم، ومجدُ الربِّ أنارَ علَيهم، فخافوا خوفًا عظيمًا. 10فقالَ لهم الملاك: “أنتم لا تخافون، فها أنا مُبشِّرُكم بفرحٍ عظيمٍ يكونُ للعالم كلِّه: 11لأنْ وُلدَ لكم اليومَ مُخلِّصٌ الذي هو الربُّ المسيح، في مدينةِ داود. 12وهذه لكم علامة: واجدونَ أنتم طِفلاً مَلفوفًا بأقمطَة، ومَوضوعًا في مِذْوَد.”

13وفجأة تراءى مع الملاك قوَّاتٌ كثيرة مِنَ السماء، وهم مُسبِّحون وقائلون: 14“المجدُ لله في الأعالي، وعلى الأرضِ السلام، والرجاءُ الصالحُ لبَني البشر.”

15وحدثَ أنَّه لمّا ذهبَ من عندِهم الملائكةُ إلى السماء، تكلَّمَ الرعاةُ الواحدُ مع الآخرين، قائلين: “نسيرُ حتّى بيتَ لحم ونَرى الكلمةَ هذه التي كانَت كما الربُّ أعلمَنا.” 16وأتَوا مُسرعين فوجدوا مريمَ ويوسفَ والطفلَ الموضوعَ في المذودِ. 17ولمّا رأَوا أَخبروا بالكلمةِ التي قيلَتْ لهم على الصبيّ. 18والذين سمِعُوا تَعجَّبوا كلُّهم مِنَ (الكلمة) التي قيلَتْ لهم من قِبلِ الرعاة. 19أمّا مريمُ فكانَتْ حافظَةً كلَّ الكلماتِ هذه ومُتمعِّنةً بها في قلبِها. 20ورجِعَ أولئكَ الرعاةُ وهم مُسبِّحون الله ومُهلِّلون على كلِّ ما رأوا وسمِعوا كما قِيلَ معَهم.

*  *  *

في صمت الليل، صوت قويّ من الفرح مزَّق السماء وغمر الأرض بنشيد جديد: المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام للناس الذين يحبّهم" أو: "الرجاء الصالح لبني البشر!" فالإله "الحبّ" يفجّر الفرح في قلب الوضعاء والصغار.

*  *  *

السلام عليك يا مريم

نضيف في نهاية القسم الأوَّل من السلام الملائكيّ: سيّدنا يسوع المسيح "النور الذي دعا البشر يشاهدوه".

السلامُ عليكِ يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الربُّ معك، مباركةٌ أنتِ بينَ النساء، ومباركٌ ثمرةُ بطنِك سيّدنا يسوع المسيح، النور الذي دعا البشر يشاهدوه، يا قدّيسة مريم، يا والدةَ الله، صلّي لأجلِنا نحنُ الخطأة، الآنَ وفي ساعةِ موتِنا. آمين.


 

ملكان موجودان هنا. إمبراطور رومة، أوغسطس قيصر الذي يعتبر نفسه سيّد المسكونة، ساعة يملك هو على حوض البحر المتوسّط. ثمَّ طفل من أطفال بيت لحم. موضوع في مذود، في غرفة مجاورة لمجلس الضيوف. هو وحده سيّد المسكونة، بل ربّ السماء والأرض. وها هم الملائكة يأتون من السماء وينشدون: "المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام." قيل عن أوغسطس إنَّه جعل السلام في الإمبراطوريَّة، ولكن بعد حمَّامات من الدم، كانت نهايتها في بلاد اليونان.

أمّا يسوع فهو ذاته السلام، الذي جمع البعيدين والقريبين، أي جميع شعوب الأرض. هو ما سفك دم أحد، بل دمه من أجلنا ومن أجل خلاصنا. فالآب أرسله لا ليُهلك العالم، بل ليخلّص به العالم. لا قصور، ولا غنى، ولا جيوش. الراحة للجميع. المرضى: شفاهم. العميان: جعلهم يبصرون. الجياع: أشبعهم. والموتى: أقامهم. هو الوديع والمتواضع القلب الذي لا يطفئ السراج مهما كانت فتيلته، ولا يكسر القصبة مهما كانت سريعة العطب. جاء يأخذ البشر باللطف والحبّ. جاء يجمعهم كما الدجاجة تجمع فراخها تحت جناحيها. فماذا ننتظر لنذهب إليه؟

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM