السرّ الرابع تقدمة الربّ في الهيكل

رأت عيناي خلاصًا أعددته على وجه الشعوب: هو نور يتجلَّى للشعوب

نقرأ النصّ الكامل في لو 2: 22-38

22ولمّا تمَّت أيّامُ تطهيرِهم بِحسَبِ ناموسِ موسى، أصعدوه إلى أورشليمَ ليُقيموهُ قُدّامَ الربِّ. 23كما هو مكتوبٌ في ناموسِ الربِّ: كلُّ ذكرٍ فاتح رحِمٍ يُدعَى قدّوسَ الربِّ. 24ويُعطونَ ذبيحةً كما قيل في ناموسِ الربّ، زوجَي يَمامٍ أو فِرخَي حمامٍ اثنَين. 25وكان رجلٌ موجودًا في أورشليم، واسمُه سمعان. وهذا الرجلُ كان بارًّا وصدِّيقًا، ومُنتظِرًا كان عزاءَ إسرائيل، والروحُ القدسُ كانَ علَيه. 26وقيلَ لهُ من قِبلِ الروحِ القدس إنَّه لا يرى الموت حتّى يَرى مسيحَ الربّ. 27فهذا جاءَ بالروحِ إلى الهيكل، وحين أبَوَا يسوعَ الصبيّ كانا مُصعدَينِ إيّاهُ ليَصنَعا من أجلِه ما أُمرَ في الناموس، 28قبِلَه على ذراعَيهِ، وباركَ اللهَ وقال: 29“الآن تُطلقُ عبدَكَ، يا ربّ، بسلامٍ، حسَبَ كلمتِكَ 30فها رأتْ عيناي حنانَكَ 31ذاك الذي أعدَدْتَ في وجهِ الأممِ كلِّهم، 32نورًا لِتَجلِّي الشعوب، ومَجدًا لشعبِكَ إسرائيل.” 33أمّا يوسفُ وأمُّه فكانا مُتعجِّبَينِ من التي كانت تُقالُ علَيه. 34وباركَهم سمعان. وقال لِمريمَ أمِّه: “ها هذا موضوعٌ لسُقوطِ ولقيامِ كثيرينَ في إسرائيل، وعلامةَ خِصام. 35وفي نفسِكِ أنتِ تَعبُرُ رمحٌ لكي تَنجَلِيَ أفكارُ قلوبٍ كثيرة.”

36وحنَّةُ النبيَّة، ابنةُ فنوئيل، من سِبْطِ أشير، كانَتْ هي أيضًا عَجوزًا في أيّامِها، وسبعَ سنينَ مع زوجِها عاشَتْ مُنذُ بَتوليَّتِها. 37وكانتْ أرملةً حوالي أربعِ وثمانين سنة، وما كانَتْ مُفارقةً الهيكل، وفي الصومِ والصلاةِ كانَتْ عابدةً في النهارِ وفي الليل. 38وهي أيضًا قامَتْ في تلك الساعةِ وشكرَتِ الربّ، وكانت مُتكلِّمَةً علَيه معَ كلِّ إنسانٍ كان مُنتظِرًا خلاصَ أورشليم.

*  *  *

عرف سمعان الشيخ في الطفل الذي تقدّمه مريم ويوسف في الهيكل، الخلاص الذي ينتظره الشعبُ كلُّه. وهو يجعلنا نستشفّ أنَّ هذا النور يلج الحقوين (حيث الشعور) والقلوب (حيث الإرادة) بحيث يصبح علامة مقاومة. فالفرح يرفّ بصوف رصين.

*  *  *

السلام عليك يا مريم

نضيف في نهاية القسم الأوَّل من السلام الملائكيّ: سيّدنا يسوع المسيح "الذي هو نور للشعوب".

السلامُ عليكِ يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الربُّ معك، مباركةٌ أنتِ بينَ النساء، ومباركٌ ثمرةُ بطنِك سيّدنا يسوع المسيح، الذي هو نور للشعوب، يا قدّيسة مريم، يا والدةَ الله، صلّي لأجلِنا نحنُ الخطأة، الآنَ وفي ساعةِ موتِنا. آمين.


 

يوسف ومريم يقومان بواجب كلّ مؤمن في شعب إسرائيل: مضيا إلى الهيكل والطفل معهما، وقدَّما عنه تقدمة الفقراء: طيرين من الحمام أو اليمام. كلُّ رجل يعمل مثل هذا العمل وامرأته أيضًا. لا جديد في الخارج. أمّا في مخطَّط الخلاص، فالأمر مختلفٌ كلَّ الاختلاف. جاء النبيّ سمعان الذي انتظر وانتظر. وكذلك حنَّة النبيَّة التي تقدَّمت في السنّ. النبيّ (والنبيَّة) يدخل في سرّ الله، ثمَّ يعلنه على الملأ. هو يرى ما لا يراه الناس العاديُّون. فالكاهن (واللاويّ) استقبل يسوع كما يستقبل كلَّ الأطفال الآتين إلى الهيكل. أمّا سمعان فرأى فيه ذاك الذي تنتظره الأمم نورًا لها، كما رأى فيه "مجدًا لشعب إسرائيل". الأمم فرحَت واستقبلت هذا الطفل، لهذا انتشر الإنجيل في الشرق والغرب. أمّا شعب يسوع، وقد جاء "لمجدهم" فرفضوه، وفضَّلوا عليه لصًّا، قاتلاً. لهذا تألَّمت مريم العذراء: يوم كُتبَت الأناجيل، انقسم شعبها قسمان. فالذين آمنوا وفتحوا قلوبهم لابنها، قاموا. أمّا الآخرون فأعموا عيونهم وصمُّوا آذانهم. فكانت النتيجة أنَّهم سقطوا. ثمَّ راحوا يتَّهمون الله الذي نقض عهده معهم. ذاك هو موقف كلّ من يرفض نعمة الله. فالذي نال (الوزنة) رفض أن يتاجر بها، وراح يهاجم من منحه إيَّاها. والابن الأكبر الذي يمثّل الفرّيسيّين رفض أن يشارك في العيد مع الابن الأصغر الذي يمثّل الوثنيّين.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM