صموئيل حافط كلمة الله

صموئيل حافط كلمة الله

عندما يذكر الكتاب المقدَّس الحالة التي يعيش فيها إسرائيل في نهاية الجيل الحادي عشر ق.م. يقول عن صموئيل: كان الربُّ معه، ولم يدع شيئًا من جميع كلامه يسقط على الأرض (1 صم 3: 19) عن إهمال أو نيَّة سيِّئة، بل كان يسمعه ويتمِّمه (رج يش 23: 14 + 2 مل 10: 10). هذا مع العلم أنَّ كلمة الربِّ كانت نادرة في تلك الأيّام (1صم 3: 1) بسبب خطايا الشعب المتراكمة. غير أنَّ صموئيل سيحظى برؤية الربِّ مرارًا وسيسمع كلامه فيحفظه في قلبه. إنَّ صموئيل هو حافظ كلمة الله، سامع لها. سنتعرَّف إلى شخصيَّته طفلاً وهو ابن الصلاة، شابًّا وهو من ناداه الربُّ ودعاه ليكون نبيًّا، رجلاً سيكون في خدمة الشعب فينقله من الخلافات القبليَّة إلى التنظيم الملكيّ.

أ‌-     صموئيل ابن الصلاة

1- اسمه صموئيل أي "اسم الله" ولكنَّ التقليد العبرانيّ يفسِّر اسمه بأنَّه ثمرة صلاة أمِّه وسؤالها للربّ. "قالت من الربَّ سألته" والتمسته (1 صم 1: 20). تقبَّلته من الربِّ شرط أن تردَّه إليه أي أن تكرِّسه. هذا ما قالت في صلاتها (1: 11): "إن أنت نظرت إلى عناء أمتك وشقائها، وتذكَّرتني ولم تنسني أنا أمتك، وأعطيتني مولودًا ذكرًا، أعطيه لك ربّي وأكرِّسه لك كلَّ أيّام حياته". وكانت العلامة الخارجيَّة للتكريس أن يبقى شعره مسترسلاً دون أن يُقصّ. نذرت للربّ وتمَّمت نذرها يوم فطم الصبيّ (1: 23). قالت: "صلَّيت لأجل هذا الصبيّ فأعطاني الربّ ما طلبت وما سألت" (1: 27).

كان والدا صموئيل، ألقانة وحنَّة، يأتيان كلَّ سنة إلى معبد الربّ (1: 3) يقومان بفروض العبادة والسجود، ويقدِّمان الذبائح المفروضة على كلِّ مؤمن. ولكنَّ حنَّة كانت تفرض على نفسها صلاة خاصَّة تسأل فيها ابنًا من الربّ. يقول عنها الكتاب (1: 13) كانت تتكلَّم في قلبها، وشفتاها تتحرَّكان ولا تخرجان صوتها فظنَّها عالي، كاهن المعبد، سكرى. اعتاد المؤمنون على الصلاة بصوت عال. وهذه المرأة التي تقاسي الحزن والغمّ لا تريد أن ترفع صوتها، بل أن تسكب ما في قلبها من كدر أمام الربّ. إن كانت سكرى، فهي للربّ سكرى وبصلاتها مأخوذة. مثل هذه الصلاة قبلها الربُّ الذي كلَّمها بلسان عالي: "اذهبي بسلام، وإله إسرائيل يعطيك ما طلبتيه وسألتيه".

يوم سألت الربّ، جاءت حنّة وسجدت للربّ (1: 30) ويوم سلَّمته إلى الربِّ ليكون هديَّة منها إليه سجدت للربّ (1: 28). ولمّا أرادت أن تعرِّف بنفسها إلى الكاهن لم تورد اسمها أو اسم بلدتها، بل ذكَّرت عالي بتلك المرأة التي كانت تصلّي طويلاً إلى الربّ (1: 26). تلك هي العلامة التي تعرف بها، وتلك ستكون علامة ابنها على خطاها. لا شكَّ أنَّها على ركبتيها علَّمته الصلاة التي هي أوَّلاً وأخيرًا سماع كلمة الله والعمل بها.

تربّى صموئيل في جوِّ الصلاة في البيت، وسيتربّى في الجوِّ ذاته في هيكل الربّ. هناك كان يقضي نهاره وليله، وأمام تابوت الله الذي هو رمز حضوره، كان يرقد، وإلى المصباح الذي يضاء ليلاً في بيت الله (خر 27: 20-21) كان انتباهه فلا ينطفئ، لأنَّ هذه الشعلة هي تعبير عن حضور المؤمنين أمام هيكل الله (1 صم 3: 3). من تعوَّد أن يعيش في حضرة الربّ يعرف أن يسمع صوته عندما يناديه. وهكذا ستكون حياة صموئيل حوارًا دائمًا مع الله على مثال موسى الذي كان وسيطًا بين الله وشعبه، يكلِّم الشعب باسم الربّ، ويكلِّم الربَّ نيابة عن الشعب، يرفع إلى الله ظلامة الشعب ويتشفَّع من أجلهم عندما تسحقهم الصعوبات (1 صم 7: 5).

2- يقول الكتاب عن حنَّة أم صموئيل إنَّها كانت عاقرًا (1: 2)، لأنَّ الربَّ حبس رحمها فلم يعطها بنين. وهذا هو سبب حزنها وبكائها أمام الربّ. فالمرأة العاقر تعتبر أنَّ العار سيلحق بها عندما تحرم من البنين، لأنَّ حياتها تعارض أوَّل وصيَّة من الله إلى الإنسان: انموا واكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها" (تك 1: 28). العقر شرٌّ كالألم والموت، لأنَّ العاقر لا يترك وراءه نسلاً يرى وجه الربِّ الآتي. ولهذا كانت النساء تلجأن إلى حيل عديدة ليكون لهنَّ أولاد. ولكنَّ حنَّة لم تلجأ إلاّ إلى الصلاة وإلى سكب قلبها وإفراغه أمام الله. الربُّ الذي يعطي العاقر أن تكون أمَّ سبعة بنين، ويترك أمَّ البنين تذبل وتهمل (1 صم 2: 5)، هو نظر إلى شقاء أمته وعنائها وأعطاها بغية قلبها، أعطاها ولدًا لا كسائر الأولاد، وعزَّى قلبها بابن سيلعب دورًا كبيرًا في تاريخ شعب الله سيكون مثل موسى في دفاعه عن الشعب، والتشفُّع له (إر 15: 1) ويُحسب بين الذين يَدعون الربَّ فيستجيب لهم (مز 98: 6).

فالخصب الطبيعيّ يعطى عادة لكلِّ كائن حيّ، حيوانًا كان أو إنسانًا، والربُّ أمر الحيوان أن ينمو ويتكاثر (1: 22) كما أمر الإنسان. ولكنَّ الخصب الروحيّ لا يعطى للجميع بل للذين يختارهم الله اختيارًا خاصًّا، وهذا الخصب الروحيّ يأتي عادة بعد العقم الطبيعيّ. فساره ظلَّت عاقرًا سنوات طويلة قبل أن تعطي لإبراهيم إسحق، ابن الموعد (تك 16: 2). وصلّى إسحقّ من أجل رفقة، إذ كانت عاقرًا، فاستجابه الربّ (تك 25: 21). وكذا كانت حال زكريّا وإليصابات والدي يوحنّا المعمدان: لم يكن لهما ولد رغم أنَّهما كانا صالحين عند الله يتبعان جميع أحكامه ووصاياه (لو 1: 6-7). وحنّة ستنتظر طويلاً قبل أن يكون لها صموئيل المحبوب عند الربِّ ونبيِّه الذي مسح بالدهن الملوك الذين اختارهم الله لشعبه" (سي 26: 16). وعندما قدَّمت ابنها ليخدم الربّ طوال حياته مع الكاهن عالي (1 صم 2: 11)، كما قدَّم إبراهيم ابنه إسحق على الجبل (تك 22: 1ي) ستفهم سعادة المرأة التي لا أولاد لها (حك 3: 13) لأنَّ خصبها سيظهر ساعة يفتقد الربُّ شعبه، وعلى ضوء هذا الخصب الروحي نفهم معنى بتوليَّة العذراء مريم التي قبلت أن لا يكون لها أولاد مثل بني البشر، فكان ابنها ابن الله بالذات. وإذا كانت حنَّة أنشدت سعادتها أمام قدرة الربّ (1 صم 10) الذي جعل العاقر أمَّ ابن اسمه صموئيل، فالعذراء ستنشد للربِّ نشيدًا وهو الذي أعطاها أن تكون أمَّ البشريَّة جمعاء بعد أن صارت أمَّ بكر الخلائق كلِّها الذي به خلق الله كلَّ شيء في السماوات وفي الأرض (قو 1: 15-16).

ب‌-صموئيل خادم كلمة الله

1- نداء الربّ له

قال الكتاب: هناك مقامات لا يتولاّها أحد بنفسه، بل إذا دعاه الله كما دعا هارون (عب 5: 7). وصموئيل لم يكن نبيّ الله وقاضيًا في شعبه لأنَّه ادَّعى بحقٍّ له، أو لأنَّ أمَّه كرَّسته للربّ، أو لأنَّ عالي قبل به خادمًا في معبد الربّ، بل لأنَّ الله دعاه في تلك الليلة المباركة: "صموئيل، صموئيل". أجاب: "تكلَّم يا ربّ فإنَّ عبدك يسمع" (1 صم 3: 10).

نادى الربُّ صموئيل ثلاث مرّات، وكلَّ مرَّة كان الصبيّ يسرع إلى عالي ويقول له: "ها أنا لأنَّك دعوتني" (3: 5). كيف السبيل إلى أن يعرف صموئيل أنَّ الله هو من يكلِّمه؟ فصموئيل لم يكن يعرف الربَّ ولا كان كلام الربِّ أعلن له بعد (3: 7). فهو لا يزال صبيًّا أي قليل الخبرة في رسالة الله مثل إرميا النبيّ (1: 6). وعالم لم يكن ينتظر أن يسمع أحد كلام الربّ أو أن يحظى برؤية وجهه. ولكن حين تردَّد النداء ثلاث مرّات، فهم الكاهن أنَّ وجه الربِّ عاد إلى الظهور وفمه عاد إلى الكلام، وعلَّم خادم المعبد الإصغاء: "تكلَّم يا ربّ فإن عبدك يسمع".

ظهر الربُّ لصموئيل واقفًا فوق تابوت العهد. يقول الكتاب (3: 10) إنَّ الربَّ جاء ووقف منتصبًا فوق تابوت العهد ونادى صموئيل كالمرّات الأولى. هكذا وقف على السلَّم ليحدِّث يعقوب (تك 28: 13)، وهكذا جلس على عرش عال فرآه إشعيا (6: 1) وأحسَّ بنفسه أنَّه إنسان خاطئ. رأى صموئيل الربَّ وسمع كلامه، فبدأ معه عهد جديد فيه عاد الله يتكلَّم مع شعبه بواسطة من جعله نبيًّا له. عرف عالي أنَّ الربَّ هو من يتكلَّم ولكنَّ صموئيل عرف أن يصغي، والإصغاء إلى الربِّ نعمة عظيمة. مثل عالي، سيعرف الكهنة ومعلِّمو الناموس في إسرائيل أنَّ المسيح ولد في بيت لحم (مت 2: 4-5)، ولكنَّ المجوس وحدهم تمتَّعوا بالسعادة حين دخلوا البيت فوجدوا الطفل مع أمِّه مريم، فركعوا وسجدوا له.

لا شكَّ في أنَّ الله كلَّم عالي المرَّة بعد المرَّة. فصوت الشعب قد أبلغه كلَّ ما يصنعه بنوه (1 صم 2: 22). وفوق ذلك، جاءه رجل من قبل الله (2: 27)، ولكنَّ عالي فضَّل كلام أبنائه على كلام الله (2: 29). أمّا صموئيل فرفض أن يسمع صوت أبنائه. ورفض أن يستمع إلى الناس يطلبون ملكًا يحلُّ محلَّ الله وسط شعبه. ولكن لمّا قال الربُّ له: اسمع الشعب في جميع ما يقولون لك أطاع كلام الربّ وولّى ملكًا (8: 7، 22).

2- صموئيل النبيّ

تعرَّفنا إلى صموئيل صبيًّا أخذ ينمو شيئًا فشيئًا (2: 21) ويحظى برضى الربِّ والناس (2: 26 + رج لو 2: 52 وما قيل عن يسوع) لأنَّ الله كان معه (3: 19). تعرَّفنا إليه يخدم الهيكل بين يدي عالي (3: 1) ويساعد الكاهن في ذبح الذبيحة وتقدمة الصلاة وحراسة تابوت العهد، وفتح أبواب الهيكل وإغلاقها. أمّا بعد نداء الربِّ له فسيصبح صموئيل نبيَّ الربِّ يحظى برؤية وجهه ويسمع كلامه. أمّا بعد نداء الربّ فقد بدأ عهد جديد من النبوءة سيقرّ بحقيقتها كلُّ شعب الله (3: 20 + 4: 1).

أرسل الربُّ صموئيل نبيَّه الجديد وسلَّم إليه رسالة يدين بها تصرُّفات أبناء عالي وما سيحصل بإسرائيل من جرّاء ذلك. وسيسلِّم إلى إشعيا (6: 9ي) وإرميا (1: 10ي) وعاموس (7: 15ي) رسالة مماثلة. وكما خاف حزقيال وإرميا، كذلك خاف صموئيل من إيصال ما قاله الربُّ عن عالي. صموئيل هو نبيٌّ كسائر الأنبياء لأنَّه تكلَّم باسم الربِّ فتمَّ كلامه (تث 18: 22). أنبأ إشعيا الملك حزقيال بما سيحدث لجيش أشور فتمَّ ما أنبأ به، وكذلك فعل إرميا بالنسبة إلى خراب أورشليم. في هذا الخطّ نجد صموئيل ينبئ مسبقًا بنهاية عالي وأبنائه، وبخذلان شاول وارتفاع داود، فيتمّ الكلام الذي قاله على لسان الربّ.

ج- صموئيل خادم شعب الله

في الزمن الذي عاش فيه صموئيل كانت حالة بني إسرائيل دقيقة جدًّا. لم يكن قائد يجمعهم، فعاشوا في الفوضى وتفرَّقوا مدنًا وقبائل وجماعات وسط أمم منظَّمة ومجهَّزة للحرب. أمّا عالي الذي كان كاهنًا يقضي في أمورهم، فقد كان ضعيفًا بسبب كبر سنِّه، وإن كان له من تأثير فتأثير معنويّ لا يتعدّى الإقناع بالكلمة.

كان صموئيل نبيًّا وكان قاضيًا في إسرائيل، والقاضي في ذلك الزمان كان حاكمًا (كما في قرطاجة) يتمتَّع بسلطة سياسيَّة محدودة في قبيلة واحدة أو عدَّة قبائل. فنذكر منهم جدعون، من قبيلة منسّى، الذي خلَّص الشعب من شرِّ بني مديان (قض 6: 1ي). وشمشون، ذلك المكرَّس للربّ (وكانت علامة تكريسه شعره الذي لم يقصّ) الذي من قبيلة دان، والذي حارب الفلسطيّين. أمّا صموئيل فقد اهتمَّ بالتراث الدينيّ والوطنيّ لشعبه فلا يكون عرضة للضياع.

مرَّة واحدة نظَّم صموئيل الحرب ضدَّ الفلسطيّين (1 صم 7: 2ي) وتصرَّف في عمله على مثال موسى. بينما كان الشعب يحارب كان موسى يقدِّم ذبيحة للربّ ويتضرَّع لأجل إسرائيل. فاستجاب الربُّ له وأعطى النصر لشعبه. فجاء هذا النصر وليد توبة شعب الله الذين أزالوا من بينهم الآلهة الغريبة، وردًّا على الهزيمة التي منَوا بها في ابن عازر، أي حجر النصر (4: 1) على يد الفلسطيّين. وبعد أن أمَّن الشعب من الأعداء الغرباء أخذ يقضي في إسرائيل ويتنقَّل من بيت إيل إلى الجلجال والمصفاة، ثمَّ يعود إلى بيته في الرامة. لا شكَّ في أنَّه كان لصلاة صموئيل ولدعوته الشعب إلى التوبة أكبر أثر في انتصار الشعب واتِّحاده حول هذا القائد بانتظار أن يكون لهم قائد دائم هو ملك يختاره الشعب ويمسحه الكاهن باسم الربّ.

وهذا ما فعله صموئيل مرَّة أولى لمّا مسح شاول ملكًا (1 صم 10: 1) بناء على وحي من الله (9: 15). وهذا ما سيفعله مرَّة ثانية عندما يمسح داود ملكًا (16: 1ي). في هذه المناسبة سيتعلَّم صموئيل كيف يحكم الله على الإنسان: الوجه الجميل والقامة الطويلة لا يكفيان. الإنسان ينظر إلى العينين، أمّا الربُّ فإنَّه ينظر إلى القلب (16: 7). وسيختار صموئيل أصغر أبناء يسّى، والمنفيّ بين إخوته الذي أُوكلت إليه رعاية الغنم. قال الربُّ لصموئيل: قم فامسحه لأنَّ هذا هو من اخترته، فأخذ صموئيل قرن الزيت ومسحه ملكًا بين إخوته فحلَّ روح الربِّ عليه (16: 13).

وإذا أردنا أن نحكم كيف تصرَّف صموئيل يوم كان قاضيًا في إسرائيل نكتفي بقراءة وصيَّته الأخيرة التي تلاها على مسامع الشعب: أنا سرت أمامكم منذ صباي إلى اليوم. هل ظلمت أحدًا أو اضطهدت أحدًا؟ هل ارتشيت من يد أحد لأغضَّ النظر عنه؟ فقالوا له: ما ظلمتنا ولا اضطهدتنا ولا أخذت من يد أحد شيئًا. فقال لهم: يشهد الربُّ وملكه عليكم أنَّكم لم تجدوا في يدي شيئًا مسروقًا. فقالوا: يشهد الربّ (12: 1ي).

خاتمة: هكذا بدت لنا شخصيَّة صموئيل: ابن الصلاة الذي عرف أن يستمع إلى الربّ ويطيعه في جميع وصاياه. دعوناه "حافظ كلمة الله" لأنَّ كلمة الله نور يضيء طريق المؤمن وينيره للسير في سبيله (مز 118: 105). ونحن أيضًا على مثال صموئيل نتعلَّم أن نصغي إلى كلام الربِّ في أعماق قلوبنا. نقول له كما قال صموئيل: تكلَّم يا ربّ، فإنَّ عبدك يسمع.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM