الفصل الثامن عشر :مؤامرات الفراعنة

الفصل الثامن عشر

مؤامرات الفراعنة

أرسل الفراعنة "النوبيّون"، الذين أصلهم من النوبة، من الجنوب المصريّ، وفدًا إلى أورشليم يدعونها للدخول في قتال المحاور: تكون مع مصر ضدَّ أشور. نبَّه إشعيا شعبه: لا اتِّكال إلاَّ على الربّ المقيم في صهيون. في القسم الأوَّل (آ1-3) عمل المصريّين. والقسم الثاني (آ4-6) يبدو فيه الله وكأنَّه لا يعمل. والخاتمة في آ7 حيث نفهم أنَّ مصر حملت هديَّة إلى ربّ الجنود. في الأصل هذه الهديَّة هي للملك، ولكنَّها تعود إلى الله الذي تستعدّ مصر أن تعبده الآن بانتظار أن تعبده مع أشورية في ف 19 (آ24-25).

18: 1-3 ويل

أُطلقَ "الويل" (ه و ي) منذ البداية، على تلك التي تُرسل الوفود إلى الممالك الصغيرة لكي تثور على أشورية. أرسلت هذه الوفود مع السلالة المصريَّة الخامسة والعشرين (بعد سنة 716) التي كانت من أصل نوبيّ أو "كوشي" كما في العبريَّة. سنة 705 ق.م. توفِّي سرجون وفي ذلك الوقت، توصَّل الفرعون شباكا إلى إخضاع وادي النيل، وتطلَّع إلى أبعد من مصر: حِلفٌ ضدَّ الأشوريّين. فدعاهم إشعيا:

"اذهبوا أيُّها الرسل" (آ2). هو الوفد الواصل إلى أورشليم ويميِّزه "قوارب من البرديّ"، لا من الخشب. أمّا إشعيا فطلب أن يُعاد هؤلاء الرسل إلى بلادهم. "أمَّة طويلة". قال عنهم هيرودوت المؤرِّخ اليونانيّ: "هم أطول الناس وأجملهم". ومع ذلك، لا يمكن الوثوق بهم. فامْضُوا إلى مملكة تتقبَّلكم. "يا جميع سكّان المسكونة" (ت ب ل). فحين يتوجَّه النبيّ إلى شعبه. فهو يتوجَّه في الوقت عينه إلى الكون. فتاريخ الشعب هو إشارة إلى التاريخ الواسع. ونحن الذين نقرأه الآن نستطيع أن نأخذ الدرس منه. "الراية، البوق". هذا ما يدلُّ على مجيء الأشوريّين القريب (آ3).

8: 4-6 الربُّ ينتظر ساعته

"إنّي أهدأ". بدا الله ساكنًا وكأنَّه لا يتحرَّك ولا يفعل، مع أنَّ الوفود المصريَّة لا تهدأ. ما أعلن الله شيئًا يسمعه الجميع، بل أسرَّ في أذن نبيِّه. فكلُّ تدخُّل من إشعيا يستند إلى "نداء" خفيّ من عند الربّ. ونجد ثلاث صور. الأولى: حرّ الصحو فوق الشمس. الربُّ واثق في هدوئه أنَّه يدير الكون، وإن قرَّر أنَّه لا يتدخَّل الآن. الثانية: كما الزارع ينتظر العنقود لكي ينضج قبل أن يقطفه، هكذا يفعل الربُّ مع الأحداث. الصورة الثالثة مأخوذة من الحقول مع أفعال مثل "قطع"، "أزال"، "شذَّب". ومن خلال هذه الصورة يرى النبيّ الجثث في ساحة الوغى: هي عديدة جدًّا فتحتاج الوحوش والجوارح سنة كاملة، صيفًا وشتاء (نحن لا ننسى أنَّ هناك فصلين في السنة) لكي تنتهي منها.

8: 7 هديَّة إلى الربّ

عاد تلاميذ النبيّ إلى هذا النصّ فرأوا فيه وفدًا من نوع آخر يأتي إلى الربّ ويحمل معه هديَّة. حاول الفرعون أن يجتذب حزقيّا إلى سياسته. أمّا هنا فالنوبيّون اجتذبهم الربُّ فأتوا إليه بعد أن اهتدوا إليه بانتظار اهتداء جميع الأمم (45: 14؛ مز 87: 4).

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM