الخاتمة

الخاتمة

قدّمنا في هذا الكتاب تسعة فصول. في الفصول الأولى، ألقينا نظرة عامة إلى التفاسير المتاوية في الأدب السرياني. وأول من ذكرنا، افرام (306 - 373) الذي عاش بين نصيبين والرها، وترك التفاسير العديدة، لأنه كان رئيس المدرسة في تلك المدينتين، فوجب عليه أن يكون مفسّر الكتب الالهية. أما المقطع الذي أخذناه، فمن الدياتسارون أو الانجيل الرباعي. جمعه تاتيان السوري في القرن الثاني، فصار النصَّ الرسمي في كنيسة انطاكية من سريانية ويونانية حتى وصول ربولا (في العالم السرياني) وتيودوريه القورشي (في العالم اليوناني). أحرقت كل النسخات في هاتين اللغتين، ووصل إلى العالم العربي في ترجمة قام بها أبو الفرج عبدالله ابن الطيب.
وبعد افرام، فيلوكسين المنبجي الذي اهتمّ بترجمة الأناجيل؛ ثمّ بشرحها في ردّ على النساطرة. وبعدهما آبا, وباباي, وماروتا التكريتي        (+ 649) وخصوصًا يعقوب الرهاوي وشمعون بركيفا وسواهم.
في الفصل الثاني، قرأنا شيئًا من الذهبي الفم في السريانية، وعدنا إلى نرساي، ابن الكنيسة المشرقية، فاستمعنا إلى عظة حول العذارى العشر (مت 25: 1ي)، وإلى الكنيسة الغربية فقرأنا الشرح حول مثَل الوزنات (25: 14ي).
في الأسئلة والأجوبة، رافقْنا تيودور بركوني، ذاك الراهبَ الذي عاش في القرن السابع وردّ على أسئلة إخوته الرهبان حول إنجيل متى.
في الفصل الرابع أردنا أن نقرأ تفسيرين كاملين للأناجيل الاربعة. واحدًا من كنيسة الشرق، على اسم إيشوعداد المروزي. هذا الذي وُلد في خراسان وصار اسقفًا، وبسرعة انتخب جاثليقًا. ولكن الحمد لله أن الخليفة المتوكل قطع عليه الطريق وعيّن اثناسيوس الأول. وهكذا عاد إيشوعداد إلى مؤلفاته. وآخر من الكنيسة السريانية الغربية التي دُعيَتْ في وقت من الأوقات «اليعقوبية» لأن يعقوب البرادعي نظَّم صفوفها. تجاه إيشوعداد هو ديونيسيوس برصليبي الذي توفيّ سنة 1172. دوَّن تفسير الأناجيل، الذي نُقل إلى اللاتينية كما إلى العربية. ولا يسعنا إلاّ أن نذكر غريغوريوس ابن العبري، الذي أشرنا إليه سريعًا، لأن الكلام عنه يتطلّب مجلدًا كاملاً.
ذاك كان القسم الأول وعنوانه الدروس. أما القسم الثاني فعنوانه الشروح من اثنين كبيرين. من ديونيسوس برصليبي في شرح انجيل متى، مع زيارة المجوس وعظة الأمثال ومثل العُمّال في الكرم وخَبَر أمّ ابنَيْ زبدى، ومن تيودور بركوني: عظة الجبل، ثم: الصلاة والصلاة الربية.
ذاك هو كتابنا انجيل متى في التراث السرياني. عرفنا النصوص المترجمة عن اللاتينية أو اليونانية. فماذا ننتظر لنُدخل شعبنا في تراثه؟ أخذ الله بيدنا، وقد يأتي قريبًا دور انجيل يوحنا أو غيره من النصوص الكتابية.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM