الفصل الرابع عشر:إلهنا يتكلَّم

الفصل الرابع عشر
إلهنا يتكلَّم

يروي سفر التكوين أنَّ الله الذي جاء إلى إبراهيم ووعده بأن الابن المنتظر سيكون في السنة المقبلة، في مثل هذا الوقت، ما أراد أن ينهي زيارته دون أن يفتح «قلبه» لإبراهيم. كان «أبو المؤمنين» يودِّعه ويرافقه حتّى نهاية المخيَّم. «فقال الربّ في نفسه: "هل أكتم عن إبراهيم ما أنوي أن أفعله؟"» (تك 18: 17). نتخيَّل إبراهيم يترافق مع الله، مثل الصديق مع صديقه يتحاوران ويتكالمان، مثل آدم الذي كان يتمشَّى في الجنَّة مع الربِّ عند برودة المساء. وبدأ الربُّ الحديث: «كثرت الشكوى على أهل سدوم وعمورة وعظمت خطيئتهم جدًّا. أنزلُ وأرى...» (آ20). فهمَ إبراهيم ما ينتظر هاتين المدينتين من عقاب كبير، فبدأ يتوسَّل: «أتُهلك الصدِّيق مع الشرِّير؟» (آ23). وبدأت المساومة: إن وُجد خمسون صدِّيقًا. أو 45 أو 40 أو 30. ونزل الرقم حتّى وصل إلى العشرة، والربُّ يجيب إبراهيم: «إن وجدتُ... صفحتُ عن المكان كلِّه» (آ26). وينتهي هذا النصُّ الرائع: «ومضى الربُّ عندما فرغ من الكلام مع إبراهيم» (آ33). إلهنا يتكلَّم، يكلِّم كلَّ واحد منّا اليوم كما في الماضي. هو أبعد ما يكون عن الآلهة البكماء التي لا تسمع ولا ترى. هو أبعد ما يكون عن الإله «القابع في أعلى سمائه» لا تهمُّه أمور البشر. هو أبعد ما يكون عن السيِّد المستبدِّ الذي يضرب ويعاقب، وحين يعاقب يدمِّر يُحرق. فلا يبقى شيء وراءه حين يمرُّ في موضع من المواضع. إلهنا رفيق، إلهنا صديق، وقد دعا إبراهيم «خليله» وحبيبه (إش 41: 8).

1-    على مشارف سدوم
طريقة رائعة في الكلام عن الله وعن طريقته في العمل مع الناس ومع كلِّ إنسان منّا. نتذكَّر أوَّلاً أنَّ الله لا يُرى وأنَّ لا فم له مثل أفواهنا ولا أذن له مثل آذاننا. ومع ذلك هو يسمع بعد أن قيل: «سمع صراخ العبرانيِّين في مصر» (خر 3: 7). نظر ما يعانيه شعبه ونزل. هي طريقة بشريَّة نتكلَّم فيها عن الله، ولكنَّها حقيقة لا يمكن الشكُّ فيها. نحن لا نرى الله فاعلاً حين نكون في الضيق، ولكن عند النجاة نحسُّ أنَّ يده كانت هنا.
نلاحظ أنَّ الربَّ طلب من رفيقيه أن يسبقاه (تك 18: 22) ليبدأ الحوار. إبراهيم يكلِّم الله والله يكلِّم إبراهيم. يعرف إبراهيم أنَّه يتمادى مع الله. يطلب من الربِّ أن يدين بالعدل، يطلب منه أن لا «يغضب»، أن يطيل أناته. وخصوصًا إبراهيم واعٍ أنَّه «تراب ورماد» (آ27). ومع ذلك فالله يسمع له ويستعدّ أن يعمل له ما يطلب. كلُّ هذا يوصلنا إلى الإنجيل: «اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتح لكم» (مت 7: 7).
هنا لا بدَّ من فهم النصِّ الكتابيّ الذي هو أبعد ما يكون من تهديد يقوم به الربّ، فيحاول إبراهيم ردَّه. فنحن في الواقع أمام درس للمؤمنين الذين رأوا في جوار البحر الميت حريقًا وخرابًا. بحث الكاتب الملهم عن السبب فوجد أنَّ الخطيئة التي ارتُكبت هنا هي من أفظع الخطايا: زنى الذكر مع الذكر، أي اللواط، وهي خطيئة أخذت اسمها من لوط ابن أخي إبراهيم، الذي ترك عمَّه «ونقل خيامه إلى جوار سدوم» (تك 13: 12). أجل «انفصل» عن عمِّه وفضَّل الإقامة بجانب «أشرار خاطئين جدًّا أمام الربّ"» (آ13).
مثل هذه الخطيئة لا تحمل سوى الدمار. «سدوم» ارتبطت «بالسديم» الذي هو الضباب الذي نراه فوق البحر الميت. و«عمورة» كانت موضع سكن فلم يبقَ منها شيء. هي نظرة لاهوتيَّة تحمل الإرشاد إلى المؤمنين. ففي سفر اللاويِّين قيل: «لا تضاجع الذكر مضاجعة النساء فهذا معيب» (لا 18: 22). وفي لا 20: 13 تحذِّر الشريعة: «وإن ضاجع أحد ذكرًا مضاجعة النساء، فكلاهما فعلا أمرًا معيبًا، فيُقتلان ودمهما على رأسهما». وبولس الرسول رسم صورة بشعة عن مجتمع كورنتوس ورومة (رو 1: 27) حين استسلم الناس إلى الفجور (آ24).
وما تكلَّم الربُّ فقط مع إبراهيم في هذه الحالة، بل هو دخل حياته حين قال له: «اترك أرضك وعشيرتك وبيت أبيك إلى الأرض التي أريك» (تك 12: 1). سمع إبراهيم صوت الربّ «ورحل كما قال له الربّ» (آ4). هي طاعة الإيمان. فما أجمل أن نسمع الله يتكلَّم! سمع إبراهيم فنال المواعيد والبركات حين أتى إلى أرض كنعان وبنى مذبحًا للربِّ في شكيم ودعا باسم الربِّ في بيت إيل.
ولكن حين لم ينتظر صوت الربّ، بل مضى إلى مصر، كانت هناك مغامرة تعيسة: كاد يخسر امرأته، بل نفسه... ونال بسبب امرأته الخيرات الكثيرة (تك 13: 1-3). كأنِّي بهذا «المؤمن» نسيَ الربَّ وما عاد يتذكَّر ويسمع صوته إلاَّ حين عاد إلى بيت إيل (آ4). أمّا إسحق فما مضى إلى السكن في مصر قبل أن يسأل الربّ، بسبب الجوع الذي حلَّ بأرض كنعان. فقال له: «لا تنزل إلى مصر، بل اسكن في الأرض التي أريك... أنا أكون معك وأباركك...» (تك 26: 2-3). ويوم كان الجوع في البلاد والجفاف في الأرض «زرع إسحق فحصد في تلك السنة مئة ضعف» (آ12).
وتعلَّم إبراهيم من خبرة مصر القاسية، فأقام الله معه عهدًا. ولكن حصل بعد ذلك أنَّه سمع لصوت امرأته ومضى إلى هاجر الجارية. فدبَّ البغض بين سارة السيِّدة، وهاجر الجارية، كما بين سارة وإبراهيم. فقالت لزوجها: غضبي عليك، ظلمتني (تك 16: 5). وكانت النتيجة أن طُردَت الجارية لتبقى السيَّدة وحدها. أين الله هنا؟ هو ما كلَّم إبراهيم ولا سارة، بل كلَّم هاجر المظلومة: «من أين جئتِ وإلى أين تذهبين...» (آ8). «ارجعي إلى سيِّدتك» (آ9). ووعدها الربُّ بنسل كبير.
كلَّم الله إبراهيم وسارة، كلَّم هاجر ورافقها مع ابنها في الصحراء. كلَّم فرعون في  شأن سارة المظلومة، وكلَّم ملك جرار ليعوِّض عن حيلة إبراهيم الذي قال إنَّ ساره أخته. قال الكتاب: «فجاء الله إلى أبيمالك في الليل وقال له: "ستموت بسبب المرأة التي أخذتها، فهي متزوِّجة برجل"» (تك 20: 3). سمع أبيمالك بعد أن دلَّ على براءته. اعتبر إبراهيمُ أنَّ لا وجود لخوف الله في جرار (آ11)، فإذا خوف الله حاضر لدى من ندعوهم «الوثنيِّين» أكثر ممّا هو موجود عند من يَعبد الله الواحد. في هذا الجوّ، نسمع كلام الربِّ إلى الضابط الرومانيّ: «ما وجدتُ مثل هذا الإيمان عند أحدٍ في إسرائيل» (مت 8: 10). أجل، الله يتكلَّم، فيبقى علينا أن نسمع. ولا نكتفي بأن نسمع، بل أن نعمل أيضًا. لأنَّ من يسمع ولا يعمل يشبه ذاك الذي يبني بيته على الرمل. فحين ينزل المطر «يسقط ذلك البيت ويكون سقوطه عظيمًا» (مت 7: 26-27).

2-    وكلَّم الربُّ موسى
مرَّات عديدة نسمع الناس: كان الله يتكلَّم في الماضي، أمّا الآن فما عاد يتكلَّم. من يقول هذا الكلام؟ ذاك الذي لا يريد أن يسمع. كنت مرَّة في جماعة فقال أحد الحاضرين: «لماذا الوعظ؟ من يسمع؟» فقلت له: «هناك من قال لي عن كلام وعظتُ به السنة الماضية». هو يسمع ترَّهات وكلامًا فارغًا، ولكنَّه لا يريد أن يسمع كلام الله. فالله يكلِّمنا من خلال عظة نسمعها، من خلال قراءة الإنجيل بشكل خاصّ والكتاب المقدَّس بشكل عامّ. وخصوصًا الله يكلِّمنا في أعماق قلوبنا، شرط أن نصمت. فالله لا يحبُّ الضجيج ولا يتكلَّم إلاَّ في السكون. لهذا كلَّم ملك جرار في سكون الليل. وكلَّم صموئيل النبيَّ في هدأة الليل. ناداه: «صموئيل، صموئيل». وما ناداه مرَّة واحدة، بل ثلاث مرَّات. أيقظه بهدوء، وما أراد أن يكلِّمه إلاّ حين قال: «تكلَّم يا ربّ فأنا عبدك سامع» (1 صم 3: 10).
أمّا موسى فدُعيَ كليم الله لأنَّه كلَّم الله. ولكنَّه لم يبادر هو إلى الكلام، بل الله سبقه. فهذا الذي هرب من غضبة فرعون (خر 2: 15) مضى إلى البرِّيَّة، وهناك أخذ يرعى غنم حميه يترو ولا همَّ له سوى أن يحتمي ويأكل ويشرب ويُنجب الأولاد. ولكنَّ الربَّ اجتاح حياته بواسطة النار، رمز حضور الربّ الذي هو نار آكلة. كلَّمه: «لا تقترب إلى هنا، اخلع نعليك من رجليك، لأنَّ الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدَّسة» (خر 3: 5). من هو المتكلِّم؟ ما انتظر الربُّ أن يسأل موسى فقال: «أنا إله إبراهيم وإسحق ويعقوب» (آ6). الله حاضر وهو يتكلَّم. وكيف كان تصرُّف موسى؟ «ستر موسى وجهه خوفًا من أن ينظر إلى الله».
ما هذا الإله الذي حسبه العبرانيُّون الذين يعملون كالعبيد في مصر، بعيدًا عنهم ولا يهمُّه أمرهم؟ فاكتفوا بالطعام من لحم وسمك، وحنُّوا وهم في البرِّيَّة إلى «القثاء والبطِّيخ والكرّاث والبصل والثوم» (عد 11: 5). كم أخطأوا في نظرتهم إلى الله. فهو قال لموسى: «نظرتُ إلى معاناة شعبي الذين في مصر، ونظرتُ صُراخهم من ظلم مسخِّريهم وعلمتُ بعذابهم، فنزلتُ لأنقذهم...» (خر 3: 7-8). موسى هو في البرِّيَّة والشعب في مصر، إذًا لا يسمع، ولكنَّ الله الذي «في السماء» كما يقولون، يرى، يسمع، يعلم، ينزل، يتحرَّك. فهو أبعد ما يكون عن الأصنام «التي هي من صنع البشر: لها أفواه ولا تتكلَّم، لها عيون ولا تبصر، لها آذان ولا تسمع، لها أنوف ولا تشمّ، لها أيدٍ ولا تلمس، لها أرجل ولا تمشي، ولا تنطق بحناجرها» (مز 115: 4-7). ومن المؤسف أن يكون البشر الذين نتَّكل عليهم مثل هذه الأصنام. نسجد لهم كما كان الأقدمون يسجدون للأصنام، ونترك السجود اللازم لله، مع أنَّ الله لا يريد لنا أن نسجد له كالعبيد. بل أن نحبَّه كالأبناء والبنات على ما نقرأ في الرسالة الثانية إلى الكورنثيِّين حيث جمع بولس النصوص العديدة وضمَّها بعضها إلى بعض: «وأكون لكم أبًا، وتكونون لي بنين وبنات» (6: 18). ويسوع قال بعد العشاء السرّيّ: «أنا لا أدعوكم عبيدًا بعد الآن، لأنَّ العبد لا يعرف ما يعمل سيِّده، بل أدعوكم أحبّائي لأنِّي أخبرتكم بكلِّ ما سمعته من أبي» (يو 15: 15).
وها هو موسى يسمع أمر الله: «تعال أرسلك إلى فرعون فتُخرج شعبي من مصر» (خر 3: 9). ويبدأ الحوار. «فقال موسى لله» (آ13). سأله عن اسمه. فأجاب الربّ: «أنا يهوه». ويكرِّر: «أنا أرسلك إليهم». فردَّ موسى: «هم لا يصدِّقونني» (خر 4: 1). ويتواصل الخبر: قال له الربّ... وقال له. وما زال موسى رافضًا: «ما كنتُ يومًا رجلاً فصيحًا» (آ10). فأزال الربُّ هذه العقبة: «من الذي خلق للإنسان فمًا؟» (آ11). وعاد الربّ: «اذهب وأنا أعينك على الكلام وأعلِّمك ما تقول» (آ12). وتهرَّب موسى أيضًا، فقال الكتاب: «فغضب الربُّ على موسى غضبًا شديدًا وقال له...» (آ14). غضبُ الربُّ هو حزن الأب على ابنه. يدعوه إلى رسالة ولا أسمى وهو يتهرَّب. متى يفهم موسى النداء الذي يصل إليه؟
وكما كلَّم الربُّ موسى، كلَّم امرأته صفورة التي ذكَّرته بالختان. ثمَّ كلَّم هرون: «اذهب إلى البرِّيَّة للقاء موسى» (خر 4: 22). ويخبرنا سفر الخروج كيف أنَّ الله يرافق موسى ويكلِّمه ويعلِّمه ماذا يفعل ليُخرج شعبه من مصر وليقوده في البرِّيَّة وليوصله إلى جبل سيناء حيث يسلِّمه الوصايا.
أين سمع موسى صوت الله وكيف؟ أوَّلاً، أخوه هرون كان بقربه فشجَّعه. ثمَّ حموه يترو الذي أفهمه كيف يمارس القضاء (خر 18: 13ي). هذا عدا الذين كانوا يساعدونه على قيادة الشعب في هذه «البرِّيَّة الشاسعة». ولكن يبقى الوقت الأساسيّ لاستماع صوت الله، هو الإقامة على الجبل. قبل الوصايا نعرف أنَّ «موسى صعد إلى الجبل لملاقاة الله. فناداه الربُّ من الجبل وقال له...» (خر 19: 3). سمع موسى كلام الربِّ وأوصله إلى «شيوخ الشعب وألقى على مسامعهم جميع هذا الكلام الذي قاله الربّ» (آ7).
وكان أكثر من لقاء بين الربِّ وموسى، في الصمت والاستماع، لا في الضجيج ولا في الصلاة الثرثارة التي تبَّهنا منها الربّ (مت 6: 7) لأنَّها تمنعه من أن يوصل كلامه إلينا. متى نعرف أن نوقِف أشغالنا ونجلس مع يسوع مثل هذين التلميذين اللذين دلَّهما يوحنّا على حمل الله؟ تبعا يسوع وأقاما عنده النهار كلَّه، ولبثا يتذكَّران تلك الجلسة بعد عشرات السنين: «كانت الساعة العاشرة». وبحسابنا: الرابعة بعد الظهر (يو 1: 39).
أمّا موسى فقيل عنه إنَّه قضى أربعين يومًا مع الربِّ على الجبل، في الصوم والصلاة. وماذا كانت النتيجة؟ «ولمّا نزل موسى عن جبل سيناء، ولوحا الوصايا بيده، ما كان يعلم أنَّ وجهه صار مشعًا من مخاطبة الربِّ له» (خر 34: 29). يا لفرح هذا الرجل الذي انطبع كلام الله في قلبه وشعَّ على وجهه، فحمله إلى الشعب الذين كانوا «يرون وجه موسى مشعًّا» (آ35). أنشكُّ بعد ذلك أن الله يتكلَّم؟

الخاتمة
في الماضي، تكلَّم الله مع الآباء والأنبياء، فتركوا لنا الكتاب المقدَّس. ولكن حين تمَّ ملء الزمان، تكلَّم الله بابنه. ما اكتفى بأن يبقى في السماء ويطلق البروق والرعود ويجعل الجبل يهتزُّ اهتزازًا. بل نزل إلى الأرض، صار عمانوئيل، إلهنا معنا. ولو تعرفون ما اسمه: هو الكلمة. هو لا يحمل فقط الكلمة مثل الأنبياء، إنَّه الكلمة التي هي لدى الآب ووصلت إلينا. هو الكلمة الذي أعطيَ لنا، فجال على أرضنا، كلَّمنا فسمعناه، حدَّثنا فنظرنا إليه. أكل معنا فآكلناه. تألَّم معنا وها نحن نتألَّم معه معتبرين أنَّنا نكمِّل في جسدنا ما ينقص من آلامه (كو 1: 24). وأخيرًا مات مثلنا ودعانا إلى أن نمرَّ في الموت لنرافقه في القيامة. ذاك هو نداؤنا في السنة المكرَّسة لكلام الله. برفقة يسوع، برفقة الإنجيل نقرأ الكلمة، نسمعها، نتأمَّل فيها. هي ليست بعيدة عنّا، بل قريبة جدًّا. هي بمتناولنا، هي الينبوع الذي يدعونا الربُّ لكي نأتي ونستقي منه. ينبوع لا ينفد. وكلمة جديدة تطلب أن تتجدَّد وتنغرس في كلِّ واحد منّا لتعطي الثمار ثلاثين وستِّين ومئة. فهل نلبِّي النداء، وهل نفتح قلوبنا وآذاننا بحسب كلام المزمور: «اليوم إن سمعتم صوته». ما أجملنا نسمع، ما أجملنا نؤمن أنَّ الله يتكلَّم، ما أجملنا ننطلق كما فعل إبراهيم حين ناداه الربّ، فنال البركة وملء البركة.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM