الميمر 161 شمشون والاختيار الإلهيّ

الميمر 161

شمشون والاختيار الإلهيّ[1]

انطلق السروجيّ من خبر شمشون وطرح موضوعًا لاهوتيًّا عميقًا، شغل الناسَ في عصره وفي كلِّ العصور وصولاً إلينا. اختار الربُّ شمشون فكيف سقط؟ هي حرِّيَّة الإنسان. هبه الله إيَّاها وهو لا يستعيدها. هي نعمة الاختيار والربُّ لا يتراجع في عطاياه.

ومع شمشون، أعطى السروجيّ مثل يهوذا أحد الاثني عشر، الذي اختاره الربُّ ولبث قربه حتّى النهاية. وقبل يهوذا، سليمان الحكيم الذي قيل عنه: لم يُوجَد مثله ولن يُوجَد قبله. ومع ذلك، إلى أين هو؟

أمثلة ثلاثة تنبِّه الرجل الحكيم. فحكمته لا تخلِّصه. وتنبِّه التلميذ. فمهما كانت نعم الله له، فهي لا تمنعه من السقوط. فالإنسان يتقبَّل النعمة إو يرفضها. وتحذِّر القويَّ الذي حلَّ عليه روح الله، فنال قدرة فائقة. ولكنَّه صار ضعيفًا. هذا الذي نذرته أمُّه خان نذره. وهنا قال لنا بولس الرسول: من هو واقف فليحذر من السقوط. تلك هي العبرة من هذا الميمر (أو: المقال) الذي قدَّمه لنا يعقوب السروجيّ أسقف بطنان في العراق الحاليّ

سؤال مقلق

في خبر شمشون كنتُ أهذُّ وأُبرز محبَّتي،

فسألني إنسانٌ مميَّز وطلب الحكمة:

"لماذا سقط الرجل النذير وعرف الذلَّ

والربّ الذي اختاره لم يسنده حين سقط؟

5      قبل أن يصوِّره في بطن أمِّه عرفه واختاره[1]

ونزل الملاك أيضًا حاملاً البشارة لأجله.[2]

وأوصى أمَّه كيف تكون حياتُها لأجله:

لا تشربُ خمرًا ولا مسكرًا حين الحبل به.[3]

وانتشر خبر شمشون من لدن الملاك

10     فكان نذيرًا وعظيمًا ومختارًا إلهيًّا.[4]

في وقت من الأوقات، فسخ جروَ الأسد، لأنَّه كان مختارًا[5]

وفي وقت آخر، صلَّى فنبت المياه من العظم فشرب[6]

ومثلُ هذا الرجل كان عظيمًا، رفيعًا.

 

والربُّ الذي اختاره، لماذا لم يسنده بحيث لا يسقط.

15     أو هو الرجل وهب نفسه لهذه السقطة

أو الله أرخى به يده فسقط.

وبطلَتْ هذه الأمور الأولى التي كانت في خدمته

وفسُد كلَّ جمال لدى هذا النذير.[7]

وإن هو الرجل زلَّ فسقط مثل أيِّ رجل

20     فالربُّ الذي اختاره، لماذا لم يشفق على اختياره له.[8]

ولكنَّ نظر الله إذ كان يسقط وتركه يسقط

فتغاضى عنه وكأنَّه ما رآه ولا عرفه.

وهذه العظمة وهذا الاختيار وهذه النذورة،

كلُّ هذا ما أمسك بيد الربِّ بحيث لا يميل ويسقط.

 

25     تحرَّك هذا الطلب بعد أن قابلني به شخص مميَّز

والتفتُّ أنا أقابل أقواله وأقول:

 

سليمان الحكيم

مع سؤالك أيضًا أسئلةٌ أخرى تجيء.

لكي يكون للأسئلة الكثيرة تفسيرًا في جواب واحد.

هناك سؤال يشبه هذا أيضًا، سؤال عن سليمان

30     الذي صلَّى فنزلت نارُ الذبائح على قربانه.[9]

باركه الربُّ ووهب له عقلاً وحكمة

واستنارة واستقامة مع المملكة.[10]

ووعده بأنَّه لن يكون آخر، قبله ولا بعده،

عظيمًا مثله بالحكمة.[11]

35     وبنى البيت[12] وأصعد الذبائح[13] وأنزل النار[14]

على القربان، مثل موسى[15] ومثل إيليّا.[16]

 

وهذا الذي كان مختارًا أوفر اختيار وصاحب مآثر ومملوءًا بالمحاسن

سقط هو أيضًا والربُّ ما منعه بحيث لا يسقط.

وأذلَّ أيضًا ومال بقلبه عن إلهه

40     وأصعد الذبائح لأصنام ملكة صيدون.[17]

وفي أيادي نساء من مصر ومن صيدون

ومن بني حثّ، سقط فذبح لآلهتهنَّ.

 

وهذا الحكيم الذي ما كان مثله، قبله ولا بعده،

سقط في ذبائح الآلهة الفارغة

45     والربُّ الذي أحبَّه وأعطاه كلَّ حكمة،

ما أمسكه بيده إذ كان يسقط بحيث لا يسقط.

لكن تركه يفعل ما طلب، فسقط الحكيم

وما غصبه الربُّ بأن يسقط أو بأن لا يسقط.

 

فإنَّ على شمشون بكيت لأنَّه سقط وصار أضحوكة،

50     تعالَ إذًا وابكِ أيضًا على سليمان الذي صار سخرية.

وانظر هذين الاثنين اللذين كانا مختارين، شريفين، رفيعين،

اللذين كانا ابني إبراهيم من أهل البيت، بيت الله.

واحدٌ هو خبر هذا وذاك لمن يفهم

وواحد هو السؤال بالنسبة للاثنين إن وُجد.

 

يهوذا أحد الاثني عشر

55     لنُدخل أيضًا خبر يهوذا الرسول الذي سقط

ونتعلَّم كيف سقط المختار من اختيار الله له.

قبل أساسات العالم[18]، مختارًا كان يهوذا الذي سقط

ومعدودًا ومختلطًا في الرسالة مع التلاميذ.[19]

وبين الكراسي الاثني عشر التي وعدَ بها ابنُ الله،

60     واحد كان يخصُّه لأنَّه كان بين الاثني عشر، كما قلنا.[20]

ونفخ في وجهه ابنُ الله ووهب له الروح،

فشفى المرضى وأخرج الشياطين مع التلاميذ.

وهذا المختار الذي اختاره ربُّه كما اختار سمعان،

وكما توما، وكما يعقوب ويوحنّا،

65     سقط من درجة الحلقة الرسوليَّة التي كان قائمًا فيها.

وصار ماكرًا واختلط مع الصالبين.

وذاك الذي اختاره قبل أن يكون جلَدُ السماء والأرض،

ما أمسكه حين سقط بحيث لا يسقط.

 

تدبير الربِّ وحكمته

إذًا يكون سؤالٌ واحد بدل الأسئلة الكثيرة:

70     لأيِّ سبب يسقط المختارون في هذا المكان وفي ذاك؟

ولماذا يترك المختارُ نفسه فيصير أضحوكة؟

أو ذاك الذي اختاره الله، لماذا يتخلَّى عنه فيكون سخرية؟

جليٌّ أنَّ الله بعيد عن الملامة،

فتدبيره حكيم، وهذا لا جدال فيه.[21]

75     وكتب أيضًا هذا: "ما من إنسان يقدر أن يمسَّ أحكامه،

والكلُّ يعلم أن طرقَه لا تُستقصى.[22]

الربُّ يختار من يختار ويمجِّده

ويكرِّمه فيكون أفضل من أقرانه.

وبالمواهب التي يضعها لديه حين يختاره

80     يقيمه ليكون مثلَ مدبِّر على الكثيرين.[23]

 

حين يختار الله إنسانًا لا يأخذ منه حرِّيَّته،

وإن هو المختار طلب أن يسقط لا يتسلَّط عليه شيء.

فإن قيَّد الله من اختار فكان بلا حرِّيَّة

فلا يكون أبدًا للمختار مجالٌ بأن يمجَّد.

85     قيل: مقيَّد هو المختار ولا وسيلة له بأن يقع،

ولا إن أراد أن يسقط يستطيع لأنَّه مختار

وهذا المجد الذي هو للمختارين، يُؤخَذ

ولا مجد لهم إذا لم يكونوا جميلين في ما يخصُّهم.[24]

 

جميلة هي الشمس، ذاك الكيان الثابت المملوء نورًا

90     وبما أنَّ الحرِّيَّة أخذَتْ منها فهي لا تجمَّد.

هي نيِّرٌ من قبل الله الذي وهب لها النور

ولو طلبت الشمس أن تعطي الظلمة فلا تستطيع

هي لا تمجَّد من قبل الناظرين الذين يعرفون[25]

أنَّه لا يخصُّها أن تنير ولا أن تُظلم.

 

95     والمختار أيضًا إن أمسكه الله بحيث لا يسقط،

كما يريد (السائل)، يحرمه من المجد

ومن المعلوم أنَّه لو طلب المختار أن يخطأ

لما استطاع ذلك ولا يخصُّه أن يخطأ.

ويُؤخَذ هذا المجدُ الذي هو للمختارين

100   وهذه التطويبات التي وعدَ بها ابنُ الله مختاريه.[26]

 

يهوذا سقط وسمعان أيضًا، لا يوحنّا

اختار ابن الله الاثني[27] عشر وتظَّمهم

ووهب لهم التطويبات[28] والكراسي والدينونة.[29]

وملأهم من الروح، وقوَّة وإيمانًا

وأرسلهم ليكونوا سُفراء في كلِّ الأرض.

105   اختار له اثني عشر، وبهم تستنير المسكونة كلُّها

وإذ أرادوا ذلك أرسلهم لكي يبشِّروا

ووعد أن يعطي الأجيرَ، الكراسي

ففلحوا معه (الكرم) بحرِّيَّتهم لا مكرهين.

 

وإذ سقط يهوذا ما منعه من ذلك حين كان يسقط

110   ولا هو بالإكراه أمسكه ليكون رسولاً مختارًا

سقط هذا الواحد وحفظ المجد لأنداده

فهم بحرِّيَّتهم ثبتوا وما سقطوا.

فلو طلب يوحنّا أن يسقط لسقط هو أيضًا

ولأنَّه أراد أحبَّ الابنَ وها هو يمجَّد.

115   وشهد سمعان أيضًا الذي سقط هو أيضًا فأنكر الربَّ

وفي الحال ركض إلى التوبة التي تحلُّ العقد.

لو أنَّه ما تاب، لكان ساقطًا لا قائمًا

وما منعه ربُّه أن لا ينكره حين أنكره.

 

الإنسان، وإن مختارًا، هو مهدَّد

من أجل هذا، فالله أعلى من الملامة

120   حين لا يمنع المختار من السقوط إن هو أراد أن يسقط

يكفي أنَّه اختاره، وهو يحفظ نفسه من السقوط

وإن هو طلب أن يسقط، فربُّه لا يمنعه من السقوط.

وإن هو الربُّ منعه، لا يكون له أجرٌ ولا مجد.

ومن فلح بدون أجر يكون كأنَّه سقط.

125   بعيدة هي الطريق من الملامة ومن الذمّ،

والربُّ يبقى صادقًا حتَّى إن سقط البارُّ وما أسنده.

لو أمسك الواحد الذي يسقط بحيث لا يسقط،

لحُرم من المجد رفاقُه الأحد عشر.

ويحسن به (= الله) إن أهمله وسقط إذ هو سقط،

130   أن يمجِّد أنداده الذين ما سقطوا.

 

النعمة في حياة سليمان

سليمان الملك اختاره الله ووهب له التاج

ووهب له المجد، وأكثرَ ووهب له الحكمة

ووهب له الغنى ووهب له كنوز داود أبيه.

ووهب له الأموال ووهب له أن يبني بيتًا لاسمه

135   وأصعد الذبائح فاستجابه بالنار كما استجاب موسى

ولو أنَّه طلب العظمة أيضًا لكان أيضًا نالها.

 

فماذا بعد ليُضاف إلى عظمته؟

ما كان مثله، لا قبله ولا بعده.

أراد فسقط بأيدي النساء وآلهتهنَّ

140   ومال قلبُه فما منعه الربُّ من أن يميل

وهذه النعمة التي قامت لديه حين كان ملكًا

ثبتت لديه وما هربت حين هو سقط.

فالنعمة حفظت تاجه حين سقط

هو سقط أمّا تاجه فحُفظ ولم يسقط.

145   هذا أمر عظيم: هو سقط من الله

وهو الله حرص على تاجه لئلاَّ يسقط.

كما شاء أصعد الذبائح للآلهة

فما منعه الربُّ أن يصعد لأنَّه يتمتَّع بالحرِّيَّة

ولو أنَّه منعه كانت حرِّيَّته تضرَّرت

150   وإن هو بالإكراه منعه صار عمله بدون جزاء.

 

فالله يحفظ المجد للبشر

ويهتمُّ كثيرًا بسبب رحمته، أن يلبثوا كما هم

فلو هو حفظ الملك سليمان فما سقط

فما هو فضَّله والإكراه تدبَّره من السقوط.

155   وإذ هو سقط لم يأخذ منه المملكة

ولا أخذ منه العظمة والغنى والرئاسة.

سلطة الله كانت في هذه وهو يرتِّبها

أمّا أن يميل سليمان أو لا يميل فهذا خاصٌّ به.

وهب الله له الغنى ووهب له التاج

160   ولكنَّه ما أخذهما منه حين مال عن الله.

ثبت الربُّ في ما يخصُّه، فهو من وهب

وبيَّن ذاك الذي مال في ما يخصُّه، فهو ناكر الجميل

سواء طلب أو لم يطلب ما غصبه الربّ

بأن يلبث بدون حرِّيَّة لديه إذ هو مال عنه.[30]

 

الربُّ بارٌّ في أعماله

165   بارٌّ هو الربُّ وأعماله الخاصَّة أرفع[31]

من الملامة ومن الذمّ ومن الشتيمة.

إذًا حسنًا يفعل حين يترك المختارين أيضًا يسقطون

حين يطلب هؤلاء أن يسقطوا من الحرِّيَّة

فالمختارون الذين سقطوا في مكان ومكان يشهدون له

170   أنَّ حبَّه متساوٍ ويحبُّ البشر بالتساوي.

فما البشر كلُّهم يمسكون الرئاسة

ولا جميع الشعوب هم من الرسل

المختارون وحدهم يرسَلون إلى العمل

إذ يكون هناك قطيع يطلب راعيًا يتدبَّره.

175   لشعب واحد حاكمٌ واحد يكون رئيسًا

وللخليقة كلِّها وضع فقط الاثني عشر كالنيِّرات.

فوجب أن يختار الربُّ المختارين لهذه الأهداف

فالذي ما اختاره والذي اختاره، كلاهما له

صنع هذا رأسًا وذاك عقبًا فأحسن في ما فعل.

 

180   فحكمة الربِّ لا يبصُّ بها المخلوق

وإذ هناك أعضاء رفيعة وأعضاء دنيئة

واحدٌ هو الجسم المنسوج بالأعضاء والمحدَّد[32]

وكما سقطة اللامختار هي من الله

يسقط المختار الذي طلب وما سنده

185   فاللامختار ليكون نبيًّا يُجعَل مستحقًّا

وفي العدالة واحد هو الله لهذا وذاك.

من يسمع كلام الله، إن هو عمل به

نال خيرًا. فالفضل لمن يفعل لا لمن يقول.[33]

 

إشعيا وشمشون

فإشعيا هو أيضًا سقط تحت اللوم في وقت من الأوقات،

190   وأخذَتْ نبوءته زمنًا طويلاً.

فبيَّن الربُّ أيضًا للمختارين وللإلهيِّين

أنَّه يدينهم هم أيضًا مثل الأشقياء.

سقط شمشون وهو لو أراد لما كان سقط

ولأنَّه أراد وسقط، لم يمنعه الربُّ من السقوط.

195   من لدن الله كان "قاضيًا" لبني يعقو

وكان نذيرًا وكان عظيمًا مملوءًا بالمآثر

وهب له الربُّ الجبروت وقوَّة عظيمة

ووضعه في المقدِّمة ليواجه خطر الفلسطيِّين.

 

أمّا هذا الشابُّ فعهر في محبَّة النساء

200   لأنَّه سكب نفسه لدى الزواني وأحبَّهنَّ.

ما ثبت في هذا البهاء ولا في نذره

لكنَّه انحدر إلى تراخي الصبا

وبما أنَّه ارتخى، وبما أنَّه نسيَ نذره

أراد فوقع. أمّا الله فلا سلامة عليه.

 

العبرة من سقوط الأبرار

205   ربَّما وُجد خبر آخر روحانيّ،

وهذه قلتها إذ هي أرفع منّي لأتكلَّم بها.

ربَّما ترك الربُّ هؤلاء الذين سقطوا يسقطون

ليخاف العالمُ كلُّه ويرتعب من السقوط.

بالملك سليمان رمى الرعدة على الحكمة:

210   من هو حكيم يخَفْ كثيرًا لئلاَّ يسقط.

بيهوذا رمى الرعدة على التلاميذ،

بحيث يرتعدون من السقوط حتّى متى صنعوا القوّات.

بشمشون النذير الذي سقط، يرتعد الجبابرة أيضًا:

إن لم يحترز كلُّ إنسان يسقط حيث هو سقط.

215   من هو جبَّار أكثر من شمشون الذي سقط بإرادته

أو من وصل إلى سليمان بالحكمة.

أو من هو قريب إلى ابن الله من يهوذا

الذي كان رسولاً وترتَّب عدده في الاثني عشر

هؤلاء سقطوا! فليخف كلُّ إنسان من السقوط

220   حتّى إن كان قريبًا (من الربّ) وإن كان حكيمًا وإن كان جبّارًا.

 

العلَّة التي جعلت المختارين يسقطون

وربَّما يطلب الخبرُ الآن سماعًا آخر

لأنَّ كلام الربِّ يحمل النور من كلِّ جوانبه.

فالمرجانة لا ظهر لها ولا ظلّ

فمن كلِّ الجوانب تملأ الوجوه لمن يتطلَّع فيها.

 

225   فلنسأل الآن كلَّ من سقط: ما هي العلَّة؟

من العلل التي جعلت هؤلاء يسقطون، ليخف كلُّ إنسان

يهوذا سقط لأنَّه كان محبًّا للفضَّة[34]:

فليبغض كلُّ إنسان هذه العلَّة التي بسببها سقط.

سقط سليمان لأنَّه أحبَّ الذهب وأحبَّ النساء

230   فليبغض كلُّ إنسان هذه العلَّة، إذا كان مميَّزًا.

وسقط شمشون لأنَّه كشف لامرأة سرَّه

ولأنَّه أفاض القلب كلَّه لدى زانية

ها هي العلل التي جعلت حتّى المختارين يسقطون

فليبغض هذه كلُّ من يخاف السقوط.

 

ثلاثة سقطوا

235   شمشون التعيس لا يشبه يهوذا الذي سقط

ولا سليمان الذي مال قلبُه عن الله.

كان جاهلاً بحقِّ نفسه فما ألقى شتيمة على الله

فإن أنت تطلَّعت وجدت موضعًا للرحمة تجاهه

سلَّم نفسه في يدي امرأة لتسخر منه،

240   وما كان مثل يهوذا الذي سلَّم معلِّمه بمكر كبير.

إذا خطئ رجل ضدَّ رجل، يتوسَّل إلى الربّ

وإذا خطئ رجل ضدَّ الله، ممَّن يطلب؟

يهوذا سقط حين صنع بالله مكرًا

فعمله لا يشبه عمل شمشون ولا سقوطه.

245   هذا النذير خطئ ضدَّ نفسه لأنَّه كشف سرَّه

وما صنع جهالة ضدَّ الله ولا ضدَّ إنسان آخر.

 

قلبُ هذا ما مالَ (عن الله) مثل قلب سليمان

ولا ألقى شتيمة على ربِّه مثل يهوذا الماكر.

وإن كان سقوطه خاصًّا به حين صنع جهالة وسقط

250   فهو لا يشبه يهوذا ولا يشبه سليمان.

ما من إنسان يشبه يهوذا سوى يهوذا

سقوط يهوذا فريد، لا شبيه له.

سقط شمشون وما مكرَ بالله

ولا استعمل الشتيمة ولا الكفر.

255   ولأنَّه سقط مزجتُ خبره بخبر الذين سقطوا

ليتعلَّم كلُّ إنسان أنَّ ربَّه هو أرفع من الملامة.

أيُّها الربُّ، بك نقوم لأنَّك أنت مقيم كلَّ مرميّ (في الخطايا÷

فما من إنسان ينتصر بدون عونك. المجد لك.

 

كمل (الميمر) على سقوط المختارين

 


[1] P. BEDJAN, vol V, p. 355-367

 


[1] إر 1:  4. بالنسبة إلى إرميا.

[2] قض 13: 2-20. تراءى الملاك للوالدة ثمَّ للوالد.

[3] قض 13: 4: "والآن فانتبهي...".

[4] قض 13: 5: "يكون نذيرًا لله من بطن أمِّه". نلاحظ لفظ ا ل ه ي ا: الارتباط بالله وعدم الخيانة للسرِّ بين شمشون والربّ. ولكنَّ شمشون...

[5] قض 14: 5-16: "زأر شبل لبوة في وجهه... ففسخه...".

[6] قض 15: 18019: "أنا أهلك عطشًا...".

[7] حرفيًّا: النذورة ܢܙܝܪܘܬܐ.

[8] هو تساؤل من أحد الناس إلى السروجيّ: لماذا ترك الله شخصًا اختاره؟ ولماذا لا يشفق عليه مع أنَّه اختاره.

[9] 2 أخ 7: 1: "هبطت نار من السماء...".

[10] 1 مل 3: 9-14: "أعطيك عقلاً حكيمًا..." (آ13).

[11] 1 مل 3: 12.

[12] 1 مل 6: بناء الهيكل.

[13] 1 مل 8: 62-66: "ثمَّ قدَّم... ذبائح سلامة للربّ...".

[14] 2 أخ 7: 1.

[15] خر 24: 4-8: إبرام العهد.

[16] 1 مل 18: 20-40. على جبل الكرمل.

[17] 1 مل 11: 5-9.

[18] أف 1: 4.

[19] يو 6: 70-71.

[20] مر 14: 10: "وذهب يهوذا أحد الاثني عشر...".

[21] رو 9: 19-23: "ويقول لي أحدكم: فلماذا يلومنا الله؟" ويذكر الرسول نصوصًا من العهد القديم. رج إش 9: 16؛ 29: 16...

[22] إش 40: 13؛ رج رو 11: 23-26.

[23] الله يختار من يشاء ويمنحه المواهب اللازمة ليقوم برسالته.

[24] جمال الإنسان في حرِّيَّته. ومن ليس حرًّا لا يكون جميلاً لو شابه الشمس.

[25] الشمس لا تنال مجدًا من الله، لأنَّها لا تمتلك الحرِّيَّة.

[26] إن سلبَت الحرِّيَّة وبالتالي مُنع الإنسان من السقوط، لكان حُرم من المجد.

[27] مر 3: 13-19.

[28] مت 5: 1-13: طوبى، طوبى...

[29] مت 19: 28. الكراسي... وتدينون أسباط إسرائيل.

[30] هو الصراع بين نعمة الله وحرِّيَّة الإنسان. الله يهب نعمته ولا يتراجع عن مواهبه وإن مال الإنسان عنه. فالحرِّيَّة تبقى حاضرة وهي مرتبطة بالأجر الذي نناله وبالمكافأة الحسنة.

[31] ويدافع السروجيّ عن الله في خطّ دا 4: 37: "فجميع أعماله حقٌّ وسبله عدل".

[32] هي عودة إلى بولس الرسول في 1 كو 12: 12ي.

[33] رج يو 12: 4-6: "كان أمين الصندوق".

[34] 1 صم 2: 24-25. هو كلام الكاهن عالي لولديه.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM