الميمر 160 على شمشون

الميمر 160

على شمشون

أراد يعقوب السروجيّ من البداية أن يُدخلنا في أسرار الابن، فانطلق من شيت ونوح وإبراهيم مرورًا بموسى وهرون وصولاً إلى أبطال سفر القضاة، ولاسيَّما شمشون موضوع هذا الميمر. منذ الولادة حيث تكلَّم منوح والد شمشون وزوجته مع الملاك بكلِّ بساطة مع دعوة إلى الطعام. ولكن جاءت النار والتهمت الطعام.

ووصل الكلام إلى زواج شمشون مع امرأة من الفلسطيِّين، فرأى فيه السروجيّ صورة عن خطبة المسيح للأراميِّين. ويقتل شمشون الأسد فيكون نمط المسيح الذي قتل الموت. وشهْد العسل كان مناسبة للوصول إلى حلاوة المسيح تجاه مرارة الموت وهكذا حاول الميمر أن يكتشف أسرار الابن في كلِّ حدث يحصل في حياة شمشون.

عرف الشاعر أنَّ في حياة شمشون جمالات وعيوبًا، فقبل بذلك عالمًا أنَّ الربَّ يترك للإنسان حرِّيَّته ويستفيد من كلِّ شيء لأجل تدبيره الخلاصيّ: لغز شمشون الذي كشفته امرأةٌ أخبرها به، فانتقم هو من الفلسطيِّين: احتاج إلى ثياب فقتل منهم وأخذ ثيابهم. ثمَّ أشعل الحقول بأذناب الثعالب، بانتظار أن يقتل الآلاف بفكِّ حمار.

عطش فنال الماء من العظم كما موسى من الصخر. ولكن مع هذه المعجزات، لبث شمشون يمضي من زانية إلى زانية، وكلُّ واحدة تحاول أن تطلَّع على سرِّه ولكن عبثًا. ولمّا أتت دليلة، كانت محاولات ثلاث عرفت بعدها سرَّه فحلقت شعر رأسه. وقابل السروجيّ هنا دخول شمشون إلى زانية مع دخول المسيح إلى الشيول. وقابل بين شمشون ودليلة من جهة مع آدم وحوّاء من جهة ثانية.

فُقئَتْ عينا شمشون فجُعل يعمل في الرحى، فكان مرآة للمتحيِّزين: كيف كان وإلى أين صار. ذُلَّ كلَّ الإذلال. وكانت النهاية أنَّهم أتوا به إلى معبد داجون ليرقص للحاضرين فيهزأوا به. ندم، طلب من الربِّ فاستعاد قوَّته. وإذا كان بين عمودَي المعبد، صدم السقف على الحاضرين فقتل في مماته أكثر ممّا قتل في حياته.

 

 

أسرار الابن في الذين سبقوه

دنحُ[i] أسرارك بيَّن نفسه من (خلال) القراءات،

يا ابن الله، فاكشف لي عينيّ لأرى جماله.

صورتك العظيمة تحملها أسفار الأنبياء[ii]

التي تزيِّحك ليرى العالم كم أنت جميل.

5      في أجيال وأجيال برز سرُّك مثل النيِّر (في السماء)

فأفرحَ بدنحه ذاك الذي رآك وأعجب بك.

من الرموز ومن الأحاجي التي في الكتب

في مكان ومكان صوَّرك الأبرار في ما تجلَّى لهم.

مع أزمنتهم ومع أجيالهم يزيِّحونك

10     وينقلك هذا إلى هذا لينال النصرَ بك.

 

نوح الصدِّيق تقبَّلك من شيت الجميل[iii]

وبنزوله إلى العالم وضعك لدى إبراهيم.[iv]

تقبَّلك إسحق وأقام إيقونتك على الجلجلة،[v]

ويعقوب سرق صورتك وهرب إلى أرض آرام.[vi]

15     وضعت شهادتك في يوسف الذي انتصر بين المصريِّين[vii]

ورآك موسى في جبل سيناء مع والدك.[viii]

صوَّرك هرون بدم الذبائح والقرابين[ix]

وكلّ طريق قتلك العظيم رشَّه بالدم.

يشوع بن نون الذي ارتدى[x] اسمك الجميل

20     صدَّ النهار لئلاَّ يمشي كما يشاء.[xi]

وسمَك جدعون بالطلّ (أو: بالندى) الذي أنزل حين صلَّى[xii]

وبك، أيُّها الظافر، انتصر على مخيَّم المديانيِّين.[xiii]

طريقَ آلامك دبَّر يفتاح بقتل ابنته،[xiv]

وسفك أيضًا دم البتول من أجلك.[xv]

 

ونصل إلى شمشون

25     وماذا أقول من أجل شمشون الذي انتصر هو أيضًا[xvi]

كان بالأمثال والأسرار غنيًّا للمتأمِّلين فيه.

وها هو يطالبني أيضًا بميمر مع المنتصرين

لأكتب خبره مع الجبابرة الذين (حُفظَتْ) أسماؤهم

موضع صورته فارغ وهو يحتقرني ويذلُّني.

30     لأنِّي ما صوَّرتُ له صورة ميمر مع الجميلين.

هب لي، يا ربَّنا، أن أفي ديني أيضًا للنذير[xvii]

فأصوِّر له أيضًا صورة تكون جميلة وتملأنا دهشة.

ليس لي لأنَّه له توافه في مكان ومكان،

أن أحتقر وأهمل رجلاً كُتب (أو: سُجِّل) مع المنتصرين.

35     بولس المختار (أشار) هكذا بالرمز إلى الفاهمين:

قصير هو الوقت لأتكلَّم عن شمشون.[xviii]

إذًا لي أنا أيضًا وقتٌ قصير لكي أتكلَّم

على النذير وعلى الرموز الموجودة فيه.

 

وتراءى الربَّ لوالدَيْ شمشون[xix]

وإلى هذا أيضًا بلغت القرعة من عند الله

40     ليكون في وقته (واحدًا) من مخلِّصي إسرائيل

من المعروفين هو، بالإيمان، أنَّه من بيت الله

وفي القضاة[xx] كان ذكيًّا في الزمن الذي بلغ إليه.

أمُّ هذا (الولد) رأت ملاكًا تكلَّم معها

وبشَّرها بأنَّها تحبل وتلد نذيرًا ومخلِّصًا.

45     عندئذٍ قالت المرأة الذكيَّة لبعلها (أو: لزوجها)

على الكشف الذي كان لها من عند الله.

وأيضًا ظهر رجلُ الربِّ لها ولبعلها

وردَّد أقواله للمرأة: إنَّها تحبل وتلد شمشون

وأمر المرأة بأن لا تشرب خمرًا ولا مسكرًا.

50     ولا تأكل من كلِّ ثمر تلده الجفنة.

نذيرًا للربِّ يكون الطفل أيَّامَ حياته

وفي نذره تربِّيه أمُّه بلا نجاسة.

فصنع رجلُ المرأة وليمة ووضعها على الصخر

ونارُ الذبائح بيَّنت نفسها على القربان.[xxi]

 

اللذان تكلَّمان مع الملائكة

55     لنندهش الآن بهؤلاء الأبرار في تلك الأزمان

كم كانوا أنقياء! كم كانوا بسطاء وودعاء أيضًا!

متكلِّمين كانوا، وجهًا لوجه، مع الملائكة

وبإيحاءات اللاهوت كانوا أغنياء.

متواضعين كانوا، أبرياء كانوا، مستقيمين كانوا

60     لا ترفُّع ولا تشامخ في ما نالوا من إيحاء.

مثل ابن البلد، مثل ابن الجنس، مثل قريب

كلَّم الملاك[xxii] منوح وامرأته من أجل شمشون.

وهذان تقبَّلا هكذا منه ما قال

وببراءة تكلَّما معه وما اضطربا.

65     وصنعا له أيضًا في بساطتهما وليمة

ولهيبُ الذبائح أكل هذه الوليمة.

وصعدَتِ النار. وهذا الملاك الذي كان من نار،

صعد في النار التي أكلت قربان منوح.[xxiii]

رجلُ النار واللهيب صعد إلى السماء

70     وكانت دهشة في ذاك التجلِّي الذي حصل هناك.

وهب الله ابنًا للعاقر[xxiv] كما وعد

فكان شمشون (ذاك الذي) يخلِّص شعبًا كان مستعبَدًا.

وهب له الربُّ القوَّة والبأس والجبروت

ليقيمَ جبهة ويخلِّص شعبًا بدا ضعيفًا.

 

أوَّل مغامرة زواج

75     الربُّ اختاره وأرسله ليصفَّ (جنوده) في (وجه) الفلسطيِّين[xxv]

ووهب له البأس لينشِّط ويرمي الدمار.

وشرع شمشون يتفقَّد لدن الفلسطيِّين

لأنَّ قوَّة الله شرعت تنتصر فيه.

نزل إلى الموضع بعلَّة امرأة طلب أن يتزوَّجها

80     فصادفه سرٌّ جليٌّ كالنيِّر (في السماء)

ولكي يخطب المرأة نزل إلى موضع الفلسطيِّين

فزأر قبالته جروُ الأسد مثل حصين.

 

من شابه إلاَّ ربَّنا الذي أتى ليخطب

بيعة الشعوب والموتُ صادفه مثل جبّار.

85     إلى بنت القلف التي أخذها شمشون، نزل

وصوَّر ربَّنا الذي خطب بنت الوثنيِّين، ببشارته.

تعال وانظر هنا إن أنت عرفت أن ترى حسنًا،

وخذْ صوِّر صورة البتولات والذين خطبوهنَّ.[xxvi]

 

شمشون والأسد، المسيح والموت

قبالة شمشون الذي خرج إلى أرض الفلسطيِّين

90     جروُ أسد خرجَ جازمًا ليهزأ به.

وقبالة ربِّنا الذي أتى ليخطب بنتَ الأراميِّين

تجاسر الموت ليدخل إلى قنِّه (أو: عشِّه) ويتسلَّط فيه.

نرى الآن ماذا كان للموت وللأسد

من قبل ربِّنا ومن قبل شمشون الذي هو نذيره.

95     قاتلُ الناس صفَّ أسدًا قبالة شمشون

لأنَّه رأى فيه صورة جميلة مملوءة محاسن.

طلب أن يفسد جمال هذا العبريّ

بأسدٍ خرج وصادف شمشون الفتى.

 

حينئذٍ سرُّ الابن أشرق على النذير

100   ووهب له قوَّة ليصوِّر صورة مليئة بالدهشة.

حينئذٍ لبسه روح الربِّ مثل جبَّار،

فأمسك جروَ الأسد وفسخه[xxvii] مثل جدي.

مضاءة كانت فيه أسرار ربِّه مثل النيِّرات

وهي وهبت له القوَّة والبأس ليقتل الأسد.

105   وبدون سلاح وبدون سيف، فسخه بيديه،

لأنَّ الفتى حمل سلاح الأسرار في طريق حيث رماه.

 

انطلق شمشون ليخطب امرأة تصوِّر نمط بيعة النور

ولهذا قتل جرو الأسد.

بنتُ الغرلة رُسمَت بابنة الوثنيِّين

110   لأنَّ ابن الله قتل الموت حين خلَّصها.

وقام صورة لربِّنا في أرض الفلسطيِّين

لأنَّ هناك بلغت القرعة إلى شمشون ليقيمها.

ابن الله تدنَّى من موضعه وأتى إلى أرضنا

ليخطب له بيعةَ الشعوب كما قلنا.

115   فصادفه الموت – الأسد – الذي يأكل كلَّ الأجيال

فقتل الموت كما شمشون قتل الأسد.

وتفقَّد طريقه وخطب وأخذ بصلبه،

تلك التي نزل لأجلها إلى بيت أهل الأرض.

ما استطاع الأسد أن يُبطل طريق شمشون

120   الذي خطب وأخذ كما شاء ثمَّ غادر.

وأيضًا طريق ابن الله ما تعطَّلت بالموت

لأنَّه أخذ البيعة وجعلها خاصَّته ثمَّ ارتفع.

هذه الأسرار أضاءت ذاك العبرانيّ،

ولهذا أصلح (حاله) فقتل الأسد كما سمعتم.

125   فسخ الأسد ومضى وخطب كما شاء

وعاد ليأتي بعد أن رتَّب السرَّ وأناره.[xxviii]

 

شهد العسل

شهد العسل في الأسد كان مرئيًّا[xxix]

هو مَثَل عظيم لا يُفسَّر إلاَّ في ربِّنا.

فأخذ شمشون العسل وأكل من الجثَّة

130   صُنعٌ جديد أنَّ الأكل خرج من الأكل.

تدلَّى الوحيُ على النذير فوهب له النور

والرموز والأسرار الخفيَّة ركضَتْ طريقه.

ولغز لغزًا: الحلو خرج من المرّ

وإلاَّ بربِّنا لا يُفسَّر الخبرُ الذي رماه.

135   صنع مثلاً ومن الفلسطيِّين طلب التفسير

والسرُّ محفوظًا كان، وإلاَّ في قنِّه لا يُفسَّر.

رمزُ الأسرار كان ممسوكًا ومحفوظًا كان

حتّى يُشرق ابن الله ويفسِّرها.

وشمشون أيضًا ما عرف المثل الذي صنع

140   لأنَّ الوقت ما حان للكلام عن السرِّ بجلاء.

عارفًا كان أنَّه قتل أسدًا وأكل عسلاً،

وما هو سرُّ الأسد والأسد، ما كان عارفه.

وهذا الذي كان صنعه مثلاً للفلسطيِّين

لكي يُفسَّر الغفلُ كما كان.

145   فسَّر ربُّنا الذي هو غاية طريقه كلِّها،

كان مخفيًّا ومحفوظًا في إيحاءات النبوءة.

وأتى ربُّنا مثل النهار إلى بيت الظلمات

فأشرق نور السرِّ وانكشف في العالم كلِّه.

واللغز الذي لغزه هذا العبرانيّ للفلسطيِّين

150   لم يُفسَّر حتّى أتى المسيح إلى العالم.

 

بين الموت والمسيح

مرٌّ هو الموت وربُّنا هو العسل الحلو

واستنارت (الحقيقة) وقالت إنَّ الحلو من المرِّ يخرج

الموت أيضًا هو آكل، الذي أكل الأجيال كلَّها

وخرج منه المسيح خبزًا للعالم يأكله

155   والآن تمَّت (الآية): خرج أكلٌ من الآكل

وفي ذلك الزمان، من عرف أن يفسِّر هذه الأمور

وشمشون أيضًا الذي صنع المثل في الأسد الذي قتل

ما عرف السرَّ الخفيَّ الذي خُدم

حتّى أشرق نورُ ربِّنا على البرايا

160   ما تجلَّى كنزُ الأسرار الذي كان مطمورًا.

 

فلو أنَّ أسرار ربِّنا لم تُوجَد في شمشون

ما كانت ولادته أيضًا تكلَّم بها الملاك.

نمطُ الابن بُشِّر به من قبل الملاك

ومن أجله كانت التجلِّيات في مكان ومكان.

165   وكلُّ من وصل ليزيِّح طريق ابن الله

ينال الإكرام من التجلِّيات ومن الملائكة.

جميلٌ هو شمشون حيث نمطه صوَّر المسيح

فصنع مثلاً: خرج الحلوُ من المرّ.

ربُّنا الكلمة أطيب من العسل، للفم لذيذ،

170   وطعمُ حلوٌ هو، حلَّى مرارة العالم كلِّه.

 

خبر شمشون

خبر شمشون فيه جمالات وفيه أدناس

فيه العلوّ وفيه العمق وينبغي أن نقوله كلَّه.

كان جميلاً حيث تزيَّح أسرار ربِّه

وحيث سقط من البهاء بغيضًا كان وقذرًا.

175   جميلاً كان حين قتل جرو الأسد

وبغيضًا كان حين ذُلَّ بيدي امرأة.

بهيًّا أيضًا كان حين أخرج الحلو من المرّ

وغير لائق حين كشف لامرأة سرَّه.[xxx]

إذًا نفعل ونقول خبرَه كلَّه

180   ولا نملَّ لأنَّ فيه الأمور البغيضة والأمور الجميلة.

 

في وليمة مع الفلسطيِّين

صنع وليمة وأخذ امرأة كما كُتب (في سفر القضاة)[xxxi]

وصنع مثلاً للفلسطيِّين: العسل والأسد.

وعدَ بأزواج ثياب إن فُسِّر

المثل الذي صنع، يعطي شمشون للفلسطيِّين.

185   وفي الحال، مكرُ امرأة قام على الجميل

فعلَّمت سرَّه وجعلته يُغلَب بيد الفلسطيِّين.

فغار الجبّار ورمى الخراب بغضب عظيم

وشرع يثير الخصام ويحارب الفلسطيِّين.

رمى القتلى وسلب الجثث وأتى بالثياب

190   ليعطي منهم لهم ويفي ما وعدَ به.[xxxii]

كان جبَّارًا فروى سيفه بقتلاهم

وأرعبهم ورمى الرهبة في جبابرتهم.

 

بعلَّة المثل تجلَّى جبروته

وعُرف أنَّ شمشون قتل جرو الأسد.

195   وتشدَّد أيضًا. رمى الخراب وأتى بالثياب

وخرج خبرُ جبروته في المكان كلِّه.

غضبَ فخرج بسبب المكر الذي صادفه

لكي يكون الانتقام من الفلسطيِّين في كلِّ حجَّة.

ولكي يتشدَّد الشرُّ عليهم من الجبّار

200   وهبوا امرأته لرجل آخر فكثر الغضب (عنده).

 

اشتعال الحقول

فمضى شمشون وأخذ ثلاثمائة ثعلب وأتى بها[xxxiii]

وأخذ وسيلة لكي يُوقد بها الأرض كلَّها

وسوّاها أزواجًا أزواجًا لكي يفعل

وبثعلبين اثنين ربط مشعل نار وأشعلهما.

205   مئة وخمسون زوجًا من الحيوانات طارت في المكان

والنار مشتعلة من ورائها وراكضة

منظر جديد أرهب الفلسطيِّين

لأنَّ النار ركضة في كلِّ المكان من عند المشاعل.

هربت الثعالب لئلاَّ توقدها المشاعل

210   وركضت النار التي ربطَتْ على الحيوانات.

 

من كان قادرًا أن يصطاد الحيوانات ويهدِّئ النار

أو من كان كفؤًا لكي يطفئ اللهيب.

في كلِّ مكان ركضت النار فمن يقدر

أن يطفئ حريق الأرض كلِّها.

215   في أكداس (القمح) وفي الكومات اشتعلت أيضًا

ووعر الأرض التهب على وجه الأرض.

ساح الحريق في الكروم وفي الزيتون فأبادها

والغابات كلُّها أفسدَت بفعل اللهيب.

يا من يصطاد الحيوانات ليمنع النار!

220   أو من يقدر أن يطفئ النار.

بروق النار تركض بخفَّة في الأرض!

منظر مخيف! فاللهيب يركض ويستمرّ

من رأى، من حدَّق، من عَدَّ،

من عرف كيف اللهيب يركض!

225   ماذا يقول على الوقيد الذي كان

سكّانُ الأرض الذين رأوا النار سائحة في الأرض.

 

القتلى بفكِّ الحمار

خرج خبرُ شمشون الذي أوقد الأرض كلَّها[xxxiv]

وترتَّبت أيضًا أعجوبة مع رفيقاتها.

والفلسطيُّون ضربوا كفًّا (بكفّ) على ما فعل (بهم):

230   يصطادون شمشون ويهزأون به لأنَّه أوقد المكان.

صعد الفلسطيُّون بغضب على العبرانيِّين

وأبناء شعب شمشون أمسكوه لأنَّهم خافوا.

قيَّدوه بسلاسل من حديد وشدُّوها

بسطوا (أيديهم) ووهبوه للفلسطيِّين ليلعبوا به.[xxxv]

235   عندئذٍ حدَّقت قدرة الله فيه وهو النذير

فقطع السلاسل وألقاها مثل جبَّار

ووجد فكَّ حمار كما كُتب (في سفر القضاة)[xxxvi]

وبدل السلاح الذي لم يجده، أخذ عظمًا

رجل معرَّى (من السلاح) نزل على صفوف الفلسطيِّين،

240   خرَّب وكدَّس جثثهم تلالاً تلالاً

ألفًا من الرجال قتل وحده، بفكِّ (حمار)

لأنَّ روح الربِّ أمسكه في ذاك القتال.

 

خجل السلاح لأنَّ شمشون ما طلب سلاحًا

وخاب[xxxvii] السيف لأنَّ العظم قام (مقامه) على الظفر.

245   خاب القوس والوتر وسهامُ الفلسطيِّين

لأنَّ واحدًا مجدًّا خرَّب الأفواج بفكِّ (حمار).

انفضح في هذا القتال صانعو السلاح

لأنَّ السلاح المصنوع ما كان مفيدًا لأصحابه في شيء.

ما أفاد المحاربين المجنّ والتروس

250   لأنَّ شمشون أخذ فقط عظمًا وخرَّب الألوف.

أضحوكة كان كلُّ سلاح المحاربين

لأنَّ ذلك العظم اليابس أخذ الظفر في جيله.

ألفًا من الرجال مثل إنسان واحد رمى شمشون

وعلَّمَ الأرض أنَّ الربَّ مسلَّط على الظفر.

 

بعد أعجوبة السلاح أعجوبة الماء

255   وظمئ إلى الماء وهو يقاتل وطلب ماء[xxxviii]

والربُّ فتح في العظم عينًا ليشرب شمشون.

من أعجوبة نبعَتْ أيضًا أعجوبة أخرى

ليكون ربُّ شمشون مسبَّحًا في اثنتيهما.

بعظم يابس خرَّب ألفًا وهو يقاتل

260   وظمئ إلى الماء فنبع له الماء من العظم بالذات.

فجَّر ذاك العظم الخرب ووهب له الماء

لتكون الآية التي صنع عظيمة ومليئة بالدهشة.

أعجوبةً كانت أن يظفر شمشون بدون سلاح

وأيضًا أعجوبة أن يوجد الماء[xxxix] في العظم.

265   جرى ينبوعًا من ذاك العظم قبالة شمشون

وأتعجَّبُ أنا إن وهب له العظمُ[xl] ليشرب.

عظيمة هي الدهشة مثل تلك كانت بيد موسى[xli]

هناك من الصخر وهنا العظم صار[xlii] ينبوعًا.

اندهش المكان بالمذهلات التي صُنعت (فيه)

270   بيد شمشون الجبّار، القويّ[xliii] في بيت الله.

 

نظرة السروجيّ إلى شمشون[xliv]

وبعد أن صنع شمشون هذه الأعجوبة العظيمة

دخل إلى المدينة لدى زانية كما كُتب (في سفر القضاة)[xlv]

فماذا أقول عن شمشون؟ لا أعرف

لأنَّ خبره أقلقني وعرقلني.

275   سمعتُ أنّضه صلَّى فنبع الماءُ فشرب

وبعد قليل أنا أجدُه لدى زانية.

خرج وخرَّب ألفًا من الرجال مثل إنسان واحد

ووهب نفسه وامرأة حلقته[xlvi] فصار سخرية.

نذيرُ الربِّ لماذا دخل لدى الزانية

280   أقلقني خبره ولا أعرف أن أتكلَّم عنه.

 

الربُّ متواضع ويتحمَّل البشر كثيرًا

وحيث يسقطون لا يطلب أن يسحقهم.

الأعمال الجبّارة التي صنعها شمشون كانت (أعمال) الله

والأخرى التي ليست جميلة هي أعمال خاصَّة به.

285   ما قال له الله أن يدخل لدى (امرأة) زانية

هو أراد أن يدخل والربُّ ما أكرهه لأنَّه ابن الأحرار.[xlvii]

ظمئ فطلب ماء، فوهب له الربُّ وشرب[xlviii]

وأراد أن يدخل لدى زانية، فدخل كما أراد.

كيف يدين الربُّ الدينونة في الآخرة؟

290   هذا لا يخصُّك أنت، لا تتعب في أمور بعيدة

وربَّما أن يكون شمشون نزل لدى زانية،

تدبيرٌ تركه يسقط لأجلك.[xlix]

فيكون لك مرآةً تفحص الأدناس

لترى نفسك وأنت لا تسقط كما سقط هو.

 

شمشون عند الزانية والمسيح في الشيول[l]

290   إذًا دخل شمشون إلى المدينة لدى زانية

وأبناءا لمكان تكاثروا واجتمعوا ليصطادوه.

قام شمشون إلى العمل في نصف الليل

وأيقظ نفسه كجبّار على الأعجوبة.

اقترب وبلغ إلى الأبواب المغلقة وحرَّكها

300   وخرج وهو يحملها على كتفيه.[li]

حمل القواعد والأمخال والأبواب العالية وخرج

واحتقر الجبّارُ الحرَّاسَ وهزئ بهم.

كانت أعجوبة ما رآها سوى شمشون

لمّا حمل على كتفيه القوائم والأبواب والأمخال.

305   ما أراد أن يفتح الباب ويخرج مثل هارب

لكن حملها حمْلاً مثل جبّار.

ما قامت قدَّامه الأبواب المغلقة حين خرج

لأنَّ سرَّ الابن تدبَّر هذا العبرانيّ.

الشيول الزانية، رجالُها هم الأجيال كلُّها

310   أغلقَتْ (في وجه) ربِّنا لتكون لديه مثل الكثيرين.

دخل ونام وأُغلق باب القبر في وجهه

وقاموا يحرسونه[lii] كما (حرسوا) شمشون. يا للمجانين!

وقام المخلِّص من داخل القبر واقتلع كلَّ

أسوار الشيول، فما قامت (أو: ثبتت) قدَّامه وهو خارج.

 

315   هذا السرّ أدخل شمشون لدى الزانية

لأنَّها هي أيضًا شيول الإبادة لمن يقترب منها.

وهذا النمط الذي صُوِّر في شمشون وهب له القوَّة

ليحمل الأبواب والأمخال ويخرج إذ هو خارجٌ (أي: يغادر)

كثيرون دخلوا لدى زانية الفلسطيِّين،

320   وما اقتلع إنسان أبواب المدينة إلاَّ شمشون.

الأجيال كلُّها دخلت إلى الشيول التي خرَّبت كلَّ إنسان،

وإلاَّ ربُّنا ما اقتلع (إنسان) أسوارها وأحيا موتاها.

ملتهبًا كان هذا السرُّ في ذاك العبريّ

فاقتلع أبواب السور حين دخل لدى الزانية.

325   أخزى الفلسطيِّين بجبروته

وصوَّر صورة لهؤلاء الذين حرسوا قبر الابن.

 

بأسرار ربِّه كان جبّار ففعل

النذيرُ شمشون الذي انتصر في أرض الفلسطيِّين.

الأبوابَ والأمخال وضع هذا الجبّار على كتفه

330   وصعد ووضعها في جبل حبرون كما كُتب (في سفر القضاة).[liii]

وبعد هذه الأمور تركته الأسرار عرضة للتجربة:

هل يظفر بنفسه بلا عون (إلهيّ)؟

 

شمشون عند دليلة

وأحبَّ امرأة زانية أيضًا ودخل لديها[liv]

وشرعت هذه تقيم جبهة لكي تسقطه.

335   صاغت مكرًا ونصبت الفخاخ وطمرت الأشراك

ليتعرقل الأيِّل الشابُّ ويكون سخرية.

وشرعت تغريه وتبلبله بحيلتها

ليبيِّن لها ما هو سبب قوَّته العظيمة.

بمكر بفنِّ كانت متكلِّمة معه،

340   وبألفة تقنيها النساء لدى رجالهنَّ.

مرَّة تقول أن يبيِّن لها قوَّته العظيمة

ومرَّة تسكت لئلاَّ يشعر أنَّ هناك مكرًا.

في مرَّة أخرى (تبدو) مبتهجة، تزربه وتتوسَّل إليه

ليجلو لها أسرار قلبه فتسخر منه.

345   وقتًا قليلاً حفظ نفسه من الزانية

وبدل شيء، شيئًا آخر يقول لها

"إن قيَّدوني بسبعة أوتار رطبة

أضحي ضعيفًا". فصنعَتْ هكذا كما قال لها

وإذ حرَّكته لترى إن هو ضعف حقًّا

350   ما قامت (أو: ثبتت) قدَّامه الأوتار التي بها قيَّدوه. (فكانت) كالدخان

مثل خيوط صغيرة (خيوط) الصوف والكتّان،

حين ينسم عليها اللهيب، قطَّعها.

 

أمّا الزانية فتوسَّلت إليه أيضًا على أفعاله[lv]

ولم تملّ وإن كان الفخُّ الأوَّل ما اصطاد.

355   أغوته أيضًا، فقال أيضًا لتلك السائبة

"إنَّ قيَّدوني بسلاسل أصبح ضعيفًا".

فصنعت هكذا وربطته بسلاسل قويَّة

قيَّدته وهو نائم. وحين حرَّكته قطعها.

قوَّة نذره العظيمة كانت تغلي فيه

360   وبها قهر كلَّ القوَّات وانتصر.

قطع القيود كما لو أنَّ النار أكلتها

فما قامت قدَّامه القيودُ ولا الأوتار.

 

والزانية أيضًا تفنَّنت وداومت[lvi]

فحفظت الفخ وما تركته إلاَّ وتصطاد

365   وأيضًا أغوته، وأيضًا قال لها شيئًا آخر

لأنَّ إغراءاتها اتَّصفت بالحصافة والمداومة.

"إن ضفروا شعر رأسي كما مثل سُدى

بالنول، تهرب قوَّتي في الحال وأصبح ضعيفًا".

وهذه المداومة وصانعةُ الفخاخ لم تملّ

370   فضفرت شعره بعناية كما قال لها

وإذ حرَّكته شقل النول بأدوات شعره

فأرعب الفلسطيِّين، بدهشة عظيمة.

 

وأخيرًا تعرَّفت إلى سرِّه

هذه التي تغوي وتطمر الفخاخ لكي تقتل،

ما ملَّت فكانت أيضًا يقظة على أفعاله؟

375   فأغوته أيضًا وتوسَّلت إليه وضايقته[lvii]

وبكت وضحكت وتوسَّلت وخاصمت وعاتبته

بكلِّ الوسائل، بكلِّ الإغراءات، بكلِّ الأشكال.

بلبلت شمشون فجلا (أو: كشف) سرَّه وصار ضعيفًا.

بيَّن لها ما هو سبب جبروته

380   ومن أين هي القوَّة بحيث لا يضعف.

قال لها: "أنا نذير من بطن أمِّي،

وما صعد أبدًا الموس على رأسي منذ وُجدت (أو: وُلدت).

فإن حلقت الشعر الذي برأسي أو أزلتُه

تهرب قوَّة النذر وأصبح ضعيفًا".

 

385   وحالما اصطادت المليئةُ مكرًا السرَّ منه

أرسلت فدعَتِ الفلسطيِّين ليعملوا

فأنامته وحلقت له واحتقرته

ولمّا حرَّكته قام فإذا هو ضعيف مثل (إنسان) رخو.

سقط الجبّار بيدي امرأة فها أشفقت عليه

390   جزَّت الأرزة العالية المليئة جمالاً وألقتها (أرضًا)

حفرت جبًّا وسحقت الأسد فسقط ضعيفًا.

وصار ذاك القويّ سخرية بعد أن قهرته امرأة

مكر النساء تعلَّمته الأرض كلُّها في شمشون

وقامت الكلمة: "احفظ من امرأته أقوال فمك".[lviii]

 

شمشون ودليلة، آدم وحوّاء

395   حوّاء الثانية لآدم الثاني الذي هو شمشون

سحقته فسقط من العظمة التي كان قائمًا فيها.

سلبَتْ منه كلَّ قوَّة نذره

فصار ضعيفًا وسخرية للفلسطيِّين.

حوّاء أخرجت آدم من الفردوس

400   ودليلة أخذت من شمشون نذره.

مرآة واحدة وُضع لك آدم في بدء العالم

وفي سط (العالم) وُضع شمشون (مرآة) أخرى لو تنظر.

وها تُرى دليلة وحوّاء بوضوح

للذي يطلب أن يحفظ نفسه من السقوط.

405   بهاتين الاثنتين يُفسَّر لك مكر النساء

وقول النبيّ: "احفظ من امرأته أقوال فمك".

ويل للجبّار النذير، شمشون، الذي صار سخرية

وأضحوكة عظيمة واسمًا نتنًا للأجيال الآتية.

الجبّار القويّ الذي غلب في الحرب جرو الأسد

410   صار ضعيفًا بيدي امرأة، صار إهانة كبيرة

مثل أفعى ضربت النذير فتناثر شعرُه

فصار رخوًا وشقيًّا وضعيفًا ومملوءًا خوفًا.

 

شمشون في السجن وأعمى

والفلسطيُّون الذي اصطادوا الأسد، تجمَّعوا

ليسخروا بالرجل الذي أكثر قتلاهم.

415   عوَّروا عينيه وأفسدوا جماله وهم يجنُّون (من الفرح)

وأطفأوا منه سراج النور الذي به يرى

هذا الجميل العظيم جعلوه دنسًا بغيضًا.

ونزل هذا الجبّار وقام في ضعف عظيم

أدخلوه، حبسوه فطحن بالرحى في السجن.

420   فكان هناك للفلسطيِّين عيد عظيم

هذه الأقوال التي هي في الكتب الإلهيَّة

وضعها الباري (الخالق) لأجل فائدة العامَّة كلِّهم.

لكي يقرأ ويستفيد كلُّ من طلب أن يقتني حياته

من الكنوز المطمورة له داخل القراءات.

 

شمشون مرآة

425   شمشون يطحن، فمن لا يهرب[lix] من الزانية

ويُخفّ حظوه لئلاَّ يصل إليه (بعضٌ) من دخانه.

الرجل النذير جعلته محلوق الشعر لأنَّه استسلم لها

ومن لا يرتجف حين يسمع الأقوال الخبيثة.

هذا الجبّار الذي قتل الأسد بالرحى كدنته

430   فمن يسمع لها إلاَّ الجاهل الشرِّير مثلها.

شمشون يكون مثل مرآة للمتميِّزين

فيبغضون أقوال المكر وإغراءات الفاسدات.

سقط الرجل في أيدي أناس قتلاهم

وجثثهم مجموعة كلَّ يوم في تخومهم.

 

انتقام شمشون

435   ومن فرحهم صنعوا عيدًا عظيمًا للأصنام[lx]

كما لو أنَّ داجون[lxi] قيَّد شمشون الذي ضايقهم.[lxii]

فاجتمع رجال الفلسطيِّين والنساء

لهذا العيد العظيم الذي صنعوا من أجل شمشون.

وإذ جُنُّوا على الخمرة من فرحهم:

440   "ليأتِ ذاك العبرانيّ، ليرقص ويفرحنا.

ليأتِ شمشون فيراه الشعب كلُّه ويسخر منه.

ليفرح كلُّ إنسان يرى ضعفه ويهزأ به".

 

وأتى شمشون العظيم الذي سقط من عظمته،

ذاك الرفيع الذي نزل من تلك الرفعة التي كان قائمًا فيها.

445   المختارُ الذي ضلَّ وبإرادته وصار رفيق زانية

النذير الذي أُخذ منه جمال نذره

المحلوق والأعمى والمصنوع سخرية للفلسطيِّين

استهزأوا به (وطلبوا) أن يرقص ويُبهجهم.

فهذا الشقيّ وصاحب الألم العظيم والكآبة

450   حلَّ فيه تحرُّكٌ ليكون له انتقام من الفلسطيِّين.

 

أقنعهم بأن يقترب من عواميد البيت

قبل من تعب وطلب أن يرتاح من إرهاقه.[lxiii]

واقترب وأمسك عمودَي البيت العظيم

ودعا الربَّ ليهب له القوَّة في ضعفه.[lxiv]

455   علَّم هنا أنَّه حين يسقط من الله

إنسانٌ وفي الألم يدعو الربَّ يسمع له الربّ.

فالربُّ لا يمنع أبدًا رحمته عن السائلين.

وحتّى عندما يسقطون في شهوات لا تكون جميلة.

حالما يدخل الألم إلى النفس وينفض عنها

460   عكر الشهوات التي تفسده

وبتمييز تحرَّك الصلاة صوب الله

فيسمعها وإن امتلأت ربوات من الأدناس.

 

صلَّى شمشون بعد أن أباد نذره،

بعد أن أبعد وفرَّق منه قوَّة الله.

465   بعد أن أباد كلَّ ذكائه لدى الزانية

بعد أن سلَّم نفسه للسخرية، بإرادته

بعد أن سلَّم (نفسه) وهبه الربُّ للفلسطيِّين

وما قام في وجهه (أو: عضده) حين اعورَّ بأيديهم.

 

بعد هذه الأمور كلِّها التي كانت، صلَّى شمشون

470   ولأنَّه صلَّى بألم، سمعه (الله) ووهب له سؤله.

نظر في نفسه وحيث اباد جمال نذره

وعُرِّي من تلك القوَّة، قوَّة جبروته.

وهرب منه روحُ الربِّ الذي كان يصلحه

وإذ جُرِّب وما ظفر في حرب مع نفسه

475   ودخل الألم فحرَّك نفسه بسبب هذه

فتحرَّك الرجل إلى الطلبة بقلب منكسر.[lxv]

الربُّ الذي يطلب أيضًا أن يضمِّد منكسري القلب

سمع شمشون ومدَّ (يده) ووهب له الجبروت.

 

حرَّك بقوَّةٍ أعمدة البيت فسقط[lxvi]

480   وحوَّل عيد الوثنيِّين إلى حداد بالرعب الذي صنع.

صدم الأعمدة فسقط بيت الفلسطيِّين

وبغضب أفسد الذين كانوا فوق والذين كانوا تحت.

ملأ الموضع من كوم جثثهم

فأنتنت الأرض بركام الموتى الذي كرَّسه هناك.

485   الضربة الأخيرة تجاوزت (الضربات) الأولى

بيدي شمشون. مبارك من استجاب ذاك الذي دعاه.

 

 


[i] ܕܢܚܐ. الظهور، الإشراق. ويأتي لفظ "أسرار" (ܐܪ̈ܙܐ).

[ii] حرفيًّا: النبوءة. ܢܒܝܘܬܐ.

[iii] تبدأ مسيرة نوح في تك 6: 9. وترتبط بشيت (تك 4: 25) الذي معه يبدأ نسل الأبرار.

[iv] في تك 12: 1 يبدأ خبر إبراهيم (أبرام) الذي دعاه الله.

[v] إيقونة: ܝܘܩܢܐ. eikwn. رج تك 22: 1ي وذبيحة إسحق.

[vi] تك 28: 5. نتذكَّر إضمام الآباء السريان بالعالم الأراميّ الذي حلَّ محلَّ العالم العبرانيّ.

[vii] في تك 39: 1 يبدأ خبر يوسف في مصر، وأوَّل انتصار له على امرأة فوطيفار التي رفض أن يزني معها (آ6ي).

[viii] خر 3: 2ي. ظهر هنا الابن مع أبيه ܝܠܘܕܟ.

[ix] هو كلام عن الذبائح في خر 29.

[x] ܐܬܟܣܝ: جعل كساء. ܝܫܘܥ هو يسوع في اليونانيَّة iesoV وبالتالي في العربيَّة.

[xi] رج يش 10: 12: "يا شمس قفي...".

[xii] قض 6: 36ي.

[xiii] قض 7: 15ي.

[xiv] قض 11: 24ي.

[xv] ܡܛܠܬܟ. أو: لإكرامك، لوقارك: ܐܝܟ ܠܐܝܩܪܟ.

[xvi] يبدأ خبر شمشون في قض 12: 1.

[xvii] ܢܙܝܪܐ. (قض 13: 5). لا يُقصُّ شعره...

[xviii] عب 11: 32.

[xix] هنا نقرأ قض 13: 1ي.

[xx] في سفر القضاة، هنا 12 قاضيًا، والقاضي هو من يهتمُّ بأمور الناس قبل أن يكون في المحكمة.

[xxi] النار تدلُّ على حضور الله. وإذ أحرق القربان فهم والدا منوح أنَّ الله قبل قربانهما. قض 13: 19-20.

[xxii] ܥܝܪܐ. حرفيًّا: المستيقظ، الذي لا ينام. هي صفة للملاك ܡܠܐܟܐ. أمّا منوح فاسم والد شمشون. ولكن لا يُذكَر اسم الوالدة. بل يقال عنها فقط: كانت عاقرًا (قض 13: 2).

[xxiii] قض 13: 20.

[xxiv] حرفيًّا: العُقر ܥܩܪܘܬܐ. رج قض 13: 24.

[xxv] قض 14: 1ي، بدأت المغامرات.

[xxvi] مقابلة إولى بين شمشون وربِّنا. شمشون خطب ابنة الفلسطيِّين غير المختونين والربُّ خطب بنت الأراميِّين الوثنيِّين وحمل إليها بشارة الإنجيل.

[xxvii] قض 14: 6. ܦܫܚ: فسخ.

[xxviii] كانت مقابلة بين شمشون وربِّنا. ما عطَّل الأسد طريق شمشون الماضي ليخطب ابنة الفلسطيِّين، ولا موت عطَّل طريق ربِّنا الآتي ليخلِّص بنت الشعوب.

[xxix] قض 14: 8-20.

[xxx] كما فعل مع دليلة. رج قض 16: 17.

[xxxi] قض 14: 11-20. وهنا يقدِّم مثله بشكل لغز. ولكنَّ التي أحبَّها خانته وقدَّمت الحلَّ لشعبها قبل أن تتركه وتكون لآخر.

[xxxii] رج قض 14: 19.

[xxxiii] رج قض 15: 1ي.

[xxxiv] قض 15: 9-16.

[xxxv] نقرأ ܢܫܬܢܘܢ، بدل ܢܫܬܥܘܢ: يقصُّون ويخبرون به. نلاحظ هنا أنَّ الشاعر يستبق الأمور. أوَّلاً، بدأت دليلة ولعبت به حين قصَّت له شعره، وتبعها الفلسطيُّون الذين اقتلعوا له عينيه وجعلوه يدير حجر الرحى.

[xxxvi] رج قض 15: 15.

[xxxvii] في السريانيَّة: ܚܒ.

[xxxviii] رج قض 15: 17-19.

[xxxix] أو: ونبع له الماء فشرب ܢܒܥ ܠܗ ܘܐܫܬܝ.

[xl] ܓܪܡܐ. هو اقتراح شخصيّ. في الأصل: ܬܗܪܐ: الاندهاش.

[xli] إخراج الماء من الصخر. رج خر 17: 1-7.

[xlii] ܗܘܐ. وفي مخطوط آخر ܓܣܐ: دفقَ.

[xliii] حرفيًّا: جبّار قوَّة ܓܢܒܪ ܚܝܠܐ.

[xliv] شمشون شخص مميَّز. كيف يرضى الله أن يكون "النذير" على ما يرويه الكتاب فبعد أن صنع الله له أعجوبتين، ها هو يمضي إلى زانية. إنَّ الربَّ يحترم حرِّيَّة البشر.

[xlv] قض 16: 1-3. أما اكتشف بعدُ مكر امرأة أولى من الفلسطيِّين الذين يعادونه؟

[xlvi] حلقت له شعره. في مخطوط آخر: قتلته ܩܛܠܬܗ. رج قض 16: 19.

[xlvii] شمشون حرّ. والله يحترم حرِّيَّته كما يحترم حرِّيَّة كلِّ واحد منّا. وهكذا يشدِّد السروجيّ على الحرِّيَّة تجاه القائلين بالقدر. "هذا كُتب لي"! فلا يقولُ السروجيّ.

[xlviii] في مخطوط آخر: طلب من الربِّ فأعطاه ماء.

[xlix] فتأخذ درسًا.

[l] الشيول هو مثوى الأموات. جاء المسيح ليدمِّر هذا الموضع ويخرج منه الموتى، وكان شمشون نمطًا له حين أتى إلى الزانية.

[li] قض 16: 3.

[lii] مت 27: 62-66.

[liii] رج قض 16: 3.

[liv] تركت الأسرار شمشون، وكأنَّ الله تركه "يدخل في التجربة". هي المرَّة الثالثة يأتي إلى زانية، وهي بعد ثلاث مرَّات تأخذ سرَّه وتنتصر عليه. في قض 16: 4-9، أعطاها جوابًا أوَّل على سؤالها حول سرِّ قوَّته.

[lv] هي المحاولة الثانية (16: 10-13): يُقيَّد بسلاسل.

[lvi] حرفيًّا: ܐܘܡܢܘܬܐ (قنّ)، ܐܡܝܢܘܬܐ (مداومة). في مخطوط آخر ܐܘܝܘܬܐ (اتِّفاق). هنا الحيلة الثالثة (16: 13-14). وصل إلى شعره. يُربَط بالنول. صار قريب السقوط.

[lvii] رج قض 16: 15-20.

[lviii] مي 7: 5: "ممَّن تنام في حضنك".

[lix] ܢܥܪܘܩ. أو: يخاف: ܢܕܚܠ.

[lx] رج قض 16: 23-31 حيث يهدم شمشون الهيكل فيموت ويقتل من في الداخل.

[lxi] إله الخصب عند الأموريِّين. أُكرم إكرامًا كبيرًا لدى الفلسطيِّين.

[lxii] ܐܥܝܩ. أو: أرجف ܐܪܥܠ.

[lxiii] رج قض 16: 26.

[lxiv] قض 16: 28.

[lxv] مز 51: 19.

[lxvi] قض 16: 30.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM