القسم الرابع عشر:

القسم الرابع عشر

37: 17 هذه: ألبستك تكون حامية. أي: دافئة. يقول إنَّ (الله) يبدِّل الهواء إلى دفء بحيث إنَّ البشر يبدِّلون ألبستهم. هذه: الأرض تنتقل إلى الجنوب (ܬܣܡܢܐ، التيمن). لا يقول (الكاتب) إنَّ الأرض تنتقل بل إنَّ البرد القارس (ܩܘܪܫܐ) ينتقل بواسطة ريح الجنوب (ܬܝܡܢܝܐ)، لأنَّ ريح الجنوب تصنع الدفء. وآخرون يقرأون هذه (الآية) بشكل سؤال بلاغيّ. قال: حتّى ألبستك لا تسمعُ لك لتكون دافئة أو لتحفظ (الدفء). فلو استطعت أن تفعل هذا، لأمرتَ أيضًا أرض الجنوب فتنتقل من قدَّامك أو تخفِّف من الحماوة التي بها تتبدَّل. من هنا ينبغي أيضًا أن تقال إنَّك مشاركه (مشارك الله) في الخلق.

37: 21 والآن لا يرون النور. أي خبَّأ (الله) الشمس بواسطة الغمام بحيث لا يراها إنسان. هذه: هي منيرة في رقيع السماء. أي إذ هي تنير أعلى جدًّا من الغمام، فهي مع ذلك غير منظورة لنا.

37: 21-22 والريح تعبر وتنظِّفهم. من الشمال يأتي الذهب. هذه: من الشمال ترتبط بهذه: الريح تعبر. أي: الريح تعبر من الشمال وتبدِّد الغيوم. إنَّه لجليٌّ أنَّ ريح الشمال تبعثر الغيوم. هذه: يأتي الذهب. أي حين تهبُّ ريحُ الشمال وتبدِّد طبقة الغيوم، فتلك التي لبثت مشعَّة كما لو أنَّ الشمس سقطت عليها تضحي مُنارة مثل الذهب.

37: 23 هذه: سيِّد الأزكياء لا يجيب أي ذاك الذي هو زكيٌّ جدًّا بين البشر لا يستطيع أن يرد كلمة قدَّامه (قدَّام الله).

*  *  *

38: 7 هذه: خلقها كلَّها معًا، فابتهجت كواكب السحر وكلُّ أبناء الملائكة. يبدو أنَّ (الكاتب) تكلَّم عن جميع النيِّرات. أي عن كيانها الذي خلقه (الله) في اليوم الأوَّل (تك 1: 14). وتوزَّع في (اليوم) الرابع بين الشمس والقمر والكواكب (أو: النجوم) (آ14). اليونانيّ: حين خلقتُ كواكب السماء، سبَّحوني كلَّ ملائكتي وعظَّموني.([1])

38: 8 هذه: أغلق([2]) أبواب البحر وأخرجها (من الرحم وأسكنها). أي مثل ولد يخرج بعد أن حُبل به في البطن وأحيط بالقمط، هكذا البحر أيضًا: يعد أن أتى به (الله) أوَّلاً من اللاشيء (أو: العدم) إلى الوجود، جمَعَه بعد ذلك من حيث وُجد([3])، ووضع له حدًّا، وحصره وحوَّقه في قلب الأرض.

38: 9 هذه: صنع الغمام (ܥܢܢܐ) لباسه، والسحاب([4]) (ܥܪܦܠܐ) قماطه. الغمام والسحاب هما الهواء. بما أنَّ الكتاب قال: روح (أو: ريح) الله رفرف على وجه المياه، قال من بعد أن اجتمعت المياه في موضع واحد، إنَّ الهواء أحاط بها وأفيض من فوقُ عليها.

38: 12 بالضحى. دعا (الكاتب) هنا الشمس (3: 9)، لأنَّها هي من يصنع الضحى.

38: 29-30 وصقيع السماء من ولَّده. دعا السماء الهواء،لأنَّه أعلى منّا. (الصقيع) أي قساوة الهواء الذي منه تتكدَّس الغيوم. من صنعها؟ ولفْظُ ولَّد، لأنَّ الذين وُلدوا خرجوا إلى الوجود. ووجوه اللجَّة يؤخذ. أي بالبرد الكثير والهواء القارس يتلبَّد وجه المياه بحيث إنَّ الجليد يمسك بالأنهار والبحيرات، حنانا: بصقيع السماء دلَّ (الكاتب) على الألوان المختلفة التي تقتنيها السماء في الغيم وفي الصحو، وخصوصًا قبل أن ينزل البرَد: يبدِّل الهواء سحنته فيكون مثل محارب لبس الحديد واستعدَّ للقتال.

38: 36 هذه: من وضع الحكمة في الخفاء؟ أي من هو الذي وضع خفاء الحكمة الناطقة في نفوس البشر؟

*  *  *

39: 13 الطائر المجيد (أو: القامة) يرتفع، والباقي. اليونانيّ: إن اجتمعت الطيور المجيدة ناليسا، أسيدا، ناسا([5])، فهي تتكلَّم. قال إليشع: كلُّ طير حيٍّ يُدعى جناح لأنَّه يشقُّ الهواء ويحلِّق على جناحيه. اللفظ ܫܒܚܝܢ أي هذه الطيور هي مجيدة([6]) ومحبوبة حين تطيرُ وتحلِّقُ. يقول أناس: الطائر المجيد هو الجراد أي ܟܠܒܘܬܐ([7]) (أي الجراد)، لأنَّ أرجله تشبه أرجل الطير الجارح، وهو يصنع أبناء على الأرض ولا ينظر إليها بعد. آخرون يقولون: هي حجال. المفسِّر وآخرون يقولون: القنابر. ولكن يقولون:ما رمى (الكاتب) أن يتكلَّم عن (طائر) واحد، بل عن عصافير كثيرة تصنع قنَّها (ܡܩܢܢ، عشَّها) على جانب الطريق، إلخ. قال يعقوب([8]) هو طير الفيل([9]). يعيش في الهند ويختطف أبناء الفيلة. ويُصطاد هكذا: يضعون على عجلات (تجرُّها) ثيران حجارة ثقيلة. وحين يريد هؤلاء أن يختطفوا الثيران يصطادهم الصيّادون([10]). لو لم يكن بيضهم مُلقى على الطريق ومحطَّم([11]) لتكاثرت وقتلت كلَّ ما تجد، لأنَّها أكبر من النسر.

39: 26 هذه: يبسط جناحيه نحو الجنوب. لأنَّ ريح الجنوب تمنح الهناء للعقبان فتُتمُّ طيرانها في مقابلها.

 

 

 

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM