إيشوعداد المروزيّ في قراءة لسفر التكوين

إيشوعداد المروزيّ(1)

في قراءة لسفر التكوين(2)

37 آ2. بان تواضع يوسف في أنَّه تربَّى مع أبناء الجواري. وكذلك لأنَّ إخوته احتقروه... وروى يوسف أخبارًا سيِّئة عنهم. قال اليونانيّ بوضوح: «أورد يوسف تشكِّيًا شرِّيرًا لدى أبيهم». وهذا بحسب ما في الهكسبلة(3). وحسب شرح الخليقة (أي: سفر التكوين) بيد المفسِّر (تيودور أسقف المصيصة): «أتى يوسف هزءهم الشرير عن يعقوب أبيهم». أي كان لهم فكر مشكِّك بالنسبة إلى والدهم، وكأنَّه يقوم بأعمال مخزية مع يوسف، ولهذا كان يحبُّه. فإن أورد يوسف أخبارًا سيِّئة... كما يقول السوريّ (أو: لوقيان الأنطاكيّ)، ما كانوا يفعلون في المراعي، إذا لا يُلام إخوتُه لأنَّهم أبغضوه، لأنَّه كان يشي بهم.

آ3. لأنَّه كان ابن الشيخوخة (= يوسف). فهو قريب منه. يعزِّيه ويساند شيخوخته كما يليق بالأبناء الحقيقيِّين. وكذلك أحبَّ (يعقوبُ يوسف) أكثر (من إخوته)، لأنَّه كان بكر راحيل. وكذلك لأنَّه كان حكيمًا وفاهمًا وإلهيًّا في تصرُّفاته، كما سوف تبيِّن الأحداث فيما بعد. والكلمات: «صنع له قميًا بأكمام»، أي قطعة واحدة، والأكمام منسوجة. تُدعى «ز ق ي ر ت» أي المنسوجة، لأنَّهم اعتادوا في هذه الأرض أن ينسجوا قطعًا منفصلة ثمَّ يخيطونها. ولهذا فالشرفاء وحدهم يلبسوه هذا اللباس بأكمام. ولنا برهان على ذلك في قميص ربِّنا (يو 19: 23). قال العبريّ: قميص مع رسوم. واليونانيّ: قميص بألوان، أي فيها قطعة حمراء، وقطعة سوداء، خضراء وزرقاء لهذا انتزع إخوته القميص لئلاَّ يعرف التجّار أنَّه حرّ، بل عبد. ولكنَّهم أرسلوها إلى أبيهم ليزيدوا ضيقه وألمه.

آ7. وها حزمتي انتصبت. كانت عادة الحصّادين أن يربطوا السنابل حزمًا حزمًا بحيث يسهل على مكدِّسها أن يحمل الحزم. إذًا، في ما يخصُّ الحزم بيَّن أنَّها سجدت له، لأنَّه بعلَّة الحنطة مضى (إخوته) وسجدوا له (في مصر).

آ9. وبخبر النيِّرات (أو: الكواكب) بيَّن أنَّه مُزمع أن يُرفَع في العلاء، مثل نيِّرٍ في الحياة وفي الممات. ومع أنَّ أمَّه سبقت وماتت من زمان، إلاَّ أنَّها سجدت له في سجدة يعقوب. لأنَّ الرجل والمرأة هما جسدٌ واحد. وبالنسبة إلى سليمان، نال القصاص بجهالة نسائه (1 مل 11: 1-13). ومثل هذا: «لا تشف عريَ أبيك» (فهي أمُّك) (لا 18: 7). وبما أنَّهما جسد واحد، أو أنَّ الإنسان يُركَّب ويُولَد بواسطة اثنين، أو لأنَّ الاثنين أخذا جسمًا واحدًا لأنَّه لا يمكن في جسم واحد، أن يُستَعبدوا (أو: يخضع) قسم ويبقى الآخر غير مستعبَد (غير خاضع). وأيضًا لو كانت أمُّه بعدُ حيَّة، وإذ سجد هؤلاء للشخص الثاني بعد فرعون (= يوسف). لا يمكن هي وحدها أن تستخفَّ به.

آ10. وهذه الكلمات: «ووبَّخه أبوه» ليُوقف حسد إخوته وليُسكت غضبهم ولكي يحتوي تشامخ الفتوَّة بحيث لا يترفَّع (يوسف) بحسب عظمة (الأحلام) التي رأى. أو ربَّما، لأنَّه كان حذرًا.

آ11. والكلمات: «واحتفظ والده بهذا. أي فرح بهذه الرؤى لأنَّه رأى فيها كرامة لابنه. وقيل عن مريم أيضًا: «كانت مريم تحفظ...» (لو 2: 19) إذ رغبت بحرارة، وانتظرت أن ترى تحقيق ما سمعَتْ، هكذا يعقوب آمن بأقوال يوسف وانتظر أن تتمَّ.

آ19. اليونانيّ: «ها قد أتى صاحب الأحلام» (الحالم).

آ24. رموه في الجبِّ لكي يتلف من الجوع والعطش ويموت.

آ25. وها قافلة من العرب. في اليونانيّ: «وأتى مسافرون إسماعيليُّون.

آ28. مديانيُّون، تجّار إسماعيليُّون. باعوا يوسف للإسماعيليِّين بثلاثين قطعة فضَّة. دعا الكاتب المديانيِّين العرب (بني طيء) بحسب المنطقة التي يقيمون فيها(4). ولكن انظر! فالمديانيُّون هم أبناء قطُّورة، ومديان كان ابن قطُّورة الرابع (تك 25: 2). وأبنارقم(5) هم بنو إسماعيل الذين تقاتلوا مع جدعون (قض 6: 3). ويُسأل(6): لو كانوا أبناء إسماعيل أو أبناء أبنائه، كما يقول اليونانيّ، لكانوا عرفوا (يوسف) وإخوته وما كان اشتروا ولا باعوا قرابتهم. غير أنَّ اليونانيّ شبَّه الإسماعيليِّين بالعرب اليقطانيِّين. فدعاهم إسماعيليِّين، لأنَّ في الوقت الذي أخرج (نقل) السبعون شيخًا الكتب (المقدَّسة) من العبريَّة إلى اليونانيَّة(7)، دُعيَ الغربُ كلُّهم إسماعيليِّين، كما دُعيَ كلُّ الإسرائيليِّين يهودًا. قال (الكتاب) «حين نشتري عبدًا يهوديًّا...» (خر 21: 2).

آ25. «ر ه ط ن ا». هو زيت البلسان. وآخرون (يقولون): شراب البلسان. «ص ر و ا»: صمغ الميعة، وبحسب آخرين: زيت الميعة. (قال اليونانيّ): عطور، صمغ، زيوت معطَّرة.

آ28. باعوا يوسف بعشرين دينارًا، لا بعشرين «ز و ز ا»، وقالوا، على ما يبدو: «هذا عبدنا. ولكن بما أنَّه يهرب دائمًا ويتمرَّد علينا، فنحن نبيعُه».

آ36 لفوطيفار الأمين(8)، سيِّد حرس فرعون، أي رئيس الجنود (أفواج العسكر). قال اليونانيّ: رئيس الخبّازين، وهذا أكثر دقَّة أي هو المؤمِّن غنى مائدة الملك. دعا العبريّ «م ه ي م ن ا» المخصيِّين أو الخصيان والموظَّفين الكبار، ولو كانوا نساء. يبدو في ذلك الوقت أنَّهم لم يكونوا بعدُ خصيانًا. ما قال يوسف للتجّار: «أنا إنسان حرّ»، لأنَّه رأى أنَّ إخوته يسعون لإبادته، فظنَّ أنَّه يبقى حيًّا حين يبتعد عنهم كيفما يكون.

علَّةُ بيع يوسف: أوَّلاً، شرُّ إخوته وحسدهم. «غار إخوته منه»، كما قال الكتاب. ثانيًا، ليعدُّوا الطعام لحياتهم، وليحييهم ويعطيهم النجاة في الأرض، كما قال هو نفسه (تك 45: 7): «أرسل أمامهم رجلاً» (مز 105: 17). جعل (الربُّ) مهمَّته مدهشة، أوَّلاً، ليدلَّ على قدرة الربّ. ثانيًا، على نقاوة يوسف. ثالثًا، على شرِّ إخوته. وما حصل ليوسف يشبه ما حصل لملخِّصنا: كما أنَّ مخلِّصنا أزمع أن يعطي حياته للعالم بموته، وصلبَهُ اليهود في شرِّهم، هكذا في حال يوسف: ساعة باعَهُ بشرُّ إخوته، أُعدَّ بيعُه من أجل فائدة. ليس اليهود الذين صلبوا ربَّنا، هم الذين منحوا الخير للعالم، بل أتمُّوا رغبتهم. وليس أبناء يعقوب أحسنوا إلى يوسف الذي صار ملكًا في مصر. فالاثنان (اليهود وإخوة يوسف) طلبا الإساءة، ولكنَّ الله أبطل حيلتهم وقلبها إلى نتيجة معاكسة.

39 آ12ي. ترك لباسه. أي المعطف أو الرداء. ولكنَّه لم يهرب عريانًا عريانًا مثل آدم، كما قال المفسِّر (تيودور). ولكنَّ الشهوة التي لا تتمّ. تشعل الغضب وتعدُّ للقتل. ضاعفت المصريَّة (طلبها). وإذ لم يتمَّ العفيف مشيئتها ودعاها فاجرة، فهيَّأت له السجن والضيقات.

آ21. رمى على نفسه «ح س و ا». يُستعمل هذا اللفظ في معنيين. أو بدل «العار». مثلاً: «عارًا عيَّروك» (مز 69: 12). أو بدل «الرحمة» و«النعمة». مثلاً: لكي يعرف رحمة الربّ» (مز 107: 43) «والموهبة هي نعمة في عيون كلِّ الخلائق» (سي 7: 37). ثمَّ: «مراحم الربِّ لا تفنى» (مرا 3: 22).

آ11. والكلمات: «دخل يوسف إلى البيت ليعمل عملاً.» قال العبريّ: «ليتفحَّص كتب الحسابات».

40 آ1. بعد هذه الكلمات. أي بعد هذه الأمور.

آ2. وهنا أيضًا يدعو (الكتاب) هذين (الرجلين) مؤمنَين، لأنَّهما كانا أمينين وثابتين في كلِّ ما يعملان. الفرعون. في المصريَّة يعني: ملك.

آ3. دعا (الكتاب) هنا رئيس الحرس، لا ذاك الذي كان أعلاه، بل آخر مسلَّط على السجن.

آ13. ودعا «ش د ت ا» إناء للشرب(9).

آ16. خبزات بيضاء. خبزٌ نقيٌّ (مصنوع) من الدقيق. (قال) العبريّ: كعكات. على رأسي أي: سلطاني. اليونانيّ: كنتُ حاملاً على رأسي ثلاث سلال من السميد. (قال) أكيلا(10): «ثلاث سلال من الدقيق.

آ17. الطيور. البواشق والعقبان والغربان التي هي بطبيعتها آكلة لحوم.

41 آ2. من جيحون(11) رأى البقرات صاعدة، لأنَّ خصب السنين وعقمها هما من النهر الذي يصعد ويسقي الأرض، وليس من المطر، لأنَّ الخصب يأتي من فلاحة الأبقار من سقي النهر، من نشوء السنابل.

آ14. وأخرجوه من الجبّ، لأنَّ السجن كان تحت الأرض.

آ42. بدل «ه م ن ي ك ا» [سلسلة في العنق]، قال اليونانيّ: «ز ي ر ا» (قلادة). والمعنى هو هو.

آ7. استيقظ فإذا هو حلم. أي حلم يبيِّن الواقع، لا تيهان ولا هلوسة.

آ16. بدون الله. أي لا سلطان لي أن أفسِّر هذا (الحلم). الله وحده مسلَّط على كشف الأسرار. وهذه: الخلاص: أي من يعطيه بأن ينجو من شكِّه.

آ45. كاهن أون. كان «أون» إله مصر العظيم. قال اليونانيّ: كاهن مليوبوليس أي مدينة الشمس، لأنَّ تلك المدينة بُنيَتْ إكرامًا للشمس. ص ف ن ت. ف ع ن ح. أي واحد الخفايا.

آ46. كان يوسف ابن سبع عشرة سنة حين بيع. عشر سنين كان عبدًا، وثلاث سنين كان في السجن. وحين وقف قدَّام فرعون كان ابن ثلاثين سنة. وكان في السلطان ثمانين سنة ومات وهو ابن 110 سنوات (تك 50: 22).

آ49. القمح الذي جمعه يسوع خلال سبع سنوات. دعا (الكتاب) هنا خمس فرعون والباقي الذي من الأراضي الخاصَّة بفرعون. (قال) أناس: جمع السنابل لأنَّها تُحفظ بشكل أفضل. وقال اليونانيّ أيضًا: جمع الحزم، قال أناس: كان يوسف مغلوبًا بعدد كبير من الاهتمامات. فوهبه الله الكتابات العبريَّة فكان أوَّل من استعملها. ولمّا دخل الشعبُ إلى مصر علَّمهم إيّاها ودرَّسهم فيها. ولكن في ذلك الزمان، عرفها يوسف وحده، إنَّما معلِّمون آخرون لا يقبلون بهذا.

آ51. منسّى: النسيان. قال: «الله نسّاني تعبي خلال عبوديَّتي وفي الجسن وبيت أبي الذي حُرمتُ منه. أمّا الآن فتعزَّيتُ بالعزاء الذي وهبني الله، وهو عزاء ما كنت أنتظره.

آ52. أفرائيم: الخصب. قال: (الله) جعلني خصبًا، رفعني، أنماني.

آ54. حسب ما في العبريّ واليونانيّ، كان الجوع في العالم كلِّه.

آ57. «ل م م ر» استعملت بدل «ل م ز ب ن»: للشراء. هو استعمال في حاران.

42. آ24. ربط شمعون وحده بينهم: لأنَّه رغب أكثر من الآخرين في أن يُباع يوسف.

آ4. «ق ا ر س ا»: شفاء. قال: حادث.

آ13. وهذه: «هناك واحد لم يعد موجودًا. أي: مات.

آ15. لا بحياة فرعون. أي بصحَّة فرعون. وفي كلِّ مكان (يقول السريانيّ) «ط ع ن ا»، يقول اليونانيّ: كيس.

آ36. حين رأى يعقوب أنَّ الفضَّة أعيدت وأنَّ شمعون ليس هنا ظنَّ أنَّهم اشتروا القمح بثمن شمعون، وأنَّهم يأخذون بنيامين ليأتوا بقمح آخر بواسطة ثمنه.

43. آ11. «ر ه ط ن ا»: شراب البلسان. «ص و ر ا»: حبّات من أرز لبنان للزرع أي «ص ن و ب ر». وقال آخرون: «عصير البلسان. ش ج ر ا: الجوز. و ل ط م ا: الفستق. ق س ي ا: الغار. وآخرون قالوا: سنبل الناردين. وقال آخرون: هذه الثلاثة هي نوع من الفستق.

آ23. (اليونانيّ): أشفق الله عليكم. أكيلا وسيماك(12): السلام معكم.

آ32. نجاسة للمصريّين، لأنَّه كان أشياء كثيرة منجَّسة، حسب عوائد الوثنيِّين. والعبرانيّون من قديم وقبل أن يدخلوا إلى مصر، أكلوا كلَّ لحم، كما قال الله لنوح (تك 9: 3). أمّا المصريّون فيأكلون فقط الخنزير والسمك، مع أنَّهم امتلكوا البقر والغنم وغيرها من أجل فائدتها ومن أجل العبادة...

آ23 وهذه: نظر الرجال بعضهم إلى بعض وهم مندهشون: حسب اليونانيّ وحسب المفسِّر، إشارة إلى المصريِّين. واندهشوا بإخوة يوسف، كيف يحافظون على الكرامة الواحد تجاه الآخر، في الوليمة: الأقدم اتَّكأ بحسب قدمه، والصير بحسب صغره. وآخرون فهموا الكلمات «نظر الرجال الواحد إلى الآخر بدهشة» بالنسبة إلى إخوة يوسف. فإنَّ يوسف بيَّن الشكل لإخوته أنَّه حين يضرب على الكأس أو الإناء الذي يشرب فيه، يعرف أسماء الناس وكأنَّ الكأس يكشف له ذلك. وحين أكلوا معه في الظهيرة، ضرب على الكأس وقال: هذا يُدعى رأوبين. هو البكر ويجلس في المكان الأوَّل وصنع هكذا لكلِّ واحد منهم في رتبته. لهذا اندهش من أنَّ (يوسف) وإن مصريًّا يعرفهم بحسب ما هم. ولهذا قال بعد ذلك لإخوته: ألا تعرفون أنَّ رجلاً مثلي يرعف الغوامض بواسطة الكأس، وذلك حين اتَّهمهم أمام عيونهم وذكَّرهم بما فعلوا. تكهَّن. أي: خزر. قال المفسِّر: بحسب عادة يُعمَل بها لدى الرؤساء الذين يحزرون مرّات عديدة بواسطة علامة من وقارهم أنَّ يوسف اتَّهمهم.

آ34. أعطى بنيامين خمس حصص أكثر منهم كلِّهم، ليعرف إن كانوا يحسدون بنيامين لأنَّه عومل بكرامة أوسع، لأنَّهم حسدوه هو أيضًا لأنَّ أباه أحبَّه أكثر منهم لأنَّه ابن راحيل وللسبب نفسه أمر بأن يوضع الكأس في كيس (بنيامين) ليعرف إن كانوا يسلِّمون (أخاهم) لأنَّه سرق أو إن كانوا يحسبون الأمرَ أمرَهم جميعًا.

44 آ2. (اليونانيّ): وكأس الشرب. أكيلا: الكأس. سيماك: الكوب «ا س ق ف ا»: الكأس. وقال آخرون: كأس الشرب. يبدو أنَّهم ما كانوا قريبين حين ملأ قيِّمُ يوسف أكياسهم. ويبدو أيضًا أنَّ القيِّم علم، من يوسف سرًّا أنَّهم إخوته وأنَّه يريد أن يمتحنهم.

آ5. كلام القيِّم: يستعمله لكي يتكهَّن. أي خسارته فأل سيِّئ لأنَّ هذا الكأس يدلُّ على كرامة درجته. (قال) أفرام (السريانيّ): من أين عرفوا إلاَّ لأنَّه البارحة ضرب (الكأس) قدَّامهم ورتَّبهم إلى المائدة الواحدَ بعد الآخر.

45 آ4. اقترِبوا منِّي. وذلك لكي لا يسمع المصريّون الواقفون عند الباب، أنَّكم أنتم أشرار بعتم أخاكم بحيث تُحتَقرون.

آ15. يبدو أنَّ يهوذا تكلَّم أكثر منهم كلِّهم.

آ16. فأفرحَ الخبرُ فرعون وعبيده. قال (الكتاب): فرحوا كثيرًا حين سمعوا أنَّ الذي جعل أبا فرعون (45: 8) ليس عبدًا، بل من نسل إبراهيم العظيم.

آ18. (اليونانيّ): تأكلون خصب الأرض.

آ19. كانت المركبات من نوعين. مثل محفَّة للعظماء. أو «ب ر د ي و ن» التي لها عجلات لتحمل الأواني الثقيلة التي لا يقدر البعيرُ أن يحملها.

آ20. لا ترأفْ عيونكم. أي إن كان لكم أشياء كثيرة، اتركوها ولا تهتمُّوا حين تخسرونها.

آ22. وكلَّ مرَّة هناك «ن ح ت ا» (ثوب)، يقول (اليوناننيّ) «ا س ط ل ا».

آ23. عشرة حمير محمَّلة. قال العبريّ واليونانيّ: محمَّلة بالحنطة والخمر والخبز. (أضاف) اليونانيّ: عشرة بغال.

آ24. لا تتخاصموا في (الطريق). أي تسخطوا حين تتذكَّرون ما صنعتم لي.

آ27. (اليونانيّ): اشتعل روح يعقوب.

46 آ26. قال إسطفانس إنَّ أسرة يعقوب تألَّفت من 75 نفسًا (أع 7: 14). أمّا الكتاب (فقال هنا): كلُّ النفوس التي دخلت إلى مصر كان عددها 66. ولكن إن أضيف إليها يوسف، وأفرائم وأبناؤه الثلاثة ومنسّى وأبناء ماكير الثلاثة (تك 50: 23) يكون العدد 75 كما قال إسطفانس.

47 آ3. بالإضافة أنَّ إخوته قالوا الحقيقة لفرعون، إنَّهم رعاة غنم، كان ذلك لمنفعتهم، لأنَّهم أعطوهم أرض جاسان، الخصبة بالحبوب والمزروعات والعشب للماشية، ولأنَّ فرعون لم يُخضعهم لأيَّة سلطة، لأنَّهم أقاموا بحرِّيَّة بعيدًا عن المصريِّين، لاسيَّما وأنَّ المصريِّين أكرموا وعبدوا الغنم والبقر (46: 34).

آ4. جاسان هي رعمسيس (ق تك 47: 6 و11). هذه نالت فيما بعد تسيمة «ج ش ن» على «ج ش و ش و ت ا» (الجاسوسيَّة) الذي أعطيَ لإخوة يوسف (42: 9، 14، 16).

آ12. حسب عدد الأولاد. فمع أنَّ القمح كان نادرًا، إلاَّ أنَّ يوسف كان يقيتُهم بقدر ما يأكلون لئلاَّ يتَّهمه (المصريّون) قائلين: ها هو لأجل إخوته يفيض القمح ويبدِّده.

آ21. نقلهم من مدينة إلى مدينة ليكونوا عارفين أنَّهم عبيد، لأنَّهم يقيمون في أرض ليست أرضهم. هم الحرافيّون يدعون المدن «ق ر ا».

آ22. لأنَّ حصَّة محدَّدة. أي زاد أو جراية. حصَّتهم المحدَّدة أي المدخول المعيَّن لهم.

آ26. اليونانيّ: يعطون الخمس لفرعون.

آ31. سجد يعقوب على رأس (عصاه). أي: وضع وجهه بين يديه اللتين أمسكت العصا. بما أنَّ المواعيد للآباء تمَّت، وبما أنَّه نُقل ودُفن قربهم، لهذا قدَّم السجود لله فليس، كما قال آخرون ببلادة: سجد للعصا، وأيضًا ليوسف أي الصولجان الملكيّ الذي يمسك به، بل لله. قال الكتاب: «على رأس عصاه» وليس: لرأس عصاه.

48 آ6. يُدعَون باسم إخوتهم، لأنَّهم لا يشكِّلون أسباطًا منهم ولهم (أي: مستقلَّة).

آ7. عرَّف يوسف على قبر أمِّه لكي يبيِّن له أنَّ طلبه بأن يُدفَن قرب أباه، لم يكن أمرًا صغيرًا. في الواقع، ما استحقَّت أمُّه أن تُدفَن قرب الآباء، لأنَّها لم تشاركهم في وفاتهم (لأنَّها أخذت معها آلهة أبيها).

آ14. قال أناس: حين بارك (يعقوب) ابني يوسف عقدَ يديه لكي يرسم الصليب. وقال آخرون: يبدو أنَّ الأمر ليس كذلك، بل لكي يعطي الأوَّليَّة للأصغر على حساب الأكبر.

آ16. الملاك الذي نجّاني من كلِّ شرٍّ يبارك الصبيَّين. دلَّ أنَّ ملاكًا يرافق الفضلاء. إذًا، لنكن ساهرين لأنَّ (الملائكة) قريبون منّا مثل مربِّين. ولكنَّ الشرِّير هو قريب (أيضًا). لهذا نصلِّي ونقول: يا ملاك الإنسان.

آ22. وها أنا أعطيتك حصَّة أكثر من إخوتك. اليونانيّ: وها أنا أعطيك شكيم المختارة، وعلاوة. سيماك: كتفًا. أي: أعطيك شكيم التي وصلت إلى ابنَي يوسف في النهاية. لأنَّ شكيم – التي هي سيخار – التي قتل رجالها وسُلبت بسبب شهوة لامرأة (34: 1ي). وهبها يعقوب إكرامًا لذاك الذي غلب شهوة النساء بعفَّته. وفي النهاية، بواسطة امرأة سامريَّة، وهب المسيح (لهذه المدينة) معرفة الحقيقة (يو 4: 1ي). أخذها (يعقوب) بسيفه وقوسه،  لأنَّه حارب بصلاته، كما بسيف وقوس. أولئك الذين طلبوا أن يقتلوه، ولأنَّها بيعت له لقاء مئة نعجة. وقال الكتاب: مثل المحارب الذي يسلب ويأخذ بتعبه، هو أيضًا أخذها بتبعه لقاء مئة نعجة. بعد ذلك، ورثها بنو أفرائيم، ومنها قام أوَّلُ ملك.

49. آ22. (يوسف) ابن النموّ. في العبريّ: ابن الخصب. أي: كان عظيمًا ومجيدًا بينهم كلِّهم. وأيضًا كان نموُّه حسنًا بطاعته لأبيه. اصعدي، يا عين، يا بنيان (ثابت) أي هو ثابت في اتِّكاله على الله. في الملك وفي الغنى وفي البنين، مثل الأبنية الثابتة اللامتزعزعة التي بناها مهندس حكيم. وهذه: اصعد. أي هو يصعد على (أساس) الفضائل مثل سور على الأساسات. عين. وأيضًا، اصعدي، يا عين. مستنيرة ومليئة بالفهم إلى العظمة كلِّها والمجد، لأنَّه فيه مثل بنيان ثابت ولا متزعزع. قال التقليد المدرسيّ: كما بنيان السور الذي يُبنَى ويرتفع مستقيمًا وجميلاً فتراه العين، هكذا كان نموُّه جميلاً. العبريّ: اصعدي، يا عيون البنات الماشيات على الأسوار. أي بنات الملوك اللواتي يمشين على أسوار البيت الملكيّ، وتبيِّننَّه كيف يصعد ويتدرَّج حتّى البيت الملكيِّ، (قال) أفرام: اصعدي، يا عين. مستندرًا على سبطين خرجا منه، كما العين من قميصيها.

آ23. أسياد الجوقات: رؤساء الأسباط. العبريّ: مرمروه ودانوه وأبغضوه،، أسياد السهام. اليونانيّ: أسياد السهام. أي بالنظر إلى قوَّتهم وإلى شرِّهم...

آ24. (اليونانيّ) وتحطَّمت أقواسهم بقوَّة، وانحلَّت أذرعُ أيديهم بسبب يد قدير (الله) يعقوب أي ذاك الذي قوّاني، هو الذي يأخذ بيدك... وانقلبت قوسُه بقوَّة لأنَّه أفلت من حسد إخوته ومكرهم. انقلب. قال: عاد ظافرًا. أو مثل محارب يعود ظافرًا من الحرب، هو أيضًا حارب الحسد والفجور وتسلَّم المُلك ظافرًا. ففي وقتٍ بيع فيه مال الله عنه من أجل منفعته. أو حين ملك لم يضع السهام في قوسه ولم يطلقها على إخوته بسبب محبَّته. وإلى هذا، رمز العبريّ أيضًا: لبثت ذراعا يديه لهم. أي لم يُسئ إليهم، بل ارتخت يداه، وفي محبَّته لم يجازهم بحسب ما يستحقُّون. قال: بيدي قدير يعقوب، كان الانتصار له. أي بذاك الذي شدَّدني قبالة لابان وعيسو. باسم راعي (حمزة إسرائيل). العبريّ: باسم أدوناي (سيِّدي) الذي رعاني ودبَّرني وبيَّن لي الرؤية (مز 80: 1) حين كان الحجر موضوعًا تحت رأسي، وجعلني ثابتًا، مثل حجر، بمواعيده (28: 11-15). وآخرون ذراعا (يديه) تبعثرتا. أي كلُّ المؤامرات التي حاكها إخوته وتبعثرت بعيدًا عنه.

آ25. بركة السماء (من فوق). أي غابة الله من العلاء. وبركة القدم (أو: الغمر، الأعماق) (من المطر، من تحت). أي خيرات الأعماق (الأرض) التي تنضج مع الأمطار الأولى. في كلِّ مكان يُدعى المطر الأوَّل «ر ب ي ع ا» (في العربيَّة: ربيعيّ). «قال آخرون:بالمطر، بالندى، بالغمر... يدلُّ على خيرات أرضه التي هي خصبة بفضل المطر والأنهار التي تسقيها. بركات القدِّيسين والرحم. وفرة نسله ونسل أبنائه. هذا يكون لك لأنَّك كرَّمت الثديين والرحم التي ولدتك، أي والدتك (في الأصل: والديك). فإكرام أبيه يتضمَّن إكرام أمِّه، كما تضمَّن سجودُ الأب سجود الأمّ (أمام يوسف ثاني الملك).

آ26. بركات أبيك... أي البركات التي أباركك بها، أنا أباك، تتفوَّق على البركات التي بُوؤكتُ بها من لدن أبي، وهو لا يَرى (نتذكَّر: كان إسحاق أعمى حين بارك يعقوب) وبُوركتُ باسم آخر (حسبه والدُه عيسو) وهو غيرُ راضٍ. فلو عرفني حين جسَّني لكان لعنني. أمّا أنتَ (فيباركك) أبوك الذي يراك ويرضى بك. (وهذه البركات) تبقى أمام العيون، لديك مثل التلال الأبديَّة. وكما أنَّ هذه (التلال) هي أرفع من الأرض هكذا أنت تكون أرفع من إخوتك.

آ33. مدَّ رجليه على (السرير). أي مات مرتاحًا وكأنَّه نائم. كانت انتصب وجلس على سريره وتكلَّم إلى أبنائه. وحين أنهى بركاته رفع رجليه على سريره وفي حال سلَّم حياته (أو: أسلم الروح).

 

50 آ3. أربعين يومًا للأجسام المحنَّطة، كما يقول (الكتاب). يعني إلى أن تدخل الطيوب وتسري قوَّتها وتنتشر داخل الشرايين وتيبس في الجسم. وثلاثون (يوم حداد) أخرى فتكون سبعين.

آ4. طلب يوسف إلى عظماء فرعون بأن يسألوا فرعون حول دَفن أبيه، أمّا هو فما دخل لأنَّه لا يُسمَح له أن يدخل لدى الفرعون لأنَّه كان نجسًا بسبب الأفكار الصبيانيَّة في ذلك الزمان، لأنَّه سقط مرارًا على أبيه وبكى (50: 1).

آ5. قال يوسف لشرفاء مصر ليقولوه لفرعون: استحلفني أبي: في القبر الذي حفرتُ لي، بحسب العبريّ. وبحسب السريانيّ: الذي اشتريتُ لي، مع أنَّه لم يشتره هو، بل إبراهيم. هناك اقبروني (في البسيطة: تعبرونني). قال لكي يقنع فرعون بأن يتركه يمضي ويقبره في القبر الذي أعدَّه لنفسه. هذه الكلمات تشبه: استحلفني استحلافًا، لأنَّ في ذلك الوقت كان يُحسَب الحلف شيئًا رهيبًا.

آ7. شيوخ بيته. أي الموقَّرون الذين هم معه في البيت. أي المصريُّون القائمون معه في العمل.

آ10. وصلوا إلى بيدر أطار (أو بالأحرى) أكاد الذي في عبر الأردنّ لأنَّ هناك معبر الأردنّ للدخول إلى أرض كنعان. هناك ندبوه لأنَّه لا يجد مخيمٌّ فيه الكثير من الدوابّ والمركبات والعجلات ليعبر إلى أرض كنعان، المليئة بالجبال... أطار  لا تعني القبر في المصريّ، كما يقول أناس، بل دُعيَت أطار  حطاط أي نبت (وهو نبات). والآن تُدعى بيت حجلة أي مكان الدائرة، لأنَّهم كوَّنوا دائرة حين أخذوا يندبون يعقوب. كان في ذلك الموضع معين مياه حلوة، وهناك حتّى اليوم نبقٌ كبير يُدعى في اللغة الكنعانيَّة «أ ط ط». ولهذا دُعيَ هذا الموضع أطط، وهو يبعد عن أريحا أربعة أميال وعن الأردنّ ميلَين اثنين.

آ25. «د و ف ن ا». هو صندوق أو خزنة. قال العبريّ: «أ ر و ن ا» أي صندوق. قال اليونانيّ: في الجرَّة. أن لا يكون يوسف أمر إخوتَه أن ينقلوه حالاً إلى كنعان كما صنع هو لأبيه، فلكي لا يعرف المصريّون أنَّ بني إسرائيل يرغبون في المضيِّ من عندهم إلى كنعان، فيصير المصريّون باغضين لهم، لأنَّهم من العوز نزلوا حين نزلوا وهم الآن يخطِّطون ليصعدوا إلى هناك.

كتب موسى هذا الكتاب في برِّيَّة جبل سيناء. بعد أن وُهبَتْ الحروف العبريَّة للكتابة على لوحَيْ الحجر، وحين كان الصنّاع يبنون المسكن الزمنيّ (أو: المعبد). وكُتب سفر الخروج وسفر الكهنة (أو: اللاويِّين) في ذلك الوقت. أمّا الاثنان الآخران (العدد والتثنية) ففي نهاية حياته.

بحكمة تصرَّف يوسف، بحيث لا يقيم إخوتُه في وسط المصريِّين، بل في الخارج، في جاسان، القريبة من البرِّيَّة. «ج ش ن» كانت تُدعى من قديم رعمسيس وبعد ذلك دُعيَتْ «ج ش ن» من الكلمة: أنتم جواسيس.

من آدم إلى وفاة يوسف 2316 سنة و23 جيلاً، عدا أبناء يعقوب(13).

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM