حاش القدِّيس يوحنّا الإنجيليّ دوَّنه مليتون أسقف لاودكيَّة

حاش([1]) القدِّيس يوحنّا الإنجيليّ

دوَّنه مليتون أسقف لاودكيَّة

1 مليتون، عبد الله وأسقف لاودكيَّة، يتمنَّى الخلاص الأبديّ في الربّ، إلى جميع الأساقفة وإلى جميع كنائس الكاثوليك. أريد، يا إخوتي، أن تكونوا على حذر من شخص اسمه لاقيوس، الذي كتب أعمال الرسل، وأعمال يوحنّا الإنجيليّ، وأعمال القدِّيس أندراوس وتوما الرسول. قال بعضَ الأشياء الحقيقيَّة عن معجزات أجراها الربُّ بأيديهم، ولكنَّه قدَّم كثيرًا من الأكاذيب على مستوى التعليم. قال إنَّهم عرضوا وجود مبدأين([2])، وهو أمرٌ تَمقته كنيسةُ يسوع المسيح. ويشهد القدِّيس يوحنّا الرسول، في رأس إنجيله، أنَّ هناك مبدأ واحدًا فيه دومًا كان الكلمة، الذي به خُلقت جميع الأشياء المنظورة واللامنظورة([3]). أمّا لاقيوس فقال إنَّهم علَّموا مبدأين: مبدأ الخير ومبدأ الشرّ. الخير هو عمل المبدأ الصالح. والشرّ هو عمل (المبدأ) الشرِّير. ولكن من الأكيد أنَّ الشرَّ ليس بشيء جوهريّ. فالملاك الشرِّير، شأنه شأن الإنسان الشرِّير، خُلق صالحًا بيد الربّ. وإن هو شرِّير، فلأنَّه تجرَّأ فتمرَّد على مشيئة خالقه. والملائكة والبشر الذين يُعرَفون بأنَّهم أشرار، تَحكم عليهم عدالةُ الله.

2 إنَّ البارَّ يعرف أنَّ اللابرارةَ تأتي لا من أصل الملائكة أو البشر، بل لأنَّهم تجاوزوا (الوصايا) حين عملوا الشرّ. فإن صنع العبد ما منعه الربّ، وإن لم يصنع ما أُمر به، فهو يعرف أنَّه سيعاقَبُ بعدل. وحين يُقرُّ متواضعًا، باعتداده، ويقول من كلِّ قلبه: «خطئتُ إليك يا ربّ، فارحمني»، تسنده رحمةُ الربّ. والذي استحقَّ عقابات العدالة من الديّان المُنصف، ينال المسامحة من الربِّ الرحيم. وهكذا أَكرِمِ الله خالقَك لتظهر حقًّا خاطئًا. وأنت كَرِّمْه إذ تتَّهم نفسك أنت وحدك حين تكون مذنبًا، وحين لا تنسب إلى خالقك الخطايا التي تقترف. إن اتَّهمت نفسك بصراحة حين تخطأ، تستطيع أن تنجح في الحصول على السماح الحقيقيّ.

3 ذكرتُ هذه الأمور بسبب لاقيوس، الذي امتلأ كذبًا فأعلن أنَّ رسل الربِّ علَّموا أنَّه يوجد مبدأان خالقان للإنسان: النفس هي عمل الإله الصالح. (والجسم) البشريّ هو عمل الإله الشرِّير. وانجذبت النفس إلى الخطيئة بضرورة (الجسم) البشريّ. فإن كان الأمر هكذا، فالذي لا يخطأ لا يحيا. وكذلك، من لا يأكل ومن لا يشرب ومن لا يهضم ومن لا ينام، فهذا لا يستطيع حقًّا أن يحيا. ولا نستطيع القول إنَّ ذاك يحيا إن كان لا يستسلم إلى الزنى، أو لا يسرق أو لا يقترف جرمًا آخر. فكأنَّنا نقول: إنَّ الإنسان الذي لا يستطيع أن يعيش بدون طعام وبدون لباس، لا يستطيع أن يعيش بدون زنى([4]). ولكن من المؤكَّد أنَّ الخالق جبلَ الإنسان لكي يكون بمنأى عن الجرائم ساعة لا يستطيع أن يحيا محرومًا من الأطعمة. نحن نعرف أنَّه يقدر أن يعيش بدون جرائم، محبوسًا في سجن، مثقَلاً بالقيود، مبعدًا في المنفى ساعة لا يمكن أن يعيش بدون طعام، بدون شراب، بدون هضم، بدون نوم.

4 بعد أن أقررنا بهذه الأمور، نعود إلى خبر أعمال المغبوط يوحنّا الإنجيليّ، ونقول كيف هاجر إلى الربّ.

قام دوميسيان، بعد نيرون، بالاضطهاد الثاني على المسيحيِّين، فحصل أنَّ الرسول القدِّيس يوحنّا أُبعد عن أفسس، ونُفيَ إلى جزيرة بطمس، حيث كَتبَ بيده سفر الرؤيا الذي كشفه الربُّ له. قُتل دوميسيان بيد مجلس الشيوخ الرومانيّ في السنة التي فيها أمر بأن يُنفى القدِّيس يوحنّا. وإذ كان الربُّ يسهر على رسوله، تقرَّر قرارُ بالإجماع في مجلس الشيوخ بأن يُكسَر كلُّ ما أَمِر به دوميسيان. من هنا حصل أنَّ القدِّيس يوحنّا الذي أُرسل إلى المنفى بأمر دوميسيان، عاد بإكرام إلى أفسس.

5 فمضى إلى أمامه الشعبُ كلُّه، رجالاً ونساء، واستسلم للفرح وأخذ يقول: «مبارك الآتي باسم الربّ». وحين دخل إلى المدينة، كانت تُحمَل إلى القبر

دروسياني التي تبعتْه دومًا والتي اكتأبَتْ رغبةً في مجيئه. عندئذٍ رأى يوحنّا أنَّ الفقراء والأرامل واليتامى يبكون مع أهلها، ويقولون: «أيُّها القدِّيس يوحنّا، ها هم يحملون دروسياني التي توافقت مع وصاياك المقدَّسة، فأطعمَتْنا كلَّنا، وخدمَت الربَّ في التواضع وفي العفَّة. وكانت كلَّ يوم ترجو مجيئك، قائلة: "يا ليتني أرى بعينيَّ رسولَ الربِّ قبل أن أموت!" وها أنت جئت، وهي ما استطاعت أن تراك». فقال الرسول: «الربُّ يعيدُكِ إلى الحياة، يا دروسياني، إنهضي وعودي إلى بيتك على قدميك وأعدِّي لي الغداء...». ولمّا سمعتْ صوته، نهضت ومشت بحسب أمر الرسول، وبدا لها وكأنَّها ما عادت من الموت، بل من النوم. فهتف الشعب هتافات عظيمة طالت ثلاث ساعات وهم يقولون: «لا إله إلاَّ الإله الواحد الذي يكرز به يوحنّا، ولا ربّ إلاَّ يسوع المسيح».([5])

6 وفي يوم آخر، أعلن الفيلسوف كراتون أنَّه يعطي في الساحة العامَّة مثلاً عن احتقار الغنى. أقنع شابَّين كانا شقيقين وغنيَّين جدًّا، بأن يستعملا كلَّ ميراثهما في شراء الحجارة الثمينة وأن يحطِّماها بمحضر الشعب كلِّه. وإذا كان يُصنَع هذا، حصل أن مرَّ الرسول في ذلك المكان، فدعا إليه الفيلسوف كراتون، وقال: «احتقار أشياء العالم لا لبَّ فيه، حين يمتدحه فمُ البشر ويَشجبه الحكمُ الإلهيّ. فكما أنَّ الدواء باطل حين لا يدمِّر الداء، كذلك التعليمُ باطل حين لا يشفي رذائلَ النفوسِ والأعرافِ. إذ أجاب معلِّمي (يسوع) شابًّا سأله كيف يستطيع الوصول إلى الحياة الأبديَّة، قال له: "إذا شئت أن تكون كاملاً، بعْ كلَّ ما لك وأعطه للمساكين فتقتني (لو 18: 22) هكذا كنزًا في السماء، وتنال الحياة الأبديَّة التي لا نهاية لها"».

7 فأجاب كراتون: «إنَّ دفْع الجشع البشريّ لا يكبحه شيء. ولكن إن كان معلِّمك حقًّا الله، وإن هو أراد أن يوزَّع ثمن هذه الحجارة الثمينة على المساكين، فافعل لتعود إلى حالتها الأولى، بحيث إنَّ ما فعلتُ لاقتناء الشهرة البشريَّة، تفعله لمجد ذاك الذي تبشِّرُ به أنَّه معلِّمك».

8 حينئذٍ جمع المغبوط يوحنّا أجزاء الحجارة الثمينة ووضعها في يده، ورفع عينيه إلى السماء وقال: «أيُّها الربُّ يسوع المسيح، يا من لا يستحيل عليك شيء، يا من أصلحتَ بخشبة صليبك العالم الذي تحطَّم، ورددتَ إلى الأعمى منذ مولده عينين رفضتهما له الطبيعة. يا من أعدتَ إلى الحياة لعازر الذي مات ودُفن منذ أربعة أيّام، وشفيتَ جميع الأمراض بقوَّة كلمتك، انظر يا ربّ إلى هذه الحجارة الثمينة التي حطَّمها رجلان يجهلان ثمن الصدقة، لكي ينالا تصفيق الناس. أعدْها، يا ربّ بيد ملائكتك لكي يُجعَل ثمنُها لأعمال الرحمة بحيث إنَّ الذين يؤمنون بك يبلغون إلى ملكوتك، أنت يا من تحيا وتملك في كلِّ دهور الدهور، مع الآب والروح القدس».

9 وحين أجاب المؤمنون الذين كانوا مع الرسول وقالوا «آمين»، اجتمعتْ أجزاءُ الحجارة بحيث لم يبقَ أيُّ أثر لتكسير.

عندئذٍ سقط الفيلسوف كراتون عند قدمَي الرسول مع الشابَّين ومع جميع تلاميذه، وآمن وعُمِّد معهم كلِّهم، وشرع يكرز في الساحة العامَّة بالإيمان بيسوع المسيح. والشقيقان باعا كلَّ ما يملكان وأعطياه كلَّه للمساكين. ثمَّ تبعا الرسول من مدينة إلى مدينة وهما يكرزان بكلمة الله.

10 وإذ دخلا إلى مدينة برغامي، رأيا عبدين يمشيان وهما يرتديان حلل الحرير ويشعّان ببهاء العالم. وكانت النتيجة أنَّ سهام إبليس ضربتهما فوقعا في الحزن حين رأيا نفسيهما ملتحفين في معطف بسيط ساعة عبداهما يشعّان ببهاء القدرة. وفهم الرسول أنَّ ذلك إنَّما هو من حِيَل إبليس فقال: «أرى أنَّكما بدَّلتما استعدادكما و(تبدَّل) وجهاكما، لأنَّكما آمنتما بتعليم يسوع المسيح وأعطيتما للمساكين كلَّ ما تملكان. ولكن إن شئتما استعادة ما امتلكتما من ذهب وفضَّة وحجارة ثمينة، فاحملا إليَّ بعض البحصات الصغيرات المأخوذة عن شاطئ البحر».

11 وحين عملا هذا، دعا الرسولُ اسم الربِّ، فتحوَّلت هذه البحصات إلى حجارة ثمينة بفعل قدرة الله. فقال الرسول: «هاتا قضبانًا مستقيمة من خشب». ودعا الثالوث الأقدس فتحوَّلت إلى ذهب. حينئذٍ قال لهما الرسول القدِّيس: «امضيا سبعة أيّام إلى الصاغة وأصحاب الحجارة (الكريمة)، وحين تعرفان أنَّهما حقًّا ذهب وحجارة ثمينة، أخبراني بذلك».

12 فمضى الاثنان وعادا إلى الرسول بعد سبعة أيّام، وقالا: «يا سيِّدي، جُلنا في الحوانيت كلِّها، فعرفوا في كلِّ مكان قيمة هذه الأغراض». عندئذٍ قال لهما القدِّيس يوحنّا: «امضيا واسترجعا الأراضي التي بعتُما. اشتريا لكما ثيابًا من حرير لكي تشعّا بعض الوقت مثل الوردة: زهرتُها تعطي عطرها وتدلُّ على حمرتها، وبعد ذلك تذبل فجأة. تأوَّهتُما حين نظرتُما عبيدكما وبكيتُما لأنَّكما صرتما فقيرين. كونا غنيَّين في الزمن لتكونا على الدوام في العوز. أما تمتلك يدُ الربِّ قدرة كافية لكي تجعل عبيدَه يمتلكون غنى لا يُضاهى، ويشعُّون بأعظم بهاء؟ ولكنَّه أوصى بحرب النفوس بحيث يعلم أولئك الذين ما أرادوا من أجل اسمه، أن يمتلكوا الغنى الزمنيّ، أنَّهم سيملكون الكنوز الأبديَّة.

13 «أخبرنا معلِّمنا (يسوع) أنَّ أحد الأغنياء كان يصنع كلَّ يوم عشاء فاخرًا ويشعّ في الذهب وفي الأرجوان، ساعة شحّاذ اسمه لعازر، كان ملقًى عند بابه ويرغب أن يأكل الفتات المتساقط عن مائدة الغنيّ، ولكنَّ أحدًا لم يعطه. وفي يوم من الأيّام ماتا كلاهما. فاقتيد الشحّاذُ إلى الراحة التي هي في حضن إبراهيم. أمّا الغنيّ فأُغرق في لهيب نار. وإذ رفع عينيه، رأى لعازر فقال: "أستحلفك، يا أبتِ إبراهيم، بأن تُرسل لعازر لكي يضع في فمي طرف إصبعه المبلَّلة في الماء، لأنِّي متعذِّب أبدًا في هذا اللهيب".

14 «فأجابه إبراهيم: "تذكَّرْ، يا ابني، أنَّك نلتَ خيراتك في حياتك ساعة أحسَّ لعازر بالعذابات فقط. هو الآن يتقبَّل العزاء وأنت تسلَّم إلى العذابات. ثم أقيمَتْ بيننا مسافة كبيرة، لا يمكن عبورها، فيستحيل على الواحد أن يمضي إلى الآخر". فأجاب الغنيّ: "لي خمسة إخوة فأرجوك أن ترسل إليهما واحدًا لكي ينبِّههم بحيث لا يسقطون في هذا اللهيب". فأجاب إبراهيم: "عندهم موسى والأنبياء، فليسمعوا لهم". فأجاب الغنيّ: "لن يصدِّقوا، يا سيِّدي، إن لم يقُمْ أحدٌ من بين الأموات". فقال إبراهيم: "إذا كانوا لا يسمعون لموسى ولا للأنبياء، فلن يصدِّقوا حتّى إذا قام أحدٌ من بين الأموات"».([6])

15 وثبَّت الربُّ بعلامات ساطعة خطب الرسول، لأنَّ بعض الناس قالوا: «إن عاد مائت نصدِّقك»، فقال: «هاتوا إلى هنا الجثث التي لديكم». فحملوا أمامه ثلاثة أجسام ميتة فأُعيدَت إليهم الحياة وكأنَّهم كانوا نائمين، وتَمَّ هذا بقدرة ذاك الذي يبرهن أنَّه يجب أن نؤمن بتلاميذه.

16 «ولكن ماذا أقول عن ربِّي، حين يكون أمامكم أولئك الذين أقمتُهم باسمه بحضرتكم! رأيتم العرج يمشون باسمه والبرص يطهرون، ويعود البصر إلى العميان، وينجو الممسوسون من الشياطين. أمّا الذين يريدون أن يمتلكوا الغنى، فلا يستطيعون أن يمتلكوا مثل هذه القدرة. حين اقتربتما (أيُّها الشابّان) من المرضى، شُفوا حين دعوتم اسم يسوع المسيح، وطردتُما الشياطين، وأعدتما النظر إلى العميان. هذه النعمة أُخذَتْ منكما. كنتما قويَّين وعظيمَين فصرتما تعيسَين. كنتما تجعلان في الشياطين رعبة كبيرة بحيث إنَّهم كانوا بأمركما يتركون أجساد البشر، أمّا الآن فأنتما تخافان الشياطين، لأنَّ الذي يحبُّ الفضَّة هو عبد مامون، ومامون هو اسم الشيطان الذي يُشرف على الذين يحبُّون العالم. فالذين يحبُّون العالم لا يمتلكون الغنى، بل الغنى يمتلكهم.

17 «قال الروح القدس بفم الأنبياء: "باطلاً يتبلبل كلُّ إنسان لأنَّه يجمع الكنوز ويجهل من يكدِّس الغنى". فالنساء اللواتي ولدْنَكم وضعنكم في العالم عراة، محرومين من الطعام والشراب واللباس. والأرض تتقبَّل أولئك الذين أنتجتهم، عراة. نمتلك معًا غنى السماء. وبهاء الشمس هو على السواء للغنيّ وللفقير، ومثلها قطرات المطر وأبواب الكنيسة وتقديس أجران العماد وغفران

الخطايا والشوتفة في المذبح وطعام الجسد وشراب الدم المقدَّس([7]) ومسحة الميرون المقدَّس وافتقاد الربّ ومغفرة الخطيئة.

18 «فالخالق يمنح بالتساوي كلَّ هذه الأمور دون تمييز بين الأشخاص. فالغنيّ لا يستعمل خيرات الأرض بشكل يختلف عن الفقير. والرجل الفقير والمعدم يريد أن يمتلك أكثر ممّا يحتاج إليه. وعندئذٍ أوجاع الحمّى، وقساوات البرد، والأتعاب المختلفة في كلِّ عضو من أعضاء جسده تُولَد له، فلا يستطيع أن يُشبع نفسه بالأطعمة ولا بالشراب. والإنسان الجشع هو، يومًا ونهارًا، فريسةُ القلق، ولا يعرف ساعةً واحدة من الراحة. والرجال الذين يستسلمون إلى أهوائهم، ويسعون إلى تعرية من هم أضعف منهم، ولا يريدون أن يحتملوا أيَّة إساءة، ساعة يُسقطون على الآخرين كلَّ ثقل غضبهم، ويستسلمون إلى الملذّات اللحميَّة (ملذّات الجسد) ولا يقرفون من اللعب على الميسر وحضور المشاهد، الذين لا يخافون من أن ينجِّسوا وينجَّسوا، هؤلاء يخرجون فجأة من هذا العالم عراة، ولا يحملون معهم سوى خطاياهم التي بسببها يتعذَّبون العذابات الدائمة».

19 وإذ تكلَّم الرسول هكذا، كانوا يحملون إلى المدافن شابًّا كان ابن أرملة، تزوَّج منذ ثلاثين يومًا. وتبع جنازته جمهورٌ كبير مع أمِّه الأرملة. وأطلق الحاضرون صيحات الوجع الكبيرة، وارتموا عند قدمَي الرسول وتوسَّلوا إليه أن يُقيم هذا الشابَّ باسم الربِّ كما سبق له وأقام دروسياني. وكان وجع الجميع كبيرًا جدًّا بحيث أنَّ الرسول نفسه لم يقدر أن يمتنع عن ذرف الدموع. وإذ ركع، بكى مدَّة طويلة. وحين قام بعد أن أنهى مناجاته، بسط يديه إلى السماء، إلى الربّ، في الصمت، وأرسل صلاة طويلة. وفعل ذلك ثلاث مرّات. ثمَّ أمر بأن يُنزَع عن الجسد الكفن الذي يغطِّيه. وقال: «أيُّها الشابُّ، يا من اجتذبَكَ حبُّ الجسد، وخسرتَ الحياة، يا شابًّا ما عرفتَ خالقك ولا عرفتَ مخلِّص البشر، وما عرفتَ الصَديق الحقيقيّ، فسقطتَ في قبضة عدوٍّ بغيض! ذرفتُ

أمام الربِّ دموعي وصلواتي لكي يرحم جهالتك لكي تنهضَ وأنت محرَّر من قيود الموت، وتبشِّر هذين الشابَّين، أتيكس وأوجين، أيَّ مجد خسرا وأيَّ عقاب استحقّا».

20 عندئذ نهض الشابُّ، وركع أمام الرسول، وشرع يوبِّخ تلميذيه: «سمعتُ ملائكتكما يكتئبون وملائكة إبليس يبتهجون لتعلُّقكما بالخيرات الأرضيَّة. مسكن مزيَّن بالحجارة الكريمة الساطعة، مملوء بالفرح، مملوء بالولائم، مملوء بالملذّات، مملوء بالحياة الأبديَّة، مملوء بالنور الأبديّ، مملوء بالمباهج، كان مُعدًّا لكما. خسرتماه بذنبكما واقتنيتما أماكن الظلمة المليئة بالتنانين، المليئة باللُهُب المحرقة، المملوءة بالعذابات والأتعاب التي لا شبيه لها، المملوءة بالأحزان، المملوءة بالضيقات، المملوءة بالخوف والرعبة. خسرتما مقامًا مليئًا بالزهور التي لا تذبل أبدًا، مليئًا بأصوات صادحة وآلات متناسقة. واقتنيتما أماكن لا يتوقَّف فيها البكاء ولا التنهُّد ولا الحداد. فلا يبقى لكما سوى التوسُّل إلى رسول الربِّ لكي يقيم نفسيكما اللتين مُحيَتا من سفر الحياة، كما أقامني وأعادني من الوفاة إلى الوجود».

21 وركع الشابُّ الذي أقيم مع جميع الشعب، ومع أتيكس وأوجين، وطلبوا كلُّهم إلى الرسول أن يتشفَّع من أجلهما لدى الربّ. فأجابهما الرسول القدِّيس بأنَّه يقدِّم لله توبتهما خلال ثلاثين يومًا وأنه سيصلِّي بحرارة خلال هذه الحقبة من الزمن لكي تستعيد قضبانُ الذهب طبيعتها الأولى وترجع خشبًا، وتُعَاد البحصات إلى حالتها الأولى. وبعد ثلاثين يومًا، لم تتبدَّل القضبان الذهبيَّة إلى خشب، ولا عادت الحجارة الكريمة بحصات. فأتى أتيكس وأوجين إلى الرسول وقالا: «علَّمتنا الرحمة دومًا، ووعظتنا التسامح دومًا. وأوصيتَ الإنسان بأن يعفو عن الإنسان. وإن كان الله يريد أن يسامِح الإنسانُ الإنسانَ، فكم هو، وهو الله، يتسامح ويُشفق على الإنسان؟ أخذنا الحياءُ في خطيئتنا، وبكينا بالدموع ما جعلتنا شهوةُ العالم نقترف (من خطيئة). فنطلب منك، يا معلِّمنا، نطلبُ منك أيُّها الرسول، أن تدلَّنا في الواقع على رأفة الله كما تعظ في كلامك».

22 حينئذٍ بكى المغبوط يوحنّا، وقال لكلِّ الشعب الذي اجتمع وتأثَّر بعواطف التوبة: «قال ربُّنا يسوع المسيح: "لا أريدُ موت الخاطئ، بل أريد أن يتوب ويحيا". وقال ربُّنا وهو يعلِّمنا عن التوبة: "الحقَّ أقول لكم: يكون فرح عظيم في السماء حين يعود خاطئ ويتوب. وهذه البهجة هي أعظم من بهجة تجاه تسعة وتسعين بارًّا لم يخطأ". لهذا، أريد أن تعلموا أنَّ الربَّ قبل توبتهما».

23 والتفتَ إلى أتيكس وأوجين وقال لهما: «امضيا وأعيدا القضبان إلى الغابة، حيث أخذتماها، لأنَّها عادت إلى حالتها الأولى. وأَعيدا أيضًا الحجارة الكريمة التي صارت من جديد بحصات». فأتمَّ الشابَّان أوامر الرسول. واستعادا النعمة التي خسراها، بحيث طرَدا الشياطين وشَفِيا المرضى كما من قبل. وصنع الله بأيديهما معجزات كثيرة.

24 وإذ كرَّمتْ يوحنّا كلُّ مدينة أفسس وكلُّ مقاطعة آسية واحتفلت به، حرَّك عبَّاد الأصنام ثورة، فجرُّوا يوحنّا إلى هيكل ديانا، وضغطوا عليه ليقدِّم الذبيحة الرجسة. حينئذٍ قال الرسول المغبوط: «أقتادُكم كلَّكم إلى كنيسة ربِّي يسوع المسيح. فإذا دعوتُم اسم ديانا (إلاهتكم) وأسقطتُ كنيسته، عندئذٍ أفعلُ ما تطلبون منِّي. أمّا إذا كنتم لا تقدرون أن تفعلوا، وإذا دعوتُ اسم يسوع المسيح ربِّي أُسقطُ هيكلكم وأحطِّمُ صنمكم، فينبغي أن تكونوا عادلين، وتهتدوا إلى إلهي، وتتخلُّوا عن مراعتكم لتمثال قُهر وتحطَّم».([8])

25 فصمتَ الشعب كلُّه حين سمع الرسول يتكلَّم هكذا. ومع أنَّ بعضهم عارض هذا الطرح، إلاَّ أنَّ الجميع أبدوا موافقتهم. فدفع يوحنّا الشعب، بوداعة، لكي يبقوا مبتعدين عن الهيكل، وحين خرج كلُّ الذين كانوا في الداخل، قال بصوت عال بمحضر من الشعب كلِّه: «لكي يعلم كلُّ هذا الجمهور أنَّ صنم ديانا هذا هو شيطان لا إله، ليسقُطْ ولتسقُطْ معه كلُّ الأصنام المصنوعة بأيدي البشر والمكرَّمة في هذا الهيكل، ولكن لا يُصَب أحدٌ بأذًى.»

26 وفي الحال سقطت كلُّ الأصنام والهيكل أيضًا، على صوت الرسول، ولم يبقَ سوى غبار بعثرته الريحُ عن الأرض. وفي ذلك اليوم اهتدى اثنا عشر ألف رجل، ما عدا النساء والأولاد، وعُمِّدوا وقُدِّسوا بقدرة الربّ. عندئذٍ قام أرسطوديم الذي كان عظيم كهنة الأصنام، يحرِّكه روحٌ فاسد جدًّا، فأثار تمرُّدًا وسط الشعب، واستعدَّ قسمٌ من الشعب أن يقاتل القسمَ الآخر. فقال يوحنّا المغبوط: «قلْ لي، يا أرسطوديم، ماذا أفعل لكي أدمِّر السخط الذي في قلبك؟» فقال أرسطوديم: «إذا شئتَ أن أؤمن بإلهك، أعطيك سمًّا تشربه. فإن شربتَه وما مُتَّ يكون البرهان أنَّ إلهك هو الإله الحقيقيّ.»

27 فأجاب الرسول: «إن أعطيتني سمًّا أشربه بعد أن أدعو اسمَ إلهي، فهو لا يستطيع أن يؤذيني». فقال أرسطوديم: «ينبغي أوَّلاً أن ترى رجالاً يشربون منه ويموتون بعد ذلك حالاً. عندئذٍ يرتعب قلبك من هذا الخطر». أمّا المغبوط يوحنّا فقال: «سبق وقلت لك: إستعدَّ لكي تؤمن بربِّي يسوع المسيح حين تراني صحيحًا معافًى بعد أن أشرب». فمضى أرسطوديم إلى القنصل وطلب منه رجلين حُكم عليهما بقطع الرأس بسبب جرائمهما. وإذ وضعهما في وسط الساحة العامَّة بمحضر من الشعب كلِّه، سقاهما السمّ. وما إن شربا حتَّى أسلما الروح.

28 عندئذٍ قال أرسطوديم: «اسمع يا يوحنّا. أو تخلَّ عن هذا التعليم الذي تعظ به الشعب وتميل به عن عبادة الآلهة، أو خذْ واشرب لكي تبيِّن للجميع أنَّ إلهك هو قدير، إذا لم تشعر بأذًى بعد أن تشرب». وإذ رأى يوحنّا هذين اللذين شربا السمَّ ملقيين عند قدميه، تشَدَّد وأخذ الكأس بشجاعة، وصنع عليها إشارة الصليب، وقال: «أيُّها الآب والابن والروح القدس، (أيُّها الربّ)، لك تخضع الأشياء كلُّها، وإيّاك تطيع كلُّ خليقة، ومنك ترتعبُ كلُّ قوَّة ولك تسجد. ندعوك إلى معونتنا، أنت يا من اسمك يُصمت الأفاعي، ويُهرِّب التنانين، ويهدِّئ الحيَّة، ويدمِّر العقرب. أنت يا من تُعدم قوَّة السموم الرهيبة، وتُعمي الحيوانات المؤذية للإنسان، وتُهلك كلَّ نبات يؤذي صحَّة الإنسان، أطفئ هذا السمَّ وأزل القوى التي فيه في حضرة كلِّ الشعب الذي خلقت. افتحْ عيونهم لكي يروا عظمتك، وأنرْ قلوبهم لكي يفقهوها».

29 وبعد أن تكلَّم الرسول، أخذ الكأس وصنعَ عليه إشارة الصليب، وشرب كلَّ ما يحتوي. وبعد أن شرب قال: «أَطلبُ أن يهتدي إليك، يا ربّ، أولئك الذين شربتُ لأجلهم». وراقبَ الشعب كلُّه يوحنّا خلال ثلاث ساعات، فرأى أنَّه يحتفظ بالفرح على وجهه، وأنَّه لم تكن فيه علامةُ اصفرار أو رجفة. فشرعوا يصيحون: «ليس هناك سوى إله حقيقيّ، ذاك الذي يعبده يوحنّا».

30 أمّا أرسطوديم فرفض بأن يؤمن. فألحَّ عليه الشعب. عندئذٍ التفت إلى يوحنّا وقال: «يبقى عندي شكٌّ بعدُ. فإن أعدتَ الحياة إلى هذين الرجلين اللذين ماتا بفعل السمّ، باسم إلهك، تتحرَّر نفسي من كلِّ لاإيمان». فثار الشعبُ على أرسطوديم قائلاً: «سنحرقك مع بيتك إذا تجرَّأتَ بعدُ وتكلَّمتَ مع رسول الله». وإذ رأى يوحنّا أنَّ ثورة عنيفة هي طالعة، قال: «أوَّل الفضائل الإلهيَّة التي ينبغي أن نقتدي بها، هي الصبر التي تجعلنا نتحمَّل جهالة اللامؤمنين. إذا كان أرسطوديم مسجونًا بعدُ في لاأمانته، لنحطِّم عُقَدَ لاأمانته، ولنعرِّفه بخالقه، ولو تأخَّرنا. لن أتوقَّف عن القيام بهذا العمل إلى أن أشفي جراحاته. وكما أنَّ الأطبّاء الذين يكون بين أيديهم مريض، يلجأون إلى مختلف الأدوية، كذلك نفعل شيئًا آخر إن كان ما عملناه لم يشفِ بعدُ أرسطوديم».

31 وإذ دعاه إليه، أعطاه قميصه. فقال أرسطوديم: «لماذا تعطيني قميصك؟» فقال له يوحنّا: «لكي تستحي وتخرج من لاإيمانك». فأجاب أرسطوديم: «وكيف يجعلني قميصك أترك لاإيماني؟» فأجابه الرسول: «امضِ وضَعْه (= القميص) على جسم الميتين وقل لهما: "أرسلني رسول ربِّنا يسوع المسيح لكي تنهضا باسم إلهه، ولكي يعرف الناس أنَّ الحياة والموت خاضعان لربِّي يسوع المسيح"».

32 ففعل أرسطوديم ما أمره يوحنّا. وإذ رأى الميتين ينهضان، ركع أمام الرسول. ثمَّ ركض إلى القنصل وأخذ يصيح: «اسمع لي، أيُّها القنصل، أظنُّ أنَّك تذكر أنِّي حرَّكتُ مرارًا غضبك على يوحنّا وأردتُ أن أسيء إليه كثيرًا. فأخاف أن يصيبني غضبه لأنَّه إله يختبئ وراء شكل إنسان. فهو بعد أن شرب السمَّ، لبث كما هو وما أحسَّ بأيِّ أذًى. بل أقام بلَمْسِ قميصه هذين اللذين قتلَهما السمّ، فعاشا وليس عليهما علامةُ الموت.»

33 فقال القنصل: «ماذا تريدُ أن أعمل؟» فأجاب أرسطوديم: «ينبغي أن نسترحمه ونفعل كلَّ ما يأمرنا به». وأتيا أمام الرسول وركعا عند قدميه وطلبا أن يغفر لهما. فاستقبلهما باللطف وصلَّى إلى الربِّ وهو يرفع آيات الشكر. وأمرهما بأن يمارسا صومًا يدوم سبعة أيّام. بعد ذلك، عمَّدهما. وحين عُمِّدا مع جميع أقاربهما وعبيدهما، حطَّما جميع الأصنام، وشيَّدا كنيسة على اسم يوحنّا. وفي هذه الكنيسة، مضى يوحنّا إلى الربِّ على الشكل التالي:

34 حين كان عمره سبعًا وتسعين سنة، تراءى له الربُّ يسوع المسيح مع تلاميذه، وقال له: «تعالَ إليَّ، فقد حان الوقت لكي تشارك في وليمتي مع إخوتك». ونهض وبدأ ينطلق. فقال له الربّ: «يوم أحد قيامتي الذي يكون بعد خمسة أيّام، تأتي إليَّ». وإذ قال له هذا الكلام صعد إلى السماء. ولمّا جاء الأحد، اجتمع الكثيرون في الكنيسة التي شُيِّدت على اسم الرسول. ومنذ صياح الديك والاحتفال بأسرار الله، توجَّه إلى الشعب كلِّه حتّى الساعة الثالثة، فقال:

35 «يا إخوتي ورفاقي ووارثي الملكوت معي والمشاركين فيه، إعرفوا الربَّ يسوع المسيح، واعلموا عدد المدهشات وعدد المعجزات التي صنع ليبيِّن التعليم الذي وعظتُكم به، ويثبِّت جميع النعم التي منحكم. ثابروا في وصاياه، لأنَّ الربَّ تنازل ودعاني إلى خارج هذا العالم». ثمَّ أمر بأن يحفروا قرب المذبح حفرة مربَّعة وأن يرموا التراب خارج الكنيسة.

36 وإذ نزل في هذه الحفرة، بسط يديه نحو الربِّ وقال: «دُعيتُ إلى وليمتك فجئتُ وأنا أؤدِّي لك الشكر، لأنَّك تنازلتَ، أيُّها الربُّ يسوع المسيح، ودعوتَني إلى وليمتك، وأنت عالم أنَّني أرغب فيك بكلِّ قلبي. رأيتُ وجهَك فكنت كمن يُدعى من القبر. حرَّكَتْ فيَّ رائحتُك الشهواتِ الأدبيَّة. صوتك مملوء حلاوة مثل حلاوة العسل، وكلامك الذي لا شبيه له يعلو على كلام الملائكة. كم مرَّة طلبتُ أن تسمح لي بأن آتي إليك، فقلتَ لي: "انتظر لكي تحرِّر الشعب الذي كلِّفتَ به". حفظتَ جسدي من كلِّ نجاسة، وأنرتَ نفسي دومًا، وما تخلَّيتَ عنِّي حين كنتُ في المنفى، ووضعتَ في فمي كلمة الحقِّ، وذكَّرتني بشهادات قدرتك، فكتبتُ المؤلَّفات التي رأيتك بعيني تصنعها، والأقوال التي سمعتْها أذناي من فمك. والآن يا ربّ، أستودعُك أبناءك الذين ولدَتْهم بالماء والروح القدس، كنيستُك البتولُ والأمُّ الحقيقيَّة. إجمعني مع إخوتي الذين دعوتَني لأنضمَّ إليهم. افتحْ لي باب الحياة الذي أقرعُه. لا يركضْ رؤساء الظلمات قدّامي، ولا تلامسْني قدمُ الكبرياء واليدُ الغريبة عنك، بل تقبَّلْني بحسب كلمتك، وخذْني إلى وليمتك حيث يعيِّد معك جميع أصدقائك. أنت المسيح ابن الله، يا من تحيا وتملك مع أبيك ومع الروح القدس في دهور الدهور.»

37 وحين أجاب الشعب كلُّه «آمين»، تراءى فوق الرسول طوال ساعة كاملة، نور قويٌّ بحيث لم يستطع أحد أن يحتمل بهاءه. ثمَّ امتلأت الحفرة بعد أن لم يكن شيء فيها إلاَّ المنّ الذي أطلعه هذا المكانُ إلى اليوم([9]). وجرت معجزات في ذلك الموضع باستحقاقات صلوات الرسول: جميع المرضى نالوا الشفاء من أمراضهم ومن أوجاعهم، واستجيبت صلواتهم. آمين.

 


[1](1)  Passio Joannis. اختصار: حا يو. الحاش (من السريانية `tA) أو passion : أوسع من الآلام.

[2](2)  مبدأ الخير ومبدأ الشرّ كما يقول المانويُّون.

[3](3)  رج يو 1: 1 (في البدء كان الكلمة) وبه كان كلُّ شيء (آ3)، الأشياء المنظورة واللامنظورة (كو 1: 6).

[4](4)  رج 1 كو 6: 12ي والكلام عن الطعام في إطار الزنى.

[5](5)  1 كو 8: 4-6: إله واحد وربٌّ واحد، والباقي أوثان.

[6](6)  هو مثل لعازر والغنيّ. رج لو 16: 19-31.

[7](7)  جسد المسيح ودمه.

[8](8)            مشهد يوازي ما حصل لإيليّا النبيّ على جبل الكرمل: صراع بين الإله الحقيقيّ وبعل (1 مل 18: 1ي).

[9](9)  هو رأي يقول بأنَّ يوحنّا لم يعرف الموت مثل سائر البشر. وقيل إنَّه سوف يأتي في نهاية الدهور لكي يحارب الأنتيكرست أو عدوّ المسيح. وقال آخرون: رُفع كما إيليّا وأخنوخ وموسى. أو: ما إن مات حتّى قام وهو يعود في نهاية العالم للكرازة، ثمَّ يموت.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM