الخاتمة

الخاتمة

قدّمنا في هذا الجزء الأول من التراث اليوحناوي، الكتاب الذي كان في أساس انطلاقتنا: أعمال يوحنا. كان هدف كاتبه أن لا يكون يوحنا أقلّ من بطرس وبولس وتوما وغيرهم من الرسل. ولكن تعثّرت مسيرة هذا المؤلّف الذي دُوّن في القرن الثاني المسيحيّ، شأنه شأن أعمال هذا الرسول أو ذاك. تأثر في قسم منه بالأفكار الغنوصيّة، لهذا رُذل، ثمّ بدا طويلاً جداً، فأُخذَتْ منه أقسام من أجل الاحتفال بعيد «التلميذ الحبيب». أما الباقي فأُهمل.

من أجل هذا، أطلّ تقليد واسع قدّمنا منه في هذا الجزء، التقليد السرياني في ما دُعِي: أخبار يوحنا بن زبدى، الرسول والانجيلي. نص رعائيّ في الدرجة الأولى، يمكن أن يُقرأ على المؤمنين في الاحتفالات لما فيه من عبر روحيّة، وأمور ليتورجيّة ولا سيّما الاحتفال بسرّ العماد المقدّس. وتأخذ الافخارستيا مكانها، بحسب مفهوم الكنيسة الجامعة، لا بحسب النظرة الغنوصيّة، حيث لا مكان للخبز والخمر. قالوا: المسيح تظاهر، ما أخذ جسداً، لهذا لا مكان للجسد والدم في الاحتفال الأسبوعي، يوم الاحد. وفي خط السرياني كان النص العربي الذي حاول أن يوجز الخبر الذي استقى منه.

ودُوّن في رومة «مقال» بعنوان أعمال يوحنا في رومة. خبر بسيط يُقرَأ يوم عيد الرسول، بعد أن أزيل منه ما يمكن أن يشكّك المؤمنين. ووصل في العالم السرياني أيضاً خبرٌ يذكر وفاة القديس يوحنا.

وفي خط الأعمال هذه، كان نص قريب هو رؤيا القديس يوحنا، وهو سفر منحول، بمعنى أنه انتحل صفة الالهام، فلم يكُنْ سفر الرؤيا القانوني. كان هناك أكثر من أسفار منحولة: الأول والثاني والثالث.... أما نحن فنقلنا السفر الأول الذي يأخذنا إلى الدينونة وما ينتظر الناس من ثواب وعقاب عند موتهم. صفحة من «تاريخ الكنيسة»، يمكن أن تكون وُلدت في القرن الرابع، مع اكتشاف عيد الصليب المقدس بيد الامبراطورة هيلانة. أو أعيـدت كتابتها في القرن السابع - الثامن، مع الحرب على الأيقونات داخل الامبراطورية البيزنطية، وربّما على أثر هدم الكنائس وإحراق الصور والكتب المقدسة بفعل الغزاة الآتين من الجزيرة العربيّة.

خطوة أولى في التراث اليوحناوي. وتكون خطوة تالية في جزء ثانٍ مع ثلاثة كتب: أعمال يوحنا بيد بروخور، أفضال يوحنا. والكتاب الثالث يروي حياة يوحنا وينتهي بالآلام والموت، فدعوناه حاش يوحنا.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM