رؤيا يوحنا المنحولة الأولى: نصوص

رؤيا يوحنا المنحولة الأولى(*)

نصوص

نقدِّم أوَّلاً رؤيا([1]) القديس يوحنّا اللاهوتيّ(2)، ثمَّ ملحقين. الأوَّل يعود إلى البندقيَّة([2]) والثاني إلى باريس([3]). أمّا نصُّ هذه الرؤيا فيأتي في قسمين. الأوَّل (1-17): الاستعداد للدينونة. والثاني (18-27) يتركَّز على الدينونة الأخيرة والفردوس

القسم الأوَّل

(17-1)

الاستعداد للدينونة

بعد سؤالين عامَّين يُدخلاننا في مناخ الوحي، يَرد عدد من الأسئلة تنقل المراحل التي تُعدّ الطريق للدينونة بحصر المعنى: زمن الأنتيكرست أو المناوئ للمسيح. زوال كلِّ حياة بشريَّة على الأرض. ثمَّ تعود الأرضُ إلى بدايتها «العذراء» لكي تستقبل المسيح النازل إلى الدينونة مع الكنوز السماويَّة.

1([4]) (1) بعد صعود ربِّنا يسوع المسيح إلى السماء، مضيتُ وحدي، أنا يوحنّا، إلى جبل ثابور([5]) حيث أرانا لاهوتَه بدون وصمة. (2) وإذ لم أستطع أن أقفَ على رجلَيَّ، سقطتُ أرضًا وصلَّيتُ إلى الربِّ وقلت: (3) «أيُّها الربُّ إلهي، أنت حسبتَني أهلاً أن أكون عبدك([6])، فأسمْعني صوتك وعلِّمْني بالنسبة إلى مجيئك: (4) حين تأتي على الأرض، ما الذي يحصل([7])؟ كيف تكون في تلك الأزمنة، السماءُ والأرض([8])، الشمس والقمر؟ (5) إكشفْ لي كلَّ شيء([9])، فأنا واثقٌ بأنَّك تستمع إلى عبدك».

2          (1) وقضيتُ سبعة أيّام في الصلاة. بعد ذلك، رفعَتْني عن الجبل غمامةٌ مضيئة ووضعَتْني أمام وجه السماء([10]). (2) فسمعتُ صوتًا يقول لي([11]): «ارفعْ عينيك، يا يوحنّا، يا خادم الله، واعرف!» (3) عندئذٍ رفعتُ عينيَّ فرأيتُ السماء مفتوحة([12]): جاء من داخل السماء عطرُ أطياب([13]) ذات روائح عديدة، انتشرت إلى الخارج. ورأيتُ فيضًا كبيرًا من النور أكثر إشعاعًا من الشمس.

3          (1) وسمعتُ أيضًا صوتًا يقول لي: «تأمَّلْ([14])، أيُّها البارُّ يوحنّا([15])!» (2) رفعتُ نظري فرأيتُ كتابًا([16]) موضوعًا هناك. وبدا لي أنَّ كثافته كثافة سبعة جبال([17]). لا يستطيع فكرُ الإنسان أن يُدرك طوله، لأنَّ له سبعة أختام. فقلتُ: «أيُّها الربُّ إلهي، اكشف لي ما دُوِّن في هذا الكتاب».

4          (1) فسمعتُ صوتًا يقول لي: «أصغِ، أيُّها البارُّ يوحنّا! في هذا الكتاب الذي رأيتَ، يُوجَد مكتوبًا ما هو في السماء، وما هو على الأرض، وما هو في لجَّة البحر([18])، كما (توجَد) الأحكامُ والدينونة لكلِّ الجنس البشريّ».([19])

5 ([20]) (1) فقلتُ: «يا ربّ، متى تحصل هذه الأمور؟ وكيف تكون تلك الأزمنة مختلفة؟» (2) فسمعتُ صوتًا يقول لي: «أصغِ، أيُّها البارُّ يوحنّا([21])! في ذلك الزمن، يكون وفرٌ من الحنطة والخمر بحيث لم يكن مثله على الأرض ولن يكون إلى أن تأتي تلك الأزمنة. (3) عندئذٍ تُنتج سبلةُ القمح نصف خنيصة([22])، وغصنُ الكرمة ينتج ألف عنقود، والعنقود ينتج نصف إبريقٍ من الخمر. (4) وفي السنة التالية، لن يكون على وجه الأرض كلِّها([23]) نصفُ حصَّة من الحنطة ولا نصف إبريق من الخمر».

6 ([24]) (1) وقلتُ أيضًا: «يا ربّ، وعندئذٍ ماذا سوف تصنع؟»([25]) (2) فسمعتُ صوتًا يقول لي: «أصغِ، أيُّها البارُّ يوحنّا! عندئذٍ يتجلَّى الناكر([26])، ذاك الذي نُفيَ في الظلمات، ذاك الذي دُعيَ الأنتيكرست». فقلتُ أيضًا: «يا ربّ، اكشفْ لي كيف هو».([27])

7          (1) فسمعتُ صوتًا يقول لي: «منظر وجهه عاتم، شعر رأسه مسنون مثل السهام؛ حاجباه مثل حاجبَيْ وحش. (2) عينه اليمنى مثل النجم الذي يطلع في الصباح، والعين الأخرى مثل عين الأسد. (3) وُسعُ فمه ذراع. طول أسنانه شبرٌ. (4) أصابعه تشبه المناجل. أخمص قدميه شبران. (5) وعلى جبينه كتابة: الأنتيكرست([28]). (6) حتّى السماء يَصعدُ، وحتّى الجحيم يَنزلُ، وهو يصنع معجزات كاذبة([29]). (7) عندئذٍ([30]) أجعلُ السماء فولاذًا بحيث لا تعطي ندًى على الأرض. (8) وأخبِّئ الغيوم في مواضع سرِّيَّة بحيث لا تُمطر ندًى على الأرض. (9) وأضبُطُ قوَّة الرياح([31]) بحيث لا تنفخُ ريحٌ على الأرض.([32])

8          (1) وقلتُ أيضًا: «يا ربّ، كم سنة سوف يَعملُ هذا على الأرض؟» (2) فسمعتُ صوتًا يقول لي: «أصغِ، أيُّها البارُّ يوحنّا! ستدوم هذه الأزمنة ثلاث سنين([33]). (3) وأفعلُ بحيث تكون السنوات الثلاث مثل ثلاثة أشهر، والأشهر الثلاثة مثل ثلاثة أسابيع، والأسابيع الثلاثة مثل ثلاثة أيّام، والثلاثة أيَّام مثل ثلاث ساعات، والثلاث ساعات مثل ثلاث فترات قصيرة([34]). (4) كما قال النبيّ داود: «قلبت عرشَه إلى الأرض، قصَّرتُ أيّام زمانه، وغطَّيتُه بالعارّ»([35]). (5) عندئذٍ أُرسل أخنوخَ وإيليّا([36]) لكي يخزياه ويعلناه كاذبًا ومضلِّلا(ً[37]). (6) أمّا هو فيُهلكهما على مذبح الذبائح، كما قال النبيّ([38]): «عندئذٍ يقدِّمون على مذابحك العجول»([39]).

9 ([40]) (1) وقلتُ أيضًا: «يا ربّ، وعندئذٍ ماذا سوف يحصل؟” (2) فسمعتُ

صوتًا يقول لي: «أصغِ، أيُّها البارُّ يوحنّا! عندئذٍ يموت الجنسُ البشريّ كلُّه. ولن يكون بعدُ إنسانٌ حيٌّ([41]) على الأرض». (3) فقلتُ أيضًا: «يا ربّ، وماذا سوف تصنع عندئذٍ؟» (4) فسمعتُ صوتًا([42]) يقول لي: «أصغِ أيُّها البارُّ يوحنّا! عندئذٍ أُرسلُ ملائكتي([43]) فيَحملون قرونَ الكبش الموضوعة على الغمام. (5) ويَخرج ميخائيل وجبرائيل من السماء وينفخان بالبوق بهذه القرون. (6) كما أنبأ النبيُّ داود: «على صوت بوق القرن»([44]). (7) فيُسمَع صوتُ البوق من الأقاصي إلى أقاصي الأرض المأهولة([45])، وبصوت هذا البوق تتزعزعُ الأرضُ

كلُّها، (8) كما أنبأ النبيُّ: «وعلى صوت الدوري([46]) يقوم كلُّ نبات». ممّا يعني: على صوت رئيس الملائكة، يقوم([47]) الجنس البشريّ كلُّه (أو: البشر كلُّهم)».

10 (1) وقلتُ أيضًا: «يا ربّ، هؤلاء الذين ماتوا منذ آدم إلى هذا اليوم، وهؤلاء الذين يسكنون في الجحيم منذ الزمن السالف، وهؤلاء الذين سيموتون خلال الأجيال الأخيرة، في أيِّ حال سوف يقومون؟» (2) فسمعتُ صوتًا يقول لي: «أصغِ أيُّها البارُّ يوحنّا! الجنس البشريّ كلُّه سيقوم وهو بعمر ثلاثين سنة.([48])

11 (1) وقلتُ أيضًا: «يموتُ البشر ذكرًا وأنثى. بعضهم (يموتون) شيوخًا، وآخرون شبّانًا وآخرون أيضًا أطفالاً. ساعة القيامة، في أيِّ حالٍ يقومون؟ (2) فسمعتُ صوتًا يقول لي: «أصغِ أيُّها البارُّ يوحنّا! كما النحلات لا تختلف الواحدة عن الأخرى، بل هي كلُّها بمظهر واحد وبكبر واحد، (3) كذلك يكون الأمر ساعة القيامة بالنسبة إلى كلِّ إنسان. (4) لن يكون هناك أشقر ولا أسمر ولا أسود، ولن يكون هناك سحنةٌ عاتمة ولا وجوه مختلفة. (5) بل يقومون كلُّهم في مظهر واحد وكبر واحد. (6) الجنسُ البشريُّ كلُّه يقوم بدون جسد([49]). (7) كما سبق وقلتُ لك([50]): «في القيامة، لا واحدَ يتزوَّج، ولا واحدة تُزوَّج، بل يكونون مثل ملائكة الله"»([51]).

12 (1) فقلتُ أيضًا: «يا ربّ، في ذلك العالم هل يعرف الواحد الآخر، الأخُ أخاه، والصديقُ صديقَه، والوالدُ أولادَه، والأولادُ والديهم؟» (2) فسمعتُ صوتًا يقول لي: «أصغِ يا يوحنّا! بالنسبة إلى الأبرار، يعرف الواحد الآخر، لا بالنسبة إلى الأشرار. فهؤلاء، ساعة القيامة، لا يستطيع الواحد أن يعرف الآخر».

(3) وأنا يوحنّا قلتُ أيضًا: «يا ربّ، هل نحفظ في ذلك المكان فكرة عن أمور هذه الدنيا، عن الحقول، عن الكروم وعن أمور أخرى من هنا؟»([52])(4) فسمعتُ صوتًا يقول لي: «أصغِ أيُّها البارُّ يوحنّا! تحدَّث النبيُّ داود بهذه الألفاظ: (5) «تذكَّرتُ أنَّنا غبار. فالإنسان أيّامُه كالعشب، ومثل زهر الحقول يُزهر. يذهب الروح الذي فيه فلا يبقى ولا يعرفُ بعدُ مكانَه»([53]) (6) وقال داود نفسُه أيضًا: «تخرج روحه منه فيعود إلى التراب. في ذلك اليوم تبيد جميع الأفكار"»([54]).

13([55]) (1) وقلتُ أيضًا: «يا ربّ، عندئذٍ ماذا سوف تصنع؟» (2) فسمعتُ صوتًا يقول لي: «أصغِ أيُّها البارُّ يوحنّا! عندئذٍ أُرسل ملائكتي([56])على وجه الأرض كلِّها. (3) فيختطفون بعيدًا عن الأرض كلَّ ما هو مجيد وثمين، الإيقونات([57]) المجيدة والمقدَّسة، الصلبان المجيدة والثمينة، الأغراض المقدَّسة من الكنائس، والكتب الإلهيَّة والمقدَّسة. (4) كلُّ الأغراض المجيدة والمقدّسة سوف تُخطف بواسطة السُّحب في الهواء. (5) عندئذٍ آمرُ بأن يُخطَف الصولجانُ الكبير والرفيع([58]) الذي مددتُ عليه يديَّ. (6) وتسجدُ قدّامه جميعُ أجواق ملائكتي. (7) عندئذٍ يُخطَف الجنسُ البشريُّ كلُّه على السُحب، كما أنبأ بولس الرسول: «في الوقت عينه([59])، نُرفَع معهم على السُّحب للقاء الربّ، في الهواء» (8) عندئذٍ ينهض جميع الأرواح الشرِّيرة([60])، أولئك الذين هم على الأرض، وأولئك الذين هم في اللجَّة، في أيِّ موضع يكونون على وجه الأرض كلِّها. من المشرق إلى المغرب. (9) وينضمُّون إلى ذاك الذي هو في خدمة إبليس، أي الأنتيكرست، ويُخطفون على السحاب».

14([61]) (1) وقلتُ أيضًا: «يا ربّ، وعندئذٍ، ماذا سوف تصنع؟» (2) فسمعتُ صوتًا يقول لي: «أصغِ أيُّها البارُّ يوحنّا! عندئذٍ أرسل ملائكتي على وجه الأرض كلِّها، فيُحرقون([62]) الأرضَ على 8500 ذراع([63]). (3) الجبال العالية تُتلَف. جميع الصخور تُذاب وتصبح مثل الرماد الذي يطير. (4) ويُتلَف كلُّ شجر وكلُّ بهيمة وكلُّ زاحفٍ يزحف على الأرض([64])، وكلُّ ما ينسحب على وجه الأرض وكلُّ طير يطير في الهواء. (5) ولن يكون بعدُ شيء يتحرَّكُ على وجه الأرض كلِّها، والأرض تكون جامدة بلا حراك».

15 (1) فقلتُ أيضًا: «يا ربّ، وعندئذٍ ماذا سوف تصنع؟» (2) فسمعتُ صوتًا يقول لي: «أصغِ أيُّها البارُّ يوحنّا! عندئذٍ أَكشفُ أربعة أجزاء المشرق([65])، فتقوم الرياح الأربع الكبرى ويُذَرُّون كلَّ وجه الأرض من الأقاصي إلى أقاصي الأرض. (3) ويُذرِّي الربُّ الخطيئة بعيدًا عن الأرض، فتكون الأرض بيضاء مثل الثلج. وتصبح مثل ورقة البرديّ([66]). لن يكون لها تجويف ولا جبل ولا تلَّة ولا صخر، (4) بل إنَّ وجه الأرض، من المشرق إلى المغرب، يكون مسطَّحًا مثل طاولة، وأبيض مثل الثلج. وتُطهَّر حقوا (reins) الأرض بالنار (5) فتصرخ إليَّ قائلة: «أنا عذراء قدَّامك، يا ربّ، ولا خطيئة فيَّ" (6) كما أنبأ النبيّ داود: "تنضحني بالزوفى بأطهر. تغسلني فأكون أكثر بياضًا من الثلج»([67]). وقال أيضًا: "كلُّ وادٍ يرتفع، وكلُّ جبل وكلُّ تلٍّ ينخفضان. الممرّات المعوجَّة تُقوَّم والطرق الوعرة تُسهَّل وكلُّ بشر يرى وجه الله"»([68]).

16([69]) (1) فقلتُ أيضًا: «يا ربّ، وحينئذٍ ماذا سوف تفعل؟» (2) فسمعتُ صوتًا يقول لي: «أصغِ أيُّها البارُّ يوحنّا! عندئذٍ تُطهَّرُ الأرض من

 

الخطيئة، وتمتلئ الأرض كلُّها بالطيب لأنِّي سأَنزِلُ على الأرض([70]). (3) عندئذٍ يخرج الصولجان الكبير الرفيع([71])، مع آلاف الملائكة الذين يعبدونه (4) كما سبق وتنبَّأت: "عندئذٍ تظهرُ علامةُ ابن الإنسان من السماء بقدرة ومجد عظيم"([72]). (5) عندئذٍ يراه عاملُ الإثم([73]) مع خدَّامه فيَصرُّ بأسنانه جدًّا. وجميعُ الأرواح النجسة([74]) تدير ظهرها لتهرب. (6) عندئذٍ إذ تُكرهُهم قوَّةٌ لامنظورة، ولا يجدون مكانًا إليه يهربون، فيصرُّون بأسنانهم عليه ويقولون: (7) "أين هي قدرتك؟ كيف ضلّلتَنا؟ هربنا وأُسقطنا من المجد([75]) الذي تلقَّيناه من ذاك الآتي لكي يَديننا، نحن والجنس البشريّ كلَّه. الويل لنا، لأنَّه سوف يطردنا في الظلمة البرّانيَّة!"»([76])

17([77]) (1) وقلتُ أيضًا: «أيُّها الربّ، وحينئذٍ ماذا سوف تصنع؟» (2) فسمعتُ صوتًا يقول لي: «عندئذٍ أرسلُ من السماء ملاكًا فيهتف بصوت قويٍّ ويقول: "أصغي، أيَّتها الأرض، وتقوِّي! فالربُّ قال: 'أنا نحوكِ أنزلُ'". ويُسمَعُ صوت الملاك من الأقاصي إلى أقاصي الأرض المأهولة، وإلى أعماق لجَّة البحر. (3) عندئذٍ([78]) كلُّ قدرة الملائكة والكائنات ذوات العيون العديدة([79]) تتزعزع، وتكون ضجَّة كبيرةٌ في السماوات. (4) طبقات السماء السبع([80]) تتزعزع ويأتي الخوف والذهول على جميع الملائكة. (5) عندئذٍ تتمزَّق السماوات من المشرق حتَّى المغرب وينزل على الأرض جمهورُ ملائكة لا عدَّ لهم. (6) عندئذٍ تُفتَحُ كنوز السماء فتُنزِلُ كلَّ ما هو ثمين وأريجَ الأطياب([81]). ويُنزلون على الأرض، أورشليم، اللابسة مثل عروس([82]). (7) عندئذٍ يمشي قدَّامي ربواتٌ من الملائكة ورؤساء الملائكة، وهم يحملون عرشي([83]) ويهتفون: "قدُّوس، قدُّوس، قدُّوس، الربُّ الصباؤوت! السماء والأرض مملوءتان من مجدك!"([84]) (8) عندئذٍ أَخرُج من هنا بقدرة ومجد عظيم([85]) فتراني كلُّ عين على السحب([86]). عندئذٍ تركعُ كلُّ ركبة في السماوات وعلى الأرض وتحت الأرض([87]). (9) عندئذٍ تَلبث السماء فارغة فأنزلُ على الأرض: كلُّ ما هو في الهواء يُحمَل إلى تحت، على الأرض([88]). كلُّ الجنس البشريّ وكلُّ أرواح الشرِّ مع الأنتيكرست([89]) (10) ويُوضَعون كلُّهم([90]) قدَّامي، عراةً، خاضعين».([91])

 


[1](1) Apocalypse في الفرنسيَّة، Revelation في الإنكليزيَّة. ܓܠܝܢܐ (جلا، كشف) في السريانيَّة. apokaluyiV  (كشف الغطاء) في اليونانيَّة. رج رؤ 1: 1 (وحي يسوع المسيح). في E نقرأ العنوان التالي: «أسئلة القدِّيس يوحنّا اللاهوتيّ».

(2) théologien. في اليونانيَّة qeologoV. في السريانيَّة ܬܐܘܠܘܓܘܣ. وهناك ألقاب أخرى ليوحنّا: «الرسول والإنجيليّ». ثمَّ «الحبيب». ثمَّ: «الذي سقط على صدر...». ثمَّ: «البتول». وجاءت مخطوطات توضح مضمون المؤلَّف: «حول النهاية» (أو: نهاية العالم) أو: «حول الأنتيكرست» (المناوئ للمسيح، المسيح الدجّال). أو: «حول مجيء parousia ربِّنا يسوع المسيح».

[2](3)Marcianus, gr. II, 90, du XVIe s. . علامته E.

 

[3](4) Paris, grec 947, date de 1574.. علامته B.

 

[4](1) العنوان: طلَبُ الكشف عن نهاية الأزمنة، ورؤية الكتاب الكبير.

 

[5](2)                حسب التقليد، هو موضع تجلِّي يسوع لتلاميذه (مت 17: 1-9؛ مر 9: 2-10؛ لو 9: 28-36؛ 2 بط 1: 17-18).

 

[6](3)  douloV . أو: خادمك.

 

[7](4)                ق رؤ 1: 1 (ما يحصل قريبًا). يعود السؤال بشكل عاديّ في سياق النصِّ، ويتكرَّر حرفيًّا في 9: 1، كما يتكرَّر ثماني مرَّات في شكل قريب (رج 6: 1ح).

 

[8](5)                يتكرَّر السؤال في 18: 1 في شكل مختلف بعض الشيء، وينال الجواب في 18-19. وعبارة «في تلك الأزمنة» تعود في 5: 1؛ 8: 2. وهي تميِّز لدى المؤلِّف الاهتمام السائد بالأزمنة الأخيرة السابقة لمجيء المسيح.

 

[9](6)                الكشف المطلوب موضوعُه «كلّ شيء» (27: 1)، مضمون الكتاب الكبير (3: 3)، أو المظهر الخارجيّ للأنتيكرست (6: 3).

 

[10](7)               خُطف الرسول إلى موضع يقع فوق الأرض، ولكنَّه لا يدخل إلى المجال السماويّ. في 2: 3، سيُطلَب منه أن «يرفع عينيه» ليرى السماوات مفتوحة.

 

[11](8)               سوف ترد هذه العبارة المقولبة stéréotypée على الدوام في الشكل عينه. في 28 إيرادًا من أصل 31، تأتي بعد سؤال من يوحنّا وتفتتح الجواب الإلهيّ. فالرسول يوجِّه أسئلة إلى «الربّ». والصوت الذي يأتي كتعبير دائم في صيغة المتكلِّم المفرد، هو بوضوح صوت المسيح كما في الأناجيل (11: 7؛ 13: 5؛ 27: 6).

 

[12](9)    رج يو 1: 51 (في كلام إلى نتنائيل). رج رؤ 4: 1. حسب 17: 4، تتكوَّن السماء من طبقات عديدة.

 

[13](10) هو عنصر يميِّز العالم السماويّ. رج 16: 2؛ 17: 6.

 

[14](11) Contempler هذا الأمر الذي يتوجَّه إلى الرسول يرد أيضًا في 18: 2. في هذين المقطعين، الرؤية التي يُدعى يوحنّا لكي يتأمَّلها تُشير إلى غرض نجده في الرؤيا القانونيَّة: في 3: 2، الكتاب مقفَل بسبعة أختام (رؤ 5: 1). وفي 18: 1، الحمل له سبع عيون وسبعة قرون (رؤ 5: 6). نقلُ الوحي بواسطة رؤية هو أمر استثنائيّ. ففي كلِّ مكان من النصِّ، تسيطر الكلمةُ. والأمرُ الذي يوجِّهه الصوت الإلهيّ إلى يوحنّا هو: «اسمع».

 

[15](12) هكذا يتوجَّه الصوت الإلهيّ إلى يوحنّا في الكتاب كلِّه، ما عدا في 12: 2 و23: 5 حيث يُدعى فقط: «يوحنّا».

 

[16](13) رج رؤ 5. 1. يرتكز النصُّ على رؤية الكتاب «المختوم بخمسة ختوم»، التي لا يستطيع أن يفتحها سوى الحمل (رؤ 5-6). ويُصوَّر فتحُ الكتاب والختوم في رؤ 15-16. كما في حز 2: 9-10 وفي رؤ 5: 1، الصورة هي صورة كتاب ملفوف حول أسطوانة أو أسطوانتين، فيشكِّل مجموعة أوراق موضوعة الواحدة بجانب الأخرى. فإذا أردنا أن نقيس طول الكتاب، ينبغي أن نَبسطه وننشره.

 

[17](14)   في المخطوط E نقرأ: «سبع مئة ذراع».

 

[18](15)               السماء، الأرض، لجَّة البحر. هذه الألفاظ تحدِّد الطبقات الرئيسيَّة الثلاث في التمثُّل الكوسمولوجيّ. نجدها أيضًا في وصف فتح الختوم على التوالي في 19: 1-7. وهناك مدى آخر يُذكَر في 16: 7؛ 20: 2: «الظلمة البرّانيَّة». إنَّه قريب من اللجَّة.

 

[19](16)               حرفيًّا: «كلُّ الطبيعة البشريَّة» pasa jusiV anqrwpinh. هذه العبارة تدلُّ على البشريَّة بمجملها، فتضمُّ الأشرار والأبرار معًا. سوف تعود في النصِّ أربع مرَّات في أربعة أوقات من سيناريو نهاية الأزمنة. على التوالي: «كلُّ الجنس البشريّ» يعرف الموت (9: 2)، يقوم (9: 8؛ 10: 2؛ 11: 6)، يُخطَف في الهواء على الغمام (13: 7؛ رج 1 تس 4: 17)، ينزل من الهواء إلى الأرض مع الربِّ لكي يُدان (16: 7؛ 17: 9).

في نهاية هذا المقطع وفي بداية المقطع التالي، نقرأ في المخطوط B نصًّا مختلفًا: «وهذا يتجلَّى في نهاية العالم، ساعةَ الدينونة الآتية، كما رأى النبيُّ دانيال: «جلس للقضاء وفُتحت الكتب» (دا 7: 10). عندئذٍ جلس أيضًا الرسل الاثنا عشر ليدينوا قبائل إسرائيل الاثنتي عشرة (مت 19: 28). ونقرأ ما يقابل الرؤيا المنحولة 5: 1: «وحين سمعتُ هذا من قِبَل ربِّي، سألتُ أيضًا:= ="أرني، ربِّي، متى يحصل هذا (وأرني) بالعلامات، كيف تكون الأزمنة والأوقات مختلفة لكي أعلنه إلى إخوتي الرسل وإلى جميع الذين يؤمنون باسمك"».

[20](17)               العنوان: زمن الوفر الخارقة، ثمَّ الجوع، قبل مجيء الأنتيكرست. فالخصبُ الخارق للكرمة وللحنطة في الأزمنة الأخيرة، سمةٌ تميِّز الرجاء الألفانيّ millénariste: أوَّل مرَّة يكون الكلام عنه، نجده عند الشيوخ presbytres. هذا ما ثبَّته بابياس Papias وأورده إيرينه في الردّ على الهراطقة (5/33: 3-4). ولكنَّ هذا يرتدي هنا معنى مختلفًا، لأنَّ الوفر عابر وينتهي في سنة من الجوع، قبل مجيء الأنتيكرست. راجع BOUSSET, op. cit., p. 131

 

[21](18) نقرأ في B نصًّا مختلفًا يستلهم لو 21: 10-11: «حين ترون علامات في الشمس والقمر والنجوم، (وترون) الحرب التي لا تتوقَّف، أمَّة على أمَّة، ملوكًا على ملوك، المحاعات والزلازل، عندئذٍ تكون النهاية اقتربت. وستأتي تلك الأزمنة بوفر من الحنطة والخمر والزيت لم يكن مثلها أبدًا» (بعد ذلك، يأتي ما يقابل 5: 3-4).

 

[22](19)               Chénice: هو كيل قمح يزيد عن الليتر قليلاً ويساوي الحصَّة اليوميَّة من أجل طعام الرجل.

 

[23](20)               هذه العبارة المقولبة المأخوذة من اللغة البيبليَّة، تعود مرارًا. رج 13: 2؛ 13: 8؛ 14: 2؛ 14: 5؛ 19: 5؛ 25: 2.

 

[24](21) هو الكلام عن مجيء الأنتيكرست (المناوئ للمسيح)، عن منظره ومدَّة مُلكه. في 6-8، نجد آثار رؤية الأنتيكرست في العهد الجديد (2 تس 2: 3-12؛ 1 يو 2: 18؛ 4: 3؛ 2 يو 7؛ رؤ 11: 1-3؛ 11: 18). وفي النصوص الجليانيَّة، اليهوديَّة والمسيحيَّة، نجد أصل هذه الصورة الإسكاتولوجيَّة ومركَّباتها المختلفة. راجع رؤيا إيليّا 3: 1-96.

 

[25](22) حرفيًّا: «انطلاقًا من حينئذٍ، ماذا سوف تفعل؟» apo tote ti melleiV poiein. يتكرَّر هذا السؤال بحرفيَّته الدقيقة في 9: 3؛ 13: 1؛ 14: 1؛ 15: 1؛ 16: 1؛ 17: 1؛ 27: 1. رج أيضًا 9: 1. فبطابعه المقولب وغير الدقيق، يختلف هذا السؤالُ عن سائر الأسئلة التي يوجِّهها يوحنّا. هو يشدِّد على سيادة المسيح المطلقة على أحداث نهاية الأزمنة. ويكشف الحاجة لمعرفة الترتيب الكرونولوجيّ لهذه الأحداث. وتتيح إيراداتُه أن تميِّز الأوقات الرئيسيَّة في السيناريو الجليانيّ: مجيء الأنتيكرست وملكه (6-8). موت الجنس البشريّ كلِّه (9: 1-2).= =القيامة العامَّة حين يَنفخ بالبوق رؤساءُ الملائكة (9: 3—12: 6). اختطاف الأغراض الثمينة والبشر على الغمام (13). تطهير الأرض بالنار (14: 1) وبالرياح الأربع الكبرى (15). ظهور الصليب. «علامة ابن الإنسان» (16). نزول الربِّ على الأرض للدينونة العامَّة (17). مجيء العالم الجديد المحرَّر من كلِّ شرّ (27). وغياب هذا السؤال بين 18 و26، يدلُّ أنَّ هذه الفصول تشير إلى حدث واحد وحيد: الدينونة العامَّة التي ترتِّب مصيرَ عناصر العالم (18-19) ومختلفَ فئات البشر (20-26). أمّا الاهتمام بالكرونولوجيا فليس غائبًا عن الأسئلة التي ترتِّب هذا القسم في هذه الرؤيا: أراد يوحنّا أن يعرف في أيِّ ترتيب تسير الدينونة، ومن يُستجوَب» في الأوَّل» (20: 1)، وأيَّة مجموعة تُدان «بعد هؤلاء» (21: 1؛ 22: 1).

 

[26](23) الناكر Le négateur - الأنتيكرست. اسمان من أسماء الأنتيكرست. راجع BOUSSET, op. cit., p. 86-88. أمّا الناكر arnithV فهي تسمية خاصَّة بهذه الرؤيا، ولكنَّنا نستطيع أن نقاربها من التنظير حول عدد الوحش (رؤ 13: 18: 666) الذي نجده في مقال حول نهاية العالم وحول الأنتيكرست لـ Pseudo-Hippolyte, XXVIII-XXIX. فالقيمة العدديَّة للفظ arnoume (وهي طريقة أخرى لكتابة arnoumai: أُنكرُ) تقابل 666، أي العلامة المفروضة على جبين أو على يد من ينكرون الله والعبادة الحقَّة وينضمُّون إلى الأنتيكرست. Hippolytus Werke, 1, 2 (Grechische christliche Schrifsteller”, 1, Leipzig, 1897, p. 301.. وبعد قليل، تُدعى في هذا النصّ الصورة عينها «عامل الجور» (أو: اللابرّ) (16: 1). «العدوّ» (20: 2). بعد لفظ «أنتيكرست»، ينقل E مقطعًا هامًّا إضافيًّا، يتبعه سؤال يفتتح إعلانًا عن الجفاف الكونيّ، يقابل 7: 7-9: «ويبيِّن معجزات ضلاله قائلاً: «أنا هو ابن الإنسان»، ويقدِّم نفسه على أنَّه الله. ويحدِّد مكانه في مكان الجمجمة (يو 19: 17)، حيث أتى لحياة العالم ولأجل أولئك الذين ينوحون في الجحيم Hadès، وبدأ يَدينُ بوداعة، وبرحمة عظيمة، ويمنح الغفران للخطأة،وكما يقال: يغفر الخطايا. فيُصغي الضالُّون إلى غفرانه، والجهّال والأمِّيُّون يجتمعون ويقولون بعضهم لبعض: «أما نجد إذًا فيه بارًّا؟ نحن نجده بارًّا». وثبَّت الشعبُ اليهوديّ القاتل أنَّه بارّ. لهذا بيَّنه أيضًا أنَّه المكرَّم، واعتنى بالمكان وبالهيكل. والذين لا يفكِّرون قالوا كلَّ ما... بسبب أقوال الأنبياء وإرشاداتهم».

«وسأل تلميذ الربِّ أيضًا قائلاً: "قل لي ربِّي، بعد هذا ماذا سوف تصنع؟" "اسمع أيُّها البارّ يوحنّا! حين رأى الله جوْرَ هذا، أرسل من السماء ملاكًا، بورييل Bourriel قائلاً: 'انطلقوا، انفخوا بالبوق لتجمعوا... من الهواء لكي يسودوا على المطر، فتجفَّ الأرض ويذبل العشب. يَجعل [الملاكُ] السماء فولاذًا بحيث لا تعطي على الأرض ندى، ويخبِّئ الغيوم في أحشاء الأرض، ويضبط قدرة (حرفيًّا: قرن) الرياح لئلاَّ تنفخ الريح على وجه الأرض كلِّها. وتكون دهشة على كلِّ الأرض. فقلت: «يا ربّ، كم سنة تدوم هذه الأمور؟"» (ويأتي الجواب الذي يقابل 8: 2-6).

[27](24) في 6: 3-7: 6 تتطابق صورةُ الأنتيكرست بشكل شبه حرفيّ مع الصورة التي نقرأها في= =رؤيا عزرا (4: 29-32، راجع كتابات عزراويَة [ترجمة الخوري بولس الفغالي، الرابطة الكتابيَّة 2002، على هامش الكتاب، 9]، ص 186. ثمَّ راجع حياة عزرا 75-76 [أو: خبر عزرا في كتابات عزراويَّة]، ص 225-226). نجد دراسة عن وصف الأنتيكرست في النصوص اليهوديَّة والمسيحيَّة عند J. M. ROSENTIEHL, “Le Portrait de l’Antichrist” in Pseudépigraphes de l’Ancien Testament et manuscrits de la mer Morte, I (I, Cahiers de la revue d’histoire et de philosophie religieuses, 41), Paris, 1967, p. 45-60. Voiraussi BOUSSET, op. cit., p. 101-102..

 

[28](25) نقل E بدل 7: 6 نصًّا أطول بكثير: «أمسك بيده كأس الموت، وكلُّ الذين سجدوا أمامه شربوا منها». عينه اليمنى مثل النجم الذي يطلع في الصباح، والعين الأخرى مثل عين الأسد (7: 2). وهذا كان حين أسرَه رئيسُ الملائكة ميخائيل، وانتزع منه ألوهته. وأنا أرسلتُ من حضن أبي، وخفضتُ رأسَ ذاك الذي كان منجَّسًا، فانطفأت عينُه. وحين (نقرأ ote بدل wde) يسجدون قدَّامه، يرسم علامة على أياديهم اليمنى (رؤ 13: 16) بحيث يجلسون معه في النار الخارجيَّة وبشكل آخر [؟] لا يمكن أن يُحمَوا. جميع الذين لم يتعمَّدوا ولم يؤمنوا، حُفظ لهم كلُّ غضب الله وسخطه». فقلت: «ربِّي، بأيِّ شيء يصنع آيات؟» «اسمع أيُّها البارُّ يوحنّا! ينقل الجبال والتلال من مواضعها. يقوم بحركة من يده النجسة قائلاً: «تعالوا إليَّ أنتم كلُّكم». وبسبب معجزات الضلال، يجتمعون في الموضع الذي هو موضعه. هو لا يُقيم الموتى، ولكنَّه يبيِّن جميع الأمور الأخرى، وكأنَّه الله». ويتبع ما يقابل سؤال 9: 1 (أو: 9: 3) وجواب 9: 2 و9: 4.

«وقلتُ أيضًا: «يا ربّ، وحينئذ ماذا سوف تصنع؟» فسمعت صوتًا يقول لي: «اسمع، أيُّها البارُّ يوحنّا! عندئذٍ، لن يكون بعدُ إنسانٌ حيٌّ على وجه الأرض كلِّها. وعندئذٍ أرسل من السماء ملاكًا فينفخ في البوق، فيُسمَع صوتُ البوق من الأقاصي حتّى أقاصي الأرض المأهولة» (رج 9: 4-7).

[29](26) هنا يضيف B نصًّا أطول: «ويحبُّ فوق كلِّ شيء نسل العبرانيِّين. والأبرار يختبئون ويهربون في الجبال والمغاور، فينتقم من الأبرار العديدين. طوبى لمن لا يؤمن به! وعندئذٍ لا تعطي السماء ندى على الأرض» (يتبع 7: 8-9).

 

[30](27) في 7: 7-9. راجع النصَّ الخاصَّ بـ E والوارد في حاشية 23. خلال حقبة سيطرة الأنتيكرست، يأتي جفافٌ كبير، مرادف للمجاعة. هنا، عكس النصوص الواردة في BOUSSET (129-132)، غياب الندى والغيوم والرياح يُنسَب بشكل صريح إلى تدخُّل الله.

 

[31](28) قوَّة الرياح. حرفيًّا: قرن الرياح.

 

[32](29) هذا ما يقابل حرفيًّا رؤ 7: 1: «يمسكون الرياح...».

 

[33](30) في 1-2. حُدِّد تسلُّطُ الأنتيكرست بثلاث سنوات، وهذا قريب من مدى الاضطهاد النموذجيّ الذي يسبق النهاية: ثلاث سنوات ونصف السنة (دا 7: 25؛ 12: 5)، 42 شهرًا أو 1260 يومًا (رؤ 11: 2-3). راجع بسودوهيبوليت، مرجع سابق، ص 299: 25-26: «نصف السباعيَّة septénaire أي ثلاث سنين ونصف السنة، يملك الأنتيكرست على الأرض”.

 

[34](31) في 3-4 قصَّرت العنايةُ الإلهيَّة زمن الضيق الأخير، وهذا موضوع تقليديّ في الأسفار الجليانيَّة. رج مت 24: 22؛ مر 13: 22. BOUSSET, p. 144..

 

[35](32) حز 89: 45-46 بحسب السبعينيَّة.

 

[36](33) في 5-6. أخنوخ وإيليّا شخصان لم يَعرفا الموت. أُرسلا إلى الأرض في الأزمنة الأخيرة ليشجبا كذب الأنتيكرست، فيقتلهما. هو الموضوع الجليانيّ الذي نستشفُّه من خلال صورة هذين الشاهدين، كما في رؤ 11: 1ي. إنه يظهر مرارًا في النصوص حول الأنتيكرست. BOUSSET, p. 134-139. ثمَّ رؤيا إيليّا 3: 25-34، 91-96.

 

[37](34) رج 2 يو 7. planhV: مزيَّفًا.

 

[38](35) هو داود (8: 4) صاحب المزامير بحسب التقليد.

 

[39](36) مز 51 (بحسب السبعينيَّة).

 

[40](37) العنوان: يموت البشر (أو: الجنس البشريّ)، ويتحوَّلون في القيامة.

 

[41](38) يسبق القيامةَ العامَّةَ على صوت بوق رئيس الملائكة (9: 4-8)، زمنٌ فيه يُزيل الموتُ البشريَّة كلَّها (أو: البشر كلَّهم). هذا الزمن المتوسِّط الذي ينطبع بزوال كلِّ حياة بشريَّة، لا يتوافق مع السيناريو الجليانيّ المذكور في العهد الجديد (1 تس 4: 15-17؛ 1 كو 15: 51-52؛ مت 24: 31)، بل يذكَّرنا بما في 4 عز 7 (وخصوصًا 7: 30: «ويعود العالم إلى الصوت الأوَّلانيّ، سبعة أيّام، كما في البدء الأوَّل، وهكذا لا يبقى أحد). كتابات عزراويَّة، ص 94.

بعد «إنسان حيّ» نقرأ في E نصًّا خاصًّا به أُفسِد بفعل عوامل الطبيعة فصعبت قراءته، بسبب الفجوات: «تذبل الأرض بفعل حرِّ الشمس. الويل للذين استبقوا حينئذٍ [؟]... عندئذٍ، أولئك الذين يمتَلكون الذهب والفضَّة، يرونهما في الساحات وفي كلِّ موضع من الأرض المأهولة، فلا يهتمُّ بهما أحد [...] الذين يمتلكون أغراضًا من عاج وثيابًا مصنوعة بالحجارة (الكريمة) وباللآلئ، يرمونها في الساحات. والملوك والرؤساء ينضنون من الجوع، والبطاركة ورؤساء الأديار higoumênes والكهنة والعوام. أين هي الخمرة الطيِّبة والمائدة وترف العالم؟ لن نجدها بعدُ في العالم كلِّه. [...] والبشر يموتون على الجبال، وفي الساحات وفي كلِّ مكان من الأرض المأهولة. وبسبب نتانة الذين يموتون، حتّى الأحياء يموتون. فيهربون إلى الجبال ويختبئون في المغاور. [...]. والإخوة الشفوقون يسقطون دفعة واحدة ويموتون، وينتهي العالم كلُّه بفعل الموت» (وهنا فجوة تقدِّم سؤالاً):

فسمعتُ صوتًا يقول لي: «أصغِ أيُّها البارُّ يوحنّا! كلُّ من لا يسجد أمام هذا الوحش ومعجزاته السرابيَّة، يُدعى شاهدًا في ملكوت السماوات ويرث الحياة الأبديَّة مع قدِّيسيَّ».

ويتبع ما يقابل سؤال 6: 3 (فقلت: «يا ربّ، كيف هو هذا الأنتيكرست؟») وصورة 7: 1-5 («أصغِ أيُّها البارُّ يوحنّا! منظر وجهه عاتم [...]».

[42](39) 4-8. موضوع صوت البوق ساعة قيامة الأموات، هو بعض الصور الجليانيَّة التقليديَّة BOUSSET, p. 166-167.

 

[43](40) هذا ما نقرأه أيضًا في 13: 2؛ 14: 2 (رج أيضًا 7: 2)؛ ق مت 24: 31.

 

[44](41) مز 98: 6.

 

[45](42) نقرأ هذه العبارة في 15: 2؛ 17: 2.

 

[46](43) «النبيّ المذكور هنا هو جا 12: 4: «ويقوم صوت الدوريّ». وجُعل فاعلٌ للفعل: «كلُّ نبات». فبجانب التفسير الذي يرى في جا 12: 1-8 صورة عن ضعف الإنسان في شيخوخته، فسَّر آباء الكنيسة أيضًا هذا المقطع في معنى كوسمولوجيّ (على مستوى الكون) وإسكاتولوجيّ (في إطار النهاية). راجع F. VINEL, La Bible d’Alexandrie. L’Ecclésiaste, Paris, 2002, p. 168-170..

 

[47](44) أو ينهض كما في جا 12: 4: ונקום في العبريَّة، ܘܢܩܘܡ في السريانيَّة. أمّا في اليونانيَّة فنقرأ: anasJhsetai.

 

[48](45) في القيامة يكون جميع البشر في عزِّ قواهم (20: 4). ويمكن أن يرمز العدد 30 إلى السنة التي فيها يبدأ اللاويّ خدمته (عد 4: 3). رج بالنسبة إلى يسوع، لو 3: 23.

 

[49](46) خالف النصُّ تعليم بولس الرسول في 1 كو 15: 35-36 حيث تقرأ التمييز بين جسد فاسد أو حيوانيّ psychique. swma yucikikon، وبين جسد لافاسد أو روحانيّ pneumatikon يُلبَس ساعةَ قيامة الموتى.

 

[50](47) الصوت الذي يكلِّم يوحنّا هو صوت المسيح في الإنجيل.

 

[51](48) رج مت 22: 30 بحسب النسخة البيزنطيَّة، بدون عبارة «في السماء».

 

[52](49) في 3-6. طرح يوحنّا سؤالاً فجاء الجواب بالنفي، واستند إلى آيتين من النبيّ داود.

 

[53](50) مز 103: 14-16.

 

[54](51) مز 146: 4.

 

[55](52) العنوان: أُفرغَتِ الأرض، وأُخذَتْ منها (اختطفت) الأغراضُ المقدَّسة والبشر وأرواح الشرّ. إنَّ موضوع الاختطاف enlèvement في الهواء، على السحب، يعود إلى 1 تس 4: 17 الذي ورد حرفيًّا في 13: 7. ولكنَّ الكاتب استغلَّه هنا بشكل خاصّ. من جهة، طُبِّقت الآية الواردة على البشريَّة كلِّها، التي مرَّت بالموت والقيامة، لا فقط على المؤمنين الذين لبثوا أحياء ساعة مجيء الربِّ (رج الحاشية في 13: 7). ومن جهة أخرى، وهذا ما يدهشنا، فالنصُّ لا يهتمُّ فقط باختطاف البشر، بل أيضًا وبشكل خاصّ، باختطاف كلِّ الأغراض الثمينة في شعائر العبادة المسيحيَّة (الإيقونات، الصلبان، الكتب المقدَّسة)، كما باختطاف الأنتيكرست والشياطين الذين يعيثون في الأرض خرابًا. وهدفُ هذا النقل لكلِّ شيء نحو العلى، هو إفراغ الأرض إفراغًا تامًّا من أجل تطهيرها بالنار وجعْلِها أهلاً لتستقبل نزول المسيح الديّان وأورشليم السماويَّة.

 

[56](53) رج مت 24: 31 (ق 9: 4؛ 14: 2).

 

[57](54) الإيقونات. أو: الصور. يشهد هذا المقطع بحسب A. WHEALEY (حاشية 17، المدخل) على اهتمام خاصّ بحماية الإيقونات (والصور). ويدلُّ على أنَّ النصَّ دُوِّن في حقبة حرب الإيقونات، أي بين سنة 725 وسنة 843.

 

[58](55) هنا وفي 16: 3، يدلُّ على الصليب إذ إنَّه علامة عن قدرة المسيح المنتصرة. يعكس النصُّ إكرامًا للصليب المقدَّس ويفترض وجود رؤية اكتشاف الصليب بيد الإمبراطورة هيلانة في القرن الرابع.

 

[59](56) 1تس 4: 17، ولكن بدون بدء الآية التي تدلُّ على هويَّة «نحن». «ثمَّ نحن الأحياء الباقين». في نصِّ بولس، أولئك الذين يلبثون أحياء حين مجيء المسيح، يُختطفون أحياء في الهواء وهكذا ينضمُّون إلى الذين كانوا ماتوا وها هم الآن قاموا. في النصِّ الذي نقرأ، «نحن» تعود إلى مجمل البشر الذين ماتوا وقاموا.

 

[60](57) «الأرواح الشرِّيرة» وانضمامهم إلى الأنتيكرست. رج 16: 5-7؛ 17: 9؛ 20: 2. هنا، هم يتركون الأرض ويصلون إلى السماء، شأنهم شأن الأغراض المقدَّسة (13: 3-5) ومجمل البشر (13: 7). وبعد ذلك، يقومون بالحركة المعاكسة، ساعة نزول ابن الإنسان من أجل الدينونة.

 

[61](58) العنوان: تطهير الأرض.

 

[62](59) دمار الأرض بالنار جزء من سيناريو نهاية الأزمنة. يُذكَر في 2 بط 3: 7. حول موضوع الحريق الشامل ودمار الأرض راجع BOUSSET, p. 159-165..

 

[63](60) الذراع يساوي نصف متر تقريبًا. ممّا يعني: 4250 مترًا. هو العمق الذي تصل إليه النار المدمِّرة والمطهِّرة (15: 4).

 

[64](61) خبر الخلق في تك 1: 1ي يقف في خلفيَّة تعداد العناصر التي دمَّرتها النار. فالنصُّ يصوِّر انقلاب مسيرة الخلق، التي تنتهي في زوال كلِّ حركة (14: 5).

 

[65](62) رج 7: 9؛ ق رؤ 7: 1.

 

[66](63) بفعل الرياح تصبح الأرض مسطَّحة.

 

[67](64) مز 51: 9. ورد هذا النصُّ في 8: 6.

 

[68](65) هو النبيُّ إشعيا، لا داود. حدَّدت بعض المخطوطات: «كما قال نبيٌّ آخر». رج إش 40: 4-5. كما يُقرأ في لو 3: 5-6.

 

[69](66) العنوان: ظهور علامة ابن الإنسان وخزي عبيد (أو: خدَّام) الأنتيكرست.

 

[70](67)           نحن هنا أمام أوَّل إعلان لظهور إلهيّ (تيوفانيا) سوف يصوَّر بشكل مفصَّل في ف 17. بالنسبة إلى إفاضة العطور، رج 17: 6 (ق 2: 3).

 

[71](68) قرأنا العبارة عينها في 13: 5. هذا ظاهرٌ في عظات أفرام اليونانيَّة كما درسها BOUSSET, p. 38 et 154-158. راجع القدِّيس أفرام السريانيّ، مقالات روحيَّة وخشوعيَّة. تعريب الأب أفرام كرياكوس، منشورات التراث الآبائيّ، 2004، ص 535-538.

 

[72](69) وردت هنا الألفاظ الأولى والأخيرة من مت 24: 30 (الذي هو في الأصل كما يلي: «وحينئذٍ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء، وحينئذٍ تنوح جميعُ قبائل الأرض، ويُبصرون ابن الإنسان آتيًا على سحاب السماء بقوَّة ومجد كثير»). يبدو أنَّ الكاتب اقتطع كلام يسوع وأغفل العناصر المتوسِّطة الآتية من العهد القديم (زك 12: 10-14؛ دا 7: 13)، إلاَّ إذا كان عرف النصَّ في شكل آخر وأقصرَ ممّا في مت 24: 30.

 

[73](70) تسمية الأنتيكرست. نجد العبارة عينها، في صيغة الجمع، في لو 13: 27، وفي شكل مختلف بعض الشيء، موافقة لما في مز 6: 9 في مت 7: 23. في لو 13: 27-28، كما هنا، يلي العبارة حالاً الإشارة إلى صرير الأسنان (مت 8: 12؛ 13: 42، 50؛ 22: 13؛ 24: 51؛ 25: 30)

 

[74](71) خدَّام الأنتيكرست هم الشياطين. راجع BOUSSET, p. 38. هي سمة خاصَّة بالقديس افرام في اليونانيَّة (ص 563-568)، وفي السريانيَّة J. MARTIKAINEN, Der Böse und der Teufel in der Theologie Ephraems des Surers. Eine systematisch-theologische Untersuchung, Abo (Finland), 1981..

 

[75](72) يشير هذا المقطع إلى أنَّ أرواح الشرِّ وخدَّام الأنتيكرست كانوا في الأصل ملائكة، فأُسقطوا من مجدهم، هم ورئيسهم، إبليس. راجع حياة آدم وحوّاء في اللاتينيَّة 11-16.

 

[76](73) عبارة تدلُّ على موضع العقاب والهلاك الذي لا مردَّ له. عبارة خاصَّة بإنجيل متّى (8: 12؛ 22: 13؛ 25: 30).

 

[77](74) تَفتح السماء كنوزها وتُفرِغ نفسها: نزول أورشليم السماويَّة والديّان الإلهيّ.

 

[78](75) الموضوع الجليانيّ «للزعزعة» ébranlement saleuw، الذي يصيب «كلَّ قدرة الملائكة» و«تسع طبقات السماء"، يستلهم مت 24: 29 (رج مر 13: 25؛ لو 21: 26): «كلُّ قوى السماوات سوف تتزعزع" saleuqhsontai.

 

[79](76) رج حز 1: 18؛ 10: 12؛ رؤ 4: 6، 8. هذا يدلُّ على الكائنات السماويَّة بشكل عامّ، لا على طبقة خاصَّة من الملائكة.

 

[80](77) حرفيًّا: «الأوراق التسع» ta ennea petala (في الفرنسيَّة: Pétales)، يدلُّ اللفظ هنا على الطبقات أو الحلقات التي تكوِّن بنيةَ العالم السماويّ. يُستَعمل في المعنى ذاته في أسئلة برتلماوس 4: 30. عادة، يكون عددُ السماوات من ثلاث سماوات إلى سبع.

 

[81](78) تتقبَّل الأرض وفرًا من العطايا الإلهيَّة، من أصل سماويّ وذات طابع ليتورجيّ. وهكذا تمتلكُ من جديد «كلَّ الأشياء المجيدة والمقدَّسة» التي اختُطفَتْ منها إلى السماء على السحب (13: 2-4). أمّا موضوع الطيب، فراجعْ 2: 3؛ 16: 2.

 

[82](79) رج رؤ 21: 2: «وأنا يوحنّا رأيتُ...».

 

[83](80) هو العرش الذي يجلس عليه المسيح من أجل الدينونة الأخيرة. راجع النهاية الخاصَّة بـ E.

 

[84](81) هتاف ليتورجيّ يجد أساسه في إش 6: 3 (رج رؤ 4: 8).

 

[85](82) نقرأ العبارة نفسها في 16: 4 وهي آتية من مت 24: 30 (رج لو 21: 27).

 

[86](83) رج مت 24: 30 (مر 13: 26؛ لو 21: 27)؛ مت 26: 64 (رج مر 14: 62).

 

[87](84) رج فل 2: 10 الذي يستلهم إش 45: 23.

 

[88](85) تنقلبُ الحركةُ التي رُسمَتْ في 13: 3-7: كلُّ ما خُطف في الهواء، على السحب، يُعاد الآن، إلى تحت، على الأرض، في ساعة الدينونة، ساعة نزول أورشليم السماويَّة وابن الإنسان، على الأرض، يرافقه الملائكة العديدون.

 

[89](86) راجع عظة يونانيَّة لأفرام. BOUSSET, p. 153. راجع حاشية 71.

 

[90](87) ترجمة أخرى ممكنة: «كلُّهم يقفون».

 

[91](88) تعود العبارة إلى عب 4: 13 حيث الكلام عن كلمة الله التي تُعرِّي جميعَ الخلائق. واللفظ «خاضعين» tetrachlismenoi من الفعل trachlizw يعني حرفيًّا: أُمسك بعنقه. ينطبق على المصارع الذي صرعه خصمُه، أو الضحيَّة التي يستعدُّ المضحِّي أن ينحرها.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM