خبر يوحنا العربي(1): المدخل

خبر يوحنا العربي(1)

المدخل

نشر رايت([1]) خبر يوحنّا في السريانيَّة ونقله إلى الإنكليزيَّة. واعتبره ترجمة للنصِّ اليونانيّ. ولكنَّ كونولي([2]) ردَّ هذا الطرح. فالخبر السريانيّ تأليف دُوِّن في نهاية القرن الرابع، وربَّما قبل هذا التاريخ([3]). والإشارة إلى مدينة الرها، غير المنتظرة في السياق([4]) تدلُّ بلا شكٍّ على المكان الذي دُوِّن فيه الخبر.

هل نحن أمام مؤلَّف وليد المخيِّلة؟ أو هل يستند إلى عناصر تقاليد، بل إلى خبر مكوَّن من قبل؟ استنتج ليبسيوس([5]) أنَّ هذا الخبر يرتبط بأعمال يوحنّا (= أع يو)، ويبدو أنَّ الأمر هو صحيح.

1 - بنية الخبر

يورد هذا النصُّ أحداثًا من حياة الرسول وتعليمه، بحسب ما يدلُّ العنوان:

«خبر يوحنّا([6])... الذي تكلَّم وعلَّم وعمَّد في مدينة أفسس». هو ليس بقريب من حاش([7]) أو خبر آلام، لأنَّ الكلام عن موت يوحنّا لا يتعدَّى بضعة أسطر بعد خبرٍ يمتدُّ على ستِّين صفحة.

ونستطيع أن نقسم الخبر كما يلي:

1) من أورشليم إلى أفسس (ص 3-11)

بعد الصعود والعنصرة ببضعة أيّام، تشتَّت الرسل في المناطق التي قُسمت لهم. ومضى يوحنّا إلى أفسس. بعد مسيرة ثلاثة أيّام، أخذ صليبًا من خشب، وجعله في اتِّجاه الشرق وصلَّى إلى الربِّ لكي يمنحه عونه. فأجابه الربُّ ووعدَهُ بأن يعينه. كانت كرازة في آسية امتدَّت 48 يومًا، قبل الوصول إلى أفسس، وكانت المدينة تحتفل بعيد أرطاميس. كانت تعلو كلَّ أبواب المدينة صورةُ الآلاهة. تَحاوَرَ يوحنّا مع امرأة مسنَّة، ولمّا وصف أرطاميس بأنَّها ابنة إبليس، رمَتْه العجوزُ بالتراب على وجهه.

2) يوحنّا يعمل في الحمّامات: إقامة منلاوس واهتداء قسم من الجمهور (ص 11-29)

استأجر ساكوندوس، صاحبُ الحمّامات، يوحنّا. بعد أربعين يومًا اهتدى. وأصبح يوحنّا الوكيل على المؤسَّسة التي ازدهرت بسرعة. في اليوم الخامس والعشرين، مضى منلاوس، ابن والي المدينة إلى الحمّامات مع إحدى المومسات. وبَّخه الرسول وأوصاه بأن لا يعود. ولكنَّ منلاوس عاد بعد يومين مع المومس. فصلَّى يوحنّا لكي يموت منلاوس وهو خارج من المكان. فأتى ملاك وقتل منلاوس. فغضب تيرانوس الوالي الذي رأى ابنه يفارق الحياة. فأمر بأن يُقبَض على يوحنّا ويُعرَّى من ثيابه. فانطلقت الشرارات من الصليب المعلَّق برقبة الرسول. وأقام يوحنّا منلاوس، الذي نهض، واهتدى وروى ما حصل له من رؤية. واهتدى تيرانوس ونصفُ الجمهور (36706 نفس).

3) يوحنّا في المسرح: عماد قسم من الجمهور (ص 29-42)

وتفرَّق الجمهور ثمَّ مضى إلى هيكل أرطاميس. غضب الوالي والوجهاء الذين أرادوا أن يقتلوا كهنة أرطاميس، فمنعهم يوحنّا. وفي الغد، ألقى يوحنّا، في المسرح، خطبة طويلة، ونبَّه جمهورَ الشعب بأن يختاروا بين الله وأرطاميس. فتعمَّد 39205 نفس.

4) هيكل أرطاميس وكوخ يوحنّا (ص 42-55)

وبعد ثلاثة أيّام، ترك يوحنّا قصر الوالي لأنَّه طلب السكن على الجبل. توسَّل إليه مرَّة أخرى تيرانوس ورفاقه بأن يُحرقوا هيكل أرطاميس. عارض يوحنّا. وبنى لنفسه كوخًا، على مرتفع يعلو الهيكل. بعد ثلاثة أشهر وعشرة أيّام، أعدَّ الكهنة عيدًا إكرامًا للإلاهة. فأتى لجيون (مر 5: 9ي) وأعلن من قبَل أرطاميس أنَّ الكوخ سوف يدمِّر الهيكل. فاهتدى الكهنة وجمهور الشعب. وفي مشهد جديد في المسرح، كانت خطبة يوحنّا ومعموديَّة وإفخارستيّا. طلب الشعب أن تُحرَق صورُ أرطاميس عند أبواب المدينة، وأن يُوضَع فوق الأبواب صليب الربّ. وبُنيَتْ كنيسة يُحتَفل فيها بالإفخارستيّا كلَّ أحد.

5) المنفى، تدوين الإنجيل، موت يوحنّا (ص 55-60)

علم نيرون بما حصل في أفسس. فأرسل يوحنّا إلى المنفى، وسجنَ الوالي، واجتاح المدينة. بعد ثلاثة أيّام، جمع السكّان تبرُّعات أرسلوها إلى نيرون من أجل تحرير يوحنّا. في نصف الليل، ظهر ملاك على الإمبراطور فجعله أخرس، وأمره بأن يُطلق يوحنّا. فعاد يوحنّا على سفينة وهو يحمل معه ثمرة التبرُّعات. وبنى بهذا المال كنيستين.

وبعد مدَّة طويلة، أرسل متّى ومرقس ولوقا أناجيلهم إلى يوحنّا وألحُّوا عليه بأن يكتب بدوره. اعتذر يوحنّا واعتبر نفسه بعدُ شابًّا. وحين أتمَّ الرسل مهمَّتهم، أتى بطرس إلى أفسس برفقة بولس الذي رغب أن يتعرَّف إلى يوحنّا. وطلبوا منه أن يكتب شهادته. رفض يوحنّا كلَّ أيّام الأسبوع. ولكن في الأحد، يوم القيامة، كتبه خلال ساعة بفعل الروح. لبث بطرس وبولس (هناك) ثلاثين يومًا، ثمَّ مضيا والإنجيل معهما إلى أورشليم، لدى يعقوب أخي الربّ، وإلى أنطاكية.

ومات يوحنّا في كوخه وهو ابن 120 سنة. وهناك دُفن مثل موسى على جبل نبو.

*  *  *

يتميَّز هذا القسم الأخير (5 المنفى) عن سائر الخبر. فهو لا يتضمَّن خطبًا ولا صلوات، بل يتكوَّن حصرًا من مقاطع سرديَّة تدخل فيها أقوالٌ قصيرة. وفي شكل مكثَّف، روى في خمس صفحات عددًا من الأحداث يوازي ما رُويَ في 55 صفحة. وهكذا يبدو بشكل ملحق يجمع تقاليد حول أحداث جوهريَّة في حياة يوحنّا.

أمّا الأقسام الأربعة الأولى، فتشكِّل وحدة متماسكة مع ذروتين، هما حدث الحمّامات، والحرب على عبادة أرطاميس.

 

2 -   الخبر السريانيّ (= خب يو سر) وأعمال يوحنّا بيد بروخور (= أع يو برو)

نجد بعض التوازي بين الأقسام الأربعة الأولى في أع يو برو، وبداية خب يو برو (ص 3-46). ذاك ما عرفه تسان([8]) وليبسيوس (1: 435-438) منذ القرن التاسع عشر. هذا التوازي يتعلَّق بشبكة الخبر. ولكنَّ لا نقاط اتِّصال بين تفصيل الأحداث والتدوين. والنصّان يتوافقان ليقدِّمان في ترتيب مشابه العناصر التالية:

- يبدأ الخبر بتشتُّت الرسل، بعد الصعود والعنصرة.

- حين وصل يوحنّا إلى أفسس، أخذ يعمل في الحمّامات.

- في الحمّامات، مات ابن أحد الوجهاء فجأة، فأقامه يوحنّا.

- بعد هذا الحدث في الحمّامات، توجَّهَ الاهتمامُ نحو هيكل أرطاميس وشعائر العبادة فيه.

- خبر متعلِّق بهزيمة عبادة الإلاهة([9]).

حسب تسان، تبدو هذه التوازيات بسيطة تجاه اختلافات حول نقاط رئيسيَّة. هذا لا يعني ارتباطًا بوثيقة واحدة، بل بانتشار تقاليد لا محدَّدة غاب عنها الطابعُ التاريخيّ. أمّا ليبسيوس فرأى أنَّ النصَّين قد يرتبطان بمؤلَّف واحد هو أع يو الغنوصيَّة. والرباط يكون ضعيفًا كما في خبر يو سر. واتَّخذ ليبسيوس مثَل سفَر يوحنّا من أورشليم إلى أفسس. ألغيَ حدثُ السفينة المرويّ في أع يو برو من خب يو سر، لأنَّه لا يشرِّف يوحنّا([10]). ومع ذلك هناك تفصيل حُفظ في السريانيَّة أفضل ممّا في اليونانيَّة: سبب موت الشابّ في الحمّامات. في خب يو سر، كانت صلاة يوحنّا سبب موت الشابّ. رفض اليونانيّ هذا التفصيل ونسب الموت إلى عمل شيطانيّ.

اعتبر ليبسيوس (1: 435-438) وماكمون([11]) أنَّ ما حصل في الحمّامات، أُخذ من معين (قد يكون أع يو اليونانيّ). وبين البراهين المقدَّمة، واحد يبقى معقولاً، التوازي مع أع يو برو ص 14-32. ولا نستطيع أن نقول: أخذ، بل هو ارتباط حرّ. وظنَّ ماكمون أنَّه وجد تعارضًا في خب يو سر، ممّا يدلُّ أنَّه يستند إلى معين حوَّله بعض الشيء. وهذا هو التعارض المزعوم: حين يروي الخبرُ الجدال بين منلاوس ويوحنّا، هما خارج الحمّامات (ص 20). وأمّا في نظر منلاوس، فالمشهد يقع في «الحمّامات» (ص 25).. حسب ماكمون: المشهدان مختلفان. وضَعَهُما المعينُ داخل الحمّامات، ولكنَّ المدوِّن السريانيّ اعتبر أنَّه لا يليق أن يدخل الرسول إلى موضع دنس، فحوَّل موضع الجدال في الخبر (ص 20) ونسي أن يعيد النظر في النصّ (ص 25). في الواقع، يبدو أنَّ المشهد المصوَّر في الرؤية، يعود إلى الجدال الأوَّل (ص 19)، وأنَّه لا يتضمَّن إطلاقًا القول إنَّ الجدال حصل «في» الحوض. ما يُلاحَظ فقط، الظرف (في الحمّام) الذي فيه رأى منلاوس يوحنّا للمرَّة الأولى. أمّا ليبسيوس فلاحظ قبل حدث منلاوس، أنَّ النصَّ السريانيّ أعلنَ حدثًا ولكنَّه لم يروِهِ. في الواقع، نرى ساكوندوس، صاحب الحمّامات، يستمع إلى يوحنّا باهتمام، ويسأله: «كيف يمكن أن تجعلني شريكًا لك؟» فيجيبه يوحنّا: «بعد أن يفتح ابنُك عينيه بحيث يستطيع أن يُعمَّد» (ص 19). هذا الجواب الملغز قد يعيدنا إلى شفاء سوف يُتمُّه يوحنّا في ابن ساكوندوس الذي هو أعمى (ص 18). غير أنَّ هذا الشفاء لا يُروَى، وتبقى الأمور كما هي. في نظر ليبسيوس (1: 436) يكمن الشرحُ في غياب خبر المعجزة في النصِّ السريانيّ. هل هذا معقول؟ يبدو أنَّ المدوِّن السريانيّ راوٍ بارع، ولا يمكن أن نتخيَّله غيرَ قادرٍ أن يؤلِّف خبر معجزة ناقصٍ في مرجعه. بل نفكِّر أنَّ النصَّ السريانيّ تشوَّه. أو أنَّ الحدث الضائع اختفى عرضًا. أو أنَّ جواب يوحنّا في البداية، كان هذا: «بعد أن يفتح عينيك (أو: عين ابنك) بحيث تقدر أن تُعمَّد». عندئذٍ يلمِّح يوحنّا إلى إقامة منلاوس التي هي بالنسبة إلى ساكوندوس إظهار الحقيقة (ص 22)، والتي تقود إلى مشهد المعموديَّة. نلاحظ أنَّ خبر يوحنّا العربيّ الذي يرتبط بالخبر السريانيّ، لا يساعدنا على إعادة تكوين النصِّ السريانيّ. فهو يوجزه كما يلي: «جاء ساكوندوس إلى يوحنّا واستمع له. حينئذٍ عمَّده (يوحنّا) هو وبيته. والله شفى ابنه الأعمى». هل كان أمام المدوِّن العربيّ نصٌّ سريانيّ يروي الشفاء، أو هل حاول أن يضع شيئًا حيث الفجوة في النصِّ السريانيّ؟

هناك أمر يبدو أكيدًا: إن كان هناك معين في أصل النصَّين، فهذا لا يمكن أن يكون أع يو. فيوحنّا وصل إلى أفسس من ميليتس، «تدفعه رؤيةٌ رآها». ثمَّ إنَّ نشاطه الأوَّل كان في إقامة كليوبتره، لا أن يعمل في الحمّامات (أع يو 18ي).

ذاك هو اليقين الوحيد الذي نمتلك. فيما يتعلَّق بوجود معين مكتوب، لا يمكن أن نقدِّم برهانًا سلبيًّا ولا إيجابيًّا. لكنَّنا نعتبر هذا الأمر معقولاً. فنحن لا نقدر أن نفهم أنَّ «تقاليد لامحدَّدة» وُجدَتْ صدفةً في ترتيب واحد داخل نصَّين مستقلَّين الواحد عن الآخر. إذًا، فرضيَّة مرجع مشترك أمرٌ أكثرُ احتمالاً. ولكن هل كان هذا المرجع مكتوبًا؟

وهناك عنصر آخر يشير إلى مرجع: بعد المنفى، راح النصَّان في طريقين مختلفين بحيث صار ولْيُ الخبر قسمًا ثانيًا مختلفًا عن الأوَّل. سبق فلاحظنا هذا الابتعاد في خب يو سر مع القسم الخامس. وهو ظاهر في أع يو برو: إقامة يوحنّا في بطمس مع سلسلة طويلة من المعجزات الخياليَّة، تشكِّل قسمًا في حدِّ ذاته. فكأنَّ النصَّين، منذ المنفى، ترك الواحد الآخر بواسطة إطار إخباريّ ارتبطا به بشكل مستقلٍّ جدًّا.

3- المواضيع الرئيسيَّة

ما أعطى الخبرَ السريانيّ تماسكَه هو بعضُ العناصر (اللاهوتيَّة والليتورجيَّة)([12]) التي تظهر أكثر من مرَّة على مدِّ النصّ، في الصلوات والخطب، أو في المقاطع الإخباريَّة.

كان الخبر كلُّه مركَّزًا على موضوع التعارض مع الوثنيَّة. نحن نشهد حربًا تقود عبر مراحل متعاقبة، إلى هزيمة الإلاهة أرطاميس واهتداء جميع الأفسسيِّين. وينتهي الخبر الحقيقيُّ مع انتصار الرسول: فلا يبقى بعد ذلك إلاَّ إدراج إشارة سريعة عن المنفى، عن تدوين الأناجيل وموت يوحنّا.

وهناك موضوع آخر: عبادة الصليب([13]). ففي الطريق إلى أفسس، صلَّى يوحنّا أمام صليب من خشب (ص 5). وظهر الصليب الخشبيّ أيضًا خلال الخبر، على أنَّه ينبوع معجزات وموضوع إكرام (ص 11، 21، 32، 42، 55). وأعطت الصلواتُ والعظات مكانةً هامَّة لذبيحة المسيح على الصليب (ص 5، 15-16، 20، 23، 26...) ونلاحظ أيضًا ممارسة إشارة الصليب (ص 32، 38، 47، 51)([14]).

وفي ما يتعلَّق بشخص يوحنّا، هناك عناصر في النصِّ تقدِّمه وكأنَّه ناسك. يوحنّا هو بتول، غير متزوِّج (ص 5، 10). يغتذي بالخبز والعشب والعدس. يشرب الماء (لا الخمر). يسير حافيَ الرجلَين (ص 8). يرفض أن يسكن في قصر، ويقيم على الجبل في كوخ (ص 44ي، 57، 59). موته الهادئ وهو ابن 120 سنة على الجبل، يشبه موت موسى. وهكذا لا نعجب أن يكون الخبر دُوِّن في الحلقات الرهبانيَّة أو المرتبطة بالعالم الرهبانيّ. ونلاحظ أيضًا دور الصلاة في حياة يوحنّا اليوميَّة (ص 8، 10...). وسنوات حياته الأخيرة، يقضيها مثل ناسك، في كوخه، صيفًا وشتاء (ص 59).

غير أنَّه إن كان لهذه السمات طابع نسكيّ، إلاَّ أنَّها بعيدة عن كلِّ إفراط في الممارسة: يشرب يوحنّا الماء، ولكنَّه يحتفل بالإفخارستيّا مع النبيذ (ص 54). كرازته مستقيمة الإيمان ولا غبار عليها. فهي تعظِّم الله الثالوث وبتوليَّة مريم. في هذا المجال، يذكر الخبر أكثر من مرَّة فكرة وردت عند أفرام: تمَّ

التجسُّد عبر أُذن مريم (ص 7، 14، 26، 33)([15]). العماد لا يُحفَظ للبالغين، بل يُعطى أيضًا للأطفال (ص 42)([16]). ونكتشف في خطب يوحنّا بعض الهجوم على اليهود (ص 10-11، 14، 16...). هذه السمة تُسند فرضيَّة الأوساط الرهبانيَّة كموضع تأليف خب يو سر، لأنَّنا نجد عند رهبان الكنيسة الشرقيَّة أكثر المتشيِّعين الغيورين في وجه العالم اليهوديّ([17]).

4- التقاليد حول المنفى، تدوين الأنجيل، موت يوحنّا

أ. المنفى ( ص 55-57)

أمرَ به نيرون. والكاتب يعلن أنَّه استقى مصادر خبره كلِّه في أرشيف هذا الإمبراطور (ص 9). وجاء اختيار هذا الإمبراطور بشكل منطقيّ. فبطرس وبولس أتيا فيما بعد وزارا يوحنّا. وبما أنَّهما سوف يموتان بأمر نيرون (ص 57)، فلا بدَّ أن تُوضَع هذه الأحداث السابقة لهذه الزيارة، في عهده أو في عهد أحد أسلافه.

سبب المنفى الذي هو معرفة ما يحصل في أفسس، شيء تقليديّ([18]). يمكن أن نشكَّ بأنَّ المدوِّن عرف بعض الشيء عن التقليد المتعلِّق بالمنفى، لأنَّه لا يذكر المكان. شرح ليبسيوس (1: 439) هذا الصمت بأنَّ حدث المنفى لا يهمُّ خب يو سر. ولكن هي فرضيَّة لا شيء يسندها. وإذا لم يكن كلام عن بطمس، فلأنَّه يرتبط بسفر الرؤيا، الذي لا تعتبره الكنيسة السريانيَّة يوحنّاويًّا ولا قانونيًّا. وأخيرًا، ما قيل عن التبرُّعات وظهور الملاك على الإمبراطور (ص 56-57) خاصّ بالخبر السريانيّ.

ب -  تدوين الانجيل ( ص 57-59)

إنَّ رغبة بولس بأن يعرف شهادة يوحنّا، وسَفَر بطرس وبولس إلى أفسس([19])، وتدوين الإنجيل في ساعة واحدة، يوم الأحد، بإلهام الروح، ليست روايات تعود إلى بدايات الكنيسة. غير أنَّ الخبر يتمفصل حول تقاليد قديمة حين يعلن أنَّ إنجيل يوحنّا دوِّن في أفسس، بعد أناجيل متّى ومرقس ولوقا([20])، وتلبيةً لطلب وصل إليه([21]). أمّا إرسال نصِّ متّى ومرقس ولوقا طلبًا لشهادة من عند يوحنّا، فقد لا يكون مجرَّد استنباط. فإنَّ ليبسيوس (1: 440) لفت انتباهنا إلى مقطع من أعمال تيموتاوس يرينا «تلاميذَ تلاميذِ» الربّ يحملون إلى يوحنّا أوراقًا مبعثرة. أخذها الرسول ووزَّعها في ثلاثة أناجيل، ثمَّ دوَّن نصَّ إنجيله([22]). في الأعمال جُعل تدوين الإنجيل قبل المنفى، ورواية قراءة يوحنّا لأناجيل متّى ومرقس ولوقا تتجاوب مع هدف خاصّ: تبرير الاختلافات في الإنجيل الرابع في امتداد ملاحظات أوسيب في التاريخ الكنسيّ (3/24: 7-13). وهكذا نتجنَّب تضخيم التشابه بين الروايتين.

ونلاحظ أيضًا عدم اهتمام خب يو سر برومة والغرب بشكل عامّ. فبعد أن تلقَّى بطرس وبولس النصَّ اليوحنّاويّ، مضيا إلى أورشليم، لدى أخي الربّ، ثمَّ إلى أنطاكية.

ج- موت يوحنّا (ص 59)

ما عرف المدوِّن خبر الانتقال([23])، بل جعل يوحنّا «ينطفئ» في كوخه بعمر 120 سنة. وفي هذا الموضع دُفن([24]). هناك تقارب مع موت موسى([25]) الذي مات ودُفن على جبل نبو (تث 34: 5-7). وموت الرسول في عمر متقدِّم هو عنصر تقليديّ (إيرينه، رد على الهراطقة 2/22: 5؛ 3/3: 4؛ خبر بروخور ص 161؛ جيروم في الرجال المشهورين 3/9...). أمّا العمر المذكور فيُمليه اهتمام بوضع التوازي مع موسى. وهناك نصّان آخران يجعلان موت يوحنّا وهو ابن مئة عشرين سنة، دون تقريب صريح بين موته وموت موسى. هي حاشية حول يوحنا دوَّنها نصٌّ منسوب إلى إبِّيفان([26]). وعظة حول يوحنّا منسوبة إلى الذهبيّ الفم([27]) وبحسب شرمان([28])، يمكن أن يرتبط النصُّ الأوَّل بخب يو سر. ولكنَّ هذا ليس بأكيد. فلا شيء يمنع أن تُقدَّم فرضيَّة مماثلة حول ما نُسب إلى الذهبيّ الفم. ولكن يجب أن نعترف بأنَّ ما تبقّى من العظة لا يتضمَّن أيَّ عنصر يدلُّ على علاقة مع خب يو سر. وهنا أيضًا نفضِّل أن نستنتج وجودَ تقليد في الكنيسة الشرقيَّة، يجعل يوحنّا يموت وهو بعمر 120 سنة: أوَّل شهادة عنه تعود إلى القرن الرابع وتقرِّب الرسول من موسى. والشهادات اللاحقة لن تُشير بعد إلى هذا التقارب.

5- حول التاريخ السريانيّ

إنَّ خبر يوحنّا في السريانيَّة لا يرتبط بأيَّة علاقة مباشرة مع أع يو في اليونانيَّة. والصراع حول هيكل أرطاميس قد يجد جذوره في نص أع يو. غير أنَّ المدوِّن السريانيّ عرف هذا التقليد عبر قناة أخرى.

ووضعُ خب يو سر يشبه إلى مدى بعيد أع يو برو. هما نصَّان غير بعيدان، لا في الزمان ولا في المكان، حسب ما نقول في موضع آخر عن أصل أع يو برو وتاريخ تدوينه. ولكنَّ استقلال خب يو سر أكبر بالنسبة إلى أع يو، لأنَّنا لا نجد فيها صدى للانتقال (حاشية 23).

هل كان هذا الاستقلال التامّ نتيجة تحرُّر أم جهل أع يو؟ في الحالة الأولى، نعتبر أنَّ أع يو وُجدَت، ولكنَّها مُنعت في الأوساط الكاثوليكيَّة، لهذا دوِّنَ خب يو سر، وما حاول الكاتب أن يكيِّف الكتاب بحيث يكون التعليم فيه مستقيمًا. في الحالة الثانية، نظنُّ أنَّ أع يو التي تكاثرت حولها الظنون، تركت المكان لأخبار أخرى وتقاليد حول سيرة يوحنّا. فما عادت مسألة التكيُّف مطروحة، لأنَّ النصَّ صار مجهولاً.

هذا الحلُّ الثاني يتوافق بالأحرى مع فرضيَّة تقول إنَّ خبر يو سر انصاغ انطلاقًا من موادَّ وُجدَتْ قبله. فكوَّن مؤلَّفًا يمتدح فيه يوحنّا الناسك، وينشر انتصار المسيحيَّة على الوثنيَّة، ويقدِّم تعليمًا مستقيمًا.

1- خبر يوحنّا العربيّ المتفرِّع من الخبر السريانيّ

إنَّ خب يو عر الذي نُشر ونُقل إلى الإنكليزيَّة بيد سميث لاويس([29])، يرتبط بالخبر السريانيّ. إلاَّ أنَّ النصَّ العربيّ (بحسب الناشر) يستند إلى مخطوط سريانيّ أقدم من المخطوطات التي عرفها رايت (القرن 6 أو 9)([30]). ما أرادت سميث لاويس أن تقول هنا هو أنَّ النصَّ الذي نُقل إلى العربيَّة أقدم من النصِّ الذي نشهده في السريانيَّة.

وجاءت براهين سميث لاويس في بعض ملاحظات: النصُّ العربيّ أكثر إيجازًا من السريانيّ. هو لا يذكر عماد الأطفال (الترجمة 42). لا يدعو الإفخارستيّا «جسد الله» (سريانيّ 37، ترجمة 44). لا نجد فيه أثرًا لقانون إيمان نيقية.

إنَّ برهان الإيجاز في النصِّ العربيّ يلفت وحده الانتباه. أمّا سائر البراهين فلا يمكن الاعتماد عليها: فالنصُّ العربيُّ أقصر بكثير بحيث لا يكون مدلول لغياب هذا العنصر أو ذاك.

منذ بداية الخبر أي حتّى اهتداء 36706 نفس، الذي يلي خبر منلاوس (عربيّ ص 164 وسريانيّ ترجمة ص 27)، تبعت النسخة العربيَّة تقريبًا بأمانة، النسخة السريانيَّة، مع إيجاز خاصٍّ على مستوى الصلوات والخطب. بعد ذلك، صارت التحوُّلات أكثر أهمِّيَّة، وكَثُرَت القطع الملغاة. فالمشهد في المسرح (سريانيّ ص 30-32) لا يُحدَّد موضعه، ويُوجَز في 40 سطرًا (عربيّ ص 164-165). والحدث المتعلِّق بأرطاميس وهيكلها (سريانيّ ص 42-55) ينال المعالجة نفسها (عربيّ ص 165-166) وحين تكون المسافة (فجأة) واسعة جدًّا بين نصٍّ طويل ونصٍّ قصير، يصعب أن يكون الأوَّل توسُّعًا في الثاني. فيبدو أن يكون الناقل العربيّ تعب من ثرثرة السريانيّ.

والتردُّدات الأخيرة تسقط مع خبر المنفى في العربيّ الذي يقدِّم سمات ثانويَّة. الإمبراطور ليس نيرون بل فيليب([31]. المنفى يكون في البرِّيَّة. أمّا الحدثان الأخيران من تدوين الإنجيل وموت الرسول، فهما يوافقان ما في السريانيّ، غير أنَّ الأوَّل ورد بإيجاز (عربيّ 166-167)([32].


[1](1)  W. WRIGHT, Apocryphal Acts of the Apostles, Londres, 1871: t. I, p. 4-65 (texte) et t. II, p. 3-60 (traduction).

أعلن الناشر في المقدِّمة (IX-VII) أنَّه استعمل مخطوطين. واحد من ليننغراد (أو: سان بطرسبورغ) يعود إلى القرن السادس (لا يُذكَر الرقم). وآخر من المتحف البريطانيّ (17192 Add، القرن التاسع). وذكر A. BAUMSTARK, Geschichte der Syrischen Literatur, Bonn, 1922, p. 68, n. 6 مخطوطين آخرين: باريس 236 (Suppl. 28) يعود إلى القرن الثاني عشر. ثمَّ أورميا 103. من القرن الثامن عشر. راجع R. A. LIPSIUS, Die apokryphen Apostelgeschichten und Apostellegenden, vol I, Brunschwig, 1883, reprint Amsterdam, 1976  نشير إلى أنَّ رايت أعيد طبعه بـ Gorgias Press سنة 2005.

[2](2)  R. H. CONOLLY, “The original Language of the Syriac Acts of John”, JThS 8 (1960-7) 249-261; “The Diatessaron in the Syriac of Acts of John”, Ibidem, p. 571-581.

يبدو أنَّ الخبر السريانيّ هو تأليف لا ترجمة، وأنَّه استعمل نصَّ الدياتسّارون.

[3](3) هناك ارتباط بين هذا الخبر ومؤلَّفات أفرام. أيكون الواحد عرف الآخر، أو استقى الاثنان من معين واحد. CONNOLLY, Original…, p. 256 et 261.

 

[4](4)  «لتسمع شعوب الأرض أنَّ مدينة أفسس كانت باكورة بشارتك قبل جميع المدن، وأنَّها صارت ثانية لرها الفراتيِّين» (السريانيّ، ص ܢܛ، الإنكليزيّ ص 54).

 

[5](5) Lipsius, I, 433-441.

 

[6](6)  ܬܫܥܝܬܐܕܝܘܚܢܢ. اعتبر المخطوط الأقدم أنَّه أخذ الخبرَ من أوسيب. لهذا، نفضِّل العنوان الصغير كما نجده في الكولوفون: «تمَّ تعليم يوحنّا بن زبدى الذي استند إلى صدر الربِّ يسوع في العشاء، وبشَّر وعلَّم وعمَّد في مدينة أفسس».

 

[7](7) ܚܫܐpassio

 

[8](8)  Th. ZAHN, Acta Joannis, Erlangen 1880, reprint Hildesheim, 1975, p. LVI-LVII

 

[9](9)  نضيف إلى هذه العناصر: الدور الذي لعبه بطرس حين تشتَّت الرسل. ثمَّ الإشارة إلى أرطاميس ساعة دخول يوحنّا إلى مدينة أفسس.

 

[10](10)           في أعمال بروخور (ص 7ي)، سافر يوحنّا بحرًا، فتحطَّمت سفينته، لأنَّه عاند وما انطلق إلى أفسس. في الخبر السريانيّ، سافر يوحنّا سيرًا على الأقدام، وما كان شيء ليضايق مسيرته. ومع ملاحظة ليبسيوس نورد شهادة أعمال تيموتاوس: وصل يوحنّا إلى أفسس بعد أن تحطَّمت سفينته.

 

[11](11)               V. C. MACMUNN, “The Menelaus Episode in the Syrian Acts of John”, JThS, 1er (1910-11) 463-465.

 

[12](12)           المسح بالزيت، طقس العماد. راجع CONNOLLY, The Original, p. 251-252.. ثمَّ A.F.J.KLIJN, « An ancient syriac Baptismal Liturgy in the Syriac Acts of John in Novum Testamentum, 6 (1963) 216-228.

 

[13](13)           شدَّد ليبسيوس (1: 434) على هذه النقطة، واتَّخذها برهانًا لتحديد تاريخ النصّ (القرن 5-6). ولكنَّ السجود للصليب أقدم من ذلك التاريخ. E. PETERSON, « Das Kruz und das Gebet nach Osten » dans Frühkirche, Judentum und Gnosis, p. 15-35.

 

[14](14)           بالنسبة إلى ممارسة إشارة الصليب، كيف بدأت وتوسَّعت، راجع J. DANIéLOU, Bible et Liturgie, Paris, 1951, p. 76-96; Les symboles chrétiens primitifs, Paris, 1961, p. 143-152.

 

[15](15)  CONNOLLY, The Original Language, p. 251.

 

[16](16)  بالنسبة إلى عماد الأطفال، راجع J. JEREMIAS, Le baptême des enfants pendant les quatre premiers siècles, Le Puy, 1967, p. 125-130.

 

[17](17) M. SIMON, Verus Israel, Paris, 1964, p. 251-252.

 

[18](18) في خبر بروخور ص 46: عرف الإمبراطور بعد أن وصلته وشاية من الأفسسيِّين. في أع يو مجموعة g (106-115) ص 5: سمع الإمبراطور بعظة يوحنّا حول مجيء مُلكٍ جديد. قلقَ فدعا الرسول.

 

[19](19) نقرأ هذه الرواية عند غريغوريوس ابن العبريّ في شرح إنجيل يوحنّا، نشره R. SCHWARTZ, Göttingen, 1878, p. 4.. أخذ ابن العبريّ خبره من الخبر السريانيّ.

 

[20](20) راجع إيرينه، ردُّ على الهراطقة 3/1: 1. ثمّ أوسيب في التاريخ الكنسيّ 5/8: 4.

 

[21](21) قانون موراتوري 9ي؛ أوسيب، التاريخ 3/24: 11؛ 6/14: 7. ثمَّ نصوص ZAHN, Acta Joannis, p. CXXVIII et note

 

[22](22) عدد 8 حيث نقرأ: «فالذين تبعوا تلاميذ ربِّنا يسوع المسيح، الذين امتلكوا وريقات كُتبتْ هنا وهناك، ودُوِّنت في لغات مختلفة عن معجزات أتمَّها في وقتهم ربُّنا يسوع المسيح. هؤلاء لم يعرفوا كيف يرتِّبونها، فمضوا إلى مدينة الأفسسيِّين، وقدَّموها باتِّفاق تامّ، إلى يوحنّا، اللاهوتيّ الذي يحقُّ له ملء البركة». راجع امتداد الأدب البولسيّ في الأسفار المنحولة، الخوري بولس الفغالي، الرابطة الكتابيَّة، 2008، على هامش الكتاب، 14، ص 124.

 

[23](23)  metastasiV: déplacement, éloignement

 

[24](24) لا يقول النصُّ شيئًا عن بقاء ضريح (قبر ضخم) أو كنيسة حيث مدفن يوحنّا. هذا يعني أنَّه دُوِّن بعيدًا عن أفسس، وجهل كلَّ الجهل التقاليد الأفسسيَّة حول موت الرسول.

 

[25](25) هناك نصٌّ منسوب إلى يوحنّا الذهبيّ الفم. نقرأه في سيرة القدِّيسين (927) وفي الآباء اليونان (61: 619-722). وهو يقدِّم التوازي بين يوحنّا وموسى، دون أن يشير إلى موت الاثنين. والمديح (سيرة القدِّيسين 412-419) يقرِّب بين الاثنين في 2/14-17 (لم يوجد جثمان الاثنين) وفي 5/39-46 (النصر بواسطة اليدين المرفوعتين).

 

[26](26) Th. SCHERMANN, Propheten und Apostellegenden nebst Jüngerkatalogen des Doratheus und verwandter Texte (TU 31, 3), Leipzig, 1907, p. 257.

بعد موت الإمبراطور ترايان، عاد يوحنّا من بطمس إلى أفسس: «هناك دفن نفسه حيًّا، بمشيئة الله، وهو بعمر 120 سنة».

[27](27)  Sermo in Joannem theologum (BHC3 926; PG. 59, 609-614)

بعد العودة من المنفى (في أيّام دوميسيان)، «عاد يوحنّا إلى أفسس حيث عاش، وكتب الإنجيل وهو ابن مئة سنة. ولبث حيًّا حتّى سنة 120». أضاف ليبسيوس (1: 440) نصّ Suidas، في مقال «يوحنّا» نشره A. ADLER (الجزء الثاني، لايبزيغ، 1931، ص 647: 14-18). ولكنَّ الواضح أنَّ Suidas وPs. Chrysostome  يرتبطان الواحد بالآخر، هذا إذا لم يأخذا من وثيقة واحدة.

[28](28) حاشية 26، ص 265-266. يبدو أنَّ هذا الارتباط مجرَّد فرضيَّة. غير أنَّنا نلاحظ أنَّ النصوص التي تماهي بين مصير يوحنَّا ومصير موسى، ترتبط كلُّها بالتقليد السريانيّ. J. D. KAESTLI, "Le rôle des textes bibliques…" in Augustinianum 23 (1983) 326-328.

 

[29](2) A. SMITH LEWIS, Acta mythologica Apostolorum (Horae Semiticae III), Londres, 1904, p. 134-144; Traduction dans The mytholigal Acts of the Apostles (Horae Semiticae IV), Londres, 1904, p. 157-167

استند النصُّ إلى السينائيّ العربيّ 539 (القرن 16)، وريقة 96 ظ-106 ظ. ثمَّ يورد المخطوط نصّ الانتقال metastasis. راجع G. GRAF, GCAL, t. 1 (StT 118), Vatican, 1954, p. 260 et 263-264.

لم يعرف جراف مخطوطًا آخر لهذا الخبر العربيّ. أمّا A. BAUMSTARK, (GSL, Bonn, 1922, p. 68, n. 6) فوجد مخطوطًا يعود إلى القرن الثامن عشر (أورشليم، دير القدِّيس مرقس اليعقوبي، 38) الذي يرتبط أيضًا مع خب يو سر ويليه الانتقال.

[30](3)    الحاشية السابقة، ص XXXII-XXXIII

 

[31](4)             من هو فيليب هذا الذي لا يُعطى لقب «إمبراطور»؟ هل هو والٍ في آسية يذكره استشهاد بوليكرب (12/12)؟ ولكنَّ التماهي مع الإمبراطور يفرض نفسه، لأنَّنا نرى حالاً شخصًا ملائكيًّا يظهر ويطلب منه أن يحرِّر ذاك الذي طردَه من المدينة: إذًا فيليبس هو قيصر. أيكون هذا الإمبراطور «فيليب العربيّ»؟

 

[32](5)   Acta Iohannis, E. JUNOD et J. D. KAWSTLI, Brepols, 1983, p. 705-717.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM