الفصل السابع والعشرون

إيشوعداد المروزي والرسالة إلى تيطس

وُلد إيشوعداد في مقاطعة مرو(1) في مستهلّ القرن التاسع. وفي سنة 850 تقريبًا، أصبح أسقفًا على الحديثة، على الضفَّة الشرقيَّة من نهر دجلة. شرح العهدين القديم والجديد من الكتاب المقدَّس، وهو أهمّ شرح تركه لنا الشرقيّون(1). وها نحن نقدِّم ما ترك لنا حول الرسالة إلى تيطس:

إلى تيطس(2).

حين أتى المطوَّب بولس إلى كريت، وعلَّم هناك الإيمان المسيحيّ، ترك  تيطس ليكون رئيس الكنائس التي في كريت. وبعد وقت، كتب له هذه الرسالة، على التنبيهات وترتيب أبناء الكنيسة. وكيف يوبِّخ بقساوة أهل الختان، إلخ. هذه الرسالة تشبه الرسالتين إلى تيموتاوس.

هذه: من له بنون الذين لا يُتَّهمون (1: 6). أي لا يكونون بلا تأديب مثل أبناء عالي الكاهن (1 صم 1: 27ي).

هذه: أبناء كريت هم في كلِّ وقت كذّابون، ووحوش خبيثة، وبطون بطّالة، ألخ. فشاعر من كريت الذي حُسب لديهم نبيٌّا. بعضهم يقول إنَّ اسمه هو مكسينيدوس (أبيمنيديس، القرن 6 ق.م.)، وآخرون أنَّه مينوس، ابن زوش. ولكنَّه دعاه نبيٌّا حسب تفكير الوثنيّين في شأنه، وهذا معروف لأنَّه أضاف خاصَّتهم (نبيَّهم الخاصّ).

والآن هذا الرجل، الذي قال كثيرون عن أبيه إنَّ اسمه من القديم كان زوس، ولكن بعد ذلك بدَّل اسمه فدُعيَ زيوس (زوش). أي الحيّ، الذي صعد إلى السماء وكان فوق جميع الآلهة. الكريتيّون وحدهم يقولون إنَّه كان طاغية ومتمرِّدًا. قال هؤلاء إنَّه لم يكن إنسانًا مائتًا، بل إلهًا لامائتًا. أمّا الكريتيّون فقالوا إنَّه قُتل، ويدلُّون على قبره لديهم. على هذا قال عليهم مينوس: إنَّهم كذَّابون ويفكِّرون عكس ما يفكِّر به كلُّ إنسان، ويُشبهون الحيوانات الفاسدة، ويَسعون إلى تكذيب كتب الشعراء.

لهذا، فالرسول إذ وجدهم كذّابين في تصرُّفهم معه، استعمل هذه الكلمة عليهم من أجل توبيخهم. لا لأنَّهم يوافقون هذا الشاعر أو يقبلونه أو يمتدحونه. قال هذا على الذين آمنوا من الأمم (الوثنيَّة) مثل من يثقِّل عليهم لأنَّهم نسوا الحقيقة وانقادوا وراء أولئك الذين هم من الختان.

هذا ما علَّمهم ليكونوا قسوسًا يقظين. إلخ. هنا دعا الشيوخ قسوسًا.

أحيانا بغسل الميلاد الثاني، أي بالمعموديَّة.

أخبار الأنساب. أوضحنا هذا أعلاه.

كتب (بولس) هذه الرسالة من نيكوبوليس، وأرسلها بيد زينة وأبلُّوس.