الفصل السادس والعشرون: افرام السرياني في الرسالة إلى تيطس

الفصل السادس والعشرون

افرام السرياني في الرسالة إلى تيطس

نذكِّر هنا أنَّ أفرام السريانيّ شرح الرسائل البولسيَّة كلَّها، بما فيها الرسالة إلى العبرانيّين. ضاع الشرحُ في السريانيَّة ولكن وُجد في الأرمنيَّة. نُشر النصُّ الأرمنيّ سنة 1836، عن مخطوط يعود إلى سنة 999. ونُشر في اللاتينيَّة، سنة 1893 في مدينة البندقيَّة Venise، من أعمال إيطاليا(1).

المقدِّمة(2)

ترك بولس تيطس في كريت كمولَّج وأسقف، فينطلق ويرسم كهنة في كلِّ مدينة ويصحِّح الأمور الناقصة في الأماكن المختلفة. وقد سمع بولس أنَّ بعض الآتين من الختان بلبلوا عقول الأمم (الوثنيّة) لخدمة ممارسة الشريعة، فأسرع وكتب له عن هذه إلى من تركه في كريت، مستبقًا أولئك الذين كانوا من الختان، لأنَّه وجب أن يُوقفهم. فهؤلاء دمَّروا البيوت بالطمع، وعلَّموا ما لا يليق، حول وقاحة الربح المجَّاني. وبما أنَّ بعضًا من هؤلاء المبلبلين قالوا عن تيطس إنَّه لم يُرسَل من قبل بولس، كتب إليه بولس وبيَّن بواسطة الرسالة الكفاءة التي يتمتَّع بها تيطس ولو بدون الرسالة. وكلَّفه في الرسالة أن يؤسِّس الكهنة ويخلق الشمامسة ويعيد كلَّ شيء إلى درجته، ليتذكَّر هذه بانتظار أن يرسل في طلبه فيأتي إلى نيكوبوليس. من أجل هذه وأمور أخرى شرع يكتب إلى تيطس وهكذا قال.

الفصل الأوَّل

1- بولس عبد الله ورسول يسوع المسيح بحسب إيمان مختاري الله. أي بحسب الإيمان الذي به تمَّ اختيار الرسل، وبحسب لامعرفة الخطيئة والكذب، بل بحسب معرفة البرِّ والحقّ.

2- رجاء الحياة، لا العابرة، بل الأبديَّة التي وعد بها الله العادل، قبل الأزمنة الدهريَّة، أي منذ أيّام إبراهيم خليله.

3- فأظهر لكم كلمة الكرازة في أوقاتها حتّى الاستعداد للوعد الجديد الذي رُتِّب في الخفية، في الدهور كلِّها، وما ظهرَ لأحد. أمّا نحن الرسل فأُوحيَ لنا في مجيئه بأن نكون المنادين له. فهذا الإنجيل اؤتمنتُ أنا عليه، لا من قبل البشر، بل بحسب أمر الله مخلِّص العالم.

4- إلى تيطس ابني، لا بولادة بشريَّة (حسب اللحم والدم). فهو أمميّ وأنا عبرانيّ. بل بحسب انتقال إيمان الله. في هذه ولدتُك بعيدًا عن الضلال لمعرفة الحقيقة. النعمة معك، والسلام من الله أبينا من أجل كلِّ ما تفعل ومن الربِّ يسوع المسيح، لا بواسطة ربِّنا يسوع المسيح.

5- من أجل هذا الأمر تركتك في كريت لكي تصلح ما هو ناقص في الكنائس كلِّها، وأن تكوِّن كهنة، لا في مدينة واحدة، بل في مختلف المدن، كما أنا أوصيتك. هذه التي قلتُ لك في كلام قليل، وأنا حاضر، ها أنا الآن أكتبُ لك وأنا غائب.

6- إذا كان الواحد بدون لوم بحسب البشر، يكون رجل امرأة واحدة ويكون له أبناء مؤمنون، بحيث لا يكون مجدِّفًا وفي الهزء فينال السرَّ الذي وُضع في بيته.

7-8- ولا يسير في نزوة نفسه، بل بحسب مشورة أولئك الذين يكونون معه. فليجتهد هذا لا في الخيرات، بل في الأعمال الصالحة، وليخدم القداسة التي تعلَّق بها منذ المعموديَّة.

9- بالإضافة إلى ذلك ليتمسَّك بكلام التعليم الأمين لكي يقدر أن يعزّي، (أو: يعظ) أي إذ يعزّي سامعيه يعلِّمهم تعليم الحقّ. والذين يعارضون هذه الحقيقة، يبرهن لهم

10- فعديدون هم أولئك الذين يرفضون الحوار الروحيّ، بل بحسب الشريعة. ثم يتكلَّمون بالباطل، لأنَّ الحقيقة ليست فيهم ولا يعملون القوّات والآيات التي يتكلَّمون عنها! هم هكذا عراة ومع ذلك يخدعون أفكار الناس وبالأخصّ أولئك الذين هم من الختان.

11- فيجب أن نردَّ، لا بأعمالنا فقط التي لا تشبه أفعالهم، بل أيضًا بالأقوال الصحيحة في محادثاتنا، والآيات والمعجزات خصوصًا أنَّ سلوكهم لا يعرف الحشمة. يحاولون أن يدمِّروا بيوتًا بكاملها، بل أن يعلِّموا الحقيقة، بل أن يعملوا ما لا يليق لا بحسب وعد الحياة يعلِّمون، بل من أجل مكسب خسيس خاصّ، لأنَّ كلَّ أرباحهم نجسة، لأنَّ هؤلاء يطلبون المنفعة لنفوسهم عبر موت البشر.

12- فقال واحد منهم في موضع ما، وهو نبيٌّ خاصٌّ بهم: الكريتيّون أبدًا كذّابون، وحوش أشرار وبطون كسالى.

13- هذه الشهادة حقٌّ هي. فالنبيّ منهم. أو هو قال بسبب عمل من أعمالهم، لأنَّ كلامه تمَّ فيهم كما في النبوءة، وما قال هذا وكأنَّهم كانوا كذلك من قبل. لأنَّه كتب ما رأى فيهم وأفحمهم لأنَّ لا صدقَ لهم: أو هو واحد من الأنبياء قال موبِّخًا إيّاهم. وكتب إليهم الرسول كأنَّه يفضحهم. لأيِّ سبب وأنتَ بحسب شبهه، الذي تنبَّأ عنهم: وبَّخهم بقساوة لكي يكون صحيحًا الإيمان الذي فيه يقيمون.

14- لا يتمسَّكون بخرافات يهوديَّة ووصايا البشر. شذِّب كهنوتهم. هؤلاء لا يميلون بعقولهم بواسطة ظلال بعيدة عن الحقيقة التي بها نكرز.

15- منك الوصايا هي. كلُّها أي الأطعمة هي نجسة للمنجّسين. لليهود. لأنَّ آراءهم نجسة فلا يؤمنون بكلام ربِّنا القائل: ليس ما يدخل في الإنسان ينجِّسه، ما من نجس هو فيهم عكس ما كُتب في الشريعة، لكن هي نجسة له في عقله وفي ضميره، فضميره يشير إلى أعمال الزواج والعقل إلى الأطعمة.

16- يدَّعون أنَّهم يعرفون الله وبأعمالهم ينكرونه. لهذا هم أرجاس لأنَّهم لم يؤمنوا بالبشارة الجديدة فكانوا بلا إيمان من أجل كلِّ عمل صالح.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM