الفصل الحادي والعشرون: في البيت غازو الماروني

الفصل الحادي والعشرون:

في البيت غازو الماروني

سنة 2005، نشر الآباتي يوحنّا تابت الجزء السابع من البيت غازو المارونيّ، وعنوانه: ألحان الرسل(4). وها نحن نستفيد من هذا الغنى الذي جعله على مائدة الكنيسة. جاءت هذه الألحان تسعة وأربعين لحنًا، بحسب ترقيم الآباتي، وها نحن نورد بعضها وفيها ما فيها من كلام على الرسل بنوع عامٍّ، وعن بولس (مع سمعان بطرس) بنوع خاصّ.

اللحن الأوَّل

يحدِّثنا عن الرسل الذين نالوا السلطان على العلوِّ والعمق، الذين بشَّروا العالم مع أنَّهم كانوا صيّادين، جهلاء، فنالوا الحكمة حين حلَّ الروح القدس عليهم. ويذكر بشكل خاصٍّ سمعان بطرس، وبولس الذي خطب البيعة للمسيح.

3   طوباك يا صخرة الحقّ،

يا أساس بيعة القدس

سمعان، يا رئيس الرسل وصيّاد البشر

الذي بتعليم الصليب ألقى شبكته

ودعا الناس وتلمذ الشعوب والأمم

لبشارة الكرازة،

موتَ الصليب قبِلَ مثل سيِّده

وأظهر القوّات والمآثر في الأقطار الأربعة.

صلاته تكون سورًا لنا.

4   ذهل عظيم استولى على البيعة المقدَّسة

التي تعجَّبت حين رأت بولسَ

يعلن الإيمان الحقيقيّ

احتمل الجلد وأمشاط الحديد

والميتات المتنوِّعة، مرَّات كثيرة

فاكتسبَ إكليل البرِّ الذي أعدَّه هو لنفسه بأتعابه

وورثَ الملكوت مع الأبرار والصدِّيقين

في البيعة المقدَّسة التي خطبها لابن الله.

5   ليكن ذكرك إلى الأبد، يا تلميذ الحقّ، يا بولس

لأنَّك في الجهاد الحقيقيّ، الجميل

فلحتَ لربِّك كلَّ يوم

في السهر والصوم والصلاة

والحبِّ الكامل لربِّك، ربِّ الحقّ.

بالروح القدس بانت مآثرُك

في البيعة، خطيبة المسيح،

ومثل البخور المقبول صعدَتْ صلاتك إلى السماء.

لكي ترتِّل المجد للربِّ الذي كلَّل عفَّتك،

مع الجموع التي اتَّخذتِ النور معطفًا.

6   مبارك من أودع الكهنوت

أناسًا بسطاء، جهلاء،

لئلاَّ يترفَّع حكماء هذا العالم وأغنياؤه،

ومَن أفاض الروح القدس على المساكين وملأهم

من بحر كلِّ حكمة

فتوزَّعوا بين الشعوب وتلمذوهم للحقِّ.

المجد لتواضعه لأنَّه أحدر علوَّ عظمته

واختار له الاثني عشر

فأناروا مثل النهار الأقطار الأربعة.

7   مبارك، الملك الذي (انحدر) من العلاء

ودعا إلى ملكوته 'فلاَّحينب (في كرمه)

واختار البسطاء والجهلاء ليكرزوا ويبشِّروا

ونهَّجهم بالروح والحقّ

ووهب في أيديهم سلطان العلى والعمق وكلِّ ما فيهما

فبشَّروا بين الشعوب بالإيمان الحقيقيّ

وأناروا الأقطار الأربعة

وفقَّهوهم بسرِّ الثالوث.

اللحن الثاني

اللحن الثاني يرينا بطرس، ويرينا بولس الذي تحوَّل إلى حمل وقَبِلَ الاضطهاد بعد أن سبق له أن اضطهد كنيسة الربّ.

1   سمعان الصفا، رئيس جوق الرسل

وأساس البيعة المقدَّسة.

قبَّل عقبي الصليب لأن أراد أن يكرِّم سيِّده

فنال وحده الإكرام.

مبارك الصليب الذي حمل الأمان للجميع،

الذي صلب إثم البرايا

وعظَّم رسله في العلى والعمق وكلِّ ما فيهما.

3   من لا يفرح ويرتِّل المجد بجميع الألحان

في هذا اليوم الذي نذكر فيه

الرسول اللابس الظفر معطفًا

تبدَّل فصار حملاً

ومن قبل قطع (أوصال) الكنيسة

احتمل الآلام والضيقات من أجل الشعوب

تلمذَها مثل مهندس حكيم.

تعب وكدَّ ونال الإكليل.

4   بولس الرسول، مهندس الإيمان

الذي خطب البيعة المقدَّسة

احتمل الآلام في الجهاد

وفي الخضوع تكلَّل

وداس على الموت الحصين.

المجدُ للختن المقتول

الذي رسم الطريق لأبطاله،

فقُتلوا من أجل حبِّه

وها نحن نذكر مآثرهم.

6   لك التسبيح، يا معظِّم تذكار أبطاله

فالرسل الذين لازموك عظَّمتهم في البرايا

أبغضوا العالم العابر واقتنوا الفقر

فوهبتهم في أيديهم السلطان

ليشفوا الأوجاع والأمراض

وكلَّلتهم بين الشعوب

وها نحن نذكر مآثرهم.

7   بواسطة الرسائل

التي أخذها بولس من الكهنة،

مضى بحدَّة كبيرة وبغيرة

ليمنع الرسل بحيث لا يكرزوا بعد وسط الشعوب

باسم يسوع ذاك الناصريّ.

فظهر ربُّنا عليه في الطريق

وأجاب وهكذا قال له:

»لماذا أنت تضطهدني؟«

تعالَ، كنْ مضطهَدًا ورسولاً.

اللحن الثالث

نعرف هنا أنَّ الشيطان هرب لأنَّه رأى الخطر يُحدق به. فلاحقه الرسل في كلِّ مكان، في رومة، في أفسس، في الهند. وذكر اللحنُ خصوصًا بولس الذي تسلَّم رسائل من رئيس الكهنة.

1   رأى الشيطان الرسلَ وهم خارجون من العلِّيَّة،

كانوا لابسين سلاح الروح القدس،

فاختبأ من قدَّامهم

هرب، ارتحل إلى رومة

فطرده منها سمعان رئيس جوق (الرسل)

ومضى إلى داخل أفسس، فوجد هناك يوحنّا

فهرب منه، وبلغ إلى الهند فرأى توما يبشِّر (فيها)

فوهب الويل لنفسه، لأنَّ الرسل طردوه.

2   جميلاً كان صوتُ مخلِّصنا

حين قال للرسل الذين اختار

ليكونوا تلاميذه:

»لا تقتنوا شيئًا في الأرض

لا كيسًا ولا مزودًا ولا حذاء أيضًا.

ولا يكن لكم عصًا«.

هكذا صنع التلاميذ

فقبلوا نيره الوديع والعذب

وتحاربوا مع الضلال،

وردُّوا الشعوب والأمم إلى معرفة الحياة.

4   من الكتبة وكهنة الشعب،

أخذ رسالةً للقتل

شاول المختار المكنَّى بولس

واستعدَّ (ليمضي) إلى دمشق

ليضطهد الرسل،

لأنَّه سمع أنَّهم يكرزون بيسوع.

وفي الطريق، التقاه مخلِّصنا

فرأى نورًا قويٌّا

وسمع صوتًا يدعوه ويقول له:

»شاول، لماذا تضطهدني؟«

تعالَ، كُن رسولاً ومضطهَدًا

من الآن وصاعدًا.

5   بالروح القدس استنار الرسل الاثنا عشر

وأشعُّوا من العلِّيَّة وخرجوا يبشِّرون.

وبه (بالروح) تعزَّوا وتشدَّدوا

وبه كانوا جبابرة على الضلال.

به قبلوا قوَّة من العلاء

وبه توزَّعوا في البرايا، يبشِّرون ويكرزون

وبه ردُّوا الشعوب والأمم

وبه قبلوا السلطان ومفاتيح العلى والعمق

ليغفروا الذنوب والخطايا

وليشفوا أوجاع البشر المائتين وأمراضهم

بأدويتهم.

6   »حين كنت أضطهد الكنائس،

قال بولس المختار،

كنتُ أظنُّ أنِّي أعمل الحقَّ

حتَّى رأيتُ تلك الرؤية

التي أخذت النور من عينيَّ

وأعمت مقلتيَّ«.

وهكذا قال لي (الربّ):

»شاول، لماذا أنت تضطهدني؟

اخرُج وابنِ لي الكنائس

تلك التي هدمتَها من قبل«.

وفي الحال أرسلني إلى حنانيا،

فاقترب ووضع يده على عينيَّ

فانفتحَتا في الحال.

اللحن الحادي عشر

مع سمعان ويوحنّا وتوما، نتعرَّف إلى بولس ذاك المهندس الصالح الذي اختاره المسيح ليبني البيعة ويقيم الديار.

1   يا سمعان رئيس الرسل

ويا بولس المختار

ويا يوحنّا الذي عمَّدَ الابن

ابتهلوا واطلبوا من أجل الخراف

التي رعيتموها في مروج الإيمان.

2   »يا ربَّنا، يا ربَّنا،

دعا سمعان الصفا،

بين الأمواج أنا أغرق«.

فأجاب ربُّنا وقال له:

»لا تشكَّ، يا تلميذ الإيمان ورئيس التلاميذ«.

3   قال ربُّنا لسمعان: »ارعَ لي خرافي

وحملاني كلَّها ونعاجي

وحافظْ عليها باجتهاد،

لأنَّ عليك أن تؤدِّي الحساب

عن رعيَّتك، قدَّام العدالة.

4   سمعان أُرسل إلى رومة

وتوما إلى الهند،

وأيضًا يوحنّا إلى أفسس

ألقَوا شباكهم على الأقطار،

فأعادوا الشعوب الضالَّة إلى طريق الحياة.

5   كالأسد زأر بولس المختار

وهو خارج على كارزي الحقّ.

وربُّنا في الطريق دعاه وقال له:

»شاول، شاول، لماذا تضطهدني؟«

مبارك من اختاره.

6   كشف ربُّنا لحنانيا من أجل شاول

الذي تكنَّى بولس:

»امضِ وضعْ يدك على عينيه

لكي يرى النور.

فهو مزمع أن يتألَّم من أجل اسمي«.

7   الطوبى للبيعة المؤمنة:

اختار لها المسيح مهندسًا صالحًا

ليبني ويقيم مساكنها

وينقض منها بنيان النتانة والضلال

8   اثنا عشر رسولاً قدِّيسون

خرجوا إلى البرايا

وكرزوا بشارة ربِّهم

وتلمذوا وعمَّدوا الخطأة

وعلَّموهم أسرار الملكوت.

اللحن السادس والعشرون

في اللحن الخامس والعشرين، نتعرَّف إلى الرسل القدِّيسين الذين جابوا المسكونة وزرعوا فيها البشارة: سمعان الأساس، بولس مختار الكنائس، توما الذي دُعيَ إلى الهند. بسبب بولس الذي نال ما نال من عذاب، انذهلت الكنيسة وفي الوقت عينه فرحَت لأنَّها شاهدته يبشِّر فيستحقُّ أكاليل الملكوت. ولكنَّنا نورد اللحن السادس والعشرين الذي ينطلق من نعمة العنصرة وحلول الروح الذي وصل إلى بولس أيضًا: فبعد أن هدم، أخذ يبني وأتقن البناء.

1   في الصباح، قَبِلَ الرسلُ موهبة الروح القدس

وتكلَّموا بلسان ولسان على عظمته (= عظمة يسوع).

فهو من تنازل ولبس جسدًا من البتول

وأحيا جنسنا المائت.

3   بولس المختار الذي دعا الله

فسُمع دعاؤه

فاختاره الكلمةُ (الابن) ليكون رسولاً

ويحمل الكرازة إلى شعوب الأرض

به أرجع (الربّ) الشعوب من الضلال إلى طريق الحقّ.

4   طوباك، أيَّتها البيعة المؤمنة

أيَّ مهندس (هو بولس) اختار لك،

العريسُ الذي خطبك،

ليبني ويثبِّت بنيانك؟

طوباك بالراعي الذي وهب لك!

فبأيِّ مرعى غذَّاك!

5   تفرح البيعة المقدَّسة وترقص

في يوم عيد بولس، المختار،

الذي بنى خرائبها وأتقن

وثبَّت مداميكها على صخرة الإيمان الحقيقيّ.

6   أطلب من ربِّك، أيُّها الطوباويّ،

يا سمعان، يا رئيسَ الرسل

من أجل الخطأة الذين تعبوا فقرَّبوا

الهدايا لعيدك.

ليتهم يجدون المراحم

في يوم الدين بصلواتك الزاهية!

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM