الفصل التاسع:العهد القديم تطورات القرن العشرين وتطلعات القرن الواحد والعشرين

الفصل التاسع:العهد القديم

تطورات القرن العشرين وتطلعات القرن الواحد والعشرين

قبل مقال حول العهد الجديد في القرن العشرين، نتساءل بالنسبة إلى العهد القديم: ما هي التطوّرات الرئيسيّة خلال القرن العشرين، وما هي التطلّعات التي تنتظرنا في القرن الحادي والعشرين؟ هذا المقال الكبير الذي يمتدّ أربعة فصول، نقسّمه لكي تسهل قراءته. ولكنه في الواقع جزء لا يتجزّأ، فيساعدنا على التجوال في هذا الكتاب الكبير الذي ما استطاع أحد أن يفتحه ويفضّ ختومه سوى الأسد الذي من عشيرة يهوذا، كما يقول سفر الرؤيا (5:5). بعد نظرة إجماليّة، نتوقّف عند البنتاتوكس أو الأسفار الخمسة، قبل العودة إلى الأنبياء وإلى أسفار الحكمة.

1 - نظرة إجماليّة

لا نستطيع في مدى ضيّق بعض الشيء أن نقدّم تقديماً وافياً أبحاثاً استغرقت قرناً من الزمن، حول العهد القديم. يمكننا أن نعدّد الدراسات الهامة، من تفاسير ومواضيع ومقالات. ولكنَّ هذا أمرٌ تقوم به المجلات والدوريات بشكل شبه منتظم. لهذا، سنحاول في هذا المقال الواسع أن نقدّم التطوّرات الرئيسيّة التي طبعت بطابعها دراسات العهد القديم في القرن العشرين، وتطلّعات المستقبل التي نقدر أن ننتظرها. نتوقّف عند الأقسام الثلاثة في التوراة العبريّة أي التوراة. أو: أسفار موسى الخمسة، والأنبياء وسائر الكتب. والتوسّعات هنا ترافقها بقدر المستطاع أمثلةٌ ملموسة. هذا يفترض خيارات خاصّة بكل كاتب. ولكننا نرجو أن ما نطرحه سيساعد القارئ على التعرّف إلى بعض محطّات تتيح له أن يحدّد موقعه في هذا الحقل الواسع، الذي تمثّله دراسات العهد القديم.

ونقدّم أيضاً ملاحظة. عرفت السبعينات، في القرن العشرين، انقلاباً هاماً نجده في مجمل الدراسات المتعلّقة بالعهد القديم. فبجانب دياكرونيّة، تفصيليّة، إلى أدب شعب اسرائيل وتاريخه وديانته، هناك مسيرة سنكرونيّة، إجماليّة، تعارض بقوّة ما وصلت إليه الأبحاث في القرن العشرين. فكانت النتيجة انفتاح البحث على نهوج تهتمّ اهتماماً أكثر بالشكل النهائي للنصّ. ثمّ، ما من مدرسة تسيطر على الساحة. لهذا بدا الباحثون أكثر اتضاعاً واعتدالاً، فراعوا مراعاة أفضل أولئك الذين يقدّمون تطلّعات تختلف عن تطلّعاتهم وفرضيّات جديدة لا تدخل في نظرتهم. وبالاختصار، مقابل الدراسات التوراتيّة ورشةٌ يجب أن يُعمل فيها كلّ شيء. هي ساعة فريدة ونادرة ومؤاتية لمخيّلة خلاّقة تبقى أمينة لمضمون معنى الوحي في الكتب المقدّسة.

حين نتطرّق إلى دراسة العهد القديم، نجد نفوسنا أمام ثلاثة أمور: نصوص العهد القديم، الشرق الأوسط القديم خارج البيبليا، الدراسات التاريخيّة النقديّة. نذكر هذه الأمور الثلاثة في إشارة سريعة، ممّا يُتيح لنا أن نحدّد في هذا الحقل الواسع، الدراسات التوراتيّة.

2 - الدراسات التاريخيّة النقديّة

اعتُبرت البيبليا حتّى القرن الثامن عشر، وثيقة تقدر أن تعطينا معلومات عن تاريخ شعب اسرائيل وحضارته. فالمنظار البيبليّ إلى تاريخ شعب اسرائيل وأدبه وديانته، لم يكن ليحرّك جدالاً هاماً. فكانت المهمّة الرئيسيّة لدى معلّمي الكنيسة، أن يشرحوا ويؤوِّنوا المعنى اللاهوتيّ والروحيّ للأسفار المقدّسة. ولكن مع مجيء المنظار النقديّ الذي ارتبط ارتباطاً خاصاً بما حمله عصر الأنوار (القرن 18)، انتقل الاهتمام من شيء إلى آخر، فنالت النظرةُ البيبليّة الى تاريخ اسرائيل وديانته تحوّلات هامة. في القرن التاسع عشر، قدّم يوليوس ولهاوزن أكمل شميلة وأفضلها عن هذه المقاربة الجديدة(1). إنها تمثّل الموقع النقديّ المعروف الذي سوف يُشرف على البحث في القرن العشرين.

كان اهتمام أول بالعهد القديم من الوجهة التاريخيّة والأدبيّة، فسعى الباحثون إلى إبراز ديانة اسرائيل. كما طلبوا في الوقت عينه أن يتحرّروا من الاعتبارات اللاهوتيّة والعقائديّة. أما مواضيع الدراسات الجوهريّة فكانت: تاريخ اسرائيل وديانته. الوجهة الأدبيّة في النصوص البيبليّة. غير أن المقاربة توسّعت في سياقٍ طبعته بطابعها عقلانيّةٌ تستند إلى العقل وتترك الوحي. وبما أنه لم يكن من الممكن أن يجدوا نقاط مقاربة في الشرق الأدنى القديم، اكتفوا مراراً بتطبيق النظريّات الأدبيّة المعروفة. وتركت الفلسفات أيضاً آثاراً عميقة، ولا سيّما نظريّة التطوّر التي طبعت بطابعها القويّ القرن التاسع عشر. طُبّقت هذه الرؤية على ديانة اسرائيل وعلى أدبه. وإحدى نتائج هذه المقاربة الجديدة، كانت لاأدريّة تجاه التقاليد البيبليّة ولا سيّما الحقيقة التاريخيّة في العهد القديم وتماميّة فنونه الأدبيّة. وهكذا أعيد ترتيب البنتاتوكس (أو الأسفار الخمسة) إلى أربعة ينابيع أو مراجع أو وثائق. اليهوهيّ (يدعو الله يهوه). الالوهيميّ (يدعو الله الوهيم). الاشتراعي (يجد نواته في سفر تثنية الاشتراع). الكهنوتيّ (تكوّن في محيط الكهنة). وهذه المراجع دُوّنت في حقبات مختلفة. والمعايير من أجل هذا التفكيك كانت أدبيّة، لغويّة، لاهوتيّة. إذن، في جوهرها داخليّة، أي مرتبطة بدراسة النصّ من الداخل. وعولج الأنبياء معالجة مماثلة. تألّفت أسفارهم من أجزاء توزّعت على عدّة قرون من الزمن. أما المزامير وسفر الحكمة، فاعتُبرا كتابين ينتميان إلى حقبة متأخّرة. وأخذوا بقول يعلن أن كل مضمون لاهوتيّ متطوّر (على مستوى الشموليّة والتشخيص) كان نتيجة توسّع متأخّر في ديانة اسرائيل(2).

لا شكّ في أن هذه اللوحة سوف تعرف تحوّلات هامّة أو أقلّ أهميّة، وذلك في وقت سريع. بعضُهم عاد بوجود اسرائيل في كنعان، إلى القرن الثامن عشر، وبيّنوا أن الآباء لهم وجود تاريخيّ(3). ولكن بعد ولهاوزن بقرن من الزمن، واصل تومبسون(4) الجدال حول هذا التجذّر التاريخيّ في بداية الألف الثاني ق.م. ومهما كانت التبدّلات، إلاّ أن البنية الأساسيّة الواحدة لبثَتْ هي هي. فظلُّ ولهاوزن غطّى الدراسات التوراتيّة بما يقارب قرناً من الزمن. فالنقد الأدبيّ سوف يتطوّر: تكلّم الباحثون على التوالي، عن نقد الفنون الأدبيّة مع غونكل(5)، عن التقليد الشفهيّ مع المدرسة السكندينافيّة (ولا سيّما في الدانمارك)، عن تاريخ التقليد مع ألت، نوت، فون راد(6)، عن المقاربة القانونيّة مع تشايلدس(7). ارتبطت (أو افترضت) هذه المقارباتُ بنظريّة المراجع. إذن، التوسّعات اللاحقة لا تخالف النظريّة المراجعيّة. ونحن نرى النتائج في دراسات تتعلّق باللاهوت البيبليّ(8). إذن، ظلّ وضعُ المسألة هو هو في السبعينات من القرن العشرين.

وهكذا نستطيع أن نتكلّم عن تواصل، أو عن توسّع في قلب الشميلة المعروفة. وشدّد الباحثون أيضاً على التناقضات العديدة في العهد الجديد. فننتج عن ذلك لاأدريّة عنيدة تجاه التقاليد البيبليّة، ولا سيّما في ما يتعلّق بالتاريخ الأولاني: حقبة الآباء، الخروج، احتلال الأرض. وقد لاحظ كيتشان(9) توتّراً قويّاً بين النظرة البيبليّة إلى التاريخ والديانة والأدب، والنظرة التي يقدّمها النقد حين يعيد بناء نصّ أدبيّ. وهذا التوتّر ظاهرة فريدة في إطار الشرق الأدنى القديم. ويضيف الكاتب: »على مستوى التوسّع الأدبيّ والتاريخيّ والدينيّ لأمّة أو شعب، ما رأينا أبداً في كل الشرق الأدنى القديم، ولا في كل تاريخه، صياغة جديدة، تامّة، صياغة لا مبرّر لها. وهذه الصياغة تتعارض مع الوثائق التي بين أيدينا«.

ولكن منذ السبعينات، نفخت ريحٌ جديدة على دراسات العهد القديم النقديّة. فرأينا كيف وُضعت على المحكّ شميلةُ ولهاوزن حول النظريّة المراجعيّة، وحول المصادر. وهكذا نستطيع القول اليوم أن قد عفّاها الزمن. لهذا أخذوا يشدّدون الآن على توسّع التقليد الشفهيّ مع تدوين (خصوصاً بالنسبة إلى البنتاتوكس) حصل في زمن المنفى (587 - 538 ق.م). وهكذا تكلّموا عن نهضة »فرضيّة الأجزاء«(10) و»فرضيّة التكمّلات«(11). تُشير »فرضيّة الأجزاء« إلى أن التوراة لم تتكوّن من مراجع (يهوهي، الوهيمي، اشتراعي، كهنوتيّ)، بل من أجزاء مستقلّة. أما »نظريّة التكمّلات« فتشير إلى وجود لمحة أساسيّة انضمّت إليها تكمّلات، بشكل تدريجيّ. ترتبط هذه التكمّلات أكثر ما ترتبط بتحليل شامل، إجمالي.

وهذا التبدّل الذي هو قريب من القطيعة، يرتبط، بلا شك، بطريق مسدودة تُوجَد أمامها المقاربةُ الدياكرونيّة التي تهتمّ بتكوين النصوص (منذ البداية) وتاريخها. وأمام النتائج المتناقضة الذي يقدّم هذا النهج، الذي لا يستطيع أن يميّز ما يرتبط، في النصوص البيبليّة، بالكاتب، وما يرتبط بالتقليد اللاحق، أخذ عددٌ من الكتّاب بالنهج السنكروني. يهتمّ هذا النهج بالشكل الأخير للنصوص ويُبرز تماسكَها الأدبيّ. فهو يبيّن كلَّ التبيان البلاغات التي يحملها النصّ. تحدّث رولان مينيه وغيره، عن هذا التطوّر فشدّد على البلاغة. فتفسير النصّ البيبليّ وفهمه يدعوان إلى التحليل البلاغيّ. »هو نهج يتيح لنا أن نعرف ما أُلِّف ليُقرأ في الوقت عينه«(12).

هذه الروافد الجديدة ساعدت، بلا شكّ، على تركيز الدراسات التوارتيّة، وهذا أمر يدعو إلى الفرح. ولكن تشديداً كبيراً على تقليد شفهيّ طويل مع تدوين في أوقات الأزمة (مثل المنفى)، تجعلنا لا نثق بالنصوص البيبليّة على مستوى التاريخ. بل قال ألان ميلار أنه لا يوافق وجود الوثائق التي بين أيدينا. كانت التربية تتمّ، عادة، بواسطة التعليم الشفهيّ، »إلاّ أن الكتابة وُجدت واستُعملت على كل مدّ تاريخ اسرائيل، بحيث تقدّم مراجع أكيدة«. بل يقول الكاتب: »لا أساس للفرضيّة... التي تقول إن الأدب لم يدوّن إلاّ في أزمنة الأزمة، مثل تلك التي حرّكها هجومُ البابليّين على يهوذا«(13).

3 - الشرق الأدنى اللابيبليّ

تقودنا هذه الملاحظات الأخيرة، بشكل طبيعيّ، إلى معالجة الأمر الثاني. حتّى منتصف القرن التاسع عشر، ظلَّ المصدرُ الأساسيّ للمعلومات عن الشرق الأدنى القديم، محصوراً في الكتاب المقدّس. لا شكّ في أن مؤرّخين قدماء مثل هيرودوتس ومنيتون وبيروسيوس، قدّموا لنا معلومات قيّمة. غير أن مجمل هذا العالم ظلَّ مجهولاً، في شكل إجماليّ. ولكن في القرنين التاسع عشر والعشرين، كلُّ هذا العالم المدفون بدأ يسلّم كنوزه. مصر من جهة. ومن جهة أخرى، سومر، بابل، أشورية، أناتولية (الحثّيون والحوريّون) وسورية مع مدن مثل ماري، أوغاريت (راس شمر)، إيبلا... وأتاحت الاكتشافات المتلاحقة للأرشيف المكتوب في اللغة المسماريّة، أن تزيدَ معلوماتُنا حول الشرق الأدنى القديم: مكتبة أشوربانيبال (1850). لويحات تلّ العمارنة (1887). مجموعات لويحات جاءت من نيفور (أو نيبور، 1880 - 1890) في السومريّة، لويحات نوزي (1920). اكتشافات أوغاريت (1929، 1948). أرشيف ماري (1936) وإيبلا (1974).

برزت عدّة معلومات تاريخيّة، أدبيّة، اجتماعيّة، سياسيّة، فنيّة، دينيّة، ترتبط بالحياة اليوميّة. وهكذا عاد اكتشاف الكتابة إلى سنة 3500 ق م. وعادت أولُ آثار للحضارة إلى 10000 سنة ق م أو ما قبل. في مرحلة أولى، توسّعت الأركيولوجيا (علم الآثار) بالنظر إلى العهد القديم. وبعد ذلك، صارت علماً مستقلاً. كل هذه المعلومات كان لها تأثير ضئيل على الدراسات التوراتيّة. وحوالي سنة 1930، انبرى عالم أميركي، البرايت(14)، فكان أول من قام بمقابلة النصوص. هذه المدرسة الأركيولوجيّة والمقابليّة عملت الكثير من أجل تصحيح ما قدّمته المدرسة النقديّة وغالت، وفتح تطلّعات جديدة في دراسة العهد القديم. فبرزت نظرة جديدة إلى القيمة التاريخيّة للتقاليد البيبليّة القديمة. مثلاً، سفر التكوين، الفصل 14. سنة 1918، ظنّ البرايت أننا أمام مقالة تاريخيّة ألّفت سنة 500 ق م. سنة 1961، أكّد الكاتب عينه على قدم النص وتماميّته، وذلك بعد أن قام بدراسة دقيقة قابل فيها النصوص. إذن، لا بدّ من الانفتاح على كل هذا الغنى واستغلال المعلومات التي بين أيدينا، لكي نفهم العهد القديم فهماً أفضل.

4 - نصوص العهد القديم

أغنت الاكتشافات الأركيولوجيّة إغناء كبيراً معرفتنا بالشعوب والحضارات التي كانت في فلسطين وفي البلدان المجاورة. ولكن يجب أن لا ننسى، أن مجموعة الوثائق التي تكوّن العهد القديم، تبقى جوهريّة لدراسة وفهم الشرق الأدنى القديم. ونستطيع القول مع ونتون توماس إن »العهد القديم يبقى الدليل الأساسي لفلسطين القديمة، لأنه يقدّم الإطار الثقافيّ والتاريخيّ والدينيّ«(15).

أضف إلى ذلك الرفدَ الكبير الذي قدّمه النقد النصوصيّ من أجل فهم البيبليا فهماً أدقّ، وتأليفها وانتقالها. فمخطوطات البحر الميت التي كُشفت منذ سنة 1947، لعبت دوراً رئيسياً في الأبحاث البيبليّة. في ما يتعلّق بالعهد الجديد: تكوين القانون أو لائحة الأسفار القانونيّة. توسّعُ العبريّ والأراميّ. الكتابة والاملاء. ممارسة الكتابة والنقد التاريخيّ. في ما يتعلّق بالعهد الجديد: إضاءة بعض وجهات العالم اليهوديّ في زمن يسوع، وهذا ما يتيح لنا أن نعرف الأناجيل معرفة أفضل.

هذه المخطوطات سبقت النصّ العبريّ الماسوريّ بألف سنة. وهي تمثّل مختلف أنماط النصّ: النص الماسوريّ أو التقليديّ بنسبة 60%. البنتاتوكس السامريّ، اليونانيّة السبعينيّة... إذن، التقليد النصوصيّ لم يكن بعدُ محدّداً في بداية المسيحيّة وبالأحرى قبل هذه البداية، ويوم نُسخت مخطوطات قمران. ومع الحريّة النسبيّة التي نعم بها النسّاخ، فهناك اتّفاق أساسيّ بين مخطوطات البحر الميت. هذا ما يدلّ على الأمانة في نقل الكتابات البيبليّة(16). ثمّ إن الترجمة الجديدة لكتب السبعينيّة (في الفرنسيّة) ساعدت على التعرّف إلى التأويل وقراءة الكتب المقدّسة لدى اليهود ولدى المسيحيّين(17). وتأكّدت الأوساط البروتستانتيّة، بشكل خاص، أن السبعينيّة شاهدٌ هام يساعد على فهم أفضل للنص البيبليّ.

خاتمة

نستطيع القول إن الدراسات المتعلّقة بالعهد القديم، قد توسّعت حول ثلاثة محاور مع تشديد يختلف باختلاف الكتّاب. ولكن لا بدّ من القول إن ما سيطر هو المقاربة النقديّة التي ارتبطت بفرضيّات وتنظيرات جاءت نتيجة العقل الذي تحرّر من كل سلطة. للنقد(18) مكانته، ولكن من الضروريّ أن يحترم تماسكَ النصّ وتماميّته، كما يبدو أمامنا، وأن يأخذ بعين الاعتبار معطيات جعلتها الأركيولوجيا في متناولنا. إذن، يجب أن نضع البيبليا في السياق الشرقيّ القديم ونترك الكلام للوقائع التي هي الأغراض والوثائق. وهكذا تكون استنارة متبادلة بين البيبليا والأركيولوجيا ونتائج البحث. كل هذا يساعد على فهم أفضل لمضمون النصوص البيبليّة، ويتيح لنا أن نقيّم فرضيّات خطيرة ونتائج لا تتأسّس على مقاربة نقديّة، منطلقين من معايير تتحلّى بموضوعيّة نسبيّة.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM