الخاتمة

 

الخاتمة

تسعة فصول قرأناها في هذا الكتاب. اثنان من يشوع يحملان المعنى الديني الأساسيّ. الفصح الأول بعد الدخول إلى أرض الميعاد. برز الشعب في بداية جديدة. الختانة ثم الاحتفال. لأن من لم يُختَن لا يحقّ له المشاركة في الفصح. والعهد بين يشوع وجماعته من جهة، وبين الآتين من خارج قبائل سفر الخروج. كلهم حول المعبد الواحد، في شكيم، حيث كل قبيلة تؤمّن الخدمة شهرًا في السنة. فكما انضمّ »أغراب« في عبور البحر والإقامة في الصحراء، كذلك انضمّ إلى الإيمان الجديد أولئك الذين أرادوا الاقتداء بيشوع.

ثلاثة فصول في سفر صموئيل الأول. دعوة صموئيل ألقت الضوء على كتاب صموئيل بجزئيه (1 صم - 2 صم). هو الذي مسح شاول ثم مسح داود، بالرغم من المعارضة القويّة ضدّ المؤسّسة الملكيّة. دعاه الله دعوة خاصّة، فاختلف عن القضاة الاثني عشر الذين تحدّث عنه سفر القضاة: هو سمع صوت الله، ورأى حضور الله، فدُعيَ الرائي كما دُعيَ النبي. تطلّع إلى المستقبل، فمسح داود ملكاً، وشاول بعدُ حيّ. خسر شاول سلطته حين ترك الله وأراد أن يسمع للجيش، أن يطيع الشعب، لا الله.. وكانت ثورة في البلاد، بطلاها شاول وداود. أما الكاتب الذي أخذ جانب داود، فأعطاه وجهاً جميلاً، متسامحاً، رافضاً للقتل. وشاول أخذ ينحدر شيئاً فشيئاً، كأنه يستعدّ للموت ولإفساح الطريق أمام داود. بل سيطلب منه أن لا يُفني سلالته.

وتوزّعت سفر صموئيل الثاني ثلاثة فصول أيضاً. في الأول، نادت يهوذا بداود ملكاً. ثم تبعتها اسرائيل. وهكذا اتحد الشمال (اسرائيل) والجنوب (يهوذا)، لا في دولة واحدة، بل في شخص داود. والوضع يكون كذلك بالنسبة إلى سليمان. ولكن بعد موت سليمان، انفصل الجنوب والشمال، مع عاصمتين دينيتين: أورشليم بهيكلها. السامرة بهيكلين في بيت إيل ودان. في فصل ثان، كان حوار بيت بيت داود، أي سلالته، وبيت الله أي هيكله. الربّ يحفظ بيت داود، ويعطيه نسلاً يتواصل على عرش أورشليم. ولكن الله لا يرضى ببيت حاول داود أن يبنيه، لأن يديه تغمّستا بالدماء. هذا البناء يكون عمل ابنه سليمان. والفصل الثالث، تركّز على خطيئة داود التي كانت بداية الانحطاط في هذا الملك الذي قيل فيه إنه كان بحسب قلب الله. ولكن الخطيئة ليست الكلمة الأخيرة. الكلمة الأخيرة هي الغفران كما أعلنه النبي ناتان لداود.

وينتهي هذا الكتاب بفصل من سفر المكابيين الثاني، آخر الكتب »التاريخيّة« بحسب التقسم الكاثوليكيّ للكتاب المقدس. هي تبدأ بيشوع حوالى القرن الثاني عشر ق م، وتنتهي مع المكابيين في القرن الثاني ق م وربما القرن الأول. مع هذا الفصل ننفتح على العهد الجديد والكلام عن قيامة الموتى.

تلك كانت تأمّلاتنا في هذا الكتاب. جاءت الفصول طويلة لأننا أوردنا النصوص الكتابيّة وما حاولنا أن نقتطع منها. تلك طريقة يدخل فيها المؤمن شيئاً فشيئاً إلى عالم الكتاب المقدّس ليجد فيه النور الذي يضيء الطريق، كما أضاء على يشوع وصموئيل وشاول وداود. وهنيئاً لنا إن كنا فتحنا قلبنا على هذا النور.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM