الخاتمة.

 

الخاتمة

قرأنا تأمّلات ومواضيع في كتاب سمّيناه »رابطة الإيمان«. الإيمان علامة، شأنها شأن المحبّة. فالمسيحيّون الأوّلون كانوا يعرفون في محبتهم بعضهم لبعض. كانوا يقولون فيها: أنظروا كم يحبّ بعضهم بعضاً. وكذا نقول عن الإيمان. يسلّمون على بعضهم ويصنعون إشارة باصبعهم داخل يد من يصافحون، يرسمون السمكة، يرسمون اللفظ اليونانيّ الذي يعني: يسوع المسيح، ابن الله، المخلّص. فإن كان الآخر مسيحياً، ردّ على الإشارة بمثلها. وإن كان وثنياً، لا يفهم شيئاً ولا يقدم جواباً. وهكذا يعرف المسيحيّ المسيحيّ بشكل ملموس. وهذا الأمر كان بمنتهى الأهميّة، لأن المسيحيّين كانوا مضطهدين، وقيل فيهم القول المعروف: »المسيحيون أناس ذاهبون إلى موت«. ما كانوا يخافون. ولكن الرب طلب منهم أن يحترزوا: »إن اضطهدوهم في هذه المدينة، فاهربوا إلى أخرى« (مت 10:23).

كتاب في ثلاثة أقسام. مع بطرس ويوحنا. ثم مع بولس الرسول. وأخيراً ننطلق من يسوع المسيح فنصل إلى الكنيسة. الكنيسة الجامعة في رومة. والكنيسة المحليّة في الهند مثلاً، باتصال مع الشرق الأدنى، بدءاً بالعراق وصولاً إلى لبنان وسورية.

ننطلق عادة من نصّ كتابي. نقرأه، نتأمّل فيه. نعيد قراءته. وهكذا يتواصل التعليمُ في حياتنا. لما اعتمد أول فوج مع بطرس، يوم العنصرة، هتفوا للمسيح الرب. ولكن العماد ليس فقط عملاً فردياً، ولاطق سنمارسه في الخارج. بل نحن كلَّ يوم نعتمد. نرتكز على المسيح وعلى الكنيسة وعلى الإخوة. وهذا ما يفرض علينا أن نفهم كلام المعلّم الذي قال للتلاميذ على الجبل: تلمذوهم. عمّدوهم. علّموهم. تتلمذ يوم العنصرة 3000 شخص. وقبلوا العماد، واليوم يعلن أطفالُنا يسوع فنعمِّدهم. أو نعلن نحن باسمهم. ولكن العماد لا يتحقّق في واقع الحياة، إلاّ في نهاية الحياة: نموت مع المسيح. يرانا الناس مائتين. ولكننا لا نبقى في الموت كأناس لا رجاء لهم. بل نقوم مع المسيح. وهذا ما لا يراه الناس، بل يعتقده المؤمن اعتقاداً واثقاً.

ذاك هو الكتاب الذي قرأناه. نرجو لقرّائنا أن يكونوا اقتربوا أكثر من المسيح الذي يدعو كلّ واحد منّا إلى اتباعه.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM