شفاء أعميَين .

 

شفاء أعميَين

آ27. ولمّا عبرَ يسوعُ من هناك، خارجًا من بيت يائيرس، تبعه أعميان يصيحان قائلَين: ارحمْنا يا بنَ داود. قد حملهما على طلب البرء من يسوع سماعُهما بعجائبه، وقد كان هذان الأعميان مفتوحَي البصيرة. فمن عادته تعالى أن يعيض أحيانًا عن فقد البصر بجودة البصيرة والعقل. فديدموس* معلِّم مار إيرونيموس* كان أعمى، ولكن كان حاذق البصيرة في تفسير الكتاب المقدَّس.

آ28. ولمّا دخل البيت، الذي كان استأجره في كفرناحوم، تقدَّم إليه الأعميان. إنَّ يسوع لم يشفِ الأعميين في الطريق ليزيد إيمانهما ورغبتهما في الشفاء، وليعلِّم أنَّ الثبات ضروريّ في الصلاة. فقال لهما يسوع: أتؤمنان أنّي أستطيعُ أن أفعلَ هذا؟ أي ما كانا يطلبانه، وهو تفتيح أعينهما. فهذا الإيمان كان يحرِّك رجاء الأعميين بأنَّ المسيح يشفيهما. فقالا له: نعم يا ربّ.

آ29. فلمسَ حينئذٍ عيونَهما، ليشير إلى قدرة يديه المحييتين وللأسباب الموردة في 8: 3، قائلاً:

آ30. ليكُنْ لكما كإيمانِكما. أي آمنتما بأنّي أقدر أن أفتح أعينكما فلتنفتح. فانفتحَتْ أعينُهما حالاً، أي شَرعا يُبصران لأنَّهما كانا قبلاً مفتوحَي الأعين ولكن معدمي البصر فعاد لهما. فزجرَهما يسوعُ قائلاً: انظُرا، لا تُخبرا أحدًا، فرارًا من المجد الباطل وتعليمًا لنا ذلك.

آ31. أمّا هما فخرجا وأشاعا خبرَه في تلك الأرض كلِّها. لم يخطئ الأعميان ضدَّ وصيَّة المسيح بإشاعتهما الخبر كما زعم كالفن*، لأنَّهما فهما بصواب أنَّ المخلِّص لم يأمرهما بذلك أمرًا مطلقًا، بل قاله لهما حشمة واتِّضاعًا.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM